مفهوم استراتيجيات التصرف pdf

مفهوم استراتيجيات التصرف  pdf


مفهوم استراتيجيات التصرف  pdf
مفهوم استراتيجيات التصرف  pdf

لقد أصبح الاهتمام بكيفية حل المشكلات والتعامل مع الضغوطات والتصدي لها والتدريب عليها هدفا من أهداف التربية الحديثة، الأمر الذي دفع الباحثين إلى الاهتمام بدراسة كيفية مواجهة الأحداث والمواقف الضاغطة و احتوائها والتكيف معها، واستقصاء العوامل المرتبطة بها وبهذا تمثل إستراتيجيات التكيف مع الأزمات والمواقف الضاغطة والتكيف والتوافق معها أحد الملامح الأساسية للسلوك التكيفي والشخصية (بلهواري، 2010: 43).

من خلال مسحنا للدراسات السابقة، التي تناولت موضوع استراتيجيات التصرف مع مواقف الضغط، وجدنا عدة مصطلحات لهذا المفهوم، ومن أشهر التسميات نجد (Coping) في اللغة الإنجليزية، ويقابله مفهوم (Stratégie d’adaptation, Stratégie d’ajustement) وفي اللغة العربية هناك من يستعمل:

- أساليب التكيف (أحمد عيد مطيع الشخابنة 2010) إستراتيجيات التكيف (بلهواري فاطمة 2010)

- استراتيجيات التعامل (رجاء مريم 2007) ، ( أحمد نايل الغرير، أحمد عبد اللطيف أبو أسعد 2009) ، (سماني مراد 2012) ، (سهيل مقدم 2010) ، (شعبان الزهراء، فراحي فيصل 2008) (شيلي تايلور 2008).

- استراتيجيات المواجهة (هناء أحمد شويخ 2007) ، (طه عبد العظيم حسين، سلامة عبد العظيم حسين 2006) أساليب مواجهة الضغوط (حسين فايد 2005) استراتيجيات التصرف (بن طاهر بشير 1992).

- وهناك من يطلق عليها مفهوم عمليات تحمل الضغوط (لطفي عبد الباسط ابراهيم 1994). ويطلق عليها (رجب علي شعبان) إستراتيجيات التصدي والتكيف (نقلا عن بلهواري، 2010: 43).

1.    تطور مفهوم استراتيجيات التصرف:

بدأ الاهتمام بدراسة موضوع استراتيجيات التعامل مع الضغوط النفسية منذ الستينات، وتعد دراسة "مورفي" 1962 (Murphy) كما ورد في لازاروس من أوائل الدراسات التي استخدمت مصطلح التعامل مع الضغوط ، وذلك للإشارة إلى الأساليب التي يستخدمها الفرد في تعامله مع المواقف المهددة بهدف السيطرة عليها (مريم، 2007: 151).


إن هذا المفهوم ينتمي إلى سياق جد محدد يعود أصله للتيارات العديدة والمختلفة. كما أن تصور عملية التعامل (Coping) كاستجابة للتوتر، وكإستراتيجية تكيف يستعملها المرء لمواجهة التهديدات المختلفة الناجمة عن المحيط الخارجي أو عن الانفعالات الداخلية، فعلى سبيل المثال المواجهة بالهروب، أو المواجهة بالتجنب الناتج على الخوف أو الهجوم الناتج عن الغضب.
ومن هذا المنظور تشكل استراتيجيات التعامل مجموعة من السلوكيات المكتسبة عبر السلالة البشرية أمام التهديدات الحيوية و تستعمل تفاضليا حسب الموقف، والذي تطور بدوره مع النصف الثاني من القرن التاسع عشر معتمدا في ذلك على البيولوجية وعلم النفس الحيوان.
ومن جهة أخرى تشكل استراتيجية التعامل إرثا من ميراث علم النفس الأنا "Ego Psychologie" ويجب الرجوع إلى الأعمال التي تناولت تصنيف آليات دفاع الأنا التي تطرق إليها باحثون مختلفون بغاية إيجاد الثوابت التي تمكن من التمييز بين الأفراد بصفة مستقرة (سماني، 2012: 37).

2.    مفهوم استراتيجيات التصرف:

يرجع أصل كلمة كوبينغ إلى اللغة الإنجليزية وهي مشتقة من فعل (to cope) (Richmam 1966) وتعني القدرة على التعامل بسهولة مع البيئة والظروف الصعبة. ليس هناك أنماط مقننة لهذا التعامل باعتبار أن نجاحه يظهر من خلال بعض الأفكار والمبادئ التي يتخذها الفرد من أجل التحكم والتخفيف والتعامل بسهولة مع الوضعيات الصعبة في حين أشارت "Marie Christine Albaret" إلى مصطلح الكوبينغ بأنه تكيف ودفاع وتجاوز وأصبح هذا المصطلح متداولا كونه بمثابة عملية التحكم وعامل استقرار(Stabilisateur) في تسيير المواقف المقلقة (نقلا عن شعبان و فراحي، 2008: 177).

حسب "بن طاهر بشير"(1992) فهو مفهوم مركب من لفظين:
-       استراتيجية: وتشير إلى طابعها الوظيفي، حيث تستهدف التخفيف من التوتر.
-       تصرف: وهو مفهوم يصف تعامل الفرد مع ما يواجهه من مواقف معيقة، واستجاباته وردود أفعاله إتجاه هذه المواقف (بن طاهر، 1992: 40).

يشير التعامل (Coping) إلى عملية إدارة المطالب الخارجية أو الداخلية التي تقيم من قبل الفرد بأنها شاقة أو تفوق إمكاناته. فالتعامل يتكون من الجهود التي توجه نحو العمل، وتلك التي تتم على المستوى النفسي من أجل إدارة ضبط مطالب البيئة الداخلية والخارجية، أو تحملها، أو تقليلها، أو تخفيفها، والصراع بين هذه المطالب.
إن هذا التعريف للتعامل يشتمل على مظاهر عدة مهمة. أولها، أن العلاقة بين التعامل والحدث المسبب للضغط تتسم بالديناميكية. فالتعامل يشتمل على سلسلة من التفاعلات ما بين الفرد الذي يمتلك مجموعة من الإمكانات، والقيم، والالتزامات، ومابين البيئة المحددة بمصادرها، ومطالبها، وقيودها. وبذلك فإن التعامل ليس مجرد فعل يقوم به الفرد في وقت معين، ولكنه، مجموعة استجابات تحدث عبر الزمن، خلال التأثير المتبادل الذي يحدث بين الفرد وبيئته (تايلور، 2008: 415).


- كما تعرف "هناء شويخ" (2007) استراتيجيات المواجهة بأنها :"الاستراتيجيات المستخدمة لمعالجة المشكلات الفعلية أو المتوقعة، وما ينتج عنها من انفعالات سلبية" (شويخ، 2007: 315).

- ويرى "إيفرلى" (1989) (Everly) أنه يمكن الحديث عن إستراتيجية المواجهة للضغوط من ناحيتين مختلفتين، الأولى وهي الناحية المعرفية وتعني التفكير في أساليب معرفية لإضعاف وتقليل معدل استجابة الضغط، والثانية الناحية الفسيولوجية وتعني محاولة إعادة الإتزان لدى الكائن الحي (نقلا عن حسين وحسين، 2006: 83).

- تعرف أساليب التعامل بأنها الطريقة أو الوسيلة التي يستخدمها الأفراد في تعاملهم مع الضغوط الواقعة عليهم ، فعرفها سبيلبرجر بأنها عملية وظيفتها خفض أو إبعاد المنبه الذي يدركه الفرد على أنه مهدد له (الغرير وأبو أسعد، 2009: 119).

- يعرف "لطفي عبد الباسط" (1998) استراتيجيات التحمل على أنها: مجموعة النشاطات أو الإستراتيجيات السلوكية أو المعرفية، التي يسعى من خلالها الفرد تطويع الموقف الضاغط وحل المشكلة أو تخفيف التوتر الانفعالي المترتب عليه (نقلا عن مقدم، 2010: 78).

- كما يعرف "أحمد عيد مطيع الشخابنة" (2010) استراتيجيات التكيف بأنها "الأساليب التي يتبعها الفرد للتعامل مع الموقف الضاغط" (الشخابنة، 2010: 35).

- كما يعرفها "موس" (Moss): على "أنها مجموعة من الأساليب أو الوسائل التي يتصدى بها الفرد للضغوط ويتكيف معها ويكون أسلوبه في احتواء الموقف إما أن يكون إقداميا معرفيا وإما سلوكيا وإما إحجاميا معرفيا أو سلوكيا".

- تعريف "كارل ميننجر" (Carl Meniniger)لإستراتيجيات التعامل: "بأنها حيل ووسائل تنظيم طبيعية سوية للضغوط" (مريم، 2007: 150).

- تعريف "لازاروس وفولكمان" (Folkman& Lazarus): هي مجموعة الجهود المعرفية والسلوكية الموجهة للسيطرة، أو التقليل أو تقبل المتطلبات الداخلية أو الخارجية التي تهدد أو تتعدى موارد الفرد (سماني،2012: 39).

ومما سبق يمكن تعريف إستراتيجيات التصرف على أنها الوسيلة أو الطريقة التي يتبعها الفرد للتكيف أو التعامل مع الضغوط ويكون أسلوبه في ذلك معرفي أو سلوكي.


المرجع :  تجدونه مذكور في نسخة pdf


روابط تحميل مفهوم إستراتيجيات التصرف pdf 

و في موضوع ذات صلة : 

 العوامل المؤثرة في تحديد إستراتيجيات التصرف PDF 

 أنواع إستراتيجيات التصرف PDF