مقياس فاينلاند لسلوك التكيفي pdf

مقياس فاينلاند لسلوك التكيفي  pdf

Vineland adaptive behavior scale 

صورة معدلة و منقحة لمقياس فاينلاند للنضج الإجتماعي 

تأليف : إدجاز دول

تعريب و تقنين : د . بندر بن ناصر عتيبي  


مقياس فاينلاند لسلوك التكيفي  pdf
مقياس فاينلاند لسلوك التكيفي  pdf

دأب الباحثون والعاملون في مجال التربية الخاصة وبالأخص عند العمل مع المتخلفين عقليا على اعتبار أن السلوك التكيفي يعد عنصرا جوهريا لتعريف التخلف العقلي. فهو يشير إلى الفعالية أو الدرجة التي يحقق بها الفرد الاستقلالية الذاتية والمسؤولية الاجتماعية المتوقعة في مجموعته العمرية والثقافية .
ومع أن السلوك التكيفي تاريخيا فلسفيا وأدبيا وطبيا طويلا، إلا أن تاريخه في مجال التخلف العقلي يعتبر حديثا، حيث بدأ سنة 1959م عندما أدرجت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي (AAMR) مصطلح السلوك التكيفي في التعريف بالتخلف العقلي.
قبل ذلك بفترة قام (دول) عام 1935 بالمحاولة الأولى لتعريف محتويات السلوك التكيفي وتصنيفاته الفرعية، من خلال مقياس فينلاند النضج الاجتماعي، عندما حاول بناء مقياس لقياس الكفاءة الاجتماعية من خلال الاستقلال الاجتماعي.
هذه النقلة في تعريف وتصنيف السلوك التكيفي جعلت منه جزءا من الحل التشخيصي لحماية الأطفال المعرضين للإعاقة من التصنيف الخاطئ. الأمر الذي أدى في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات إلى ظهور كميات هائلة من البحوث التي ركزت على دراسة العنصر التركيبي للسلوك التكيفي، مما انعكس ايجابيا في زيادة عدد المقاييس التي تقيس السلوكيات المختلفة للتلاميذ المعاقين عقليا.
ومع هذا الازدياد المضطرد لعدد مقاييس السلوك التكيفي، وتعدد المجالات التي تتطرق لها إلا أنها جميعها كانت تشير، وبصورة واضحة، إلى جوهر ذلك السلوك. ولعل أهم مقياسين كان لهما دور فاعل في تشخيص وتقييم السلوك التكيفي كانا مقياس الجمعية الأمريكية للسلوك التكيفي، ومقياس فاينلاند للسلوك التكيفي، ويمكن القول أن مقياس فينلاند للسلوك التكيفي الذي تم تطويره عام 1984م يكتسب تميزه من أنه يقيس المراحل النمائية المختلفة، والتي تبدأ من من الميلاد حتى عمر الثامنة عشر.
لقد تم تطوير مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي عام 1984م من قبل كل من سبارو والا وسيكشتي كنسخة مطورة لمقياس فيتلاند للنضج الاجتماعي الذي أعده دول عام 1935 والذي اشتمل على ثماني مهارات هي:
المساعدة الذاتية العامة، المساعدة الذاتية في ارتداء الملابس، المساعدة الذاتية في تناول الطعام، التواصل، التوجيه الذاتي، التنشئة الاجتماعية، التخاطب، العمل.
هذه المهارات تم تقسيمها إلى 117 فقرة، وترتيبها على شكل مقياس نقط، ومقياس عمري نمائي.
أما المقياس في صورته الجديدة فقد اشتمل على صورتين رئيسيتين هما: صورة المقابلة، والصورة المدرسية، وقد تم تقسيم صورة المقابلة إلى صورتين هما: الصورة الموسعة، والصورة المسحية. ومع أن كليهما يقيسان نفس الأبعاد، والتي هي خمسة أبعاد ( مهارات التواصل، مهارات الحياة اليومية ، مهارات التنشئة الاجتماعية، المهارات الحركية، السلوك غير التكيفي) إلا أن الصورة المسحية تمتاز بقلة عدد البنود وفاعلية القياس والتشخيص.
ومع أهمية المقاييس المختلفة، إلا أن اختيار مقياس فينلاند للسلوك التكيفي جاء بناءا على قدرته على تحديد نقاط القوة وجوانب الضعف في المظاهر السلوكية للأطفال، وذلك من خلال مقارنة مستوياتهم مع مستويات من يماثلونهم في العمر الزمني والبيئة الثقافية, كما يمتاز بتوفيره لمعلومات ذات أهمية وفائدة في عمليات التدريب الاكلينكي.
بالإضافة إلى الدور الذي يؤديه استخدام المقياس في تخطيط وتقييم استراتيجيات العلاج والتدخل. ويمكن القول: إنه بسبب الخصائص الكثيرة التي يتميز بها مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي سعى الباحث إلى ترجمته وتعريبه وتقنينه على البيئة السعودية، من أجل توفير أداة قياس في هذا المجال (السلوك التكيفي) يمكن للمتخصصين استخدامها من أجل التعرف وتشخيص حالات التخلف العقلي.
مصطلحات المستخدمة

السلوك التكيفي

يعرف مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي الذي قام بإعداده كل من سبارو وبالا وسيكشتي (1984م)  السلوك التكيفي بأنه: "أداء الأنشطة اليومية المطلوبة للاكتفاء الشخصي والاجتماعي".
ينطوي هذا التعريف على ثلاثة عناصر هي:
أن السلوك التكيفي مرتبط بالعمر، ذلك أن السلوك التكيفي يزداد، ويصبح أكثر تعقيدة كلما تقدم الفرد في العمر.
أن السلوك التكيفي يتم تحديده من خلال التوقعات أو المعايير الخاصة بأشخاص آخرين.
أن السلوك التكيفي يتم قياسه عن طريق الأداء الفعلي وليس عن طريق القدرة. فبينما تكون القدرة
ضرورية لأداء الأنشطة اليومية، فإن السلوك التكيفي لفرد ما قد يكون غير ملائم إذا لم يتم إظهار القدرة عندما يتطلب الأمر ذلك.

الصورة العربية لمقياس فاينلاند لسلوك التكيفي

هي تلك الصورة العربية (الصورة المسحية) لمقياس فينلاند للسلوك التكيفي Vineland Adaptive Belianvir Scale والذي قام الباحث بترجمته إلى اللغة العربية من النسخة الأصلية التي قام بإعدادها كل من سبارو و بالا وسيكشتي عام 1984م.
تتألف هذة الصورة من 5 أبعاد رئيسة، يندرج تحتها أحد عشر بعدة فرعية، وتشمل جوانب الحياة المختلفة: كمهارات التواصل، والحياة اليومية والتنشئة الاجتماعية، والمهارات الحركية، ومهارات السلوك غير التكيفي. وتختلف تقديرات السلوك بحسب استجابة الفرد، إذ تتمثل في الدرجة 2 وتعني قيام الفرد باداء السلوك، والدرجة 1 و تعني أداء السلوك في بعض الأحيان، والدرجة صفر وتشير إلى عدم قدرة الفرد على أداء السلوك. يمكن أيضا إعطاء تقديرات تخمينية كالرمز (م)، إذا لم تسنح الفرصة، والرمز (ع) عندما لا يعرف المجيب إذا ما كان الفرد يقوم بأداء السلوك.

مميزات مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي

إن تركيز مقياس فينلاند للسلوك التكيفي على التقدير المنهجي والموضوعي المستند على أساس علمي بدلا من التركيز على الاعتقاد أو الحكم المعياري، جعل من الممكن الانتقال بالتشخيص من المرحلة العيادية والاكلينيكية، إلى المرحلة الأقل تقيدا؛ بحيث يمكن الاستفادة منه في مجالات متعددة ومختلفة.
ويمكن تحديد أهم مميزات مقياس فينلاند للسلوك التكيفي مقارنة بالمقاييس الأخرى بما يلي:
1 - قدرة المقياس على التمييز بين أداء الأفراد على المستويات المختلفة للقياس.
2 -  قدرة المقياس على إعطاء دلالة صادقة للعينات، من خلال اتساق نوع الإعاقة التي لدى أفرادها  مع الأمراض المصابين بها.
3 - قدرة المقياس على تحديد درجة وشدة الإعاقة نفسها.
4 - إمكانية استخدامه بدءا من سن الميلاد، حتى سن الثامنة عشر.
5 -  تضمین ودمج بنود تمثل الجوانب المختلفة المهارات السلوك التكيفي
6 - إن تطوير وتنقيح هذا المقياس يستند إلى أكثر من عقدين من الزمن مع تطبيقه على ( 3000 )  فرد من مختلف الأعمار.

أبعاد مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي

تشتمل الصورة المسحية على خمسة أبعاد رئيسية؛ تتضمن مجتمعة أحد عشر بعدا فرعيا مقسمة إلى ما يلي:
1- بعد التواصل Comrnunication
ويضم ثلاثة أبعاد فرعية هي:
أ - اللغة الإستقبالية: تقيس ما يستطيع الفرد فهمه من اللغة المسموعة (الفهم، الإستماع التركيز وإتباع التعليمات)
ب - اللغة التعبيرية: تقيس ما يستطيع الفرد أن يعبر عنه باللغة المنطوقة ( تعابير الوجه، بداية الكلام، الكلام التفاعلي، المفاهيم المحددة، مهارات الكلام).
ج – القراءة والكتابة: تقيس ما يستطيع الفرد أن يقرأه أو يكتبه (بداية القراءة، مهارات القراءة، مهارات الكتابة).
2 -  بعد مهارات الحياة اليومية Daily Living Skills
أ – المهارات الشخصية: يقيس مهارات الطفل في الأكل والشرب واستخدام الحمام واللبس، والاستحمام والعناية بالذات، والمظاهر الصحية الشخصية.
ب - الأنشطة المنزلية: يقيس ما يؤديه الفرد من مهام منزلية
ج - المهارات المجتمعية: يقيم قدرة الفرد على استخدام الوقت، المال، التلفون، ومهارات السلوك، والمهارات المهنية.
3 -  بعد التنشئة الاجتماعية Socialization
أ - العلاقات مع الأخرين: يقيس كيفية تفاعل الفرد مع الآخرين: ( الرد على الآخرين، التقليد، التعبير عن المشاعر، التواصل الاجتماعي).
ب - وقت الفراغ والترفيه: يقيس مهارات الفرد في مواقف اللعب واستغلال وقت الفراغ ( اللعبة المشاركة، التعاون مع الآخرين، العادات).
ج - المحاكاة أو المسايرة: يقيس قدرة الفرد على إظهار المسؤولية، وحساسيته تجاه الأخرين (العادات الحسية، اتباع التعليمات، الاعتذار، حفظ الأسرار، السيطرة على المشاعر وتحمل المسؤولية).
4. بعد المهارات الحركية Motor Skills
أ- العضلات الكبيرة: يقيس مهارات الفرد في استخدام الذراعين والساقين والتآزرالحركي، وتشمل (الجلوس، المشي، والجري، نشاطات اللعب)
ب - العضلات الدقيقة: يقيس مهارات الفرد في استخدام اليدين والأصابع ( التحكم في الأشياء، الرسم، واستخدام المقص).
5. بعد السلوك غير التكيفي Maladaptive Behavior
ويقيس مظاهر السلوك غير المرغوب فيه والتي قد تتداخل مع الأداء التكيفي للفرد الوظيفي

كيفية تطبيق مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي

من المهم عند تطبيق المقياس على الأطفال العاديين أن تكون نقطة البداية معتمدة على العمر الزمني للطفل، مثلا؛ عندما يكون عمر الطفل 5 سنوات فإن الفاحص لابد أن يبدأ من تلك الفترة المناظرة لعمر 5 سنوات، عندما يكون عمر الطفل بين الخمس والست سنوات فإنه لا بد من أن تكون نقطة البداية من عمر الخمس سنوات. ذلك أنه من المفيد أن تكون نقطة البدء من العمر الأقل، حتى يمكن التعرف ما إذا كان هناك قصور في أداء التلميذ للمهارات في بعد أو أكثر.
بالنسبة للأفراد المعاقين، فإنه من الأفضل أن تكون نقطة البداية من أفضل تقدير للعمر العقلي، أو العمر الاجتماعي.
قد لا يحتاج الفاحص إلى تطبيق جميع الأبعاد الرئيسية لمقياس فينلاند للسلوك التكيفي على المفحوص، ومع أن هناك أربع أبعاد رئيسية، والتي تبدأ ببعد التواصل الذي يركز على قدرة الفرد على الكلام، وفهم الآخرين، وكذلك قدرته على القراءة والكتابة. ثم بعد مهارات الحياة اليومية الذي يركز على المهارات العملية التي يحتاجها الفرد للعناية بنفسه. كذلك هناك بعد مهارات التنشئة الاجتماعية الذي يركز على المهارات التي يحتاجها الأفراد للتفاعل مع الآخرين.
بالنسبة لبعد المهارات الحركية فإنه من المهم تطبيقه مع الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 6  سنوات، أو مع أولئك الذين يعتقد بوجود إعاقة حركية لديهم، على عكس بعد المهارات الحركية، فإن بعد السلوك غير التكيفي اختياري وليس بالضرورة تطبيقه على التلميذ إذا أی الفاحص ذلك ويتم تطبيقه مع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات.
لابد من الأخذ في الاعتبار أن هذا المجال يتم تطبيقه على السلوكيات غير المرغوبة، أو السلبية، والتي تؤثر سلبا في أداء السلوكيات الأخرى، مثال على ذلك: السلوك السلبي يجعل من الصعوبة على الفرد أن يتفاعل مع الآخرين.