الاسباب النفسية للمرض النفسي

الاسباب النفسية للاصابة بالمرض النفسي

بحث جاهز 


الاسباب النفسية للمرض النفسي



وهى أسباب ذات أصل  نفسي ، وتتعلق بالنمو النفسي المضطرب خاصة فى مرحلة الطفولة وعدم إشباع الحاجات الضرورية للفرد واضطراب العلاقات الشخصية والاجتماعية ، ومن أهم الأسباب النفسية : الصراع والإحباط والحرمان والعدوان وحيل الدفاع (غير التوافقية) والخبرات البيئة والصادمة وعدم النضج النفسي والعادات غير الصحية والإصابة السابقة بالمرض النفسي ... إلخ 

الصراع


هو العمل المتزامن أو المتواقت للدوافع أو الرغبات المتعارضة أو المتبادلة ، وينتج عن وجود  حاجتین لا يمكن اشباعهما في وقت واحد ، ویؤدي الی التوتر الانفعالي و القلق و اضطراب الشخصية.
والصراع هو أهم الأسباب النفسية المسئولة عن المرض النفسي .  فالشخصية التى يهددها الصراع  یهدادها القلق و تکون  فریسة للمرض النفسي،
ويتضح الصراع فى : تجنب الواقع (ضد) مواجهة الواقع ، والاعتماد على الغير (ضد) الاعتماد على النفس وتوجيه الذات ، والإحجام والخوف (ضد) الإقدام والشجاعة ، والحب (ضد) الكره ...إلخ


 صراع الإقدام


وهو صراع الرغبة أو الاقتراب . وينشأ عن وجود موقفين جذابين والإقدام على أحدهما يتضمن الإحجام عن الآخر . مثال : فتاة تختار بین الزواج أو العمل ، ومستمع يختار بين برنامجين إذاعيين ( ) مرغو بون فی وقت واحد

 صراع  الاحجام


وهو صراع الرهبة أو الاجتناب . وينشأ عن وجود موقفين منفرين والإحجام عن أحدهما يتضمن الإقدام على الآخر. مثال : جندي بين ناري خوض المعركة والمحاكمة لو فر من الميدان ، وموظف بین ناري الاختلاس أو الافلاس  (بین نارین)

صراع الإقدام والإحجام    

وهو صراع الرغبة والرهبة أو الاقتراب والاجتناب . وينشأ عن وجود موقف له جانبان أحدهما جذاب والآخر منفر. مثال : رجل يريد الزواج من حسناء سمعتها سيئة ، ورياضي أمام فوز يحفه التعرض للخطر (عين فى الجنة وعين فى النار)

 صراعات اخرى

  •  الصراع بين الأنا والهو، والصراع بين الأنا والأنا الأعلى ، والصراع بين الهو والأنا الأعلى ، والصراع بين الدوافع والضوابط ، والصراع بين المعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية، والصراع بين الحاجات الشخصية والواقع ، والصراع بين الرغبة الجنسية وموانع الإشباع الجنسي ، وصراع القيم ، وصراع الأدوار الاجتماعية، والصراع الداخلي ، والصراع بين الطبقات ، والصراع الثقافي بين الأجيال ، والصراع مع السلطة ... إلخ .
ويحدث الصراع شعوريا، وذلك سهل الاكتشاف ، أو من اللاشعور دون وعي الفرد ودون إرادته وذلك صعب الاكتشاف ، ولابد من حل الصراع " . ولكي يحل الفرد الصراع قد تلجأ الشخصية إلى حيل الدفاع النفسى . وإذا أخفق الحل وزاد الصراع فقد يرتكز على أتفه الأسباب ليظهر العرض المرضي .

الاحباط


حالة تعاق فيها الرغبات الأساسية أو الحوافز أو المصالح الخاصة بالفرد ، أو اعتقاد الفرد أن تحقيق هذه الرغبات والحوافز أو المصالح صار مستحيلا. وبمعنى آخر فإن الإحباط هو العملية التي
تتضمن إدراك الفرد لعائق يحول دون إشباع حاجاته أو تحقيق أهدافه أو توقع وجود هذا العائق مستقبلا . هذا وتختلف الاستجابة للإحباط من شخص لآخر
ويمكن تقسيم الإحباط إلى 

  الإحباط الداخلي (الشخصي) :

وينبع من صفات الفرد الداخلية مثل وجود أمراض أو عاهات ، أو ضعف الثقة في الذات .

الاحباط االخارجي (البیئي) :

وینیع من البیٹۃ الخارجية المحيطة بالفرد مثل الفقر أو الموانع البيئية الأخرى.

الإحباط التام :

وينتج عن وجود عائق منيع يحول دون الوصول إلى الهدف وعدم إشباع الدافع و حدوث التوتر النفسي .

الإحباط الجزئى :

وينتج عن وجود عائق يحول دون الإشباع الكامل للدوافع ويؤدي فقط إلى  اشباع جزئي و تخفیف جزئي للتوتر النفسي،

ومن أمثلة الإحباط:

إعاقة الرغبات الأساسية، واستحالة تحقيق الرغبات، والشعور بخيبة الأمل، والخسارة المالية ، و الرسوب ، والفشل ، والإحباط الجنسي ، والنمو الجسمي المتأخر ، والقيود الشديدة من جانب الوالدين ، والشعور بالعجز التام والخبرات المعوقة ، وتدخل الأخرين وعدم تشجيعهم ، و استحالة تحقیق مستوی الطموح المرتفع آو المثالي الذی لا یتناسب مع قدرات الفرد ... الخ .

وعلى العموم فإن الإحباط المستمر أو الشديد يؤدى إلى شعور الشخص بخيبة الأمل فيما يريد تحقيقه من أهداف وذلك لوجود عائق أو ظروف قاهرة أكبر من إرادته وإمكاناته ويقهر محاولاته للتغلب على العائق سعيا للوصول إلى أهدافه ويؤدي إلى تحقير الذات والقلق .

الحرمان :


الحرمان هو إنعدام الفرصة لتحقيق الدافع أو إشباع الحاجة أو انتفاؤها بعد وجودها .
ومن أمثلة الحرمان :
الحرمان الحیوی (البیولوجی)، والحرمان النفسي المبکر ، والحرمان البیئی العام ، وعدم إشباع الحاجات الأساسية مثل الحاجات الحسية ، والإنفعالية ، والنفسية ، والاجتماعية والجنسية ، والحرمان من دافع الوالدية ، والحرمان من حب وعطف وحنان ورعاية الوالدین ... الخ .

إخفاق حيل الدفاع النفسي :


يؤدى إخفاق حيل الدفاع النفسي التي هي  وسائل وأساليب لا شعورية هدفها تجنيب الفرد حالة التوتر والقلق الناتجة عن الإحباطات والصراعات والحرمانات ، ويحتفظ بثقته واحترام ذاته، يؤدي هذا إلى عدم تحقيق الهدف وهو تجنب التوتر والقلق . وفى حالة اللجوء إلى حيل الدفاع غير السوية العنيفة، مثل النكوص والعدوان والإسقاط والتحويل ، فإن سلوك الفرد يظهر مرضيّا . ومن أمثلة ذلك : إخفاق الكبت ، واستحالة الإعلاء ، والترميز ( فالصورة الرمزية لا تشبع ولا تصلح كبديل للأصل)، والتعويض الزائد عن الحاجات التوافقية للفرد أو الذي لا يقبله المجتمع ، والاسقاط الزائد ، والتفكك، والاستغراق فی التخیل الذي یبعد الفرد عن الواقع ، والنکوص الذي يؤدي إلى التراجع أمام مشكلات الحياة والهروب منها .

الخبرات السيئة أو الصادمة :

الخبرة الصادمة موقف يحرك العوامل الساكنة ويستفز ما لدى الفرد من عقد وانفعالات ودوافع مکبوتة . ویقال ان کل مرض نفسي هو مأساة کتبت فکرتها فی الطفولة بید الوالدین ، ثم یقوم الفرد الضحية بتمثيلها فى عهد الكبر .

إن الخبرات الصادمة الأليمة فى الطفولة تؤدى إلى الحساسية النفسية لمواقف الإحباط والنقد فيستجيب الفرد لها استجابات شاذة. وكلما كانت الخبرة الصادمة عنيفة كان تأثيرها فى إحداث المرض شديدًا، ولكن تأثير الخبرة الصادمة يتوقف على معناها بالنسبة للفرد وتفسيره لها على أساس مستوى نضجه وعلى أساس مشاعره الداخلية وعلى أساس الطريقة التي يعالج بها الأشخاص المحيطون به هذه الخبرة .

وتؤكد مدرسة التحليل النفسي التأثير السيء لخبرات الطفولة الأليمة فى بناء الشخصية واضطرابها فيما بعد.
وعلى العموم يمكن القول إن صدمة واحدة قد لا تؤثر فى بناء الشخصية ، ولكن تكرار الصدمات يصدعه والانفجار ينسفه .

ومن أمثلة الخبرات السيئة أو الصادمة التي تسبب الاضطراب النفسى : موت والد أو أخ، عملية جراحية, حادثة أو مرض شديد ، انفصال مفاجىء أو مستمر عن الوالدين ، الإحباط المستديم أو الشديد، الحرمان من الحاجات الجسمية الأساسية ، الخبرات الجنسية الصادمة ذات الدلالة الانفعالية ، خيبة وتحطيم الآمال ، جرح الكبرياء ، الأزمات الاقتصادية ، المشكلات الاجتماعية ، مجابهة حالات غير عادية ... إلخ .

كذلك فإن الخبرات التى يمر بها الشخص أو الشعب كالحرب ترسب بعض الأمراض النفسية .

 العادات غير الصحية :


لاشك ان التکوین الخاطیء او غیر الصحي للعادات السلوکیة یلعب دورا هاما فی  انتاج الشخصية غير السوية والمرض النفسي.

ومن أمثلة العادات غير الصحية :


العادات الجسمية غیر الصحیة (کما في المشي و الکلام)، وسوء العادات الاجتماعية (مثل ضعف الضمير وعدم تحمل المسئولية الاجتماعية) ، وسوء العادات العقلية المعرفية (مثل نقص المعرفة بالمبادىء العلمية الأولية) وضعف سلطان الإرادة والاختيار (مثل الأنماط غير الصحية لردود الأفعال للانفعالات) وسوء العادات الانفعالية (مثل الحزن على ما فات والخوف من المستقبل) " وسوء العادات الدينية والأخلاقية ... إلخ .

الإصابة السابقة بالمرض النفسي :

إن الإصابة السابقة بالمرض النفسي تترك المريض بعد شفائه منها عرضة للنكسة أو الإصابة مرة أخرى إلا إذا عولج علاجا طويلا هادئا وقائيا شاملاً

أسباب نفسية أخرى :

يضاف إلى ما سبق أسباب نفسية أخرى منها : التناقض الوجداني : مثل الحب والكراهية ، والشعور بالأمن والشعور بالقلق ، والتحرر النفسي والشعور بالذنب. الضغوط النفسية : بسبب المنافسة ومطالب التربية والتعليم والمطالب المهنية ومطالب الزواج ومطالب المدنية المتغيرة المعقدة ومتاعب الحياة المتلاحقة .

الإعداد غير الكافي  

للمراهقة أو الرشد أوالشيخوخة (جسميا وعقليا وانفعاليا واجتماعيا) .

المرجع


حامد عبد السلام زهران , الصحة النفسية و العلاج النفسي , علاة الكتب النشر التوزيع و طباعة , الطبعة الرابعة , 2005 ,من صفحة 115 الى 121


باحث علم النفس
باحث علم النفس
تعليقات