دور الأخصائي النفسي العيادي اكلينيكي

دور الأخصائي النفسي العيادي  اكلينيكي

كان تصنيف الأخصائيين النفسيين أمثال بينيه ، ورور شاخ ، ووكسلر ، لا يتجاوز كونهم أخصائي قياس حيث ينحصر عملهم في تطبيق وتفسير الاختبارات النفسية فقط . ومنذ الحرب العالمية الثانية أصبح هناك تحولاً كبيراً في تحديد أدوار ومهام العاملين في مجال الصحة النفسية من أخصائيين نفسيين وأخصائيين اجتماعيين وأطباء نفسيين .
فالأخصائي النفسي أصبح يساهم في عملية التشخيص باستخدام  المقاييس النفسية التشخيصية ، والطبيب النفسي يقوم بعلاج المريض باستخدام أساليب العلاج النفسي والدوائي ، والأخصائي الاجتماعي يساعد المريض كي يحصل على دعم كامل خارج البيئة العلاجية (Schindler etal.,1987) .

 إن تنوع وظائف ومسئوليات الأخصائي النفسي الإكلينيكي داخل مؤسسات الصحة النفسية قد يجعل تحديد دوره بدقة أمراً صعباً ، ولذلك فإن مهمة التقدير التشخيصي تكاد تكون هي المهمة الرئيسة التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي ( منظمة الصحة العالمية ، 1985 ).

وفي الوقت الحاضر وكنتيجة لنبذ النظام المؤسساتي لاحتضان المرضى النفسيين تغيرت النظرة إلى الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي وأصبح ينظر إليهما باعتبارهما يساهمان في العلاج النفسي وفي وضع الخطط الخاصة بالرعاية اللاحقة (Matthew,1993) .

ويرى الكثير من الباحثين أن الأدوار المنوطة بالأخصائي النفسي الإكلينيكي تتمثل في تشخيص الاضطرابات النفسية وعلاجها ، وعمل البحوث النفسية ، وتقديم الاستشارات النفسية للأفراد والمؤسسات العلاجية ( عبد الستار إبراهيم ، 1988 ؛ حسن عبد المعطي ، 1998 ؛ Spencer,1993

كذلك يحدد جولدنبرج Goldenberg الأدوار التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي فيما يلي:
1.     عمل الاختبارات النفسية والمقابلات الإكلينيكية من أجل تشخيص الحالة.
2.     الإرشاد والعلاج النفسي للأفراد والأزواج والأسر والجماعات.
3.     عمل البحوث النفسية عن نمو الشخصية ووظائفها ، وأسباب المرض النفسي، وطرق العلاج النفسي وغيرها.
4.     إختبار وتدريب الجماعات غير المهنية كالمساعدين في مجال الصحة النفسية والجماعات التطوعية والإشراف عليهم.
5.     تقديم الاستشارات النفسية للمؤسسات العلاجية من أجل وضع برامج للعلاج والوقاية من الإضطرابات النفسية  (Goldenberng ,1973,P.5).

وفي الاتجاه نفسه يحدد أجريستا (Agresta, 2004)  دور الأخصائي النفسي فيما يلي:
1.     عمل الاختبارات النفسية.
2.     الإرشاد والعلاج النفسي الفردي.
3.     الإرشاد والعلاج النفسي الجمعي.
4.     الاستشارات النفسية.

أما جوليان روتر (1989) فيشير إلى أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي يقوم بالأدوار التالية:
1.     قياس الذكاء والقدرات العامة . وهذا النشاط لا يتضمن مجرد قياس القدرة الحالية للفرد ، بل يتضمن أيضاً تقدير إمكاناته ، وكفاءاته ، وأثر المشكلات أو الظروف الأخرى التي تحيط به في قيامه بوظائفه العقلية.
2.     قياس الشخصية ووصفها وتقويمها ، وما يتضمنه من تشخيص ما يمكن أن نطلق عليه السلوك المشكل أو الشاذ أو غير التوافقي.
3.     العلاج النفسي ( ص 25-26).

وقد حدد قاموس الألقاب المهنية في الولايات المتحدة الأمريكية واجبات الأخصائي النفسي الإكلينيكي فيما يلي :

" الأخصائي النفسي الإكلينيكي يشخص اضطرابات الأفراد العقلية والإنفعالية في العيادات والسجون والمؤسسات الأخرى ، ويقوم بتنفيذ برامج العلاج ، ويقوم بمقابلة المرضى ، ويدرس تاريخ الحالة الطبي والاجتماعي ، ويلاحظ المرضى أثناء اللعب أو في المواقف الأخرى ، وينتقي الاختبارات الإسقاطية والنفسية الأخرى ويطبقها ويفسرها ليشخص الاضطراب ، ويضع خطة العلاج ويعالج الاضطرابات النفسية لإحداث التوافق باستخدام أفضل أنواع العلاج المختلفة مثل علاج البيئة ، والعلاج باللعب ، والسيكو دراما وغيرها . ويختار الأسلوب الذي يستخدم في العلاج الفردي مثل العلاج الموجه والعلاج غير الموجه والعلاج المساند ، ويخطط عدد مرات العلاج أسبوعياً وعمقه ومدته . وقد يتعاون مع تخصصات مهنية أخرى مثل أطباء الأمراض العقلية ، وأطباء الأطفال وأطباء الأعصاب وأطباء الأمراض الباطنية وغيرهم كالأخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين والمساعدين لتطوير برامج علاج المرضى التي تعتمد على تحليل البيانات الإكلينيكية . وقد يدرب الطلبة الإكلينيكيين الذين يؤدون فترات الامتياز في المستشفيات والعيادات . وقد يطور التصميمات التجريبية ، ويقوم بالبحوث في ميدان تطور الشخصية ونموها والتوافق (التكيف في الصناعة والمدارس والعيادات والمستشفيات) ، وفي مشكلات التشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض العقلية . وقد يخدم كمستشار في المؤسسات الاجتماعية والتربوية والترفيهية والمؤسسات الأخرى وذلك بالنسبة لحالات الأفراد أو التقويم أو التخطيط أو تطوير برامج الصحة النفسية . وقد يستخدم مهاراته في التدريس والبحث والاستشارة "
( عطوف ياسين ، 1986 ، ص ص 96-97).

         ويرى بعض الباحثين أن التشخيص ، والعلاج النفسي ، وإجراء البحوث النفسية ، والتدريس في الجامعات والكليات تعتبر من أهم مهام الأخصائي النفسي الإكلينيكي ( ليندا دافيدوف ، 1988 Costin & Draguns,1989 ; ) .
         ورغم أن بعض الأخصائيين النفسيين يقومون بالتدريس في المدارس والمؤسسات الطبية ، إلا أن الكثير من طلاب الطب لديهم إدراكات خاطئة عن دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي وذلك كنتيجة مباشرة لتأثير الطب النفسي عليهم . لذلك فإن قلة معرفة طلاب الطب والأطباء بالقضايا النفسية وبمهارات الأخصائي النفسي الإكلينيكي تعتبر من أهم الصعوبات التي تواجه الأخصائي النفسي الذي يعمل في المؤسسات الطبية.

         ونظراً للتشابه في المهام التي يؤديها كل من الأخصائي النفسي والطبيب النفسي ، فإن معظم الأطباء النفسيين يؤكدون على أن مهمتي التشخيص والعلاج النفسي هما من اختصاص الطبيب النفسي ، وأن الأخصائي النفسي غير قادر على ممارسة هذه المهام . ويبررون ذلك بأن الأخصائي النفسي ينقصه التدريب وخصوصاً في المجال الطبي . كما يرى الكثير من الأطباء النفسيين أن الاستشارات النفسية مهمة للغاية ، إلا أنهم يعتقدون أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي ينقصه التدريب والتأهيل لكي يمارس هذا الدور على أكمل وجه 
(Meyers ; Fink & Carey,1988) .