بحث حول انواع اضطرابات الشخصية pdf

بحث حول انواع اضطرابات الشخصية pdf



بحث حول انواع اضطرابات الشخصية pdf
بحث حول انواع اضطرابات الشخصية pdf


على الرغم من اختلاف معاير التشخيص الأوربية  ICD -10 ومعاير التشخيص الأمريكية  DSM-4 في طريقة تصنيف  الإضطرابات الشخصية الا انهما يكاد لا يختلفان إلا قليلاً في تحديد انواعها ، ولما كانت المعايير الأمريكية في التصنيف تميل الى السهولة في العرض لذا نعتمد هذه المعايير في عرض انواع اضطرابات الشخصية  .

تصنف اضطرابات الشخصية وفق المعايير الأمريكية الى ثلاث مجموعات ، ولكل منها خصائص تميزها عن الأخرى وهي :

 مجموعة – أ- 

تتضمن هذه المجموعة عدد من إضطرابات الشخصية التي يتصف فيها سلوك المضطرب بالإنحراف والشذوذ عن السلوك السوي للأشخاص العاديين، ويكون المضطرب ارتيابيا شكاكا لايثق ولا يطمئن لأحد ويحمل افكارا غريبة ، وهي كما يأتي :

1- اضطراب الشخصية البارانويديةPersonality Disorder   Paranoid أو الإرتيابية :      



   وهﻮ ﻓﻘﺪان اﻟﺜﻘﺔ واﻟﺸﻚ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﺪرﺟﺔ أن ﻳﻨﻈﺮ اﻟﺸﺨﺺ إﻟﻰ اﻟﺪواﻓﻊ ﻋﻠﻰ أّﻧﻬﺎ دواﻓﻊ ﺣﻘﺪ يتصف المضطرب بالخصائص الأتية :
· ارتيابي شكاك لا يثق بأحد، ويعتقد بقوة ان الأخرين يحتالون عليه ويبطنون الأذى له، ويستغلونه ويكذبون عليه، لذا تراه حذرا بصورة دائمية، ويبحث عن اية علامة مهما كان واهيا لتوكيد ارتيابه وشكوكه .
· يعتقد دائما بوجود معانٍ ومرامٍ ودوافع عدوانية ومؤذية مبطّنة في كلام وسلوك الناس مهما كان الكلام والسلوك لطيفا
      ومعتدلا، ويعتقد ان الأخرين اشرار .
· اتهام  شريك اوشريكة الحياة بعدم الإخلاص والخيانة  .
· عدم قدرته على العمل مع الأخرين، ويبدو عدوانيا معهم .
· لديه حساسية مفرطة تجاه الرفض والإنتقاد .
· ميال للتذمر والإنكار .
· لا يمتلك عاطفة تجاه الأخرين ,


العلاج:
يعد العلاج النفسي هو الافضل في هده الحالة و لكن على المعالج ان يعي ان مناطق الثقة والالفة عند المريض مضطربة،فلا بد من تمرسه بالعلاج،والعلاج الجماعي غير ملائم لهؤلاء المرضى واحيانا يستلزم بعض العقاقير في حالات الفوران الداخلي او القلق،
                                                                                                                                     

2- إضطراب الشخصية شبه الفصامية Personality DisorderSchizoid   :


·يتميز مرضاه بنمط يسود حياتهم من العزلة الإجتماعية،و عدم التمايزفي العلاقات الإجتماعية،وضيق المدى الإنفعالي خبرة وتعبيرا،وعدم  إستمتاعهم  بالعلاقات الحميمية فيفضلون ان يضلوا وحدين,ليس لهم اصدقاء مقربين يثقون بهم وغالبا ما يكتفون بصديق واحد فقط إضافة إلى اقارب الدرجة الاولى,لذا فهم دائما يختارون الانشطة الفردية ,كما انهم غير معبرين في حالات المدح او الذم وناذرا ما يخرجون إنفعالاتهم القوية كالغضب والسرور,لهدا يبدون باردين ومتباعدين  وجدانا عن الاخرينويصاحب ذلك عدم القدرة على إظهار العداء وغموض الاهداف  والإنطواء.                                                                               
 ·لا يهتم ولا يبالي بتقييم و إنتقاد الاخرين له،وهو متعلق بشكل غريب بافكاره ومشاعره ولا يقبل اي تغييرفيها 
·ويلزم تمييز إظطراب الشخصية شبه الفصامية عن إضطراب الشخصية الفصامية النوع Schizotypalيعاني المصا بون به شطحات غريبة في التفكير والسلوك،ولهم اقرب فصاميون بخلاف شبه الفصامية.                                                                                                                  
 · يعد العلاج النفسي هو الانسب في هده الحالة،حيث غالبا ما يتفق المريض مع توقعات المعالج،من قدرة على الإستبطان ورؤية الذات من الداخل،غير انه قد يفرط في الخيال مستغلا ثقة المعالج، كما يعتبر العلاج الجماعي مفيدا له إذ له تفاعلا إجتماعيا اكثر، شريطة ان تحميه الجماعة من نوباته العدوانية .       


   ·     3   - إضطراب الشخصية الفصامية :                    


-    يتميزإضطراب الشخصية الفصامية بنمط متعمق من غرابة التفكير والمظهر،والسلوك و قصور في العلاقات بالاخرين ،ويضطرب فيها محتوى التفكير إذ يشمل افكارا إضطهادية والتشكك، وافكارا إشارية وإعتقادات غريبة وتفكيرا سحريا لا يتفق مع اسوياء بيئته مما يؤثر على سلوكه.وفي حالة الاطفال والمراهقين قد توجد خيالات غريبة او إنشغلات او خبرات إدراكية غير معتادة  فد تشمل عدم التناسق،في الكلام  وإستخدام للكلمات و المفاهيم بغرابة وطريقة غير إعتيادية     
- علاقاتهم بمعظم الناس مختلة ،إلى حد كبير بسبب نقص التعبير الوجداني،مثل الإبتسامة والإيماء .                     
   -   ارتيابي يشك بالأخرين ويؤمن بوجود معانٍ خفية مبطنة في كلام وتصرفات الناس، ويعتقد بانهم يتكلمون عليه ،وينتابهم القلق إلى اقصى درجة في المواقف الإجتماعية التي تضم اشخاص لم يالفوهم،ويصاحب إضطراب الشخصية الفصامية خليط من القلق والإكتئلب واحيانا ملامح الشخصية الحديةو خلال فترات التعرض للضغوطات الشديدة،قد تظهر اعراض الدهانية.                    
                                                                                        
              المسار والتنبىء 
- لوحظ ان  عشرة بالمئة من مضطربي الشخصية الفصامية النوع  ينتحرون،والبعض يتحول الى مرض الفصام العقلي                                                        
      
 -   إنتشار إضطراب الشخصية الفصامية :
يصل معدل إنتشار هدا الغضطراب الى ثلاث بالمئة ويكثر بين التوائم المتماثلة وبين اقارب الدرجة الاولى للفصاميين                                   
-    يجب تمييز إضطراب الشخصية الفصامية من الاتي:(ا)إضطراب الشخصية شبه الفصامية والتجنبية،لانها لا يوجد فيها غرابة في التفكير الإدراك و الكلام.(ب)إضطراب الشخصية الحدية إدا وجدت دلالات من اعراض المرضية تشخص كليهما ،يوضع التشخيصان معا (ج)إضطراب الشخصية الإضطهادية حيث يصيطر عليها الشك من دون غرابة في التصرفات.   
                                              

 علاج إضطراب الشخصية فصامية:   
                                                                         
      تعطى مضادات الدهان لتخفيف من اعراض إضطراب   التفكير والإدراك الى جانب العلاج النفسي،وتطبق عليه المبادىء نفسها في علاج الشخصية شبه الفصامية،ولكن يجب ان تؤخد افكار المرضى الغريبة بحيطة وحدر من طرف المعالج. 
------------------------------------------------------------------------

المجموعة ب 

تشتمل هذه المجموعة على عدد من اضطرابات الشخصية التي يتصف فيها سلوك المضطرب بالغرابة والشذوذ والتغير بشكل مثير ودراماتيكي، ويكون المضطرب انفعاليا ومندفعا بصورة مفرطة ، وتتضمن اضطرابات الشخصية الأتية                                       :                         

       - 1-اضطراب الشخصية الهيستيريةPersonality Disorder  Histrionic ،



                   هو إضطراب بنمط من الإنفعلات الشديدة وجدب الإنتباه يبحث دائما عن الغعجاب من الاخرين و لا يستريح عندما لا يكون فيها محور الإهتمام ويتصف المضطرب بالخصائص الأتية :

· عنده رغبة شديدة في نيل استحسان الأخرين وبشكل ملفت للنظر .
· يقوم باعمال مثيرة ومدهشة للغاية .
· يتصرف بطريقة يلفت انتباه واهتمام الأخرين ، مثلا يرتدي ملابس مثيرة جنسيا .
· يظهر مشاعر عاطفية جياشة وكاذبة، ويبالغ فيها لإستدرار عطف الأخرين  واثارة اهتمامهم به .
· يتصف بعدم الثبات العاطفي، يغير مشاعره العاطفية بصورة مفاجئة وباستمرار .
· يركز بشكل مفرط على مظهره الخارجي، متمركز حول ذاته . ميال للإغواء . يرغب بشدة اقتناءاشياء جديدة . يتصرف بتهور واندفاعية .

ويصاحب إضطراب الشخصية الهستيرية الميول الماساوية وتضخيم الاحداث والعلاقات، وإتخاد دور الضحية احيانا مع الرغبة شديدة في الإثارة،هدا الإضطراب شائع خاصة بين الإناث و يزداد بين الاقارب من الدرجة الاولى و يرتبط بإضطراب التجسيد الكحولية.       
                          
      العلاج:

غالبا لا يعي المضطربون مشاعرهم الحقيقية لدا،فإن توضيحها لهم يكون خطوة مهمة في العلاج الدي يلزم ان يكون نفسيا تحليليا،وصولا إلى الإستبطان النفسي،وقد تعطى معه بعض العقاقير لتخفيف اعراض التي تكون شديدة مثل القلق والإكتئاب.      

                                                                    

   -2- إضطراب الشخصية الحديةPersonality  Disorder borderline         

                                              
    هﻮ ﻧﻤﻂ ﻋﺎم ﻣﻦ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ اﻷﺷﺨﺎص وﻓﻲ اﻟﺼﻮرة اﻟﺬاﺗﻴﺔ، واﻟﻤﺰاﺟﺎت، واﻟﺘﺤّﻜﻢ ﺑﺎﻻﻧﺪﻓﺎﻋﺎت ويتصف المضطرب بالخصائص الأتية :
· تغيرات دراماتيكية متكررة في المزاج و الأفكار والخطط .
· عدم الإستقرار في العلاقات الإجتماعية ، يكوّن علاقات مع الأخرين بسرعة ولكن يفقدها بسهولة
 عدم الإستقرار العاطفي  والتحول العاطفي المتكرر .
· يظهر عنده سلوك اندفاعي غير متوقع، مثل الإندفاع في صرف المال بصورة مفرطة، المعاشرة الجنسية الخطرة وغير المشروعة، المقامرة، التعاطي المفرط للمخدرات والكحول ومواد اخرى، السرقة، الإفراط في الأكل ، الحاق الأذى بالنفس .
· الشعور المتكرر بالفراغ والوحدانية والكآبة والإنزعاج والقلق.
· الخوف من الوحدانية على الرغم من تعمده في ابعاد الأخرين عنه .
· صعوبة السيطرة على اندفاعاته وانفعالاته .
  · شعوره المستمر بالحرمان                                                           
· ارتباك في فهم ذاته، و تشخيص اهدافه وقيمه، و اختيار الأصدقاء، واختيار المهنة .
· محاولات متكررة في الحاق الأذى بالنفس، مثل احداث جروح في الجسم او محاولات الإنتحار .
· قد يحصل عنده اضطراب عقلي مؤقت لفترة قصيرة، مثل الهلوسة والإنقطاع عن الواقع .           
  
العلاج: 

يعد العلاج النفسي  افضل انواع العلاج لهدا الإضطراب عن طريق تدريب المريض على التحكم في نوبات غضبه وان يتعود النقد مع تدريبه على المهارات الإجتماعية لزيادة تعامله مع الاخرين  ويصاحبه العلاج الكمياوي من مضادات الإكتئاب و القلق واحيانا الصرع


-3- اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع Antisocial Personality Disorder     


 تتميز السلوك هدا إضطراب بدءا من الطفولة او بداية المراهقة ويطاول الحياة البالغة،  ويتصف المضطرب بالخصائص الأتية :
· يخالف القوانين والأعراف والقيم والتقاليد بصورة متكررة .
· عدواني في سلوكه وعنيف، يعتدي على حقوق الناس وممتلكاتهم، ميال لإقتراف الجرائم .
· كاذب وسارق ويخدع الأخرين .
· متهور طائش واندفاعي، لا يبالي بسلامته اوبسلامة الأخرين، ويقوم بافعال دون ان يفكر بما يترتب عليها من نتائج .
· لا يشعر بالذنب ولا يلوم نفسه عندما يلحق الأذى بالأخرين .
· اناني يسعى فقط الى تحقيق رغباته واشباع حاجاته دون ان يهتم بمشاعر الأخرين .
· فاقد الشعور بالمسؤولية الأسرية وفي مجال العمل وفي الحياة العادية .
· يفشل في تاسيس علاقات اجتماعية دافئة مع الأخرين .  ويشعر بالإحباط بسرعة.              

     العلاج:

قبل بدء العلاج،يجب ان يجد المعالج طريقة لوقف سلوك الشخص التدميري لنفسه،وخوفه من الالفة والصداقة مع الاخرين،وعله يتفاعل معهم،ومن بين انجع الطرق العلاجية،تكوين جماعات من المرضى لمساعدتهم،إد يتعاطفون مع الشخص و يقاسمونهم نفس المشاعر واحيانا تلزم عقاقير لعلاج الاعراض المصاحبة،مثل القلق والإكتئاب           





       المجموعة – ج -  

تتضمن عدد من إضطرابات الشخصية التي تتصف  بالقلق والخوف وهي كما يأتي :

1- اضطراب الشخصية الإجتنابية Avoidant Personality Disorder ،             


   هو ﻧﻤﻂ ﻋﺎم ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺖ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻣﺸﺎﻋﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻼءﻣﺔ، وﻓﺮط اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺴﻠﺒﻲ ويتصف المضطرب بالخصائص الأتية :
· مفرط الحساسية والقلق تجاه الإنتقاد والرفض ، لايغضب عندما يُنتقد او يُرفض، بل يخجل وينسحب. ،خجول للغاية ويخجل في مواقف اجتماعية عادية لا تستدعي الخجل.
· يبالغ في مراعاة القيود الإجتماعية .
· يشعر بالدونية، وعدم الإرتياح، وعدم الأمان، عندما يكون مع الأخرين .
· انعزالي على الرغم من رغبته الشديدة في تكوين علاقات اجتماعية ، وليس له علاقات حميمة خارج دائرة اسرته .
· يرغب بشدة ان يكون محبوبا ومقبولا من الأخرين،ولكنه يستبعد العلاقات الحميمية خوفا من الإنتقاد
· يتوقع الفشل والإنتقاد دائما لذا يتجنب العمل والنشاط الإجتماعي، او اي موقف يتطلب العلاقة مع الأخرين، مثلا، يتجنب حضور المناسبات والإحتفالات او تكوين الصداقات .
· قليل الكلام  خوفا من ان يعتبر الأخرون كلامه سخيفا .
· يعاني من ضغط نفسي مستمر جراء عدم قدرته على تكوين علاقات عادية مع الناس .   

            
      العلاج:

يعتمد العلاج النفسي على قبول المعالج لمخاوف المريض وإستمرار العلاقة العلاجية،وإزدياد ثقة المعالج لنفسه ثم تشجيعه على الإختلاط بالغيرلكن بحدر،حتى لا يحدث الفشل يدعم موقف المريض الاصلي،وقد يساعد العلاج النفسي الجماعي المريض بناء ثقتهم بنفسهم وكدا التدريب على تاكيد الدات لتعليم المريض ان يعبر عاى حاجاته بوضوح اكثر.


-2- اضطراب الشخصية الإتكالية Dependent Personality Disorder             


  الحالة التي يتوقع فيها الفرد المساعدة من الآخرين أو يبحث بنشاط من الدعم العاطفي والمادي وكذلك الحماية والرعاية اليومية. والشخص الاتكالي يعتمد على الآخرين بالتوجيه وفي اتخاذ القرار وفي الإعالة ،ويتصف المضطرب بالخصائص الأتي:                                                                                                                                                                 
· يعتمد بشكل مفرط على الأخرين في تلبية احتياجاته .
· يقبل ويتحمل سوء معاملة الأخرين له خوفا من خسارة العلاقة معهم .
· يعجز عن تكوين رأي او موقف مستقل له، ويشعر بالضعف وعدم القدرة على بناء قرار او اتخاذه دون مساعدة ودعم الأخرين له .
· ينتابه خوف شديد ويشعر بالعجز وعدم الراحة عندما يكون لوحده .
· لا يتحمل ان يبقى بدون علاقة مع الأخرين، وينتابه قلق شديد عندما تنتهي علاقته مع شخص ما  لذا يشعر بحاجة ملحة بتكوين علاقة جديدة مع شخص اخر .
· يشعر بحاجة شديدة في ان يتولى الأخرون مسؤولية تدبير اموره الحياتية .
· يجد صعوبة شديدة في التعبير عن عدم موافقته مع ما يقرره الأخرون ويفعل ما يطلبه الأخرون .
· غير واثق من نفسه وغير مقتنع بإمكاناته ويعتقد ان الأخرين اكثر كفاءة وقدرة منه
                                                                                                                                                                                  

   -3- اضطراب الشخصية الإستحواذية القهرية Obsessive Compulsive Personality


ملتزم بشكل مبالغ فيه جداً بالأوامر والقواعد ومتطلبات العمل وفي امور حياتية تفصيلية، مما يجعله مشغول الفكر دائما بكيفية تنفيذ الأوامر والواجبات . يتقيد بمعاير الكمال بشكل متطرف، ولا يسمح بحدوث اخطاء، ويلتزم الدقة التامة، مما يفسد امكانية انجازه لواجباته والمهمات المطلوبة منه ويدفعه الى الشعور بالإحباط والعزلة ويتصف المضطرب بالخصائص الأتية :

· يلتزم بشكل مبالغ فيه جداً بالأوامر والقواعد ومتطلبات العمل وفي امور حياتية تفصيلية، مما يجعله مشغول الفكر دائما بكيفية تنفيذ الأوامر والواجبات .
· يتقيد بمعاير الكمال بشكل متطرف، ولا يسمح بحدوث اخطاء، ويلتزم الدقة التامة، مما يفسد امكانية انجازه لواجباته والمهمات المطلوبة منه ويدفعه الى الشعور بالإحباط  والعزلة .
· فاقد للمرونة ولا يستطيع تغيير اساليبه بما ينسجم ومتطلبات انجاز المهمة، مما يؤدي الى عدم قدرته على انجاز ما يصبو اليه .
· عدم المرونة في امور اخلاقية او فكرية او ثقافية .
· لا يستطيع مشاركة الأخرين في المسؤولية ويعتمد على نفسه ويتحمل مسؤوليات كثيرة  .
· لا يقتنع دائما بما ينجزه .
· مخلص وشديد الحب للعمل ويكون على حساب راحته وعلاقاته .
· بخيل وعسير في الأمور المالية .
· يتفوق في المجالات العلمية التي تحتاج الدقة في العمل .

. 4-اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic Personality Disorder) :

يتميز اضطراب الشخصية النرجسية بالشعور بالعظمة، والحساسية لتقييمات الآخرين، ونقص التعاطف معهم. ويتميز المضطربون بتضخيم ذواتهم ومنجزاتهم وذكائهم. ويتوقعون أن يلحظهم الآخرون بخصوصية، حتى من دون إنجاز ملائم، ويشعرون أن مشاكلهم فريدة (لأنهم متفردون)، ولا يفهمها إلا المتخصصون. وكثيراً ما ينتابهم الشعور بالقيمة وعدمها، مثل التلميذ الذي يتوقع مستوى معيناً، ويحصل على مستوى أقل منه، فإنه يعدّ نفسه فاشلاً، وإذا حصل على المستوى المتوقع، فإنه يعدّ ذلك عادياً، ولا يفرح بذلك فرحاً حقيقياً.
والمصابون بهذا الاضطراب، مشغولون، عادة، بخيالات من النجاح غير المحدود، والقوة، والنبوغ، والجمال، والحب المثالي. ولديهم مشاعر مزمنة من الحسد، لأولئك الذين يرونهم أكثر نجاحاً منهم. إلاّ أن هذه الخيالات، كثيراً ما يستبدل بها نشاط حقيقي واقعي، عندما يمكن تحقيق أهدافهم؛ ولكن النجاح، يكون من دون استمتاع. وطموحهم لا يمكن إشباعه. وذواتهم قابلة للكسر، إلى حدٍّ كبير. وقد ينشغل الشخص منهم بكفاءته في عمله، وتسببها بتقديره من قِبل الآخرين وهو ما يأخذ، غالباً، شكل الاستعراضية، وجذب الانتباه المستمر والإعجاب. ويتفاعل مع النقد، بغضب أو خجل أو فقْد الاحترام للْذَّات، ولكنه يغلف هذه المشاعر بمظاهر من عدم التميز.
وعلاقة المصاب باضطراب الشخصية النرجسية، بالآخرين، هي مختلة، إلى حدٍّ ما، ينقصها التعاطف، وهو ينتظر منهم أن يفضّلوه في المعاملة، مثل: أنه يجب ألاّ ينتظر في الصف، مثل الآخرين. ويوسع صداقاته، ابتغاء ميزات، أو لزيادة قوّتـه وحجم معارفه؛ فلا يرتبط بأصدقائه، إلا بعد أن يأخذ في حسبانه كيف يستفيد منهم. وفي العلاقات الرومانسية، يعامل المحبوب، كموضوع، يستخدم، في تدعيم شأن الذات.
ويصاحب الاضطراب النرجسي أعراض اضطراب الشخصية، الهستيرية والحدّية والمضادّة للمجتمع. وفي بعض الحالات، يشخّص أكثر من نوع لاضطراب الشخصية. ويكثر الاكتـئاب، كمصــاحب في هذا الاضطراب. وغالباً يكون مشغولاً بنفسه، حريصاً على أن يظل شاباً. ويتوارى القصور الشخصي تحت ستار الكذب. وتكون المشاعر ظاهرية، للتأثير في الآخرين.
بدء اضطراب الشخصية النرجسية ومساره
هذا الاضطراب مزمن. ويصعب علاجه. ويبدأ في أوائل الرشد. ومرضاه أكثر عرضة من سواهم، لأزمات منتصف العمر. ويعتري الخلل بعض علاقاتهم الاجتماعية. ويعانون الاكتئاب والمصاعب، مع الأشخاص، والأهداف غير الواقعية. ومن مضاعفات الاضطراب النرجسي، التفاعل الذهاني المحدود، والاكتئاب.
انتشار اضطراب الشخصية النرجسية
يكثر انتشار هذا النوع من اضطراب الشخصية، خاصة في العصر الحديث؛ وذلك بسبب الاهتمام بالإنجاز المهني. كما أن المديح الزائد من الوالدَين لأولادهما، وإذكاء روح الشعور بالعظمة، وأنه لا يوجد مثيلهم في الدنيا، جَمالاً وذكاءً، يمهدان لهذا النوع من الشخصية.
يُلاحظ، أحياناً، أن ملامح اضطراب الشخصية، الحدّية والهستيرية والمضادّة للمجتمع تظهر في الاضطراب النرجسي، غالباً، وعندئذٍ، يشخّص اضطراب شخصية متعدداً.
علاج اضطراب الشخصية النرجسية
يصعب علاج هذا النوع من اضطراب الشخصية. ويلزم علاج تحليلي نفسي، طويل المدى، لإحداث تغيير، وصولاً إلى تعديل مكونات الشخصية، من خلال الطرح (Transference).

خاتمة                                                                            
   اضطراباتُ الشخصية هي أنماطٌ طويلة الأمد من التفكير والسُّلوك فيما يخصُّ العملَ والعلاقات مع الآخرين. ويجد المُصابون باضطرابات الشخصية صعوباتٍ في التعامل مع صعوبات الحياة اليومية ومشكلاتِها. تبدأ اضطراباتُ الشخصية منذ الطفولة عادةً. لكنَّها لا تُشَخَّص في معظم الأحوال إلاَّ بعدَ أن يكبُرَ المريض. إنَّ السببَ الدقيق لاضطرابات الشخصية غيرُ معروف. لكن هناك عوامل يبدو أنَّها تزيد من احتمال نُشوئها وتطوُّرها. ويرتبط كثيرٌ من هذه العوامل بظروف اجتماعية أو انفعالية أو اقتصادية يعيشها الشخص في طفولته

لا يوجد اختبارٌ طبِّي يسمح بتشخيص اضطراب الشخصية. ولابدَّ من إجراء ذلك التشخيص من قبل طبيب نفسي، وهو طبيبٌ متخصِّص في الاضطرابات النفسية والانفعالية والسلوكية. تشمل معالجةُ اضطرابات الشخصية استخدامَ المعالجة النفسية أو المعالجة الدوائية، أو الاثنتين معاً عادةً. وقد تنشأ الحاجةُ إلى المعالجة في المستشفى إذا كان اضطرابُ الشخصية شديداً إلى درجة تجعله مصدرَ خطرٍ على المريض أو على الآخرين. تستمرُّ اضطراباتُ الشخصية طوالَ حياة المريض عادةً. لكنَّ المعالجة بعيدة المدى يمكن أن تساعدَ على ضبط الأعراض. ومع المعالجة، يُمكن أن يتحسَّنَ مرضى كثيرون بحيث يتمكَّنون من عيش حياةٍ مقبولة