تشخيص الاضطرابات السيكوسوماتية pdf
التشخيص النفسي للإضطراب السيكوسوماتي
محتويات البحث
مقدمة
تشخيص الإضطرابات السيكوسوماتية
دور الإختبارات النفسية في تشخيص الأمراض السيكوسوماتية
التشخيص الفارقي للإضطرابات السيكوسوماتية
خاتمة
قائمة المراجع
تنشأ الاضطرابات السيكوسوماتية عادة من
شدة القلق الذي يجد مجالا للتنفيس عنه خلال أعضاء الجسم المختلفة ولذلك يجب عند
دراسة هذه الأمراض التعرف علي شخصية الفرد في مجالها الكلي ، من حيث مشاكله
التكيفية المختلفة، بمعني أن يهتم الطبيب لا بالحالة الجسمية نما أيضا بمشكلات
الفرد ٕ فحسب وا و . الحقيقة أن وقوع الضغوط النفسية على عاتق الفرد و صعوبات
الحياة التي بوجهها تساهم بالشكل الكبير في ظهور عدة أمراض منها أمراض القلب
والسرطان والقولون والربو وارتفاع ضغط الدم وبعض الآلام الروماتزمية.
ومن هذا المنطلق حاولنا في هذه الدراسة توضيح التشخيص
الاضطرابات السيكوسوماتية من منظور نفسي و التشخيص الفارقي لهذا الاضطراب
تشخيص الاضطرابات السيكوسوماتية pdf |
المقدمة
الإنسان وحدة نفسية و
جسمية، ولجميع أنواع السلوك ناحية بدنية وناحية نفسية لا يمكن الفصل بينهما .حيث
يقوم الجهاز العصبي بتنظيم الحياة الجسمانية والانفعالية، وهذا يعني التحكم في
إفرازات الغدد الصماء...فكل حركة وسكنه في الجسد تعتمد كليا على الجهاز العصبي فهو
القائد المسؤول عن السلوك وجميع ردود الأفعال الفسيولوجية والاستجابات السوية
والمرضية ...حيث تبين أن مسار أي مرض يتأثر بالحالة الانفعالية للفرد تختلف من حيث
الشدة والتكرار باختلاف المواقف المثيرة. وينتج عن ذلك تغيرات بدنية خارجية
وتغيرات فسيولوجية داخلية. فالتعرض المتكرر للمواقف يولد تغيرات انفعالية ضارة
تؤدي ب ه إلى إنهاك قدراته و طاقته النفسية و الجسدية، فينعكس ذلك سلبا على سلوكه
ا لتكيفي، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات السيكوسوماتية كتعبير غير مباشر عن
الصراع والألم النفسي
يعرفها حسن عبد المعطي
بأنها : " مجموعة من الاضطرابات التي تتميز بالأعراض الجسمية التي تحدثها
عوامل انفعالية وتتضمن جهازا عضويا واحدا يكون تحت تحكم الجهاز العصبي المستقبل،
وبذلك تكون التغيرات الفسيولوجية المتضمنة هي التي تكون في العادة مصحوبة بمحاولات
انفعالية معينة وتكون هذه التغيرات أكثر إصرارا وحدة، ويطول بقاؤها ويمكن أن يكون
الفرد غير واع شعوريا بهذه الحالة الانفعالية (حسن عبد المعطي،2003 ،ص25(.
و في دراستنا هذه ارتأينا
لوضع الخطوط العريضة للاضطراب و المحك التشخيصي للاضطراب السيكوسوماتي متضمن
التشخيص النفسي من خلال الاختبارت النفسية و التشخيص الفارقي.
- تشخيص الاضطرابات السيكو سوماتية:
أكـد كثيـر مـن الكتـاب
والبـاحثين علـى أهميـة عـدد مـن العوامـل والشـروط اللازمـة لحـدوث الاضـطراب
السيكوسـوماتي مـنهم "Guttman "1966الـذي يشـترط الأحـداث التاليـة لظهور الأمراض
السيكوسوماتية :
1 – ظهــور
العوامـــل الانفعاليـــة أو مصـــادر الضـــغوط بتـــاريخ ســـابق لظهـــور
التغيـــرات الجســدية بفتــرة زمنيــة ولا يمكــن أن تكــون الاســتجابة الانفعاليــة
للمحــن والضــغوط مؤقتــة وكذلك الاختلال الوظيفي ( العضوي ) كمـا هـو فـي
المواقـف الضـاغطة العاديـة، وبمـرور الوقـت تزيــد المقاومـة للاضــطراب وينتقـل
إلــى الانهيـار الجســدي الـذي يعتمــد علـى عــدد كبيــر مــن العوامــل
الإســتعدادية والبيئيــة . و لا يعنــي هــذا أن الانفعــالات تســبب المــرض
وحــدها ببســاطة ولكــن الضــغوط الانفعاليــة تظهــر وتــدرك بوضــوح قبــل أن
تصــبح الحالــة جسدية ولكن تحدث كل من التغيرات الجسدية و الانفعالية في وقت واحد.
2 - العوامـل الانفعاليـة
الكامنـة وراء الانهيـار الجسـدي يفتـرض عمومـا كونهـا لا شـعورية وعلـى سـبيل
المثـال كبـت تلـك العوامـل لا يتضـمن أن تكـون المكونـات الشـعورية غائبـة أو
لـيس لهـا علاقـة بالموضـوع كليـا أو جزئيـا ولكـن الانفعـال يكـون مقرونـا بعـدم
القـدرة علـى الفعل.
3 - تتضمن الثورة
السيكوسوماتية انهيار الدفاعات المستترة السابقة
4 - يزمن الأعصاب
للجهاز العصبي المركزي مقرونـا بـالاختلال الـوظيفي المـزمن ويقيـد مــن الضــبط
الإرادي للحالــة . وهــذا يــؤدي إلــى تغيــرات مورفولوجيــة فــي تركيــب
النســيج ويتطـور النمـو المرضـى ويكـون المـرض هـو النقطـة التـي فيهـا يكـون
الفـرد قـد وصـل إلـى حالة توافق جيدة والنقطة التي عندها انهيارات ميكانيز مات
الدفاع و التكيفات السابقة
5 - يحدث الانهيار
السيكوسوماتي إذا وجد ضعفا وراثيا أو مكتسبا للجهاز العضوي . وتوجـد عوامـل إضـافية
أخـرى لحـدوث الاضـطرابات السيكوسـوماتي ة وهـي ليسـت عوامـل مؤكدة أو مكونات
أساسية، منها :
أ – يتضــمن المــرض
السيكوســوماتي نكوصــا فســيولوجيا ونفســيا يحــدث فــي الأشــخاص الأقل نضجا
ب – تشـارك بعــض
أزمــات الحيــاة فـي الانهيــار السيكوســوماتي والميكانيزمــات المرضــية
والقابلة للتشريط، والتي تم تشريطها في الطفولة في المرحلة المبكرة . ويعتمــد تــأثير
الاضــطراب السيكوســـوماتي فــي عضــو معـــين علــى الضــعف التكـــويني
المحتمـل لهـذا العضـو، الأمـراض والحـوادث السـابقة فـي تـاريخ حيـاة الفـرد،
وجـود بعـض الأمـراض فـي هـذا العضـو عنـد أحـد أقربـاء المـريض، طبيعـة الضـغط
الانفعـالي، المعنـى الرمزي للعضو بالنسبة للمـريض، الكسـب الثـانوي الـذي يحصـل
عليـه المـريض مـن خـلال العرض الذي انتقاه . وقــد حــدد هاليــداي "halliday" ســتة محكــات تميــز
المــرض السيكوســوماتي عــن غيــره مــن الاضطرابات ( السيد أبو النيل ،1994: ص ص
215 ،218 ) وهي :
1- وجود اضطراب انفعالي
كعامل مسبب .
2- ترتبط بعض الحالات
بنمط معين من الشخصية .
3- تختل الإصابة بهذه
الأمراض مابين الجنسين اختلافا ملحوظا .
4- تــرتبط باضــطرابات
سيكوســوماتية أخــرى، و قــد تحــدث فــي أن واحــد أو تتــوالى لــدى المريض
الواحد من أن إلى أخر.
5- غالبا ما يوجد تاريخ
عائلة " History Family
"للإصابة بنفس المرض أو ما يشابهه.
6- يميل مسار المرض إلى
اتخاذ مراحل مختلفة .
وزيــادة علــى ذلــك
لابــد مــن النظــر فــي المعــايير الــواردة فــي كتــاب تشــخيص وتصــنيف
الاضـــطرابات النفســـية "DSM " الصـــادر عـــن
الجمعيـــة الأمريكيـــة للطـــب النفســـي (1994( و المتعلقة بتشخيص
الاضطرابات السيكوسوماتية وهـذه المعـايير تتمثـل كالتـالي ( فيصـل خيـر
الزراد،2000: ص122 ،121(.
1- -وجود تاريخ للألـم
مـرتبط بـأربع وظـائف مختلفـة علـى الأقـل فـي:(الـرأس ،الـبطن الظهـر، المفاصـل،
الأطـراف، الصـدر، المسـتقيم، أثنـاء دورة الحـيض أو خـلال الجمـاع الجنسـي آو
خـلال عملية التبول )
2- وجـود عريضـين مـن
أعـراض المعـدة و الأمعـاء كتـاريخ غثيـان، انتفـاخ تقيـئ وخاصـة أثناء الحمل،
إسهال، عدم القدرة على تحمل مختلف الأطعمة .
3- وجــود احــد
الأعــراض الجنســية التاليــة : الألــم الجنســي، غيــاب الاهتمــام بــالجنس
ووجـود اضـطراب وظيفـي فـي الانتصـاب أو القـذف، عـدم أنتضـام الـدورة الطمثيـة،
زيـادة مفرطة في دم الحيض، تقيؤ طوال فترة الحمل
4- -احد الأعراض العصبية
الكاذبـة مثـل : أعـراض تحويليـة، كخلـل أو اضـطراب التـوازن، شـلل أو إحسـاس
بالضـعف، الصـعوبة فـي البلـع، الإحسـاس بوجـود كتلـة تحـت الحنجـرة، فقـدان
القـدرة علـى النطـق، احتبـاس البـول ،هلوسـات، فقـدان الحـس، نوبـات مـن الإغمـاء
فقدان الذاكرة وفقدان الشعور .
ويجب الانتباه إلى
نقطتين أساسيتين أثناء التشخيص هما:
1- فــي الاضــطراب
السيكوســوماتي العامــل النفســي - الانفعــالي يكــون واضــحا، وهــذا لا يمنـع
وجـود عوامـل أخـرى خلـف هـذا العامـل مثـل العوامـل الأسـرية و الاجتماعيـة التـي
تزيـد من حدة العامل النفسي.
2- - قـد يـؤدي العامـل
النفسـي إلـى خلـل وظيفـي فقـط فـي العضـو ،كمـا قـد يـؤدي إلـى خلـل بنيوي إضافة
إلى الخلل الوظيفي حيث تتعـرض الأنسـجة للإصـابة والتلـف كـم فـي القرحـة المعدية
دور الاختبارات النفسية فـي تشـخيص الاضـطرابات السيكوسـوماتية:
ممـا يسـبق يتضــح أن
تشــخيص هــذه الاضــطرابات لــيس بــالأمر الهــين ويحتــاج إلــى الإلمــام
بكــل الجوانـب ولكـن التشـخيص الـدقيق يتوقـف علـى الأدوات المسـتخدمة فـي ذلـك
منهـا خاصـة الاختيـــارات النفســــية لتشــــخيص الاضــــطرابات
السيكوســـوماتية كونهــــا تقــــدم معطيــــات موضوعية حول الحالة ومنها
*الاختيارات الاسقاطية :
مثل اختيار بقع
الحبر لرورشاخ حيـث يسـاعد فـي تحديـد مـا إذا كــان نمــط الشخصــية اقــرب
للعصــاب أو للــذهان، كمــا يقــيس درجــة الضــبط العــاطفي، و معرفة الطاقات
التي لم تسـتخدم فـي العمـل أو فـي المجتمـع كمـا يوضـح الـدوافع الغريزيـة
المكوتة.التي منعت فوجدت مخرجا في شكل اضطراب الوظائف الجسمية، ولقـد اسـتخدم
هارور الرورشاخ هـذا الاختبـار فـي دراسـة تغيـرات الشخصـية المصـاحبة للإصـابة
المخيـة فــي الحــالات السيكوســوماتية، وطبقــه كمبــل "Kempel " علــى مرضــى الرومــاتيزم
وارتفــاع ضـغط الـدم ولاحـظ ارتبـاط شخصـيات معينـة بـأعراض معينـة، فمـرض
الرومـاتيزم يتميـز بـأنهم سـلبيون، و مازوشـيون طفيليـون، هسـتيريون . أمـا مرضـى
الضـغط فيطمحـون إلـى القوة، ويوجد لديهم صراع بين العدوان و الحاجات الاعتماديـة
. أمـا روس"p,Ross
" فقـد طبـق هذا الاختيار على مرضى الصداع النصفي. وأشـار كـل مـن
رابـابورت وشـيفر إلـى هـذا الاختيـار لا يعطـي تشخيصـا واضـحا فـي كـل الحالات
.(فيصل خير الزراد ،2000: ص ص 112 ، 113. (
*قائمـــة كورنـــل لتشـــخيص الاضـــطرابات السيكوســـوماتية :
وهــي مــن وضــع كــل
مــن وايـدر"A.Weider و
ولـف "g.h.Wolef
" و آرثـر"Arthur
"تحتـوي القائمـة أصـلا علـى (101)سـؤال مقسمة إلى
والإجابة (نعم) في هذا
المقياس تعطي درجة و الإجابـة (لا) لا تعطـى أي درجـة وقـد قـام محمود الزيادي
بنقل هذا الاختيار إلى اللغة العربية وتحليل فقراته ,و قلـص الاختيـار إلـى (82 (فقرة مع حساب صدق
وثياب الاختيار .( فيصل خير الزراد،2000:ص116.(
*اختبـــار
جنكيـــز-آلـــوني :
ويهــدف هــذا
الاختبــار إلــى تحديــد مــدى تطــابق تصــرفات المفحـوص مـع الـنمط السـلوكي A(الـذي
يجعلـه عرضـة للإصـابة بالذبحـة القلبيـة .ممـا يقتضي اتخاذ الخطوات الوقائية .و
يتألف من 4 فقرات(أبعاد) هي :
الميول الاكتئابية
القلق والإرهاق النفسيين
الميول العصابية
الإصابات الجسدية.
*اختبار رسم الزمن في
السيكوسوماتيك :
ترجع فكـرة رسـم
الـزمن إلـى اليزابيـت موسـون . وتري أن رسم المفحوص الذي يعكس الزمن ،هو رسم يستطيع إعطاءنا أفكـار
توجيهيـ ة مـن الدرجـة الأولـى للفحـص السـيكاتري . ويـتم تحليلـه وفـق مبـادئ
تحليـل الاختبــارات المرســـومة واختبـــار القريــة خاصـــة.ويتطلب اســـتخدام
هــذا الاختبـــار تعـــرف الفاحص على مبادئ الاقتصاد السيكوسوماتي .( محمد محمود
بني يونس ،2008: ص499 . (
وتجدر الإشارة إلى أن
هـذه الاختبـارات هـي وسـائل مسـاعدة فـي التشـخيص ولكنهـا ليسـت ٕ كافيـة، لــذلك
ينصـح البــاحثين بالاســتخدام المتـزامن لهــذه الاختبــ جــراء مختلــف ارات مـع
وا الفحوصات البيولوجية.بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع المفحوص
- التشـخيص
الفـارقي للاضـطرابات السيكوسـوماتية :
لتشـخيص هـذه
الاضـطرابات ينبغـي التفرقـة أو التمييـز بـين أعراضـها وأعـراض الاضـطرابات
الأخـرى التـي ربمـا تتشـابه معها في الجوانب الجسمية الو نفسية وهذا لتجنب
التداخل بين هذه الاضـطرابات حتـى يـتم تقيمها تقيما دقيقا ينبغي التفرقة بينها
أثناء التشخيص .
- الفرق بين الاضطراب السيكوسوماتي و الهستيريا :
و تختلـف الاضـطرابات
النفسجسـمية عـن اضـطراب التغيـر ( التحـول )، فيجـب أن نؤكـد علـى نقطتـين
هـامتين الأولـى هـي أن الاضــطرابات السيكوســوماتي ة هــي مــرض حقيقــي يســبب
تلفــا فــي الجســم وأن مثــل هــذه الاضــطرابات الناتجــة عــن عوامــل
انفعاليــة لا تعنــي أن الألــم وهمــي فقــد يمــوت الأفــراد لمجرد وجود عوامل
نفسية نتج عنها ارتفاع في ضغط الدم أو القرحة، كما يموتـون نتيجـة لأمراض مشابهة
ناتجة عن العدوى أو الإصابة البدنية .
الثانيــة : أن
اضــطرابات التغيــر " التحــول " لا تتضــمن تلفــا عضــويا ولكنهــا
تــؤثر عامــة علـى وظـائف الأجهـزة العضـلية الإراديـة ( الحركيـة و الحسـية ).و
يـرتبط أي عـرض منهـا بصراعات ومكاسب ثانوية من وراء هذه الأعراض. وعلـى ذلـك حـدد حسـن
مصـطفى عبـد المعطـي مجموعـة مـن الفـروق التشخيصـية بينهمـا نوجزها في الجدول
التالي: جدول رقم (01 ( يوضح الفرق بين الاضطرابات السيكوسوماتية و الهستيريا
التحويلية
المصدر (حسن مصطفى عبد المعطي، 2003:ص30 .)
الفرق بين الاضطرابات السيكوسوماتية و العصاب :
ملخصة في الجدول الموالي : جدول رقم (02 (يوضح الفرق بين العصاب و الاضطرابات السيكوسوماتية المصدر
( فيصل خير الزراد ،2000:ص104 . (
الاضـطرابات السيكوسـوماتية و التمـارض " Malingering "
فـالفرد المتمـارض
يتظـاهر بأنـه مريض و ذلك لتجنب موقف غيـر سـار مـن المواقـف الصـعبة ،حيـث يصـبح
نموذجـا يشـار بـــه إلـــى اضـــطراب فـــي الســـلوك أو يـــدل علـــى العصـــاب
النفســـي الضـــمني ،أمـــا فـــي الاضطراب السيكوسـوماتي فـان المعانـاة تكـون
حقيقيـة و يشـعر الفـرد بـألم و اضـطراب فعلـي و اختلال وظيفي في العضو المصاب .
(حسن مصطفى عبد المعطي، 2003:ص32(.
*الاضطرابات
السيكوسوماتية و اضطراب التجسيد أو التبدين "Somatisation: "
فاضـطراب التبـدين
يتميـز بوجـود تـاريخ لأشـكال مـن الاضـطرابات البدنيـة المتعـددة التي تبدأ قبل
سن الثلاثين و تستمر لعدة سنوات و ينتج عنه البحـث عـن العـلاج أو حـدوث قصــور
فــي مجــالات الأداء الاجتمــاعي و الــوظيفي ...وتشــمل الأعــراض الــم
بــالرأس أو الــبطن أو الصــدر أو المســتقيم أو أثنــاء التبــول أو خــلال
الــدورة الشــهرية ،وقــد تشــمل أعراضــا معويــة كانتفــاخ الــبطن، و الغثيــان،
و التقيــؤ ...دون وجــود علامــات عضــوية أو أعراض فيزيولوجية محددة المعالم، و
هي أعراض لا تنتج عن قصد أو ادعاء و تـرتبط إلـى حـــد كبيـــر بـــالقلق أو
الاكتئـــاب و بـــذلك تختلـــف أعـــراض التبـــدين عـــن الاضـــطرابات
السيكوسـوماتية فـي أن
الأخيـرة تصـيب جهـازا عضـويا محـددا مـن أعضـاء الجسـم و يظهـر الخلل بصورة
إكلينيكية واضحة المعالم .(حسن مصطفى عبد المعطي،2003،ص32 )
*الاضطرابات
السيكوسوماتية و توهم المـرض " Hypocondraisis
فيهـا الفـرد انشـغالا
زائـدا ومسـتمرا بوظـائف البـدن أو خـوف مرضـي مـن الإصـابة بمـرض عضــوي. فــي
حــين تكــون وظــائف البــدن فــي حــدود الســواء أو العاديــة. فنجــد المــريض
يشتكي من أعراض واسعة الطيف وشكاوي بدنية كثيـرة ،إلا أن الطـابع الغالـب عليهـا
هـي الشكاوى الحشوية –البطنية و الصدر والرأس والرقبة.وهذه الأوهام غالبـا مـا
تكـون عصـابية ،حيث يتميز المريض بالاهتمام المفـرط بالـذات و المسـرة فـي حاجـات
الارتبـاط بـالغير. فـي حين نجد أن الإصابة في الأمـراض السيكوسـوماتية تكـون
فعليـة فـي شـكل خلـل فعلـي فـي أنسجة أو خلايا العضو .(محمد حمدي الحجار،1998: ص
106 ، 107 .
· الاضطرابات السيكوسوماتية و العصاب والمرض العضوي:
و يفرق عبد المنعم
المليجـي بـين العصـاب و الاضـطرابات السيكوسـوماتية و المـرض العضـوي البحـت
،حيـث أشـار إلـى أن الأعـــراض فـــي الاضـــطرابات الثلاثـــة تظهـــر خلـــل
فـــي الوظـــائف الجســـمية إلا أن الاضــطرابات العضــوية ناتجــة عــن أثــر
بيئــي خــارجي مــادي و معــروف .(الســـيد أبـــو النيـــل ص ( 201،1994،
كما يصنف الأطباء
المرضى القادمين للعلاج إلى: -
- المــريض الــوظيفي: و هـو يشـكو مـن اضـطراب فـي احـد
أعضـاء الجسـم دون وجـود دليـل علـى مـرض عضـوي حقيقـي، ممـا يجعـل مـن شـعوره
ذاتـي فقـط ،علمـا انـه غيـر مصـاب بالذهان
.- المـريض العضـوي: و يكـون مصـابا بمـرض عضـوي واضـح
حيـث أسـبابه عضـوية محضـة أو وراثية ،كما أن له أسباب أخرى عاطفية بسيطة أو جانبية
.-المـــريض الـــنفس-جســـمي (السيكوســـوماتي ) : مــرض عضــوي
يتعلــق بوظــائف الجهــاز العصـــبي الـــذاتي و يعتمـــد بالدرجـــة الأولـــى
علـــى عوامـــل نفســـية .(عطـــــوف محمـــــود ياســـــين ص . (50:1988،
الخاتمة
أكــدت كــل الأبحــاث
القديمــة والحديثــة علــى أن الانفعــالات لا تــؤثر فقــط علــى الوظائف
الجسدية ولكنها أيضا تسبب أمراضا نفسية وجسدية. وهـذا التـأثير
النـاتج عـن الاضـطرابات الانفعاليـة بمختلـف أنواعهـا ودرجـات شـدتها علـى
الحالـة النفسـية لـدى الفـرد و لا سـيما إذا أعيقـت الطاقـة الانفعاليـة عـن
الانطـلاق فـي شـــكل ســـلوك خـــارجي، و ازداد تراكمهـــا واشـــتدت وطأتهـــا
ممـــا يســـاعد علـــى تضـــخم الاضطرابات والتوترات الحشوية، فتتسبب في إحداث
اضطرابات سيكوسوماتية
ممــا ســبق نســتطيع
مــن خــلال الادبيــات الســابقة التــي تعتبــر محــك مهمــ ا فــي تشـخيص
الاضـطر ابات السيكوسـوماتية وضـع تشـخيص علمـي دقيـق مـن منظـور نفسـي و الاخر
تشخيص فارقي مما يساعدنا على الضبط الصحيح لعملية التشخيص.
قائمة المراجع
1- حســن عبــد المعطــي 2003 الأمــــراض السيكوســــوماتية ، ط1، مكتبــة
دار الشــرق ، القاهرة
2- عطــــوف
ياســــين: 1981علــــــــم الــــــــنفس الإكلينيكــــــــي، ط1 دا ، ر
المعلــــم للملايــــين بيروت،لبنان
3- فيصـل
محمـد خيـر الـزراد : 1994 الأمـراض النفسـية - الجسـدية ، ط1 دار النفـائس ،
بيروت،
4- -محمود السيد أبو النيل، مصطفى زيور1984 : الأمراض السيكوسوماتية -
الأمراض الجسمية النفسية المنشأ - دراسات عربية وعالمية. ط(1 ،(مكتبة الخانجي ،
القاهرة
5- محمـد
محمـود بـن يـونس 2008 :الأسـس الفزيولوجيـة للسـلوك ، ط1 ، دار الشـروق، عمان ،
1- حســن عبــد المعطــي 2003 الأمــــراض السيكوســــوماتية ، ط1، مكتبــة دار الشــرق ، القاهرة
6 - محمد حمدي الحجار 1998 , مدخل إلى علم النفس المرضي , ط 1 , دار النهضة العربية , بيروت
تحميل هذا البحث تشخيص الاضطرابات السيكوسوماتية pdf
|