مفهوم علم النفس و اهدافه pdf

مفهوم علم النفس و اهدافه pdf
 مفهوم علم النفس و اهدافه pdf


مفهوم علم النفس و اهدافه pdf

 مقدمة
قبل الوصول إلى التعريف العلمي لعلم النفس لا بد من معرفة أصل الكلمة ونشأتها ومصدرها فالنفس في اللغة العربية هي الروح، كما استعملت بمعنى الجسد وبمعنى التأكيد، فيقال هو نفسه أي عينه، أما عرفا فمنهم من عرفها على أنها ذلك النشاط الذي يمتاز به الكائن الحي وهي المسيطرة على حركاته، ومنهم من فسرها بأنها التفاعل الذي يظهر عند وجود الكائن الحي بين غيره من الكائنات الحية، كما تعبر عن القوة الخفية الموجودة في كل كائن حي تظل كامنة فيه يحيا بها، فإن أصابها ما يذهبها فقد حياته، وبعضهم فستر نفسية المرء بأنها شخصيته التي هي كل ما يعرف عنه أو كل ما هو مشهور به بين رفاقه،
وفريق آخر عرف علم النفس بأنها وظيفة العقل والجهاز العصبي، ومجمل القول أن النفس في اللغة العربية تشير إلى ذلك الجانب الروحي والمعنوي لدى الكائن الحي، كما يتسع معناها ليشمل جوانب الخلق والارادة والنزوع.
أما العلم فهو الدراسة الموضوعية للظواهر بهدف الوصول إلى مجموعة من المعارف المنظمة الدقيقة والصادقة التي يمكن تعميمها في شكل قوانين وقواعد، ويتم بمجموعة من الأدوات الخاصة بجمع حقائق واقعية وفعلية وبمجموعة من المفاهيم المستخدمة في تفسير المعطيات.
وتتكون كلمة علم النفس Psychology في اللغة الانجليزية من مقطعين لهما أصل يوناني هما: psyche وتعني نفس أو التنفس، ثم اتسع معناها وأصبحت تشير إلى الحياة أو الروح أو النفس البشرية أو العقل، أما المقطع الثاني logos فيعني الحديث أو الكلام أو الأقوال، ثم تطور ليعني البحث أو المقال، وأخيرا أصبح يفيد معنى المعرفة أو العلم أي البحث الذي له أصول علمية منهجية، وتجدر الاشارة أن علم النفس المعاصر لا علاقة له بالروح ولا بالمضامين الفلسفية لمفهوم النفس، هذا بالنسبة للأصل اللغوي للكلمة أما المفهوم العلمي الأكاديمي فنلاحظ أن علم النفس لم يأخذ تعريفا محددا أو دقيقا نظرا لتأثره بالأحداث التاريخية والمجال الزمني
في تطوره من جهة، وكذلك الخلفية النظرية والتكوين العلمي للباحثين والمهتمين بمواضيعه.
ويمكن تعريف علم النفس بأنه "الدراسة العلمية المنظمة لجميع ما يصدر عن الانسان من نشاط أو سلوك بمظاهره المختلفة الجسمية والعقلية والمعرفية، الشعوري منه واللاشعوري، أثناء محاولة الفرد للتكيف مع بيئته أو توافقه مع ذاته والأخرين في المجتمع".
كما يعرف بأنه الدراسة العلمية للسلوك أو دراسة الكيفية التي يفكر ويتعلم ويحس بها الكائن الحي إنساناً كان أو حيواناً، لكن ما هو السلوك؟، السلوك هو كل نشاط يقوم به هذا الكائن الحي سواء كان لفظياً أو حركياً أو انفعاليا أو اجتماعيا أو حتى رمزياً، فكل تصرفات وأفعال الكائن الحي تدخل في مفهوم كلمة السلوك في علم النفس.
ملاحظة: علم النفس لا يقتصر على دراسة السلوك الانساني بل يمتد إلى دراسة سلوك الحيوان كما يدرس السلوك بنوعه السوي والمرضي.
ويمكن القول في الأخير أن موضوع علم النفس هو السلوك، أما أهدافه فتتمثل في: الوصف، التفسير، التنبؤ، الضبط أو التحكم من خلال التقويم والتعديل والتحسين.

أهداف علم النفس

تتلخص أهداف علم النفس في أهداف نظرية وأخرى تطبيقية لها مضامين تشخيصية ووقائية وعلاجية ويمكن شرحها كما يلي:

1. الوصف:

 ويتضمن العمل على جمع كل المعلومات والمعطيات المحيطة بالظاهرة أو التي قد تكون سببا في حدوثها وتحديد المتغيرات المؤثرة في حدوثها، ففي علم النفس يقوم المتخصصون بجمع الحقائق عن السلوك المدروس للتوصل إلى وصفه بصورة واضحة ودقيقة باستخدام وسائل وطرق علمية تتمثل في الملاحظة والمقابلات والاختبارات الشخصية وغيرها من طرق الفحص، مثل وصف السلوك العدواني لدى المراهقين، سلوك الغيرة بين الاخوة ونلاحظ أن مضمون هذا الهدف تشخيصي ووقائي.

2. التفسير: 

هو محاولة الكشف عن العلاقة بين المتغيرات المتحكمة في الظاهرة والبحث في الأسباب المؤدية إليها ومعرفة العلاقة بين المثيرات والاستجابات، والتفسير المعقول للسلوك موضوع الدراسة يسمى فرضية أي تفسير محتمل يحتاج لاختبار صحته، مثل: الالتحاق بدور الحضانة يرفع من المحصول اللغوي للطفل أو نسبة الذكاء تؤثر على التحصيل الدراسي، ومضمونهذا الهدف تشخيصي ووقائي.

3. التنبؤ: 

المقصود به إمكانية تعميم النتائج أو القاعدة العامة في مواقف أخرى غير تلك التي نشأت فيها أصلا أو إمكانية توقع نتائج الظاهرة أو السلوك المدروس باستخدام المعلومات التي توصلنا إليها في مواقف أخرى، أي العمل بقاعدة أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج ونفس المثيرات والمتغيرات تعطي نفس الاستجابات، لكن نلاحظ أنه كلما زادت المثيرات أو المتغيرات قلت إمكانية التنبؤ ومضمون هذا الهدف وقائي.

4. الضبط أو التحكم : 

معناه التعامل والتأثير في الظروف أو المثيرات أو المتغيرات التي تحدد حدوث الظاهرة أو السلوك المدروس بما يحقق لنا أهداف معينة منها تقويم وتعديل وتحسين السلوك مثلا تعاطي المخدرات له علاقة بالفراغ والغرض هنا علاجي ووقائي. إن العلاقة بين هذه الأهداف هي علاقة تكاملية بحيث أن الوصف الجيد للسلوك يسهل عملية تفسيره، والتفسير الدقيق له يمكننا من التنبؤ بنتائجه قبل حدوثها، كما أن التنبؤ الصحيح يضمن لنا توجيه وتعديل السلوك نحوالأحسن.