بحث حول الاحتراق النفسي pdf

بحث حول الاحتراق النفسي pdf


خطة البحث 

  1. - تعريف الاحتراق النفسي
  2. - مراحل الاحتراق النفسي
  3. - مستويات الاحتراق النفسي
  4. - أبعاد الإحتراق النفسي
  5. - أسباب الإحتراق النفسي
  6. - نتائج الإحتراق النفسي
  7. - كيفية تفادي الإحتراق النفسي
  8. - كيف يقاس الاحتراق النفسي
  9. - أثار الإحتراق النفسي 
  10. - علاج الإحتراق النفسي
  11. - النظريات و النمادج المفسرة للإحتراق النفسي 


تعريف الإحتراق النفسي PDF

الإحتراق النفسي

تبرز في مجال العمل مجموعة من المعوقات تحول دون قيام العامل بدوره كاملا، الأمر الذي يساهم في شعوره بالعجز عن تقديم العمل المطلوب منه بالمستوى الذي يتوقعه الآخرون، ومتى حدث ذلك فإن العلاقة التي تربط العامل بعمله تأخذ بعدا سلبيا له أثار مدمرة على العملية المهنية ككل، ويؤدى هذا الإحساس بالعجز مع استنفاذ الجهد إلى حالة من الإنهاك والاستنزاف الانفعالي يمكن تعريفها بالاحتراق النفسي  ، وقد حظيت هذه الظاهرة باهتمام الباحثين خلال السنوات الأخيرة، وتناولتها العديد من الدراسات بالبحث ، وأصبح موضوع الاحتراق النفسي للعاملين مدار بحث ونقاش، خاصة بعد أن لوحظ أن عدداً كبيراً من العاملين يتركون مهنهم ، ويتجهون إلى ممارسة أعمال أخرى.

وينظر باردو١٩٧٩ Bardo إلى ظاهرة الفرد المحترق من خلال خدمته الطويلة، فالعامل الأكثر تفاعلا في عمله وأكثر إخلاصا هو الذي يعرف بحماسة، والتحكم في رغباته، ومرونة تعامله مع ضغوط العمل، ولكن بعد سنوات من الوظيفة قد يفقد حماسه، وطموحه، وعدم اهتمامه بالمهنة، وبذلك يتفق باردو مع ساراسون ١٩٧٢ Sarason الذي أوضح أن العامل كلما طال عهده بممارسة مهنته
كلما أصبح أقل تأثيرا وحيوية واستجابة لما يحيط به من مؤثرات، فيما يتعلق بالدور الذي يقوم به، وقد أرجع ذلك إلى أن زيادة الخبرة ربما تؤدي إلى الإحساس بالسأم، وبالتالي فزيادة الخبرة قد تؤدي إلى انخفاض الدافعية للعمل، وتؤدى إلى زيادة مستوى الضغط لديه (ياركندى، ١٩٩٣ :٢٨-٣١.)

ويرى هوك Hock ١٩٨٠ أن هناك عوامل عديدة تؤدي إلى شعور بالاحتراق النفسي منها العبء الزائد في العمل والحاجة إلى المكآفات الشعور بالإضافة إلى النظام المدرسي غير الملائم والعزلة عن الأصدقاء والحاجة إلى المساندة الإدارية. ( عادل عبد االله ، ١٩٩٤ : ٢ (

ويشير فريدمان Fridman ١٩٩١ إلى أن الاحتراق النفسي ذو نمطين : أولهما يرتبط ببروفيل الشخصية والذي يفسر إستعداد الفرد للإحتراق ، والآخر يرتبط بالنظام والمناخ المدرسي والمساندة الاجتماعية والمهنية داخل المدرسة . ويرى فريدمان أن كل هذه المتغيرات تؤثر في عملية الاحتراق النفسي .
ويرى عسكر وزملاءه ١٩٨٦ أن ضغوط العمل تلعب الدور الأكبر في حدوث ظاهرة الاحتراق النفسي ، ويتوقف ذلك على مجموعة من العوامل التي تتداخل مع بعضها البعض والتي تتمثل في ثلاثة جوانب هي :

١ـ العوامل الذاتية :

والتي تتمثل في مدى واقعية الفرد في توقعاته وطموحاته ومدى إلتزامه المهني الذي يجعله أكثر عرضة للإحتراق النفسي ، خاصة حينما يواجه عقبات تحول دون تحقيق أهدافه بأعلى درجة من النجاح ، مثل كثرة عدد التلاميذ أو قلة الإمكانيات المتاحة له وأيضاً مستوى الطموح لدى الفرد المهني في إحداث تغيرات اجتماعية في بيئة العمل قد يجعله أكثر عرضة للإحتراق بسبب العقبات التي تقف أمام تحقيق أهدافه .

٢ـ العوامل الاجتماعية :

حيث يتوقع المجتمع من المعلم أن يقوم بدور أكبر في تربية النشء دون النظر إلى أن هناك مدخلات متعددة تلعب دورها في تكوين شخصية التلميذ ، بالإضافة إلى الواقع الوظيفي في ظل المؤسسات البيروقراطية والتي تحول دون تحقيق التوقعات الاجتماعية من جانب الفرد ، وهذا من شأنه توليد ضغط عصبي عليه مما يجعله أكثر عرضة للاحتراق النفسي .

٣ـ العوامل الوظيفية :

وهي الأكثر وزناً في إيجابية أو سلبية الفرد المهني ، نظراً لما يمثله العمل من دور هام في حياة الفرد . فالعمل يحقق للفرد حاجات تتراوح بين حاجات أساسية كالسكن والصحة إلى حاجات نسبية لها أهميتها في تكوين الشخصية السوية مثل التقدير والإستقلالية والنمو وإحترام الذات. ( على عسكر وآخرون ، ١٩٨٦ .   ١٦ ـ١٣  )
ولقد أثارت ظاهرة الاحتراق النفسى اهتماما بارزا في الدراسات السيكولوجية على مدى السنوات الأخيرة، وذلك نظرا لما تسببه من آثار سلبية تؤدى إلى سوء التوافق، حيث يتعرض العاملون لأسباب متعددة إلى بعض الظروف التي لا يستطيعون التحكم فيها، مما يحول دون قيامهم بدورهم بشكل فعال، الأمر الذي يساهم في إحساسهم بالعجز عن القيام بالمهام المطلوبة منهم، وبالمستوى الذي يتوقعه منهم الإداريون ومتخذو القرارات، بالإضافة إلى الآثار السلبية الخطيرة الأخرى ، وهذا الشعور بالعجز مع استنفاذ الجهد يؤدى بهم إلى حالة من الإنهاك الانفعالي والاستنزاف النفسي (مقابلة، ١٩٩٦ :١١١.(

أ‌-       تعريف الاحتراق النفسي BURN OUT

هناك اختلاف ملحوظ ، في التعريفات من ناحية الباحثين والكتاب الذين يتناولون هذا المفهوم . ويصبح التعبير أكثر وضوحا عندما يستند الشخص على التعريف الوارد في القاموس وتفصيلاته في البحوث ، فالقاموس يعرف الفعل ( يحترق ) بـ ( يفشل ) وينهار ، أو يصبح منهكا نتيجة العمل الزائد على الطاقة المقدرة .
 ويشير التعبير أيضا إلى التغيرات السلبية في العلاقات ، الاتجاهات السلوكية كرد فعل لضغط العمل . ولكن ما هذه التغيرات السلبية ؟ يعتبر فقدان الاهتمام بالعميل أو المستفيد منالخدمة التغيير السلبي الرئيسي ، حيث يعامل بطريقة آليه وبغير اكتراث . والتغيرات السلبية الأخرى تشمل الزيادة في التثبيط والتشاؤم ، واللامبالاة بالعمل ، وقلة الدافعية ، والسلبية ، والغضب السريع ، والأنانية ، والميل لإيقاع اللوم في حالة الفشل ، ومقاومة التغيير ، وفقدان القدرة على الابتكار

وهناك أيضا بجانب التغيرات السلبية في التفكير والسلوك في مجال العمل ، علامات جسمية وسلوكية . وهذه تشمل التعب المستمر ، وأعراض البرد ، والصداع ، وقلة النوم ، والاستعمال الزائد للعقاقير ، والتقليل من قيمة الذات ، والخلافات العائلية والزوجية . بالطبع ، فإن هذا لا يعني وجود كل هذه الظواهر في الشخص ليقال عنه أنه ( يحترق ) . فعندما نلاحظ بعض الظواهر أو العلامات ، يجب علينا ملاحظة الظروف المحيطة بالعمل بعناية ، لأن لها الدور الاكبر واعتبارها المصدر للحالة . ويمكن أن نقدم هذه النقطة بصورة تفصيلية مبتدئين بالتعريف الخاص بالاحتراق بتمييزه عن ظواهر ذات صلة .
أولاً :
 الاحتراق النفسي ليس هو التعب أو التوتر المؤقت ، مع أن وجود هذا الشعور ربما يكون علامة مبتكرة له . واستخدامنا للتعبير ، فإن الاحتراق النفسي يشمل التغيير في اتجاهات وعلاقات المهني نحو عمله بجانب الشعور بالإنهاك والشد العصبي الذي يحدث بعض الأحيان
ثانياً :
الاحتراق النفسي يختلف عن ظاهرة التطبيع الاجتماعي ، تلك العملية التي يغير فيها الفرد اتجاهاته وسلوكه نتيجة التأثير الاجتماعي من الزملاء . فعلى سبيل المثال يصف ما كفرسون في كتابة مدرس المدينة الصغيرة ، كيف أن المدرسين القدامى يؤثرون في المدرسين الجدد ليركزوا على النظام والتحكم في فصولهم . والتغيرات السلبية التي تحدث نتيجة الاحتراق ربما تحدث كرد فعل للأثر التطبيعي من قبل المشرفين وزملاء العمل . ولكن في الاحتراق النفسي ، تعتبر هذه التغيرات ردود فعل مباشرة للضغط المتزايد الناتج عن العمل .

فكلتا الظاهرتين : التطبيع والاحتراق تتضمنان التغيير في السلوك والاتجاهات بحكم الدور الذي يلعبه الفرد في أي نظام ، لكن الاحتراق النفسي هو بمثابة التكيف الفردي مع الضغط .
ما الفرق بين الاحتراق النفسي وتغيير الوظيفة ، فالاحتراق ربما يؤدي بالعاملين إلى ترك أعمالهم ، لكن ربما يبقي هؤلاء على الرغم من احتراقهم في وظائفهم ( بسبب الراتب المغري ، والمسئوليات القليلة والضمان الوظيفي ) . بالإضافة إلى أن الناس يتركون وظائفهم لوظائف أخرى لأسباب إيجابية أو غير ذات علاقة بهذه الظاهرة : ففي حالة التغير المستمر للعاملين لا نستطيع الجزم بأن هذه الظاهرة وحدها هي المسئولة. ( عسكر ، ٢٠٠٣ :١٧٨ـ ١٧٩ (
يعتبر هيربارت فرويدينبرجر ١٩٧٤ freudenberger.H أول من أشار إلى ظاهرة الاحتراق النفسي؛ من خلال دراسته لمظاهر الاستجابة للضغوط التي يتعرض لها المشتغلون بقطاع الخدمات؛ كالتدريس والطب وغيرها من المهن الاجتماعية، ويعتبر مفهوم الاحتراق النفسي من المفاهيم التي ظهرت حديثا وله عدة تعريفات، وكان أكثرها شيوعا واستخداما يشير إلى أنه " حالة من الاستنزاف الانفعالي أو الاستنفاذ البدني، بسبب ما يتعرض له الفرد من ضغوط؛ أي أنه يشير إلى التغيرات السلبية في العلاقات والاتجاهات من جانب الفرد نحو الآخرين؛ بسبب المتطلبات الانفعالية والنفسية الزائدة" (السمادوني، ١٩٩٠ :٧٣٣.(
كما يذكر السمادوني(١٩٩٥ : ٢-٣ ) تعريف ماسلاش Maslach ١٩٧٧ للاحتراق النفسي بأنه "حالة نفسية تتميز بمجموعة من الصفات السلبية؛ مثل التوتر، وعدم الاستقرار، والميل للعزلة، وأيضا بالاتجاهات السالبة نحو العمل والزملاء.
كما يذكر أيضا تعريف جاكسون ١٩٨٤ Jackson " بأنه إرهاق انفعالي وجسماني، وسخط على الذات، وعلى الآخرين، وأيضا على العمل، مع فقدان الحماس، والكسل، والتبلد، ونقص الإنتاجية".
ويشير( مقابلة ، ١٩٩٦ : ١١١-١١٢ )إلى أن هناك اتفاقا بين عدد من الباحثين حول تعريفهم للاحتراق النفسي؛ حيث يعرفه كاننجهام Cunningham ١٩٨٣ على أنه عبارة عن أعراض ناتجة عن الضغوط الجسدية والانفعالية المتواصلة؛ التي يواجهها العامل، ويتفق معه كل من بك وجارجيلو Beck Gargrulo &١٩٨٣ في تعريف الاحتراق النفسي على أنه حالة من الإنهاك الانفعالي والعاطفي والجسدي والذهني الناتج عن الضغط الزائد عن ضغط العامل،
كما يتفق كل من كرياكو Kyriacou ١٩٨٣ ودالى Daley ١٩٧٩ في تعريف الاحتراق النفس بأنه رد فعل للضغوط المتراكمة ذات التأثير السلبي على الفرد، وتتنوع الاستجابة لهذه الضغوط في طبيعتها، من حيث تكرارها، ودرجة تعرض الفرد لها.
 وقد يتداخل هذا المصطلح (الاحتراق النفسي) مع مصطلحات أخرى مثل: الضغط، والقلق، والتوتر، والصداع، والإحباط، والتهرب النفسي من المسئولية، وغيرها، فهناك من الباحثين من استخدم هذه المصطلحات بالتبادل عند الإشارة إلى ظاهرة الاحتراق النفسي.