نشاة و تطور علم النفس pdf


نشاة و تطور علم النفس  pdf
 نشاة و تطور علم النفس  pdf


نشاة و تطور علم النفس pdf


لعلم النفس تاريخ قصير وماض طويل، بل يمثل استمرارية متطورة للمعرفة الانسانية بدءا بالتفكير البدائي في الحضارات القديمة، ثم التراث الفلسفي القديم عند الاغريق واليونان إلى غاية العصور الوسطى في أوربا وأفكار فلاسفة الحضارة الاسلامية، وانتهاء بفلسفة عصر النهضة، ثم التطور العلمي في المجالات المختلفة في القرنين السابقين، فقبل أن يصبح على النفس علما مستقلا كان جزءا من الفلسفة بل إنه يعتبر آخر العلوم المستقلة عنها، ويمكن أن نلخص تطور علم النفس في المراحل التالية:

المرحلة الاولى : مرحلة التفكير البدائي:


هي مرحلة التفكير البدائي أو الخرافي منذ وجود الانسان على الأرض، وهي عبارة عن تراكمات لمعارف الحضارات القديمة، ضمت مجموعة من الأفكار والاجتهادات البعيدة عن طريقة التفكير العلمي الحديثة بعضها مستند إلى الخبرة وبعضها خاطى مستند إلى الوهم والخرافة، حيث حاول الانسان التفكير في نفسيته وتفسير أسباب تصرفاته ومن بين أفكار هذه المرحلة نجد:
- استطلاع الهيئة حيث كان بعض القدامى يعتمدون مظهر الفرد الخارجي أو هيئته للتنبؤ بطبيعته.
- دراسة الارواح الشريرة حيث كان بعض القدامى يفسرون من خلالها السلوك غير السوي.
- تفسير المنجمين القدامى حيث كانوا يستطلعون السماء بحثا عن إجابات، فموقع النجوم في وقت الولادة يحدد طبع الطفل الوليد.
- كان يعتقد بعض القدامى بوجود كائن صغير يسيطر على أعمالنا يسكن الجسم ويتحكم فيه، يكون أحيانا شريرا قاسيا وأحيانا خيرا طيبا، وكان يترك الجسم أحيانا ولا يعود إليه وهو تفسيرهم لظاهرة الموت.
- الرسومات والبنايات والأثار تؤكد على وجود معتقدات حول خلود الروح وبقائها ووجود مخلوقات غير مرئية تؤثر في الانسان وتتسبب في مرضه وشقائه.

المرحلة الثانية : مرحلة التفكير الفلسفي:


وهي المرحلة التي تضم التراث الفلسفي بداية بالفلسفة الإغريقية واليونانية ثم العصور الوسطى وإسهامات العلماء المسلمين إلى غاية عصر النهضة في أوربا، ولعل من أبرز أفكار هذه المرحلة نجد:

- طاليس (640-547 ق.م):

الذي تنسب إلى الحكمة المشهورة "اعرف نفسك" التي أصبحت المبدأ الرئيسي الذي اعتمد عليه سقراط في تعاليمه، فقد رأى أن الإنسان كائن يتألف من عنصرين رئيسيين متناقضين الجسد أو البدن من جهة والنفس أو الروح من جهة ثانية.

- فيثاغورس (578-450 ق.م):

حيث يشاطر هو وأتباعه طاليس في نظرته إلى العلاقة بين الجسم والنفس كجوهرين لا صلة لأحدهما بالأخر من حيث أصله وطبيعته، ويقول فيثاغورس بإمكانية انتقال الروح من إنسان إلى آخر أو إلى أي كائن حي بعد الموت وهذا ما يعرف بتناسخ الأرواح حيث لاقت هذه الفكرة صدى إيجابياً لدى بعض الفلاسفة اليونانيين ويذهب بعض المؤرخين إلى أن فيثاغورس لم يكن أول من طرح هذه الفكرة وإنما نقلها عن الفلسفتين القديمتين: المصرية والهندية.

– سقراط(470–399ق.م):

الذي جاء ليطوّر نظرة طاليس إلى الإنسان معلناً أن النفس العاقلة أو الروح : هي جزء من العقل الكلي أو الروح الإلهية، أما البدن فيتألف من عناصر العالم المحسوس: الماء والتراب والنار والهواء، وبما أن النفس الإنسانية هي جزء من الروح الإلهية التي تسيطر على الظواهر والحوادث والأشياء الكونية فإنه بإمكان الإنسان السيطرة على بدنه والتحكم برغباته وشهواته، وهنا يبرز مغزى الشعار الذي رفعه سقراط "اعرف نفسك بنفسك" فمعرفة الإنسان لذاته تتوقف في رأيه على الرجوع إلى النفس وتأملها والوقوف على ما هو مشترك بينها وبين الروح الإلهية أي بين الإنسان وبين الله.

- أفلاطون (427-347 ق.م):

تأثر بأستاذه إلى حد كبير وهذا ما يظهر في نظرته إلى طبيعة الروح والجسد ومصير كل منهما، ويجد أفلاطون أن النشاط النفسي الدائم هو دليل خلود الروح فالروح لا تعرف السكون ولا تكف عن الحركة لأنها تستمد هذه الحركة من ذاتها وهي فوق ذلك منزهة عن الموت باعتبارها مبدأ كل حركة خلافا للجسد الذي ينتمي إلى العالم المحسوس ويتركب من العناصر الفانية، لذا يرى أفلاطون أن الانسان نفس وبدن ويعتبر الارتباط بينهما ضرباً من تلاقي الأضداد واجتماعها، فالبدن يحول دون المعرفة الحقيقية لما يثيره من فوضى وتشويش في العمليات المعرفية، أما النفس فهي عقل خالص يتأمل جوهر الأشياء ويدرك كنهها ولكنها تتعرض للعديد من المصاعب والضلالات حين يجرها البدن نحو الأشياء المحسوسة وتلبية الرغبات والشهوات الجسدية، وهذا ما جعل أفلاطون يقسم النفس إلى ثلاثة أقسام: الحكمة ومركزها الرأس وهي أعلى أقسام النفس مرتبة وأرقاها منزلة، الشهوة ومركزها البطن وهي أدنى مراتب النفس وأحطها، الشجاعة ومركزها القلب وهي تشغل الموقع الوسط بين الحكمة والشهوة، ويرى أن هذه الأقسام توجد عند الناس بأشكال متباينة ودرجات متفاوتة.

– أرسطو (384–322 ق.م):

يعتبر كتابه في النفس" دليلاً على أن علم النفس قد صار حتى ذلك الحين ميداناً متميزاً إلى حد لا بأس به من ميادين المعرفة، لقد وجد أن ثمة علاقة بين الصفات والخصائص التي تتمتع بها النباتات والحيوانات من جهة والشروط الطبيعية المحيطة بها من جهة ثانية، فهناك تباين بين الكائنات الحية التي تعيش في الجبال ونظيراتها التي تعيش في السهول وبين هذه وتلك ومثيلاتها التي تعيش في الصحارى أو في المناطق الساحلية، وانطلاقاً من هذه النظرة المورفولوجية حدد أرسطو موقفه من النفس وطرح موضوع اتحاد البدن والروح وعدم إمكانية الفصل بينهما إلا عن طريق التجريد، ورأى أنه من غير الممكن تقسيم النفس أو الروح إلى أجزاء كما فعل أفلاطون ولكنه وجدها تتخذ أشكالأ متعددة وتتجسد في مستويات وقدرات متباينة كالقدرة على التغذية، القدرة على الحس، القدرة على الحركة والقدرة على الفهم، وأن هذه القدرات مجتمعة هي في اعتقاده خاصية الإنسان وحده دون سائر الكائنات الحيّة الأخرى، والقدرات الثلاث الأولى خاصية الحيوان بينما لا يتمتع النبات إلا بالقدرة على التغذية فقط، وعلى هذا الأساس الارتقائي أكد أرسطو أن الإنسان هو النفس والجسد في وحدتهما، غير أنه يعود ليفرق بين النفس في ذاتها كعقل خالص، والنفس كعرض تتمتع بثلاث قوى: الحس المشترك والذاكرة والتخيل، ولما كان العقل في رأيه جوهراً لا تتناوله الحركة ولا يعرف التغير ولا التبدل، فإنه ليس عرضة للفناء وإن كان فناؤه أو فساده بعد أن ينتابه الضعف والوهن في المراحل المتقدمة من عمر الإنسان فلا يعني ذلك أن النفس قد أصيبت بأمر ما وانما يعني أن الفرد الذي تقيم فيه النفس هو الذي أصيب.

- الطبيب والفيلسوف هيبوقراط:


الذي اعتبر أن الظواهر النفسية مرتبطة بالعضوية ارتباطاً مباشرا، فقد تصور أن الجسم البشري مؤلف من عناصر أربعة: الدم والصفراء والبلغم والسوداء وأن هذه العناصر توجد بنسب متفاوتة ويطبع العنصر الغالب شخصية الإنسان بطابعه وعلى هذا الأساس صنف هيبوقريطس الناس في أربعة أنماط: الدموي والصفراوي والبلغمي والسوداوي، فكل نمط من هذه الأنماط يتسم بصفات جسدية وخصائص نفسية محددة، وقد احتفظ هذا التصنيف بقيمته العلمية في دراسة الشخصية حتى يومنا هذا على الرغم من ظهور العديد من التصنيفات في القرن 19 والقرن العشرين.

- الكندي (801-866م):

حظيت مسألة النفس بقسط وافر من اهتمامه حيث يرى أنها مباينة للجسد منفردة عنه بنية ووظيفة وما لأ، فهي جزء من الجوهر الإلهي الروحاني تسكن البدن بعد الولادة لتقف على ما يقوم به وتحدث زلات الإنسان وأخطاءه التي تدفعه إلى الوقوع فيها قوة الشهوة أو قوة الغضب، والتفاعل بين الإنسان ومحيطه يتم حسب الكندي على ثلاثة مستويات: الإدراك الحسي وتتولى القيام به الحواس الخمس، والمصورة أو المتوهمة التي تقوم بوظيفة التصور أي الاحتفاظ بصور الأشياء والموضوعات بعد إدراكها وأثناء غيابها من جهة ووظيفة تخيل هذه الصور وتركيبها من جهة ثانية، وأخيراً العقل الذي يتولى معرفة الظواهر والحوادث وجواهرها على نحو أعمق وأشمل مما تقوم به النفس في المستويين السابقين.

– الفارابي(870-950م):

ولعلنا نجد موقفه شبيهاً بموقف الكندي ونظريته في الإنسان والمعرفة فقد ذهب إلى القول بأن النفس الإنسانية تسكن البدن بعد ولادة الإنسان ولا تفنى أو تموت بعد موته وإنما ترجع إلى الله ليثيبها على ما قدّمت ويعاقبها على ما أخرت، وتشمل النفس عند الفارابي خمس قوى متعاقبة من حيث وجودها الزماني وأهميتها وهي: القوة الغاذية، القوة الحاسة، القوة النزوعية، القوة المتخلية والقوة الناطقة، وتتركب كل واحدة من هذه القوى من قوة رئيسية واحدة وقوى أخرى ثانوية تعمل لمصلحتها، باستثناء القوة الناطقة التي لا تتفرع عنها أية قوة لأنها قوة رئيسية بين سائر قوى النفس، فالقلب يقوم بوظيفة التغذية الرئيسية بينما تقوم أعضاء الجسد الأخرى كالمعدة والكبد والطحال وسواها بالوظائف الثانوية في التغذية، وتتولى الحواس الخمس المعروفة إدراك العالم الخارجي وامداد القوة الرئيسية (الحس المشترك) بالأخبار والمعلومات عن العالم الخارجي، فكل عضو من أعضاء الحس الخمسة يقوم بدور ثانوي أو بوظيفة فرعية تخدم الوظيفة الرئيسية التي يتولى القلب أداءها وهكذا بالنسبة للقوة المتخيلة، وما ينبغي ملاحظته في تقسيم الفارابي لقوى النفس اهتمامه بالجانب الانفعالي والإرادي وعلاقته بالجانب المعرفي في السلوك الإنساني ومع أن الفلاسفة الذين سبقوه قد تعرضوا إلى موضوع الانفعال إلا أنهم لم يتبينوا علاقته بالعمليات المعرفية وتأثيره عليها وتأثره بها.

- ابن سينا(980-1037):


انطلق من نظرته الثنائية إلى الإنسان حيث وجد أن النفس تختلف جوهرياً عن الجسد، ولما كانت جزءاً من العالم العلوي على العكس من الجسد الذي يتكون من العناصر الأربعة (التراب والماء والنار والهواء) فإنها تتحد به عقب الولادة وتفارقه بعد الموت لتعود إلى الباري عز وجل فتحاسب على ما فعلت أثناء وجودها على الأرض، وينظر ابن سينا إلى النفس من خلال مستويات ثلاثة: المستوى النباتي والمستوى الحيواني والمستوى الإنساني وكل مستوى من هذه المستويات يتولى القيام بوظائف معينة، فالمستوى النباتي من النفس يقوم بوظائف التغذية والنمو والتكاثر وهو ما نجده عند النبات والحيوان والإنسان، وتقوم النفس الحيوانية بوظائف الإحساس والتخيل والحركة التي نجدها عند الإنسان والحيوان، أما المستوى الإنساني ووظيفته العقل فهو يخص الإنسان وحده ويشبه هذا التصنيف ما قدمه أرسطو، وزيادة على ذلك فإن ابن سينا قدم وصفاً متقدماً لأليات الإحساس الظاهري وشروطه الداخلية (العصبية) والخارجية (الصفات الفيزيائية والكيميائية للأشياء) متجاوزاً تعاليم المفكرين القدماء الذين درسوا الوظائف النفسيّة دون أن يربطوها بالعمليات العصبية التي تتم أثناء تفاعل الإنسان أو الحيوان مع الوسط الخارجي لاعتقادهم باستقلالية كل من المجالين: النفسي والفيزيولوجي وعدم وجود علاقة تربط أحدهما بالأخر، فقد حاول التعرف على السبب النفسي للضعف العضوي الذي كان يعاني منه أحد الفتيان من خلال إسماعه مجموعة من الكلمات وتحديد ما يثيره منها بالاعتماد على تغيّر نبضات القلب وتبدلها كرد فعل تقوم به العضوية على مثيرات العالم الخارجي، وتعدّ هذه التجربة أول محاولة للتشخيص النفسي في تاريخ الفكر الإنساني، حيث سبق ابن سينا بها محاولات علماء النفس في العصر الحديث لوضع اختبارات تمكنهم من الكشف عن الجوانب الانفعالية والوجدانية لدى الإنسان (كاشف الكذاب" مثلا) بعدّة قرون، وكذلك تجربة أخرى أجراها ابن سينا لإبراز أثر الحالة النفسية (الانفعال) في حياة الحيوانات والإنسان، وتتلخص هذه التجربة في مقارنة الوضع النفسي لخروفين كان يقدم لهما نفس الغذاء من حيث الكمية والنوعية ولكنه وضع أحدهما في شروط عادية آمنة بينما وضع الثاني قبالة ذئب وبصرف النظر عن شروط التغذية المتشابهة فإن صحة الخروف الثاني كانت تتدهور بصورة ملحوظة حتى هلك، لقد دفع مبدأ وحدة العمليات النفسية والعمليات الجسمية ابن سينا للبحث في مركبات الجهاز العصبي باعتباره مصدر الإحساس والإدراك عند الإنسان والحيوان وقد مكنه ذلك من تطوير الأفكار المتعلقة بوظيفة الدماغ وعمل الأعصاب، والتصورات التي كانت سائدة آنذاك حول النشاط الحسي وتصنيف الحواس حسب أهميتها وفائدتها في المعرفة الحسية على وجه الخصوص واقترب بها من المعطيات العلمية الحديثة.


لنخلص في النهاية أن ما ميز مرحلة التفكير الفلسفي بمختلف محطاتها هو أن جوهر دراسات وتساؤلات الفلاسفة والمفكرين تمحورت حول أفكار وإسهامات تناولت بالبحث العلاقة والتأثير المتبادل بين الروح والنفس والعقل من جهة والبدن من جهة ثانية كمفاهيم مختلفة أحيانا وبنفس المعنى أحيانا أخرى في اتحادها وانفصالها عن البدن وكيفية تأثيرها على الحياة النفسية والعقلية للانسان.

المرحلة الثالثة : مرحلة التفكير العلمي واستقلال علم النفس:


مع انتقال المعارف والعلوم إلى أوربا وبزوغ فجر النهضة في البلدان الأوربية ظهرت أفكار أكثر تحديداً وتركيزاً فيما يتعلق بقضايا الطبيعة والمجتمع عامة وبموضوع النفس خاصة متأثرين بما حدث من تطور في العلوم الدقيقة (الرياضيات والفيزياء والكيمياء) والعلوم البيولوجية والطبية وظهور الكثير من النظريات والأفكار الدقيقة، ولعل من الاسهامات المباشرة لكثير من العلوم في استقلال علم النفس نجد:

– علم الأحياء:

حيث تعتبر نظرية النشوء والارتقاء (دارون) وفكرة أن الفرق بين الانسان والحيوان في الدرجة وليس في النوع دافعا لدراسة الطبيعة البشرية بدراسة السلوك الحيواني والتأكيد على أهمية الطرق الموضوعية في دراسة علم النفس وقد وضع دارون بذلك الاساس لعلم النفس الحيواني.

- القياس والتجريب وتأسيس المخابر:

تأثرا بالعلوم الطبيعية التي تعتمد على التجريب والقياس حاول الباحثون تأسيس مخابر نفسية واستبدلوا الطريقة الكيفية بالطريقة الكمية وبالتالي الاعتماد على الملاحظة العلمية في دراسة المسائل النفسية حيث أخضع علم النفس الظواهر التي يدرسها لمناهج موضوعية مستعينا بالألات والاجهزة والاختبارات كما أصبحت التجارب ضرورية للبحث في هذا العلم وعلى سبيل المثال يعتبر وليام فوندت (Wilhelm Wundt) أول من أسس مخبرا نفسيا في أوربا عام 1879 حيث اهتمت بدراسة الاحساسات والتمييز بينها والادراك والانتباه وزمن رد الفعل ثم زاد انتشار المخابر فى ألمانيا والو.م. أوفرنسا.

- أثر علم الاجتماع:
- أثر الطب العقلي:
- أثر الفيزيولوجيا:

ومما سبق فإن علم النفس أخذ استقلاله متأثرا بتطور الكثير من العلوم واعتمادا على مناهجها حيث أصبح لعلم النفس مفهوم واضح ومواضيع محددة وله مناهجه الخاصة ليبدأ في التوسع وظهور العديد من المدارس لفهم وتفسير السلوك والظواهر النفسية بطريقة علمية موضوعية.