اسباب الاحتراق النفسي pdf |
أسباب الاحتراق النفسي:
توجد نظريات عديدة
تدور حول أسباب ومصادر الاحتراق النفسي، وهذه النظريات تركز على ثلاثة مستويات:
1-المستوى الفردي أو
الشخصي
2 - المستوى التنظيمي
أو الإداري
3 -المستوى الاجتماعي.
1 -المستوى الفردي أو الشخصي:
يعتبر فرويدنبرجر أول
من أشار إلى مصطلح ( الاحتراق النفسي )؛ مدعيا بأن
المخلصين والملتزمين هم أكثر الناس عرضة للاحتراق، ويضيف إليهم كذلك الأفراد ذوى
الدافعية القوية للنجاح المهني، والحقيقة أن هناك الكثير من الصدق في هذه
الادعاءات؛ حيث إن الجماعة المهنية الأكثر عرضة للاحتراق النفسي هي الأكثر مثاليةً
والتزاماً بمهنتها، ومن أسباب ذلك بعض الأسباب الشخصية والفردية وهي كالتالي:
- مدى واقعية الفرد في توقعاته
وآماله، فزيادة عدم الواقعية تتضمن في طياتها مخاطر الوهم والاحتراق.
- مدى الإشباع الفردي
خارج نطاق العمل، فزيادة حصر الاهتمام بالعمل يزيد من الاحتراق.
- الأهداف المهنية، حيث وجد أن
المصلحين الاجتماعيين هم أكثر عرضة لهذه الظاهرة.
- مهارات التكيف العامة.
- النجاح السابق في
مهن ذات تحد لقدرات الفرد
- درجة تقييم الفرد
لنفسه
- الوعي والتبصر
بمشكلة الاحتراق النفسي.
2- المستوى الاجتماعي:
هناك عدداً من
العوامل الاجتماعية التي تعتبر مصادراً للاحتراق النفسي منها:
أ-
التغيرات الاجتماعية الاقتصادية التي حدثت في المجتمع، وما ترتب عليها
من مشكلات قد تؤدى إلى هذه الظاهرة.
ب- ـطبيعة التطور
الاجتماعي والثقافي والحضاري في المجتمع؛ التي تساعد على إيجاد بعض المؤسسات
الهامشية التي لا تلقى دعماً جيداً من المجتمع، فيصبح العاملون بها أكثر عرضة
للاحتراق النفسي.
3 - المستوى التنظيمي أو الإداري:
على عكس المستويين
الشخصي والاجتماعي فإن الأسباب المرتبطة بالمستوى التنظيمي أو الإداري لها علاقة
مباشرة بظهور هذه المشكلة، وقد تم التوصل إلى ثلاثة افتراضات هي
أ ـ تشير البحوث
الخاصة بالضغط النفسي والقلق إلى أن فقدان الإمكانات والكفاءة من أهم أسباب الضغط
والقلق، وأن استمرار ذلك يتطور إلى ظاهرة تسمى العجز المتعلم
Helplessness Learned ؛ حيث يداخل الفرد شعور بأنه عاجز عن عمل أي شيء
لتحسين وضعه، وهذه الظاهرة تشبه إلى حد كبير ظاهرة الاحتراق النفسي؛ حيث يفتقر
الفرد إلى المصادر والنفوذ لحل المشاكل التي تواجهه، مما يسب له لشعور بالضغط، وفي
حالة استمراره يحدث الاحتراق.
ب ـ تشير البحوث
الخاصة بالضغط أيضا إلى أن نقص الإثارة للفرد تؤدى إلى نفس الآثار السلبية التي
تترتب على فرط الاستثارة، ولذلك فان العمل الرتيب الخالي
من الإثارة والتنوع
والتحدي يؤدى إلى الضغط والاحتراق النفسي، فأي فشل يواجه الفرد عند تحقيقه للحاجات
الشخصية خلال عمله سوف يساهم في شعوره بحالة عدم الرضا، والضغط، وبالتالي
الاحتراق، فالكثيرون يأتون إلى عملهم متوقعين الكثير، فهم يريدون زملاء مساندين،
وعملاء يعترفون بالجميل، ويقدرون جهودهم، وعملاً مشوقاً ومثيراً، فضلاً عن
الاستقلالية وفي نفس الوقت يريدون راتباً كافياً، وفرصاً للترقية والتطور الوظيفي،
كما يريدون ومسئولين متفاهمين وأكفاء، وشعوراً بالإنجاز، هؤلاء غالبا ما يصابون
بخيبة الأمل. ومع أن درجة الرضا الوظيفي المنخفضة ليست هي الاحتراق إلا أنها تمثل
تحذيراً لما سيأتي.
ج ـ للمناخ الوظيفي
في المؤسسة والتركيبة الوظيفية دخل في عملية الاحتراق، وهنا تبرز أهمية دور
القيادة والإشراف وطبقاً لكتابات جولدنبرج
Goldenberg يميل الإداريون في
مؤسسات الخدمات الإنسانية ومن ضمنها المدارس إلى افتراض أن المؤسسة أيا كان نوعها،
يجب أن تركز على حاجات المستفيدين من خدماتها، وإهمال حاجات القائمين بالمسئولية
فيها، كما أنها تخلق تركيبة إدارية وظيفية وأسلوب تحكم من أجل محاسبة هؤلاء
العاملين إذا ما خرجوا عن الخط المرسوم؛ الأمر الذي يؤدى إلى خلق أنظمة إشرافية
استبدالية وصراعات بين العاملين والإدارة، وتزايد المسافة بينهم، يضاف إلى هذا أن
ظاهرة الاحتراق النفسي ظاهرة معدية، ففي أي موقع عمل يكون فيه الأغلبية في حالة
الاحتراق النفسي فإن نسبة حدوثه لأي عضو جديد في العمل تكون نسبة عالية.
( بدران 1997 -
63 – 65 )