مدارس علم النفس pdf

مدارس علم النفس pdf

محاضرة ضمن محاضرات مدخل الى علم النفس 

مدارس علم النفس pdf
مدارس علم النفس pdf 



 المدرسة البنائية:

هي أول مدرسة في علم النفس تأسست بفضل جهود وليام فوندت (1832-1920) بجامعة لايبزيغ بألمانيا ومجموعة من تلامذته ولعل من أبرزهم إدوارد تتشنر (1867-1927) متأثرا بأعمال أساتذته وأسلافه أمثال: غوستاف فيشنر (1801-1887) هيرمان فون هلمهولتز (1821–1894)، وسميت بنيوية لأنها تهتم بدراسة بنية العقل الذي يتمثل في الشعور وذلك بوصف الخبرة الحسية الشعورية لدى الفرد وتحليلها إلى عناصرها واكتشاف روابطها ثم تحديد موقع الأبنية المرتبطة بها في الجهاز العصبي تأثرا بالفيزياء والكيمياء في دراستهم وتحليلهم لبنية المادة.

وتعرف البنيوية علم النفس بأنه الدراسة التحليلية لعقل الراشد السوي المعمم من خلال الاستبطان حيث يمكن شرحه کما یلي:

- الدراسة التحليلية: تحليل الخبرة الشعورية إلى عناصرها الأولية.
- العقل أو الشعور: الحياة الواعية للإنسان الراشد أي استثناء الطفل من الدراسة.
- المعمم : تعني قناعة فوندت وتتشنر بأن علم النفس ليس معنيا بالفروق الفردية.
- السوي: تستبعد البنيوية الاضطرابات العقلية والشواذ عموما من ميدان علم النفس.
- الاستيطان: كمنهج للدراسة أو الملاحظة الذاتية المضبوطة لمحتويات الشعور ضمن شروط تجريبية،
فالاستبطان هو إحساس بالإحساس أو انعكاس الشعور على نفسه، ويتأمل الفرد لما يجري داخل ذهنه للكشف عن الجوانب الخفية للأفعال ووصفها وتسجيلها والتقرير بها ويشمل الاستبطان الخبرات الشعورية البسيطة والمعقدة الحاضرة والماضية.

وتتلخص مبادى المدرسة البنائية في:

- تهتم المدرسة البنائية بدارسة الخبرات الحسية الشعورية كموضوع.
- تهدف من دراستها إلى تحليل العمليات الشعورية إلى عناصرها الأولية ومعرفة كيفية ترابطها وتحديد قوانین ترابطها.
- لتحقيق أهدافها في دراسة الخبرات الحسية الشعورية تعتمد المنهج الاستيطاني كمنهج بحث.

وقد انصبت أغلب بحوث المدرسة البنائية حول زمن الرجع، التذكر، التفكير، الحواس(البصر خاصة)، ولعل من أهم النتائج التي توصلت إليها أن العناصر الاساسية للشعور تتمثل في الاحساس، الصور الذهنية والمشاعر الوجدانية، وكانت الصور هي عناصر للأفكار والاحساسات عناصر للإدراك.

تقييم المدرسة البنائية:

لقد قدمت البنيوية إسهامات هامة في علم النفس، فقد حررته من الفلسفة وأعطته موضوعا مضبوطا وأعمال تجريبية ويكفيها شرفا أنها كانت سببا في استقلال علم النفس بفضل أعمال رائدها وليام فوندت وتلامذته (مخبر علمي تجريبي 1879 ، مجلة دراسات فلسفية 1881، مجموعة من الكتب والمقالات والأبحاث) كما كانت سببا في توسع واتشار علم النفس من خلال ظهور مجموعة من المدارس التي استثمرت في عيوبها، التي من أبرزها:

- اقتصر موضوعها على دراسة الخبرات الحسية وبنية الشعور مهملة دور المثيرات الخارجية والبيئة ومظاهر السلوك الأخرى كالدوافع والانفعالات اللاشعورية.
- كان هدفها تحليل بنية الشعور إلى عناصره الأولية وأهملت وظيفته، حيث تساءل النقاد عن الفائدة من تحليل بنية الشعور إن لم ندرك وظائفه ووظائف عناصره وتوظيفها في حل مشكلات الحياة.
- الاستبطان منهج لا يراعي الفروق الفردية ونتائجه لا يمكن تعميمها، كما لا يمكن تطبيقه على غير الراشدين من الأطفال وغير الاسوياء.
- الاستبطان منهج ذاتي يعتمد على التذكر الذي يتطلب وقتا والنسيان سريع ومن الممكن أن تؤدي ضرورة التذكر إلى تصحيح الأخطاء وتحسينها.

المدرسة الوظيفية:

هي أول مدرسة أمريكية في علم النفس ظهرت كرد فعل عن التناول المادي والميكانيكي لموضوع علم النفس من طرف البنائية، مركزة على أهم سلبياتها ومتأثرة بأعمال مجموعة من العلماء أمثال: فرانسيس جالتون (18421911) ودراساته للفروق الفردية الوراثية عن الذكاء والروائز العقلية تشارلز داروين (1809-1882) ونظريته في التطور والنشوء والارتقاء وحفظ البقاء والاستمرار أبحاث تشارلز لويد مورغان (1852-1932) وجورج رومانس (1848-1894) حول السلوك الحيواني وقوانين الوراثة.

تؤكد المدرسة الوظيفية على دراسة وظيفة العمليات العقلية الشعورية كموضوع باستخدام المنهج العلمي بغض النظر على البنية التي تتركب منها، حيث تنظر إلى السلوك الواعي من خلال وظائفه، وكونه تنسيق كلي يكيف العضوية مع الموقف، فهي تبحث عن إجابة للسؤالين كيف ولماذا أي دراسة العلاقات السيكوفيزيائية والفوائد الأساسية للشعور، فالوظيفية هي سيكولوجية العلاقة بين العضوية والبيئة وتشمل كل وظائف الجسد والعقل.

وتعرف الوظيفية علم النفس بأنه دراسة الفعالية العقلية التي تعني السلوك التكيفي، وبالمقارنة مع البنيوية فيمكن مقارنة أفكارهما باختصار كما يلي:
- الوظيفة مقابل التركيب.
- المنهج العلمي مقابل الاستبطان.
- وظائف الخبرة الحسية الشعورية (العمليات العقلية) مقابل عناصر الخبرة الحسية الشعورية.

يعتبر وليام جيمس(1842-1910) رائد هذه المدرسة كما أن تاريخ صدور مؤلفه "أصول علم النفس" سنة 1890 أعتبر تاريخا لنشأتها، وتأثرا بأفكاره ظهر اتجاهين: الأول بجامعة شيكاغو بقيادة جون ديوي (1859– 1952) وجيمس أنجيل (1869-1949) وهارفي كار (1873-1954)
وظهر الاتجاه الثاني بجامعة كولومبيا بقيادة روبرت وود وورث (1869-1962). وعمل الوظيفيون على البحث في الكثير من المواضيع ولعل من أهمها التعلم الانساني والحيواني علم النفس المرضي والروز العقلي وعلم النفس التربوي ساهمت نتائجها في ظهور المدرسة السلوكية ويمكن تلخيص الأفكار لتي عملت المدرسة الوظيفية على البحث فيها وتأكيدها في:

- وظيفة العمليات العقلية والتكيف لدى الانسان مع البيئة، والشذوذ والفروق الفردية.
- تطبيق معطيات علم النفس في مجال الأعمال والتربية والقانون.
- عدم حصر مناهج علم النفس في الاستبطان والعمل بالطرق الموضوعية كالتجربة والملاحظات الخارجية.
- دراسة كل الفئات العمرية وكيفية مواجهتهم للمشكلات غير المألوفة.

وبالرغم من أن المدرسة وظيفية حاولت توسيع مواضيع علم النفس وأهدافه من خلال إعطاء بدائل منهجية فإن لها بعض المأخذ أهمها:
- حصر وظيفة العمليات العقلية في التكيف مع البيئة الخارجية في اتجاه واحد وإهمال تأثير البيئة الخارجية بعناصرها المختلفة على العضوية بصفة عامة والعمليات العقلية بصفة خاصة.
- إهمال دور اللاشعور والعقد والمكبوتات النفسية والافرازات الهرمونية ودور الوراثة في تحديد السلوك.
- الاهتمام المفرط بالوظائف التكيفية للعمليات العقلية وتحويلها إلى علاقة رياضية تشير إلى التتابع م - س  وهذا ليس حكرا على هذه المدرسة.
- التوظيف المباشر لنتائج البحوث على الحيوانات بشكل مباشر في دراسة الانسان دون مراعاة الخصوصية الانسانية.

المدرسة الجشطلتية:


ظهرت المدرسة الجشطلتية في العقد الثاني من القرن العشرين بجامعة فرانكفورت بألمانيا، حيث بدأت كحركة علمية في علم النفس كما يذكر معظم المؤرخين في عام 1912 عندما نشر ماكس فيرتايمر (1880-1943) تقريرا عن بعض الدراسات حول الحركة الظاهرية وهي حركة مدركة في الوقت الذي لا توجد فيه حركة في الواقع، وتعد الصور المتحركة أكثر شيوعا لتلك الظاهرة حيث يعطي العرض السريع لمجموعة من الصور الفوتوغرافية الساكنة احساسا باستمرارية فعل الحركة وعدم انقطاعها وسميت بظاهرة فاي PHI حيث اهتمت التجارب الأولى بمعرفة القوانين والشروط التي تجعل الانسان يدرك الصور الساكنة وكأنها تتحرك.

لقد استعملت هذه المدرسة مصطلح Gestalt كشعار لها الذي يعني الشكل أو الصيغة أو الهيأة والمظهر الكلي للموضوع أو المثير أو الظاهرة، وبالتالي يمكن القول أن المدرسة الجشطلتية اهتمت بدراسة الشكل والصيغة الكلية للخبرات الحسية الشعورية (العملية الادراكية) في تفسيرها للظواهر بدلا من تجزئتها إلى عناصرها بهدف الوصول إلى القوانين والشروط التي تتحكم في عملية الادراك باستعمال الطرق الموضوعية القائمة على الملاحظة والتجربة، ومن بين أهم روادها نجد وولفانغ كوهلر (1887-1967) وكورت كوفكا (1886 – 1941) الذين عملا في البداية كمعاونين للمؤسس فيرتايمر ثم استقلا في عملهما من خلال القيام بالكثير من التجارب للتأكيد على مبادى هذه المدرسة ولعل أعمال كوهلر حول الشمبانزي أعطت نموذجا عمليا لتطبيق هذه المبادى فيما سمي التعلم بالاستبصار الذي يعني فهم العلاقة بين الأجزاء في مجال الادراكي الكلي، ولعل من أهم المبادى التي حددتها هذه المدرسة والتي ترى أن العالم الخارجي ينظم بها في مجال الادراك والتعلم نجد:

- الكل لا يساوي مجموع الأجزاء في كل الخصائص.
- لكل إنسان مجاله النفسي والادراكي الذي يدرك فيه المواضيع والأشياء.
- كل شكل أو صيغة مدركة لها أرضيتها.
- کل موضوع آو مثیر نمیل الی تحسین ادراکه صیغته و شکله الکلی.
- لكل عملية إدراكية وفق المنظور الجشطالتي قوانين تنظمه تتمثل في:
التقارب الزماني والمكاني.
التشابه.
قانون الغلق أو الاتمام.
قانون الشمول أو الكثافة.
قانون الاستمرار والاتجاه.

نقد المدرسة الجشطلتية:


– اهتمت فقط بالإدراك والتنظيم الادراكي وأهملت تأثير باقي مكونات الشخصية.
- أفرطت في استغلال مصطلح الجشطلت الذي ميزته الضبابية في دراسة الكثير من الظواهر.
- لم تراعي الفروق الفردية في عملية الادراك.
- لم تتضمن تجارب المدرسة الجشطلتية نتائج تنبؤية ولم تعتمد على الطرق الكمية والإحصائية.

مدرسة التحليل النفسي:


نشأت هذه المدرسة في علم النفس في بداية القرن 20م على يد سيجموند فرويد، وهي لم تنشأ كغيرها نتيجة دراسات نظرية أو في مخابر علم النفس وانما نشأت في العيادات الطبية، فاكتسحت شعبيتها الدوائر العلمية والتقنية والأدبية رغم تعرضها للنقد الشديد والاعتراضات المبررة وغير المبررة والتي لا تقلل من الاسهام التحليلي في علم النفس لاسيما الفرويدي الذي سمي سيكولوجية الأعماق نظرا لكونه قدم جديد حين قال "أن اللاشعور هو الأساس العام للحياة النفسية وأنه الواقع النفسي الحقيقي وهو قوة ديناميكية تلعب دورا مسيطرا في الحياة النفسية ككل
ولد فرويد (1856-1939) في مدينة فرايبورغ بمقاطعة مورافيا الواقعة في حدود تشيكوسلوفاكيا، وقد انتقلت أسرته إلى فيينا عام 1860 حيث درس وأقام القسم الأكبر من حياته كان طبيبا وفيزيولوجيا عمل فترة في مخبر لتشريح المخ ثم شرع في دراسة الامراض العصبية. سافر إلى فرنسا في بعثة دراسية والتقى جون مارتان شاركو (1825-1893) وتأثر به كثيرا في أبحاثه حول الهستيريا ومنذ ذلك الحين بدأ يحس إحساسا عميقا بأنه لابد وأن تكون هناك عمليات نفسية قوية تبقى خافية عن شعور الناس من خلال التنويم المغناطيسي وكان هذا الاحساس بداية اكتشاف دور اللاشعور في الحياة النفسية. إلا أن الحدث الأعظم في حياة فرويد كان لقاؤه مع جوزيف بوروير (1842-1925) الذي حدثه عن حالة هستيرية كان يعالجها (حالة أنا) وقد شعر فرويد بأهميتها.

لقد أراد فرويد تفسير المرض النفسي من خلال الاعتماد على طريقتين في تقسيمه للجهاز النفسي كما يلي:

أ/ اعتباره للحياة النفسية بأنها مكونة من ثلاثة مستويات:

- مستوى الشعور:

والذي يحتوي على الأفكار والمشاعر التي يعيها الانسان في كل وقت، ويمكن للأفكار الشعورية أن تكون لاشعورية في وقت ما عن طريق كبتها، كما يعرف بأنه التكيف المطابق للواقع.

- مستوى ما قبل الشعور :

يتشكل من مجموع الأفكار والصور والمشاعر التي يعيها الانسان آنيا (حاليا أو في الوقت الحاضر) ولكن بوسعه وبمجهود بسيط بواسطة التذاكر المألوفة أن يستدعيها إلى مستوى الشعور واعتبر كحاجب أو ستار بين الشعور واللاشعور.

- مستوى اللاشعور:

هو مستودع الأفكار والخبرات والذكريات التي كانت في وقت ما في مستوى الشعور ثم طردت إلى اللاشعور لأنها تسبب قلقا وتوترا للإنسان باعتبار أن هذه الرغبات غير مقبولة اجتماعيا أو دينيا والتعبير عنها يؤدي إلى التعرض للعقاب أو المعارضة من طرف الأخرين أو من طرف الشخص نفسه كونها مؤلمة أو منافية للعرف ولا تظهر إلا من خلال الأحلام والهفوات والزلات والأعراض.

ب /اعتباره بأن الجهاز النفسي يتكون من الأنا، الأنا الأعلى والهو حيث قام بتعديل تقسيمه الأول لما تعرض له من نقد ولأوجه الغموض والقصور التي لم تسمح بتفسير كافي للمرض النفسي

- الهو:

يمثل أكثر الأجزاء بدائية وغريزية ويعمل وفق مبدأ اللذة ويتجنب الألم بغض النظر عن قيم المجتمع ومعتقداته، فهو يمثل مجموعة من المطالب البيولوجية والغريزية الملحة ويعمل على إشباعها.

- الأنا الأعلى:

يتضمن سلطة معنوية مصدرها القيم والاتجاهات وسلطة المجتمع يعمل على تحديد أساليب السلوك الصحيح وتجنب السلوك غير المقبول ويعتبر الضمير جزءا من الأنا الأعلى.

- الأنا:

ويمثل مبدأ الواقع الذي يحاول التوفيق بين مطالب الهو وسلطة الأنا الأعلى، فيعمل على حل المشكلات وإشباع الرغبات بأساليب عقلانية يوافق عليها المجتمع.

المفاهيم الأساسية لمدرسة التحليل النفسي:


مبدأ الليبيدو :

المقصود به هو الدوافع البيولوجية التي تعطي للشخصية ديناميكيتها وهي دوافع جنسية، حيث أطلق فرويد اسم الليبيدو على الطاقة الجنسية التي تحرك السلوك وتهدف إلى اللذة.

مبدأ غرائز السلوك:

بناءا على الاتجاه البيولوجي لفرويد فقد قسمها إلى نوعين:
أولا: غرائز الحياة نزعات بنائية يوجهها مبدأ الواقع تعمل على المحافظة على النفس بإشباع الحاجات وفقا للمعايير الاجتماعية ويلجأ إلى ما يعرف بميكانزمات أو حيل دفاعية لاشعورية.
ثانيا: غرائز الموت نزعات هدامة وتشمل دوافع الفناء والعدوان وعبر عنها بالتخريب والتهديم نحو الأخرين وأحيانا نحو الذات.

مبدأ الصراع:

حسب فرويد الشخصية هي محصلة سلسلة من مواقف الصراع بين مبدأي اللذة والواقع وغرائز الحياة وغرائز الموت أو محصلة التفاعل بين مطالب الهو وسلطة الأنا الاعلى وتدخلات الانا، وفي حالة إخفاق وعجز الأنا في التوفيق بين القوى المتصارعة في الجهاز النفسي وبين مقتضيات العالم الخارجي فإن احتمال الاصابة بالاضطراب النفسي يكون جد وارد.

مبدأ السادية والمازوشية:

وهي سلوكات تعبيرية واشباعية وتفريغية لطاقة الليبيدو تكون ذات نزعة تدميرية وتختلفان في الاتجاه فقط، حيث أن السادية تتضمن التلذذ بإلحاق الألم بالأخرين أما المازوشية فتتضمن التلذذ بإلحاق الألم بالذات أو بالنفس.

مبدأ الحيل الدفاعية:

يعتقد فرويد أن الاحداث التي تشوه صورة الفرد عن ذاته ينشأ عنها قلق الأنا لأنها انتهكت حرمات الأنا الأعلى ولخفض درجة التوتر ومستوى القلق إلى أدنى حد ممكن يقوم الفرد بتكوين الحيل الدفاعية واستخدامها كسبيل لحماية الذات ومنها الكبت، الاسقاط، التبرير، النكوص، التعويض، التسامي...الخ.

طريقة التحليل النفسي الفرويدي :


تبنى أساسا على التداعي الحر للأفكار والذكريات وفيها يطلب من المريض عادة أن يستلقي ويسترخي وترك العنان لأفكاره وذكرياته فلا يعترض طريقها، فيذكر كل ما يتذكره مهما كان تافها أو مخزيا أو مخالفا للعرف والتقاليد أو الأداب العامة وغير منطقي(تحت توجيهات وتشجيعات المحلل) ويستمر التحليل بهذا الشكل حتى تتكشف العوامل الفاعلة في حياة المريض النفسية ويعود إلى المراحل المبكرة من حياة الفرد(أيام الطفولة المبكرة) ومتى توصل المحلل إلى أصل العلة الأولى وتعرف هو والمريض على الحادث أو الأزمة التي كانت السبب فيها، فإنه يساعد المريض على فهم حالته كاملة وأسباب مرضه وربط سلسلة الحوادث ببعضها حتى إذا ظهرت للمريض العوامل المؤثرات التي تربط ماضيه بحالته النفسية الراهنة وعاش ظروفها الانفعالية من جديد تحسنت حالته وزالت عنه أعراض المرض، وتصحب التحليل النفسي عادة ظاهرتين هما المقاومة والتحويل أو النقل.

ويقصد بالمقاومة عجز المريض أو رفضه بطريقة غير مقصودة عن استخراج خبراته الماضية أو تذكر الحوادث التي قد تساعد على التعرف على أسباب الحالة التي يعاني منها أو عجزه عن الاعتراف بها وهي ناحية يجب أن يوليها المحلل العناية التامة، أما التحويل أو النقل فيقصد به وقوع المريض في حالة حب أو كراهية شديدة بالنسبة للمحلل حيث تتركز فيه مشاعر المريض وحسب فرويد فإن المحلل يصبح بديلا للشخص الذي كانت تتجه إليه هذه الانفعالات أيان الطفولة، ويستفيد منها المحلل بتوضيح أسبابها للمريض وحقيقة العواطف التي تربطه بالأخرين ويجب على المحلل أن يبقى محايدا.

نقد التحليل الفرويدي :


انتقد فرويد لموقفه المعادي للدين (اللاأخلاقي) والحاحه وإفراطه في التفسير الجنسي خاصة في مراحل الطفولة المبكرة، حيث دافع عن تربية جنسية واقعية.
- مبالغته في تحليل اللاشعور والجنس وتجارب الطفولة المبكرة.
- إهماله لدور العمليات العقلية وتفسيره البيولوجي الحيواني للسلوك الانساني.
- أكثر المفاهيم المقترحة يصعب قياسها وتعميم نتائجها نظرا لعدم موضوعيتها ودقتها.
- اعتماده على السلوك المرضي في أعماله وتعميمه على الأسوياء.
- طريقة التحليل النفسي تتطلب جلسات قد تدوم لسنوات وجهدا كبيرا متواصلا، ونسبة الشفاء قليلة نسبيا.

التحليل النفسي الحديث:

أولا: الفرد آدلر وعلم النفس الفردي (1870-1937):

يعتقد آدلر أن العالم في تطور مستمر فهو يترقى من الأدنى إلى الأعلى وينطبق ذلك إلى الإنسان بانتقاله من حالة الضعف إلى حالة القوة ومن حالة النقص إلى حالة الكمال ومن الخضوع إلى السيطرة، ونتيجة لذلك يرى أن أهم ما في الحياة الشعورية هو الشعور بالنقص والعمل الدائم على تعويضه ولذلك اعتبر غريزة السيطرة والتفوق الغريزة الأساسية عند الإنسان لا الغريزة الجنسية كما يرى فرويد، وذلك بأن يتبع أسلوب معين في الحياة، كما أنكر آدلر عملية الكبت ولا يعطي أهمية خاصة للاشعور ولا لتقسيمات الشخصية أنا، هو، أنا أعلى حيث ينظر آدلر إلى هذه الجوانب كلها على أنها وحدة متكاملة تتصل بالعالم الخارجي وتتغلب على مشكلاتها معه بأسلوب معين، كذلك يختلف عن فرويد في طريقة معالجته للحالات العصابية، ويرى أن الفرد يتبع إحدى الطرق الثلاث لمواجهة الشعور بالنقص وهي:

- أن يحاول التعويض عن النواحي التي يشعر بالنقص فيها فينجح في ذلك، إما بتقوية هذه النواحي أو الاتجاه إلى النواحي الأخرى وتقويتها والنجاح فيها مثال:
التلميذ الذي يشعر بالنقص الجسمي لا يؤهله للتفوق في مجالات النشاط الرياضي فيعوض النقص في مجال الدراسة بزيادة التحصيل والتفوق.

- أن يفشل الفرد في القيام بتعويض ناجح فيلجأ إلى عملية تعويض تخرج عن الحدود المقبولة أو المألوفة عند المجتمع مثال: التلميذ الفاشل دراسيا قد يلجأ إلى الخروج عن النظام أو تزعم حركات الإضراب والعدوان والانحرافات ومظاهر السلوك غير المرغوب فيها.

- أن يتكون في حالة الفشل مرض عصبي يخلص الفرد من عملية الكفاح ويعفيه من لوم نفسه أو لوم الناس له، فالتلميذ الذي يفشل في دراسته ويصاب بصداع يلزمه في الرأس ويجعله غير قادر على الاستقرار يجلب لنفسه عذرا مقبولا أمام نفسه والناس وأمثلة ذلك التظاهر بالصداع كي يصبح موضع اهتمام وشفقة الأخرين.

ويرى أدلر أن هناك ثلاث ميادين يلزم أن يتكيف الفرد بالنسبة لها تكيفا ناجحا حتى يوفق في حياته وهي:

- المجتمع يرى أدلر أن مركز الطفل في الأسرة والمدرسة وبين أطفال الحي والمؤسسات الاجتماعية بصفة عامة، فالطفل المدلل يتخذ في العادة أسلوبا يشعره بأنه ضعيف يحتاج إلى الرعاية والعناية ويترتب على هذا شعور بالنقص ورغبة في تعويضه وكذلك الطفل الذي يعامل بقسوة أو يهمل يكون موضع سخرية الأخرين فإنه يشعر بالنقص إزاء ذلك والأسلوب الذي يسير عليه الطفل تبعا لما يعامل به يصبح بعد ذلك هو أسلوب السلوك السائد لديه.
- العمل: يرى بضرورة أن يعمل الفرد في المجال الذي يتفق مع ميوله وقدراته والذي لا يشعر بنقص فيه فمن المهم أن يشعر الفرد بالنجاح في عمله وأن يحقق ذاته من خلال هذا العمل.
- الحب: وكذلك يرى أدلر وجود علاقات حب صحيحة بين الفرد وزوجه وهي من أهم عوامل التكيف في هذا المیدان وعموما يرى أن تكيف الفرد في الميادين الثلاث السالفة الذكر ضروري لكي يحيا حياة سليمة بعيدة عن المشكلات والانحرافات النفسية.

ثانيا / علم النفس التحليلي لكارل غوستاف ليونغ (1875-1961):

يعطي يونغ أهمية كبيرة لمتاعب الحياة الحالية، ويرى أن الاضطرابات النفسية تنشأ نتيجة عدم القدرة على مواجهة مشكلات وعقبات الحياة والتغلب عليها، اختلف عن فرويد أيضا في إدراكه للاشعور حيث لا يعترف بعملية الكبت، ويرى أن سلوك الانسان في حياته يخضع لأسلوب الحياة العادي الذي يضطر الإنسان إلى أنه يهمل جانبا من أفكاره وذكرياته ليهتم بالجزء الأخر، وما يهمل من أفكار وذكريات هو ما يسمى باللاشعور الذي يشتمل أيضا على نزعات وخبرات موروثة من الأجيال السابقة وأطلق عليها يونغ اسم اللاشعور الجمعي الذي استدل على وجوده من التشابه الموجود بين الناس مهما اختلفت جنسياتهم في بعض أحلامهم، ويختلف عنه كذلك في أن اللاشعور الجمعي يشمل على نواحي حسنة وطيبة بجانب النزعات الشريرة وغير الخلقية.

أما الطاقة الغريزية (الليبيدو) فقد أعطاها يونغ معنى أوسع من فرويد وأنكر كونها جنسية من أساسها، بل رأى أنها طاقة كلية تهدف إلى الحياة وتشمل جميع العمليات الحيوية من نمو وحركة وتناسل...إلخ. فهي عند الطفل مثلا تتجه ناحية الغذاء من الليبيدو وهي ليست جنسية، لأن الدافع الجنسي لا يكون قد تمايز بعد من الدافع الأولي للحياة.

وفي علاج الأمراض العصابية استخدم يونغ طريقة فرويد في التداعي الحر وتحليل الأحلام، فيبدأ بدراسة حالة المريض الراهنة وتحديد عناصر الضعف فيها، ثم عن طريق التحليل يهيئ للمريض فهم مشكلته الحالية كما يهيئ له فهم ماضي طفولته وينتج عن ذلك شخصية أكثر توافقا. وعموما يرى يونغ أنه الأسلوب العام الذي يميز سلوك الإنسان عند مواجهة مشكلاته هو النكوص الذي يعني به ارتداد سلوك الإنسان إلى مراحل مبكرة من حياته، فإذا واجه الفرد مثلا موقفا عصبيا لا يستطيع تحمله أو مواجهته فإنه يبكي، والبكاء هو أحد أساليب التكيف التي تنتمي إلى عهد الطفولة، وإذا فشل في حبه أو زواجه فقد يفضل المعيشة مع أمه وهذا أيضا نكوص أو ارتداد إلى مرحلة الطفولة والأيام الأولى من حياة الإنسان التي كان يجد فيها الحماية والعطف والحنان في أحضان الأم، ويرى يونغ أن الناس ينقسمون من حيث سلوكهم العام في حياتهم إلى نمطين :

- الانطواني: هو الذي يميل إلى العزلة والبعد عن الناس والى التفكير والتأمل والحذر والحساسية ويضطرب في العادة إذا تكلم مع الناس ويبدو عليه الحرج والخجل في علاقته بهم.

- الانبساطي: يميل إلى الاختلاط بالناس والى الجرأة ومجاراة الواقع والى الظهور والرعاية كما يحسن الكلام مع الناس ومجاراة المواقف الاجتماعية.

ويرى يونغ أن شخصية الفرد الشعورية تكون نقيض شخصيته اللاشعورية فالانبساطي في الحياة الشعورية يتصف بصفات الانطوائي في حياته اللاشعورية والعكس صحيح إذ تكون نزعاته اللاشعورية أكثر اندفاعا وجرأة وتحررا ورغبة في التنفيس، كما يرى يونغ أن حالات الهستيريا والاضطرابات النفسية غالبا بين الأشخاص الذين يميلون إلى العزلة والانطواء، وأحيانا أمراض عقلية غير قابلة للشفاء.

 المدرسة السلوكية:

لم تشهد مدرسة من مدارس علم النفس سعة الانتشار والنفوذ الذي عرفتهما المدرسة السلوكية، وهي مدرسة أمريكية ظهرت سنة 1912 على يد جون واطسن (1878-1958)، فقد بدأت في علم النفس وامتدت إلى علم الاجتماع والسياسة والتاريخ(العلوم السلوكية) ولقد صدرت السلوكية عن: التقاليد الفلسفية، النزعة الوظيفية وعلم نفس الحيوان، والسلوكية بالتعريف هي تعاليم أو أفكار واطسن التي أصبحت رهنا للانتماء السلوكي، وهناك سلوكية قديمة (كلاسيكية) مع واطسن وسلوكية حديثة مع كلارك هيل وسكينر.

أولا/السلوكية الكلاسيكية:

هناك معايير منهجية لسلوكية واطسن نستدل عليها من خلال ما يلي:
تعريف علم النفس من وجهة نظر واطسن هو ذلك الفرع من العلم الطبيعي الذي يتخذ السلوك الإنساني (الأقوال والأفعال المتعلمة وغير المتعلمة) موضوعا لها ولا يحتاج إلى ذكر الخبرة أو الشعور هدفه النظري التنبؤ بالسلوك وضبطه ولسلوكية واطسن هدفان:
- التنبؤ بالاستجابة بعد معرفة المثير
- التنبؤ بالمثير استنادا للاستجابة

فالمثير: هو أي شيء في المحيط العام أو أي تغير في العضلات أو الأنسجة الداخلية والخارجية يستثير ردا وهناك مثيرات خارجية من اليسير ملاحظتها مثل: الضوء المسلط على العين الذي يحدث استجابة هي انقباض سريع لحدقة العين، ومثيرات داخلية مثل تقلص عضلات المعدة وانقباضها نتيجة نقص الغذاء.

الاستجابة: فهي أي شيء يفعله الكائن الحي عندما يثار مثال: الالتفات إلى مصدر الضوء أو القفز نتيجة سماع صوت أو شم رائحة طعام، وهناك استجابات معقدة إلى أكثر فعاليات تعقيدا مثل تشييد الأبنية وتربية الأطفال وتأليف الكتب.

المسلمات:
- يتألف السلوك من عناصر إستجابية ويمكن تحليله بنجاح عن طريق المناهج الموضوعية للعلم الطبيعي.
- يتشكل السلوك كله من حركات عضلية وافرازات غدية وعلى ذلك يمكن رده إلى عمليات فيزيولوجية
وكيميائية.
- هناك استجابة فورية لكل مثير ناجح ولكل استجابة مثير من نوع ما (هناك حتمية علة ومعلول صارمة في السلوك).
- لا يمكن دراسة العمليات الشعورية إن وجدت حقا فهي من مخلفات الفكر اللاهوتي السابق عن علم النفس ولذا يجب تركها جانبا وعدم الخوض فيها.
- رفض واطسن الاعتراف بالغرائز والعوامل الفطرية كأساس في تفسير السلوك حيث يقول "أعطوني اثنا عشرة طفلا وسأصنع لكم منهم الطبيب والتاجر والشحاذ واللص بغض النظر عن السلالات التي انحدروا منها" فهو يؤكد على أهمية المؤثرات البيئة ودور الاكتساب في الشخصية.

ولقد جاءت السلوكية ثورة على النظام القائم آنذاك الاستبطان والشعور واستفادت كثيرا من علم نفس الحيوان ومن الفعل المنعكس الشرطي، وعموما فالمدرسة السلوكية تهتم بدراسة السلوك الظاهري للكائن الحي وتفسيره « دون الاهتمام بالدوافع الداخلية أي دراسة الأفعال التي تصدر على الكائن كاستجابات لمؤثرات البيئة باستخدام المنهج التجريبي والقياس والمعالجة الإحصائية للبيانات المحصل عليها.

اهتمام السلوكية بسلوك الحيوان:

يرجع الاهتمام بسلوك الحيوان إلى علماء إنجليز خاصة (داروين، مورقان، هوب هاوس) وبأكثر دقة ثورندايك الذي توصل إلى أن الحيوانات تتعلم عن طريق المحاولة والخطأ وصاغ ثلاث قوانين للتعلم:

- قانون المرات (التكرار): بمعنى أن الاستجابات تقوى بالاستعمال المتكرر وتضعف بالإغفال والإهمال المتواصل.
- قانون الأثر: بمعنى أن الاستجابات تثبت أو تحذف حسب ما يترتب عليها من حالة ضيق أو ارتياح مثل دور المكافأة في تثبيت الاستجابة.
- قانون الاستعداد: الذي يحدد الظروف التي يكون فيها الكائن الحي في حالة ارتياح أو ضيق.

وقد كان ثورندايك سلوكي النزعة فتفسيراته كلها تقوم على أساس ربط العلاقة بين م- س وتقوية الرابطة بينهما أثناء المحاولات المتكررة، ووظيفة التعلم هي جعل هذه الارتباطات تقوى أو تضعف بالنسبة لمواقف مدروسة في إطار قوانينه الثلاثة.

اهتمام السلوكية بالفعل المنعكس:

ظهرت الموضوعية الروسية على يدي بافلوف وتشتريف في اكتشاف الفعل المنعكس الشرطي فكان عونا للسلوكين وأساسا لتجاوبهم وتفسيراتها حول السلوك، وقبل هذا الاكتشاف كانت وحدة السلوك عندهم مس، وأبسط صورها الفعل المنعكس : هو حركة بسيطة غير مكتسبة(لاإرادية ) تحدث من الفرد بطريقة طبيعية لاإرادية مثلا: دمع العين إذا دخل فيها جسم معين، تصبب العرق، احمرار الوجنتين، هذا الفعل المنعكس هو أبسط صورة من صور الاستجابة للمثير والفعل المتكامل هو حاصل مجموعة أفعال منعكسة مترابطة فيما بينها (هكذا كانت نظرة السلوكيين في بادى الأمر)فكانوا يعتبرون السلوك حاصل جمع مجموعة من العادات، حاصل جمع مجموعة من الأفعال المنعكسة تماما كما هو الشأن في تشييد منزل أو بنائه أو مثل السيارات تتكون من قطع غيار وقطع غيار تتكون من أجزاء وهكذا، هذه النظرة إلى الكائن الحي تعد نظرة آلية ميكانيكية حيث تشبه وجهة نظر الارتباطية كثيرا حيث استدلوا بترابط الأفكار بترابط المثيرات والاستجابات وسنرى الأن كيف ساعد اكتشاف الفعل المنعكس الشرطي بالسلوكيين في تجاربهم وتفسيراتهم:

الفعل المنعكس الشرطي:

لقد أثبت بافلوف إمكانية ارتباط استجابة ما بمثير غير مثيرها الأصلي إذا تكرر تقديم هذا المثير الجديد مع المثير الأصلي عدة مرات ولقد استنتج أنه إذا أشرطت عدة مرات استجابة معينة بمثير يصاحب مثيرها الأصلي وتكررت هذه العملية عدة مرات ثم أزلنا المثير الأصلي وقدمنا المثير المصاحب وحده فإن الاستجابة المعينة تحدث وأطلق عليها "الاستجابة الشرطية":
( م ط ) طعام س ( سيلان لعاب )
( م ش ) دق الجرس س ( سيلان لعاب )

ورحب واطسن كثيرا بهذا الاكتشاف وقام بتجارب عديدة على الأطفال والفئران وانتهى سنة 1924 م إلى الافتراض أن الفعل المنعكس الشرطي هو أساس تكون أي عادة، وبفضله أصبحت الشرطية مبدأ تفسير السلوك على ضوئه وليس طريقة بحث فقط.

نقد سلوكية واطسن:

- تطرف في الموضوعية والإفراط في الاعتماد على التقرير اللفظي ودراسة الوقائع القابلة للملاحظة المباشرة فقط.
- النظرة التجزيئية للسلوك بشكل مثيرات واستجابات وهو تعريف مرن وبه مغالطات منطقية في تفسير النتائج.
- إنكار الشعور وانكار الفطرة ودورها في السلوك والاعتماد على البيئة

مقارنة بين الأشراط الكلاسيكي والأشراط الإجرائي:


- الأول يتضمن استجابات لا إرادية ظهورها إجباري عن طريق المثير الطبيعي (غير شرطي) ويسهل دراسة الترابط بين المثير الشرطي والاستجابة الشرطية.
- أما الاشراط الإجرائي فيتضمن استجابات إرادية يعبر عنها الكائن الحي كما أن العلاقة الواضحة ليست بين المثيرات والاستجابات لكن بين الاستجابة والتعزيز (سكينر).

السلوكية الحديثة:

- كلارك هيل (1884-1952): حيث عمل على توضيح الغموض في بيان العلاقة بين المثير والاستجابة وفرق بين ثلاث أنواع من المتغيرات:
المتغيرات المستقلة:
هي الخاصة بالمثير تشمل المواقف الموجودة في البيئة والتي تؤثر وتدفع الكائن للاستجابة.
المتغير ات التابعة:
وهي الخاصة بالاستجابة في البيئة الخارجية نتيجة تأثير المتغير المستقل أو المثيرات وتوضح صفاتها.
المتغيرات المتوسطة:
وهي تتضمن العمليات التي تتوسط المثيرات والاستجابات وتعمل على الربط بينها.

ولقد ألح هيل على الدوافع ودورها في التكيف وأعطى تفسيرا من لحظة حدوث المثير إلى استدعاء الاستجابة و ألح على التفاعل المتواصل بين الكائن الحي وبيئته والذي ينتج عنه السلوك.

– فريديريك سكينر:
رائد السلوكية الحديثة ركز على تأثير البيئة في السلوك وأن عدم تغير الفرد مع بيئة
متغيرة سيحرمه من استجابات مناسبة للحصول على جزاء(ثواب) ضروري للحياة النفسية والطبيعية لأنه كان يرى أن تنوع العوامل البيئية وتغيرها يؤدي إلى تحولات في سلوك الفرد طيلة حياته. يرى أنه لابد من دراسة السلوك الظاهر (الموضوعي) المؤلف من مجموعة الاستجابات والكشف عن كيف تتوقف الاستجابة على المتغيرات التجريبية الأخرى وعلى المثير، لقد جرب على الأطفال والفئران ويعتقد أن الإنسان وسلوكه الكلامي يمكن إخضاعه لقوانين الإشراط الإجرائي والتعزيز.
خاتمة :
انطلاقا مما تم تقديمه عن علم النفس يتبين أنه كلما تعمقنا فيه أكثر ازددنا فضولا لمعرفة مواضيعه بدقة والتحكم في مصطلحاته وأدوات البحث فيه، كما ان فئات كثيرة وشرائح واسعة يمكن ان تستفيد من خدماته وما يقدمه من أفكار ونظريات وطرق لحل المشكلات بالنسبة للفرد في حد ذاته وفي الأسرة والعمل والحياة اليومية بالإضافة إلى الباحث المتخصص والمعالج، لكن يبقى الهدف من هذه المادة العلمية وما تم البحث فيه من خلال الاعمال الموجهة والمطالعة الشخصية هو الإحاطة ببعض جوانب علم النفس نشأة وتطورا وموضوعا وأهدافا ومدارسا بما يسمح للطالب باختيار مستقبله العلمي والمهني عن رغبة وقناعة وقاعدة المعرفية الصحيحة

تحميل محاضرة : مدارس علم النفس pdf