التدفق الذهني pdf

التدفق الذهني pdf 

بحث pdf 


التدفق الذهني pdf

التدفق الذهني pdf 





عناصر البحث 


 مقدمة

1 -  مفهوم التدفق

2 - مراحل التدفق

3 - محفزات التدفق

4 - أبعاد التدفق

خاتمة

قائمة المراجع



مقدمة :

سبق لك وأن شعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فوراً ودون أي جهد بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟ هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟ قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل ولكن إذا استعرضت شريط حياتك فستتذكر بلا شك مرة واحدة على الأقل كنت في مثل هذه الحالة ولكن المشكلة أنها نادرا ما تأتي. وقد تتمثل هذه الحالة في ورشة عمل، أو كتاب لامع، أو محاضرة مثيرة بدا لك أنك تفهم كل كلمة يقولها المحاضر بل تتوقع ما سينطق به من كلمات وتشعر بصفاء ذهن غير عادي، هذه الحالة تسمى «التدفق الذهني «

 فالتدفق يعد من بين أهم المفاهيم المرتبطة بحركة علم النفس الإيجابي , تلك الحركة التي أدخلت رسميًا في المسار الأكاديمي لعلم النفس سنة 1998 عندما ترأس مارتين سيلجمان الجمعية الأمريكية لعلم النفس.
إن طرح مفهوم التدفق الشعوري تعود بداياته إلى عام 1975 على يد العالم  المجري ميهالي ينتهيمالي   ثم أعقبه تطور جديد و تطبيقات في علم النفس الرياضي , مرورا بعلم التربية و المعرفة و صولا إلى الروحانيات.وقد أدى هذا التوجه إلى استقطاب اهتمام مجموعة من علماء النفس منهم دينيير إيد واهتمامه المكثف بما يعرف بجودة الحياة الانفعالية  وتركيزه في دراساته على مجالين أساسيين: حالة التدفق، والخبرة الإنسانية المثلى.

ويعد مفهوم حالة التدفق من المفاهيم السيكولوجية ذات المضامين الإيجابية و الفضفاضة التي تتسع للعديد من المفاهيم والتي تركز على الجوانب المعرفية مثل ( الانغماس , الانهماك الفكري , الاستغراق , الانتباه , اليقظة , الحضور , التركيز , الاستيعاب , الانشغال , التأمل , التبرير , التفكير العميق , البزوغ , الإشراق , أعمال العقل , شذ الهمم ) كما يصاحبها مجموعة من المشاعر الانفعالية الايجابية ويرافقها عدد من المشاعر منها السعادة , السرور , المتعة غير المسبوقة , الرضا , الصفاء , الطمأنينة الروحية , الرغبة بالاستمرارية , السيطرة على الوعي .

مفهوم التدفق الذهني  :


التدفق الذهني حالة إنسانية داخلية لها بعد نفسي وعقلي وروحي تجعل الشخص يشعر بالتوحد مع العمل الذي يقوم به والتركيز التام فيه والاندفاع بحيوية نحوه. وهي حالة من نسيان الذات والغرق في عمل يملك كل انتباه المرء وحواسه حتى يكاد لا يشعر بالعالم الخارجي من حوله، وتدعمه حالة من تدفق العواطف الإيجابية المليئة بالطاقة والحيوية التي تعمل جميعها على صرف انتباهه تجاه العمل الذي يقوم به، ويكتنف الإنسان في هذه اللحظات شعور بتوقف الزمن وإحساس داخلي بالبهجة وقدرة خارقة على التركيز والمهارة في الأداء وتحول الصعب إلى أمر يسير، ويغيب عنه الاهتمام بالكيفية التي يُؤدى بها العمل أو التفكير في النجاح أو الفشل لأن مشاعر السرور والبهجة بالعمل نفسه هي الدافع له باتجاه المداومة والمثابرة ليصل في نهاية الأمر إلى إبداع إنساني من نوع فريد تكون فيه المعاناة دافعاً دون انتظار لأي تعزيز من أي نوع كان، وتكون هذه الحالة مطلوبة لذاتها كما يكمن فيها وفيما تتضمنه من معاناة سر الرفاهية والسعادة الشخصية والإحساس العام بجودة الحياة لكونها تضفي المعنى والقيمة على هذه الحياة .

 مراحل التدفق الذهني :


قبل الوصول إلى هذه الحالة يمر الإنسان أو العقل البشري بعدة مراحل نذكرها باختصار:

المرحلةة الاولى :  مرحلة المعاناة    The Struggle

 هي مرحلة من الريبة والشك، يصطدم فيها المرء بكم هائل من المعلومات، شبيهة بالعصف الذهني حول موضوع مشكلته. فيستنفذ طاقة كبيرة من أجل ربط و  ترتيب المعلومات، لكن دون جدوى فيصاب بنوع من الفشل المصاحب باللإعياء ويسميها ميهالي بمرحلة ما قبل الانفجار.

المرحلة الثانية : مرحلة الاسترخاء    Relaxation

هذه المرحلة يجب أن تحرر عقلك تماما من المشكلة أو التحدي .فتأخذه بعيدا عنها وتنغمس في نشاط ترفيهي مختلف تماما عن جو ما كنت تقوم به، كممارسة الرياضة أو الاستمتاع برحلة لتعطي مجالا  للاشعور أو اللاوعي للقيام بعمله، في صمت في حالة من الاسترخاء التام.

المرحلة الثالثة : التفكيك  Fragmentation   :

بعد ملاحظة التغيرات التي تحدث لعقل الإنسان نتيجة للاسترخاء بعد المعاناة، يعود من جديد لإنهاء عمله، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة لا تستنفذ قدر كبير من الطاقة، فيكون في هذه المرحلة قد أدرك حجم العمل الذي هو مقبل على القيام به ومدرك لمواطن صعوبته وسهولته، فيبدأ بتفكيكه وتجزئته ليقوم به على مراحل.

المرحلة الرابعة : مرحلة التدفق الذهني  Flow state   :


في هذه المرحلة ينعزل الإنسان عن كل ما حوله لينفرد بعمله الذي يقوم به متجردًا من كل ما هو محيط، يعيش في حالة من التوحد تكون فيها المعاناة مصدر سعادة ودافع للاستمرار لا مصدر إحباط، وتتضمن حالة التدفق مشاعر إيجابية كالسعادة والرغبة في القيام بالشيء وسهولة ما قد تم استصعابه في مرحلة المعاناة. يشترط في حالة التدفق أن يكون العمل الذي يقوم به الإنسان هو عمل يحبه إلا أنه يواجه بعض الصعوبات أو الضغط نتيجة التراكمات، أمّا الإقدام على عمل غير محبب لدى الإنسان نفسه، فلا يمكن أن يسير وفق هذه المراحل، بل وقد يعود إلى مرحلة المعاناة حتى بعد الانتهاء من مرحلة الاسترخاء. وترتبط حالة التدفق الذهني في علم النفس بحالة « التعلم المثلى – Optimal learning » لأن الإنسان في كلتا الحالتين يكون أمام فرصة للتعلم ولتحسين الأداء الإنساني فيرتقي في مسار التميز ثم الإتقان ثم الإحسان. وهذا ما يحدث غالبًا للرياضيين والفنانين وأيضًا العلماء عند إنجاز عمل ما، يمرون بكل هذه المراحل ابتداء بالمعاناة وصولًا إلى حالة التدفق التي ينتج عنها عمل إنساني إبداعي فريد. فحالة التدفق تمثل العامل الحاسم في تكوين المعنى والهدف من الحياة وإضفاء المغزى والقيمة عليها وبالتالي دفع من يتعايش معها إلى الإبداع في أعلى تجليات الإبداع الإنساني .  
(عبد الودود أحمد ،2010).

محفزات حالة التدفق الذهني :


درس ميهالي ينتميهالي ظاهرة التدفق ووصل إلى أن الدخول فيها يحتاج إلى المحفزات التالية:

الشعور بالتحدي: 


فالأعمال السهلة تبعث فينا الملل، والأعمال شديدة الصعوبة أو التي نجهل كيف تؤدي تسبب لنا القلق والإرتباكبينما الأعمال التي تتجاوز حدود قدرتنا وتشكل تحديا معقولاً قد تكون هي الأنسب كعامل مساعد للوصول إلى حالة التدفق. ولذا يُنصح بتقسيم المشروعات الضخمة إلى أعمال جزئية صغيرة تساعد على قوة التركيز وبالتالي الوصول إلى مرحلة التدفق وقمة الأداء.

التركيز العالي:


تركيز الإنتباه الحاد على العمل الجاري وفي اللحظة الحالية وليس على الماضي (أخطاء) أو على المستقبل (مكاسب) فالتركيز العالي هو جوهر التدفق. وهذه الخطوة تتطلب قدراً من الجهد، لكن ما إن يصل المرء إلى مرحلة التدفق حتى تنطلق قوة دفع ذاتية تؤدي إلى القيام بالعمل بكل هدوء ودون جهد عصبي يذكر.
كيف نصل إلى التركيز الحاد؟ يمكن أن نتعلم ذلك من كبار الرياضيين. فقبل أن تبدأ أي مباراة أو منافسة يخلو الرياضي بنفسه، ويقوم بتمرين التنفس العميق حيث يوجه تركيزه على عضلات بطنه وهي تقوم بإدخال الهواء وإخراجه، والتأكد من جريان الأوكسجين في كل عضلة. بعد الإسترخاء وإستجماع التركيز، يبدأ بممارسة تمرين التصور البصري حيث يبدأ في تصور المهارات والحركات والتكتيكات التي يتوجب عليه القيام بها أثناء اللعبة. كما يصوب تركيزه نحو الهدف (كرة التنس أو مرمى كرة السلة أو العمود الذي يجب أن يجتازه بالقفز.. إلخ) ويبعد أي مؤثر قد يشتت ذهنه.

 حب العمل الذي ستقدم عليه


 والشعور بالبهجة العارمة والحماس المتقد أثناء القيام به. إذ لا يمكن أن تصل إلى مرحلة التدفق الشعوري أثناء أداء عمل لا تحبه ولا تعشقه. فالبداية إذن في خلق الاهتمام، والرغبة الجامعة في أداء العمل، والاستمتاع به. وسيساعدك في ذلك أن تسأل نفسك: ما هو العمل الذي تود أن تجد نفسك منغمساً فيه وتتمنى أن لا ينتهي؟
في دراسة لـ (200) من الرسامين بعد 18 سنة من تخرجهم من كلية الفنون تقرر أن الفنانين الذي تذوقوا واستمتعوا ببهجة الرسم ذاتها هم الذين أصبحوا فيما بعد رسامين جادين لهم ووزنهم. أما هؤلاء الذين كان دافعهم في الالتحاق بكلية الفنون، تحقيق الشهرة والثروة فقد انسحب معظمهم من مجال الفن بعد تخرجهم. ولذا تنتهي الدراسة إلى أن: (يجب أن يكون هدف الرسامين هو الرسم ولا شيء آخر.
من أراد بلوغ مرحله عاليه من الإيجابية و السعادة فليتعود القيام بأعمال يحبها و يجعل لحياته معنى بحيث إذا انغمس فيها يستمتع جدا لدرجة انه يغيب عن كل شيء و يندمج بسعادة قوية في عمله .. فنجد مثلا من يحب القراءة أو الرسم أو العزف أو التعلم يندمج و يتوحد مع عمله حتى يغيب عمن حوله و يتلذذ باندماجه و غيابه عمن حوله و ينغمس أكثر و أكثر في نشاطه، ويستمر و يتعمق و يكون لديه تحفيز داخلي لا يحتاج من احد أن يحفزه أو يشجعه .... و يصل العباد لهذه المرحلة في الصلاة و مناجاة الله و تسمى الخشوع.    (عبد الودود أحمد (2010).

 أبعاد التدفق الذهني  :


أ) أبعاد حالة التدفق الذهني  وفقا لكتابات ميهالي تشكزينتهيمالي 1990:


وللتدفق كحالة نفسية 9 أبعاد تتمثل في :

-  التوازن بين التحدي والمهارة .
-  اندماج بين الفعل والوعي (الحالة النفسية).
- أهداف مدركة واضحة .
- تغدية راجعة غير غامضة.
- تركيز تام في المهمة او العمل .
- الإحساس بالضبط أو السيطرة .
- غياب الوعي أو الشعور بالذات.
- الإحساس إما بسرعة مرور الوقت أو بطء الزمن .
- الإستمتاع الذاتي والذي يشير إلى أن خبرات إثابة داخلية أي أن القيام بالعمل أو المهمة هو الهدف في حد ذاته دون انتظارالإقابة من الخارج.

ب)أبعاد حالة التدفق  الذهني حسب تصورات دانيال جولمان 2004:


يرى في" كتابه العقل المحب للتأمل" أن العناصر الأساسية لخبرة التدفق هي :

- دوبان وعي المرء في فعله أثناء قيامه بالمهمة أو العمل الذي يؤديه.
- تركيز الإنتباه في اندماج واضح في التعامل  مع المهمة أو العمل دون اهتمام يذكر النتائج.
- نسيان الذات مع وعي و إدراك شديد للمشاط.
- مستوى مناسب من المهارات بما يتناسب مع المطالب البيئية .
- وضوح الإستجابات المناسبة.
- حالة النشوة و الإبتهاج والإستمتاع الذاتي .
- أهداف شديدة الوضوح .
- الإحساس بالضبط وهذه الخاصية المميزة لهذا الإحساس بحالة التدفق تحدث بدون مجهود شعوري.
(محمد السعيد ،حالة التدفق ،20_22ص)


خاتمة :

يعد التدفق من خلال ما تطرقنا له في مشروع بحثنا أنه من المواضيع الحديثة في علم النفس الإيجابي والذي وجد اهتماما كبيرا من طرف العلماء والقرّاء كذلك من جهة أخرى لما له من فائدة كبيرة في اغتنام وتحرير الطاقات الداخلية الكامنة وتكريسها لخدمة الفرد بحد ذاته والمجتمع وذلك من خلال حالات التدفق التي تغملر الفرد في فترات حياته، والتعرف غلى القدرات العقلية  و المهارات و تطويرها وذلك من خلال عملية التعلم المثلى للوصول إلى حالة التدفق القصوى لدى جميع الأفراد لأن هذه الحالة تعتبر تفاني في العمل أو الموهبة أو المهمة التي يقوم بها الفرد أي كل يقوم بواجبه بإخلاص مما يرجع بالفائدة على المجتمعات والتطور والإزدهار، وكل هذا الفرد الذي يكون في حالة تدفق لا ينتظر الثواب والشكر من الطرف الآخر بل هو في حد ذاته ارتياح يجده الفرد في نفسه وهذه تعتبر أفضل خاصية يتميز بها.

 المراجع  : تجدونها في نسخة pdf

تحميل بحث التدفق الذهني  pdf 


مواضيع ذات صلة بالتدفق الذهني