 |
| الإكتئاب - بحث كامل pdf |
في هذه التدوينة سنعرض معا مجموعة من التعريفات و المفاهيم الخاصة بالإكتئاب بشكل مفصل ,فيما سنتعرض لاسباب وأسس تصنيفه و الأعراض الإكلينكية و التشخيص و النظريات و علاج الإكتئاب في تدوينات لاحقة .
تمهيد
إن الاضطرابات النفسية لدي الطفل والمراهق تشكل مشكلة هامة علي صحتهم خاصة الاكتئاب، فأعراض الاكتئاب لدى الأطفال دقيقة ومتباينة وتشخيص الاكتئاب لدى المراهقين يعتبر معقدا بسبب التغيرات الفسيولوجية والنفسية، ويكون سبب وبتقدم الأعراض نقطة جدال وبتقدم الدراسات أوضح العديد من المشخصين للاكتئاب أن الأعراض الجوهرية لعمل التشخيص اللازم للاكتئاب لدي الأطفال والمراهقين والكبار تتشابه .
ويتفق كثير من الباحثين علي أن اكتئاب
المراهقة هو أحد أشكال الاضطرابات الانفعالية التي يسودها المزاج المتكدر ، وأن
الاكتئاب له مجموعة من الأعراض تبدو في صورة شكاوى جسدية وشكاوى نفسية مثل الشعور
بالوحدة والعزلة وانخفاض تقدير الذات وتأخذ هذه الصورة في الازدياد عندما يصل
الأمر إلي الاكتئاب المرضي ( عزة دجوى
2000 , 10-11)
أما عن مدى شيوع الاكتئاب لدي المراهقين
ففي دراسة لروتر Rutter عام 1986 وجد أن نسبة الشعور بالاكتئاب لدي العينة التي يتراوح متوسط
أعمار أفرادها بين 10-11 سنة ووصلت إلي 10 %إلي 12 %بينما قفزت نسبة الاكتئاب إلي 40 % لدى أفراد العينة التي
يتراوح مدى أعمارها بين 14-15 سنة .
وقد وصلت نسبة الاكتئاب في دراسة " كاشاني Kashani " وزملاؤه
عام 1989
لمجموعة المراهقين ذوي ال 17عاما أربعة
أضعاف المجموعتين ذوات ال 8 و 12 سنة ( هناء محمد
جبرال ثاني 2004 ,7)
كما توصلت العديد من الدراسات إلي أن
الإناث أكثر عرضة من الذكور بمقدار الضعف. للإصابة بالاكتئاب حيث بينت 62 %للإناث
مقابل 11 % للذكور تقريبا
(Boyd & Weissman, 1981.1039-1046.; Stuart et
al.,1984..109-122)
وتتفق هذه النتائج مع ما أشار إلية الدليل
التشخيصي والإحصائي الرابع للإضطرابات النفسية أن نسبة انتشار الاكتئاب الشديد تفوق
لدي الإناث عنه لدي الذكور (391.1994 . DSMIV .(
و النتائج متعارضة في هذا المجال. ويعتقد
إلى جانب الأسباب البيولوجية بوجود عوامل مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والوضع
الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، تولد الاستعداد للمعاناة من انخفاض تقدير الذات
وبالتالي للإصابة بالاكتئاب
(Hautzinger& de jong meyer 1994)
وعلى الرغم من أن الاكتئاب يمكن أن يظهر في
أي سن ، إلا أن النتائج تشير إلى ارتفاع نسبة المرض لدى المراهقين خاصة
في نهاية العشرين.
تعريف الإكتئاب
على الرغم من أن الاكتئاب
يعد مصطلحاً مألوفاً لدي معظم الناس ويبدون تفهماً وجدانياً له، إلا أنه يفتقر إلي
تعريف دقيق نظراً لأعراضه المتنوعة وأنواعه المختلفة وأسبابه المتعددة ,ويشير
البعض إلي أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببعد السرور / الكدر ويتصوره الطب النفسي علي
أنه وحدة مرضية ذات
خصائص معرفية ونزوعيه
وبدنية وسلوكية .
والاكتئاب في اللغة
العربية مأخوذ من مادة " كأب " وكآبة. : يعني تغير في نفسه وانكسرت من
شدة الهم والحزن فهو كأب وكئيب.و أكأب فلانا أي أحزنه ، واكتأب وجه الأرض: تغير
وضرب إلى السواد. والكأبة: الحزن الشديد والاكتئاب مرادف للانقباض ، وانقبض يعني
تجمع وانطوى، وانقبض الرجل علي نفسه ضاق بالحياة فاعتزل ، وانقبض عن القوم هجرهم(المنجد في اللغة
والأعلام ، 1986 ص 668).
كما عرف في (موسوعة علم النفس) بأنه موقف عاطفي أو اتجاه انفعالي
يتخذ في بعض الأحيان شكلا مرضياً واضحاً وينطوي على شعور بالقصور وعدم الكفاية
واليأس ، بحيث يطغي هذا الشعور على المرء أحيانا ويصاحبه انخفاض عام في النشاط
النفسي والعضوي .( اسعد رزوق , عبد الله الدايم , 1992 ص44)
ويعرف أ. م . كولز (1992 :
217) الاكتئاب بأنة خبرة ذاتية وجدانية وتسمي حالة مزاجية أو انفعالا، والتي تكون
عرضاً دالا علي اضطراب جسمي أو عقلي أو اجتماعي ، وزملة مركبة من أعراض
معرفية ونزوعية و سلوكية
وفيزيولوجيه بالإضافة إلي الخبرة الوجدانية وقد أصبحت وجهة النظر الأخيرة هي
الأكثر شيوعاً وبخاصة في الطب النفسي .
وكذلك فإن الدليل التشخيصي
والإحصائي للاضطرابات النفسية والعقلية يعرف الاكتئاب بأنه مركب من الأعراض المتزامنة التي يميزها وجود مزاج يتسم بالقلق وعدم
الارتياح Dysphonic mood يسيطر
الكآبة والحزن وفقدان الأمل وعدم الرضا وانقباض الصدر، وسرعة الغضب أو الانفعال ،
إضافة الي الوجدان السلبي مع وجود تقلب دائم و ثابت نسبیاً للمزاج (محمد السید
عبدالرحمن ،1998ص 17).
وعرف في (موسوعة علم النفس
والتحليل النفسي ) بأنه صعوبة في التفكير ، ويسبب كساد في القوى الحيوية والحركية،
وهبوط في النشاط الوظيفي، وقد يكون له أعراض أخري كتوهم المرض، وأوهام اتهام الذات
، وتوهم الاضطهاد والهلوسة، والاستثارة .
والاكتئاب له ثلاثة مستويات
من الشدة وهي الاكتئاب الخفيف ، والحاد والذهول الاكتئابي ومن أخطر سمات الاكتئاب
الميل للانتحار ، وهو ميل موجود طوال فترة الإصابة بالمرض ، وفي دور النقاهة
(عبد المنعم الحفني ، 1994 ص
206)
ويركز معجم علم النفس علي
مصطلح الاكتئاب الاستجابي بالتحديد Depression
Reactive
علي أنة " اكتئاب عارض وغير متكرر بشكل دوري، العامل المرسب فيه تعرض المريض
لحادث مكدر بشدة مثل فقدان شخص محبوب أو فقدان العمل أو نكسة سالبة، ويعالج
الاكتئاب الاستجابي بالعقاقير المضادة للاكتئاب، وفي بعض الحالات بالصدمة
الكهربائيه كإجراء طوارئ.
ويسمي هذا الاكتئاب أيضاً
بالاكتئاب خارجي المنشأ eXogenous Depression والاستجابة
الاكتئابية العصابية neurotic depressive , و
الاستجابة الاكتئابية depressive reaction
( جابر عبد الحميد , علاء
الدين كفاف 1995 ,3178)
وعرفه عبد ستار إبراهيم
(1998 ,21) بأنه مجموعة من الأعراض المتزاملة بعضها مادي (عضوي) وبعضها معنوي
(ذهني مزاجي) وبعضها الثالث اجتماعي، وهذه الأعراض تسمي الزملة الاكتئابية، وهي
تشتمل على جوانب من السلوك والأفكار والمشاعر التي تحدث مترابطة أو بعضها أو
غالبها والتي تساعد في النهاية على وصف السلوك الاكتئابي وتشخيصه .
كما يعرف الاكتئاب بأنة حالة
من الشجن المتواصل والحزن المستمر لا يدرك الفرد مصدرها
علي الرغم من أنها تنجم عن
خبرات أليمة وأحداث مؤثره انفعالية قد مرت به. وتتميز هذه الحالة بهبوط في الطاقة
النفسية والحركية، والشعور بالإعياء من أقل مجهود، وبالقلق وعدم الارتياح وفقدان
الاهتمام بالناس والأشياء والأحداث، والنشاطات والهوايات والترفية. وعدم المقدرة
علي الاستمتاع بالحب والأحاسيس المبهجة في الحياة . كما تتميز بسيادة مشاعر اليأس
والذنب وفقدان القيمة والثقة بالنفس
، اللامبالاة بالأحداث
الجارية، وفقدان المقدرة علي التركيز والتحكم أو الضبط والتوجيه الذاتي ويصاحب بعض
الحالات هذاءات و اوهام و هلاوس (عبد
المطلب القریطی ، 1998,ص 389)
.
كما عرفه مجدي أحمد (0 0
0 2 ص 180) بأنه " حالة من الحزن العميق يحس فيها المريض بعدم الرضا ، وعدم
القدرة علي الإتيان بنشاطه السابق ، ويأسه في مواجهة المستقبل ، وفقدان القدرة علي
النشاط وصعوبة في التركيز، والشعور بالذهان التام مع اضطراب في النوم والشهية
للطعام وأحلام مزعجه
أما " مي محمد الرميح وأحمد عبد الخالق "
(2003 ص541 ) فيعرفا الاكتئاب بأنه حالة انفعالية مدوامة نسبياً من الخوف
والانقباض والضيق مع شعور بالهم والغم وهبوط القوي الحيوية ونقص الدافعية.
وتوجد هذه الحالة
الوجدانية المداومة نسبياً على شكل درجات تبدأ من الشعور البسيط بالحزن والتشاؤم،
مروراً بالأسى والكأبة والعجز، حتى مشاعر القنوط والجزع واليأس ومحاولة الانتحار.
ويقدم حامد زهران"
مفهوماً
جديداً للاكتئاب أكثر شمولية للأعراض النفسية والجسمية التي يتضمنها هذا المفهوم فيرى
أن الاكتئاب هو "حالة من الحزن الشديد
تنتج عن الظروف الأليمة ، وتعبر عن شيء مفقود وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه ويصحبه
أعراض نفسية وجسمية، ومن أنواعه: الاكتئاب الخفيف، والبسيط والحاد والمزمن،
العصابي، الذهاني( حامد زهران 2003 , ص 151 )
ويشير خالد عوض البلاح (2004
- ص 10 ) الاكتئاب هو حالة من المزاج الكئيب ، ونقص الاهتمام الاجتماعي، ونقصان الدافعيه
للعمل المدرسي، الشعور بالوحدة، العزلة الاجتماعية، إنقاص قيمة الذات، وكذلك عدم
الرغبة في التواصل مع الأخرين .
والتعريف الإجرائي للاكتناب
الذي سناخده هو تعريف معدا الاختبار (1991) الذي يعرفا الاكتئاب علي أنة
(الارتفاع في الدرجة على مقياس الاكتئاب (د) والتي تدل علي وجود أغلب الأعراض
العشرين التي يقيسها المقياس والتي من ضمنها : الحزن ، التشاؤم، الإحساس بالفشل ،
الشعور العام بفقدان الاستمتاع ، عدم الرضا ، مشاعر الإثم ، التصرف الخاطى ، القلق
التشاؤمي ، كراهية الذات ، وتخطيء الذات، الميول الانتحارية ، البكاء ،فقدان الميل
الاجتماعي ، اضطراب النوم ، انخفاض الشهية للطعام وغيرها من الأعراض.
( علي السيد خضر و محمد محروس 1991 ,6ص )
المراجع
يتوفر هذا البحث على مراجع عربية و اجنبية تجدونها مرتبة في النسخة المحملة بصيغة PDF
ملاحظة
هذه المفاهيم و التعريفات + المراجع الموجودة اسفلها مقتبسة من رسالة ماجستيربعنوان(التعلق و علاقتها بالاكتئاب النفسي لدى المراهقين ) من إعداد أميرة فكري محمد عايدي , 2008 , جامعة الزقازيق