محاضرات في الاختبارات الاسقاطية pdf

محاضرات في الاختبارات الاسقاطية pdf
محاضرات في الاختبارات الاسقاطية pdf 


محاضرات في الاختبارات الاسقاطية pdf 


مدخل إلى الإختبارات الإسقاطية pdf

عناصر المحاضرة

- تعريف الإسقاط عند المنظرين
- أسس الإسقاط
- الفرق بين الإسقاط و الإختبار الإسقاطي
- مصطلحات ذات صلة بالإختبارات الإسقاطية
- تعريف الإختبارات الإسقاطية

مقدمة :

يرتكز علم النفس العيادي على مجموعة من الأدوات لقياس الظاهرة النفسية لهدف التشخيص الذي يخدم سبل العلاجات و التكفل المناسبة ،وهذه الأدوات تختلف من حيث توظيفاتها النظرية فمنها من ترتكز مبادئها على المقاربات التحليلية و الأخرى تستمد نظرياتها من الجوانب المعرفية ، والتي تشمل  الاختبارات الاسقاطية و الاختبارات الموضوعية ، لكن الإشكالية تكمن في صعوبة هذا النوع من الاختبارات الاسقاطية لدى طلبة علم النفس و التي تعتمد على مواد غامضة للكشف على الحياة الهوامية اللاشعورية عكس الاختبارات الأخرى التي تعتمد على استبيانات  .

فهذا النوع من الاختبارات الاسقاطية بكل أنواعها يعتبر من الأساليب الغامضة التي تقدم للمفحوص للكشف على الجوانب الخفية من الشخصية و التي تشكلت في مراحل الطفولة الأولى وما أنجر عنها من نوع الطبيعة العلاقة البدائية الأثرية مع الأم ، فهذه الاختبارات هدفها إبراز الإنتاج الاسقاطي .
ففي هذه المحاضرات  تطرقنا إلى  مواضيع متعددة من مدخل الى الاختبارات الاسقاطية  التي تشمل جملة من الخصائص إلى جانب أنواع عديدة من الاختبارات الاسقاطية، لكن التركيز الكبير كان من نصيب اختبار الرورشاخ و اختبار تفهم الموضوع حيث يعدان من التقنيات المهمة في عملية التشخيص الدقيق للحالة من خلال استخراج الميكانزمات الدفاعية و التي على أساسها يتوضح نوع الاضطراب و الإشكاليات المترتبة على الإيحاءات الكامنة لكل اللوحات والتي من خلالها إعطاء الفرضية التشخيصية .

تعريف  الإسقاط حسب المنظرين :

حسب  فرويد:

:"إسقاط يشير إلى أحد الأساليب الدفاعية المعروفة التي اكتشفها وهو يشير إلى هروب الفرد من الدوافع غير المقبولة لديه مثل اتجاهاته السلبية العدوانية أو الجنسية نحو الآخرين بعزوها إلى الآخرين ذواتهم، ولا يختلف استخدام مفهوم الإسقاط في اختبارات الشخصية كثيرا عن ذلك ، فالخاصية المميزة للاختبارات الاسقاطية هي أنها لا تحاول قياس الشخصية ومتغيراتها بأسئلة مباشرة ،بل تقدم للشخص منبهات غامضة غير محددة المعالم ( مثلا بقع حبر ، صور ، أشكال ناقصة ، جمل ناقصة )".
( عبد الستار إبراهيم ، عبد الله عسكر 2005 ص 167 )

حسب  فرانك:

نشر فرانك عام 1939 مقالا في جريدة علم النفس الأمريكية وسماه "الإشارة  إلى العلاقات لدراسة الشخصية "الإشارة إلى العلاقة التي توجد بين ثلاث اختبارات نفسية اختبار التداعي الكلمات ،اختبار بقع الحبر، واختبار تفهم الموضوع ،ورأى أن هذه الاختبارات تشكل نموذجا لبحث دينامي وشامل للشخصية .
(سعيد حسني العزة 2001 ص 86)

من خلال التعريفين السابقين يتضح أن الإسقاط هو وسيلة دفاعية يعزو بها الفرد حاجاته ودوافعه ورغباته لتحقيق توازنه الداخلي .

2-أسس الإسقاط :

2-1- الأسس النظرية:

إن الإطار النظري الذي يعتنقه الباحث في نظرته لطبيعة الشخصية يحدد إلى حد بعيد الأساليب التي يستخدمها في دراسته لها و قياسها . و هدا القول ينطبق تماما على الاتجاه الاسقاطي في قياس الشخصية . هدا الاتجاه يرجع في الحقيقة إلى هؤلاء الإكلينيكيين الدين أكدوا أهمية العمليات اللاشعورية في الفرد .فمن الملاحظ أن أصحاب نظرية المثير و الاستجابة لم يذهبو  مثلا إلى وضع أساليب و طرق تسمح بالقيام باستدلالات استنتاجات عن طبيعة التنظيم الداخلي للفرد وحاجاته و عملياته الدفاعية لأنهم لا يهتمون بهده العمليات الداخلية قدر اهتمامهم بالمثير و الاستجابة .على حين اتجه أصحاب علم النفس الإكلينيكي إلى دراسة محددات السلوك أكثر من اتجاههم إلى دراسة الاستجابة الحركية ذاتها التي يقوم بها الفرد.

 و هذا هو السبب في التجاء هؤلاء إلى دراسة المواقف التي تسمح بإتاحة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن تلك العمليات التي يمكن استخلاصها من مظاهر سلوك الفرد .و من هنا يمكن القول بأن معظم الأسس التي تقوم عليها هده الاختبارات و مقوماتها مستمدة من التحليل النفسي عامة و من مفهوم الإسقاط بمعناه العام خاصة ، فسيكولوجية الإسقاط سواء من ناحية منهجها أو من ناحية الأفكار و الآراء التي نادت بها تعد ثورة على الكثير من التيارات القديمة في علم النفس. فهي تعارض أشد المعارضة المدرسة السلوكية التي تنظر إلى المثير و الاستجابة و التي تعتبر في الأغلب و الأعم نظرة جزئية و ليست كلية .

و من الممكن كما يقول "ثورثروب" أن نميز في أي علم من العلوم بين اتجاهين مختلفين يكمل أحدهما الآخر في نواحي البحث و التحقيق العلمي .هدا الاتجاهان هما الاتجاه السلوكي و الاتجاه الوظيفي ،أما الاتجاه السلوكي ففيه يغفل الفرد نواحي التنظيم الداخلي للمكونات و العلاقات القائمة بينهما و يركز اهتمامه حول استجابة الفرد لما يطرأ على مثيرات معينة من تغير أم افتراض بقاء جميع الظروف و العوامل الأخرى ثابتة و غير متغيرة ،أما الاتجاه الوظيفي ففيه ينصب الاهتمام على التكوين و الخصائص الداخلية للنظام ككل ،و في مثل هدا الاتجاه تكون وظيفة المثير و الاستجابة هي مجرد إلقاء الضوء على نوع التنظيم الذي يربط المكونات بعضها ببعض .
الحقيقة أن سيكولوجيا الإسقاط ترتبط بالاتجاه الوظيفي ,فالتقدير الوظيفي للشخصية يجب أن يصاغ دائما في قوالب ديناميكية و لدا نرى أن وجهة النظر الاسقاطية أقرب إلى الاتجاه الديناميكي منها إلى الاتجاه السلوكي.
و من ناحية أخرى نجد أن سيكولوجية الإسقاط حين تؤكد الناحية الديناميكية أو الوظيفية إنما تؤكد ناحية أخرى هي النظر إلى الشخصية ككل , لاعتبارها مجموعة من السمات المستقلة المنفصلة ،فسيكولوجيا الإسقاط تتخذ موضوعا لها جميع الوظائف و العمليات النفسية التي تعمل داخل إطار الشخصية ككل ,و من هنا تمتد جذورها إلى مدرسة الجشتالت التي تؤكد هده النظرة الكلية .
(فيصل عباس 2001 ص ص 97-98)

3 –الفرق بين الإسقاط و الاختبار الاسقاطي :

*الإسقاط :هو تخفيض من التوتر ،وهو إسقاط الرغبات الغير مقبولة اجتماعيا على الأخر ،وهو ميكانزم دفاعي
*الاختبار الاسقاطي:تزيد من التوتر حيث تعطي المادة وتتيح للفرد التعبير عن عالمه غالبا ما يؤدي إلى أن يعبر الفرد عن الخبرات و الميول المكبوتة .(سي موسي ،ع زقار 2002 ص 48)

4- المصطلحات ذات الصلة بالاختبارات الاسقاطية :

*الإسقاط :الآلية الدفاعية التي قد يلجأ اليها الفرد لإلحاق معاناته و مخاوفه وضعفه و عدوانيته بالآخرين، فعن طريق الإسقاط يحكم الفرد على الآخرين من خلال ذاته (سي موسي ،ع زقار 2002ص 23)
*الإنتاج الاسقاطي : يعطي لنا الإنتاج الاسقاطي صورة عن الواقع الداخلي الذي يضيفه الشخص على المادة المقدمة له ،ويقصد به هنا مجموع الإجابات و القص المنسوجة مثل اختبار الرورشاخ و اختبار تات و المقدمة على شكل بروتكولات من طرف المفحوص استجابة لتعليمة خاصة بكل اختبار .
*الوضعية الاسقاطية :هي وضعية علائقية تجمع بين فرد في وضعية معاناة ومختص نفسي ،هذه الوضعية ينتج عنها تحولات مضادة . (سي موسي ،ع زقار 2002ص 34)

5-تعريف الاختبارات الاسقاطية :


*أنستازي ( Anastaasi ) : " تتسم الاختبارات الاسقاطية باتجاه كلي شمولي يركز الانتباه على صورة كلية عن الشخصية بكاملها أكثر من قياس سمات منفصلة عن بعضها البعض ،وكذلك تكشف الاختبارات الاسقاطية من الجوانب اللاشعورية الكامنة وكلما كانت مادة الاختبار غير محددة البناء، وكلما كان الاختبار أكثر حساسية للمحتويات الدفينة، كما أشير إلى أن معظم الأساليب الاسقاطية تمثل وسائل فعالة لإذابة الجليد خلال الاتصالات التمهيدية بين الفرد والعميل ،فالأساليب الاسقاطية تميل إلى تحويل انتباه الفرد بعيدا عن نفسه وبذلك تخفض القابلية للمقاومة كما تفيد بوجه خاص في التواصل مع الفاحص " .
     ( أسامة فاروق مصطفى 2011 ص 75 ) 

*حسب غنيم (1975):"الاختبارات الاسقاطية على أنها وسيلة غير مباشرة للكشف عن شخصية الفرد، ولمادة الاختبار من الخصائص المتميزة ما يجعلها مناسبة لان يسقط عليها الفرد حاجاته ودوافعه ورغباته وتفسيراته الخاصة دون أن يفطن لما يقوم به من تفريغ وجداني (فيصل عباس 2001 ص 88)

*أندروز :"أن الطريقة الاسقاطية تختلف عن الطرق الذاتية والموضوعية ،أي أن الفاحص هنا لا يلاحظ سلوك المفحوص كما يحدث في مواقف الحياة ليخرج باستنتاجات معينة ،ولا هو يطلب منه أن يذكر فكرته عن سلوكه في مواقف محددة أو أحاسيسه إزاء خبرات بعينها ،وإنما يطلب منه أن يسلك بطريقة تخيلية ،كأن يبتكر قصة ما أو يفسر بقعا من الحبر أو يصنع نماذج من مادة البلاستيك ،ذلك أن هذه الطرق قصد بها أن تكشف عما يكمن من سمات وخبرات واتجاهات وتخيلات ،والتي تحدد سلوك الفرد في المواقف الفعلية.

 فهي بهذا المعنى تهدف إلى تحقيق أعظم قدر من الموضوعية بمعناها النفسي خاصة وأنها تطبق عادة أسلوب يقلل إلى أبعد حد ممكن انشغال المفحوص بنفسه ، وتدعو بدلا من ذلك إلى التحرر المطلق من أي نوع من نقد الذات ومهما يكن فان هذه الطريقة بإلحاحها على حياة المفحوص الذاتية كما تبدو في التخيل والتصور ،تقود الفرد إلى تشخيص نفسه دون أي حرج له" .( عدوان  يوسف 2012 ص29)

  من التعريفات السابقة للاختبارات الاسقاطية يتضح أنها هي عبارة  عن وسيلة للغور في أعماق الحياة 
اللاشعورية لطبيعة مادتها الغامضة والمبهمة ، فالأنا يعجز على مراقبة الحياة الداخلية وضبطها،  مما يجعل الجانب اللاشعوري ينطلق في التعبير على هواماته بتنظيمات دفاعية.


إعداد الدكتوره : مليوح خليدة  - جامعة محمد خيضر ( بسكرة ) _الجزائر.

ضمن موضوع : الاختبارات الإسقاطية .


تحميل محاضرات في الاختبارات الاسقاطية pdf