بحث كامل التنشئة الإجتماعية PDF - بالمراجع





بحث كامل التنشئة الإجتماعية PDF  - بالمراجع
بحث كامل التنشئة الإجتماعية PDF  - بالمراجع 


إعداد من طرف الطالبة 

شاوي إيمان 


خطة البحث 


- مقدمة 

- تعريف التنشئة الاجتماعية 

- الإتجاهات الأساسية  في دراسة  التنشئة الغجتماعية 

- نظريات التنشئة الإجتماعية 

- أشكال التنشئة الإجتماعية 

- مؤسسات التنشئة الإجتماعية 

- أخطاء التنشة الإجتماعية 

- الخاتمة 

- قائمة المراجع 




المقدمة

إن سلامة المجتمع وقوة بنيانه ومدى تقدمه وازدهاره وتماسكه مرتبط بسلامة الصحة النفسية والاجتماعية لأفراده ، فالفرد داخل المجتمع هو صانع المستقبل وهو المحور والمركز والهدف والغاية المنشودة ، أما ما حول هذا الفرد من إنجازات وتخطيطات ليست أكثر من تقدير لمدى فعالية هذا الفرد ، ولهذا فإن المجتمع الواعي هو الذي يضع نصب عينه قبل اهتماماته بالإنجازات والمشاريع المادية الفرد كأساس لازدهاره وتقدمه الاجتماعي.

وحتى يكون هذا الفرد عضوا بارزا في تحقيق التقدم الاجتماعي لا بد الاهتمام بتنشئته الاجتماعية ، التي اهتمت بها الدراسات النفسية والاجتماعية اهتماما بالغا شكلا ومضمونا ، وهذا  لأهميتها في تشكيل شخصية الفرد الصالح الفعال فعالية إيجابية في المجتمع لا فردا خاملا عاجزا ، فالتنشئة إذا من أدق العمليات وأخطرها شأنا في حياة الفرد لأنها الدعامة الأولى التي ترتكز عليها مقومات الشخصيته.

والتنشئة كعملية مستمرة لا تقتصر فقط على مرحلة عمرية محددة وإنما تمتد من الطفولة ، فالمراهقة ، فالرشد وصولا إلى الشيخوخة ولهذا فهي عملية حساسة لا يمكن تجاوزها في أي مرحلة لأن لكل مرحلة تنشئة خاصة تختلف في مضمونها وجوهرها عن سابقتها ، ولا يكاد يخلوا أي نظام اجتماعي صغيرا كان أم كبيرا وأي مؤسسة رسمية أو غير رسمية من هذه العملية ولكنها تختلف من واحدة إلى أخرى بأسلوبها لا بهدفها ومن أبرز مؤسسات التنشئة الاجتماعية نجد الأسرة ، التي تعتبر البيئة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الفرد وتبنى فيها الشخصية الاجتماعية باعتبارها المجال الحيوي الأمثل للتنشئة الاجتماعية والقاعدة الأساسية في إشباع مختلف حاجات الفرد المادية منها والمعنوية بطريقة تساير فيها المعايير الاجتماعية والقيم الدينية والأخلاقية وذلك من خلال إتباع الوالدين مجموعة من الأساليب في إشباع حاجات الأبناء وخصوصا في فترة المراهقة




-  تعريف مفهوم التنشئة الاجتماعية :


·التعريف اللغوي : جاء في لسان العرب لابن منظور كلمة التنشئة من الفعل نشأ ، ينشأ ،نشوءا ونشاءا بمعنى ربا وشب (ابن منظور،1997،ص25)

· التعريف الإجرائي لمفهوم التنشئة الاجتماعية :
هي عملية تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى فرد اجتماعي عن طريق التفاعل الاجتماعي ، ليكتسب بذلك سلوكا ومعايير وقيم واتجاهات تدخل في بناء شخصيته لتسهل له الاندماج في الحياة الاجتماعية وهي بذلك مستمرة تبدأ بالطفولة ، فالمراهقة فالرشد وتنتهي بالشيخوخة وتشتمل على كافة الأساليب التنشيئية التي تلعب دورا مهما في بناء شخصية الفرد أو اختلالها من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية .

إن التنشئة الاجتماعية بهذا المفهوم إذا تعتبر عملية جوهرية في حياة البشر فهي عملية تفاعل تتم بين الفرد بما لديه من استعدادات وراثية وبيئته الاجتماعية ليتم النمو التدريجي لشخصيته من جهة واندماجه في المجتمع من جهة أخرى ضمن إطار ثقافي يؤمن به ويتمسك بمحتواه، حيث كلما ارتقى الفرد وتقدمت وسائل الحضارة لديه احتياج لتنشئة أكثر. وهي أساسية لأنها لا تنتهي بانتهاء مرحلة الطفولة فحسب، بل هي مستمرة إلى غاية الشيخوخة، كما أنها تشتمل على كافة الأساليب التي من شأنها أن تعمل أو لا تعمل على بناء شخصية الفرد (عبد الرحمن ،1985)


2 -الاتجاهات الاساسية في دراسة التنشئة الاجتماعية:


لقد تنوعت واختلفت دراسة التنشئة الاجتماعية حسب دارسيها من علماء النفس واجتماع وعلماء النفس الاجتماعي والأنتروبولوجيا …إلخ ، الأمر الذي أدى إلى ظهور اتجاهات عدة لكل منها رؤية ومنظور خاص لمفهوم التنشئة الاجتماعية.

2-1- الاتجاه النفسي :

يؤكد أنصار هذا الاتجاه من علماء النفس على أن شخصية الفرد تتكون وتتشكل في السنوات الأولى  فقط من حياته أما ما يتعرض له الفرد فيما بعد من تأثيرات فإنها تبقى ثانوية بالنسبة لما يكون قد تعرض له في مرحلة الطفولة ، فعناصر شخصية الفرد تعود إلى المرحلة الطفولة وما يتعرض له الفرد من خبرات إيجابية أو سلبية ، فالطفل يولد ولديه مجموعة من الغرائز والنزوات ، والتي يحاول إشباعها والتي قد تهدد استقرار المجتمع ولقد عرف علماء النفس مفهوم التنشئة الاجتماعية بأنها : " العملية التي يستطيع بمقتضاها الأفراد المنشئين اجتماعيا عن كبح نزواتهم وتنظيمها وفق متطلبات المجتمع ونظامه الاجتماعي السائد ويكون سلوكهم هذا مناقضا لسلوك الأفراد غير المنشئين اجتماعيا ، والذين تؤدي أنانيتهم في إشباع نزواتهم للإضرار بالآخرين وبسلامة المجتمع ( سلوى ،2002)

ويرى أبو النيل أن التنشئة الاجتماعية هي " العملية التي يتم من خلالها التوفيق بين رغبات ودوافع الفرد الخاصة ، وبين اهتمامات الآخرين والتي تكون ممثلة في البناء الثقافي الذي يعيش فيه الفرد والاستخدام المألوف للأساليب الشائعة في المجتمع ، كالمحافظة على المواعيد وهذه الأشياء ضرورية إذا ما كان على الفرد أن يحيا في وئام مع نفسه ومع الآخرين في المجتمع.

وبهذا نجد أن وظيفة التنشئة الاجتماعية من وجهة نظر علماء النفس تحقيق التوازن بين نزوات الفرد ورغبات المجتمع بحيث يمكن تهذيب هذه النزوات وتحويلها إلى سلوكات مقبولة اجتماعيا ولا يكون هذا إلا مع بداية الطفولة  ولذلك وضعوا العد يد من النظريات التي تحاول تفسير كيفية تشكيل الشخصية مثل نظريات سيغموند فرويد وجروج ميد …إلخ.



2-2- الاتجاه الاجتماعي:

يذهب علماء الاجتماع في تعريفهم لمفهوم التنشئة الاجتماعية إلى الاهتمام بالنظم الاجتماعية والتي من شأنها أن تحول الإنسان تلك المادة العضوية إلى فرد اجتماعي قادر على التفاعل والاندماج مع أفراد المجتمع ،فالتنشئة الاجتماعية حسب المفهوم الاجتماعي ماهي إلا " تدريب الأفراد على أدوارهم المستقبلية ، ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع وتلقنهم للقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد والعرف السائد في المجتمع لتحقيق التوافق بين الأفراد وبين المعايير والقوانين الاجتماعية ، مما يؤدي إلى خلق نوع من التضامن والتماسك في المجتمع ( سلوى ،2002)

ولقد عرفها فيليب ماير بأنها " عملية يقصد بها طبع المهارات والاتجاهات الضرورية التي تساعد على أداء الأدوار الاجتماعية في المواقف المختلفة."

ويذهب مختار حمزة في قوله بأنها " عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد طفلا، فمراهقا، فراشدا، فشيخا سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة وتيسر له الاندماج ، وأن الفرد في تفاعله مع أفردا الجماعة يأخذ ويعطي فيما يختص بالمعايير والأدوار الاجتماعية والاتجاهات النفسية والشخصية الناتجة في النهاية هي نتيجة لهذا التفاعل."

ويقول أبو النيل أن " التنشئة الاجتماعية تشمل كافة الأساليب التي يتلقاها الفرد من الأسرة خاصة الوالدين والمحيطين به من أجل بناء شخصية نامية متوافقة جسميا ونفسيا واجتماعيا وذلك في مواقف كثيرة منها اللعب والغذاء والتعاون والتنافس والصراع مع الآخرين في كافة مواقف الحياة(محمد نعيمة، 2002)


إن التنشئة الاجتماعية بهذا المفهوم تعني عملية تعليم الفرد منذ نعومة أظافره عادات وأعراف وتقاليد المجتمع أو الجماعة التي يحيا بداخلها حتى يستطيع التكيف مع أفرادها من خلال ممارسته لأنماط من المعايير والقيم المقبولة اجتماعيا والتي تجعل الفرد فاعلا اجتماعيا داخل أسرته ومجتمعه ، وهي تحدث من خلال وجود التفاعل بين الأفراد ، هذا التفاعل الذي يعتبر جوهر العملية التنشيئية . "

2-3- الاتجاه الأنثروبولوجي :

يرى العلماء في الاتجاه الأنتروبولوجي أنه من أهم خصائص المجتمعات الإنسانية قدرتها على حفظ الثقافة ونقلها من جيل لآخر عن طريق التنشئة الاجتماعية التي تعتبر الوعاء الأول الذي من خلالها يستطيع المجتمع الحفاظ على ثقافته ، ويرى سعيد فرحمن خلال هذا الاتجاه التنشئة الاجتماعية بأنها " عملية تهدف إلى إدماج عناصر الثقافة في نسق الشخصية وهي مستمرة ، تبدأ من الميلاد داخل الاسرة وتستمر في المدرسة وتتأثر بجماعات الرفاق ونسق المهنة ومن ثم تستمر عملية التنشئة باتساع دائرة التفاعل وهي تسعى لتحقيق التكامل والتوحد مع العناصر الثقافية والاجتماعية ( سلوى ،2002)

إن التنشئة الاجتماعية عند الإنتروبولوجيين عملية امتصاص من طرف الطفل لثقافة المجتمع الذي يحيا فيه ، فالفرد يكتسب ثقافة مجتمعه من خلال المواقف الاجتماعية المختلفة التي يتعرض لها أثناء الطفولة وهذه المواقف تختلف من مجتمع لآخر باختلاف الثقافة السائدة كما أن أساليب التنشئة تختلف باختلاف الثقافات ، وثقافة المجتمع هي التي تحدد أساليب التنشئة الاجتماعية المتبعة.

ويرى بعض علماء الأنتروبولوجيا مثل فرانز بواس(Franz Boas) و روث بنيدكت(Ruth Benedict) و مرجريت ميد(Margaret Mead) أنه ليس هناك عمليات تعلم لنقل الثقافة إلى الفرد فالطفل يكتسب ثقافة المجتمع بشكل تلقائي من خلال أساليب الثواب والعقاب التي يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة
كما يرى البعض أن اندماج الطفل لثقافة المجتمع هو العنصر الأساسي للتنشئة الاجتماعية ونجد تالكوت و شليز يذهبان إلى أن العنصر الأساسي من الثقافة هو قيم المجتمع.

نستخلص من التعاريف المختلفة لمفهوم التنشئة الاجتماعية أنها تتركز على ثلاث جوانب :

- يتمثل الجانب الأول على أن التنشئة عملية تقتصر على مرحلة الطفولة ، وأن كل ما يتعرض له الفرد من خبرات ومواقف يبقى راسخا في شخصيته طوال حياته كما أنها تعمل على التوفيق بين دافع الفرد وغرائزه وبين قيم المجتمع ليحدث التكيف .

- ويتمثل الجانب الثاني في كون التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة طوال الحياة ، يتحول الفرد من خلالها من كائن بيولوجي إلى فرد اجتماعي عن طريق التفاعل الاجتماعي ( التأثير والتأثر ) ليستطيع التكيف والاندماج بكل يسر مع أفراد المجتمع كما يتعلم الفرد الأدوار المناسبة ويستطيع من خلال التنشئة الاجتماعية فهم توقعات الآخرين والارتباط بالجماعة التي ينتمي إليها .

-أما الجانب الثالث والأخير فيوضح أنه كنتيجة للتنشئة الاجتماعية تصبح عناصر البناء الاجتماعي والثقافي جزءا مندمجا في بنية شخصية الفرد ، فالتنشئة هي إدماج لثقافة المجتمع في شخصية الفرد ليصبح عضوا نافعا داخل جماعاته.
من خلال هذه الجوانب يمكننا القول أن التنشئة الاجتماعية عبارة عن تكامل بين هذه الجوانب الثلاثة ،إذ لا نستطيع التحدث عن جانب دون الإشارة إلى الجانب الآخر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فالتنشئة مزيج بين ماهو نفسي واجتماعي وأنتروبولوجي …الخ. ويمكننا أن نعتمد على هذا التمازج أو التكامل في وضع تعريف إجرائي لمفهوم التنشئة الاجتماعية.( سميح و اخرون ،2002)


3-نظريات التنشئة الإجتماعية :


تحتل النظرية العلمية مكانة متميزة في أي بحث علمي سواء كان هذا البحث يدخل في ضمن الدراسات العلمية أو الإجتماعية وتعرف النظرية على أنها " نسق فكري إستنباطي متسق حول  ظاهرة أو مجموعة من الظواهر المتجانسة يحوي إطار تصوريا ومفاهيم وقضايا نظرية توضح العلاقات بين الواقع وتنظيمها بطريقة دالة وذات معني كما أنها ذات بعد إمبريقي بمعنى اعتمادها على الواقع ومعطياته وذات توجيه تنبؤي يساعد على تفهم مستقبل الظاهرة ولو من خلال تعميمات إجمالية .

انطلقا من هذا التعريف وإذا ما حاولنا تطبيق هذا الأمرعلى موضوع التنشئة الاجتماعية نجد بأنها عرفت إسهاما كبيرا من طرف العلماء والباحثين من حيث تعدد الآراء حول تعريفها وأبعادها وحدودها وبدايتها ونهايتها. وسنتناول فيما يلي أبرز النظريات التي حاولت تفسير عملية التنشئة الاجتماعية.

1-3 نظرية التحليل النفسي 


يتزعم هذه النظرية سيغموند فرويد حيث يرى أن جذور هذه التنشئة الاجتماعية عند الأفراد تكمن فيما يسميه بالأنا الأعلى الذي يتطور عند الفرد بدءا من الطفولة نتيجة تقمصه دور والده الذي هو من نفس جنسه فهو يرى أن الطفل يولد باللهو أي يمثل مجموعة من الدوافع الغرائزية وهم الطفل الوحيد إشباعها ولكنه أثناء نموه يتعرض سواء من طرف والديه عادة أو غيرهم من القائمين في المجتمع أن يقفوا في طريق إشباعه لهذه الغرائز في محاولة لتطبيعه وتنشئته على قبول قوانين المجتمع ومساعدته على تحقيق التقبل الاجتماعي والاندماج في مجتمع الراشدين ونتيجة لعملية الضبط هذه يتحول جزء من اللهو إلى مايسميه فرويد بالأنا الأعلى وهو ما يسمى بالضمير، هذا الأخير الذي يعمل على إخضاع مطالب اللذة للتحكم وفق معايير المجتمع ويرى فرويد أن كل ما يجده الفرد في الأنا صعبا للتحقيق يكبت ويحول إلى ما يسميه فرويد اللاشعور والتي تجد لها تعبيرا في الأحلام والشرود إضافة إلى ما تسببه من متاعب كثيرة ومشكلات عقلية واجتماعية ونفسية.

إن عملية التنشئة الاجتماعية أو التطبيع الاجتماعي عند فرويد هي عملية نمو و تطور فهي عملية نمو حتمية وأساسية متداخلة فيما بينها وذات تأثير بالغ في شخصية الفرد مستقبلا .


 ومن أهم هذه المراحل :

-3-1-1- المرحلة الفمية : وتبدأ هذه المرحلة من الولادة حتى النصف الثاني من السنة الأولى ، فشخصية الطفل ونمط علاقاته تتحدد بمدى تعلقه بأمه وبمدى إشباعه لحاجاته الفمية من رضاعة وفطام وفي هذا الصدد يقول إيرين بوسلين(Erin Bouslan )" إن الطفولة التي يجد فيها الطفل رعاية وإشباعا لشؤونه سوف تعطي الطفل إحساسا بالطمأنينة المريحة في العالم الذي يحيط به بحيث يراه مكانا آمنا يعيش فيه وليس مكانا باردا أو مكانا معاديا لا بد أن يحمي نفسه منه

-3-1-2- المرحلة الشرجية : وتقع هذه المرحلة بين العام الثاني والثالث من عمر الطفل فيها المتعة واللذة ، نتيجة تعلمه ضبط الإخراج ويحظى في هذه المرحلة بحب وقبول والديه ، وتلعب التنشئة الأسرية في هذه المرحلة دورا مهما من حيث درجة التأثير على شخصية الطفل ونموه الاجتماعي ونوع علاقاته مع الآخرين .

-3-1-3-المرحلة القضيبيةوتغطي هذه المرحلة العام الرابع والخامس من عمر الطفل ، حيث نجده يهتم بأعضائه التناسلية باعتبارها مصدرا للإشباع واللذة ، والظاهرة الرئيسة في هذه المرحلة  هي عقدة أوديب حيث يرتبط الذكر بأمه راغبا في الاستئثار التام بحبها. أما البنت فترتبط ارتباطا قويا بأبيها وتحس بالغيرة والعدوانية اتجاه أمها . وعلى أي حال فإن كل من الذكر والأنثى يكبت مشاعره نحو والده من الجنس الآخر خوفا من العقاب وفقدان الحب 

-3-1-4 -مرحلة الكمون : وفي هذه المرحلة يتعلق الطفل بالوالد " إبن ، أب " " بنت ، أم " وبالتالي فإنه يتقمص دور أحد الوالدين ، كما يمتص بعض المعايير التي يؤكدان عليها ، ومن خلال هذا التقمص ينشأ الضمير" الأنا الأعلى" وبالتالي نجد أن الشخصية تتطور تدريجيا من الهو إلى الأنا ثم إلى الأنا الأعلى ( الضمير) والذي يعد بمثابة مراقب للسلوك . 



-3-1-5- المرحلة الجنسية التناسليةوالتي تبدأ مع مرحلة البلوغ فقد يواجه المراهق في هذه المرحلة ظروفا 

غير مواتية ومحبطة في حياته ، تدفع به إلى النكوص والارتداد إلى الاعتماد الزائد أو أية صورة من صور الإشباع ، وقد تؤدي الدوافع الجنسية المتبعة إلى التصادم مع معايير السلوك عند الأنا العليا مؤدية إلى صراع داخلي شديد.

من خلال ما سبق ذكره نجد أن نظرية التحليل النفسي ، ترى أن التنشئة الاجتماعية تتضمن اكتساب الطفل لمعايير وسلوك والديه وعن طريق أساليب التنشئة الاجتماعية كالثواب والعقاب يتكون لدى الطفل الضبط الداخلي أو الضمير الموجه لسلوك الطفل ثم الفرد فيما بعد ، وبذلك يعتبر التقليد إذا من أبرز أساليب التنشئة الأسرية في نظر فرويد ( رابح حروش، 2004)

3-2 نظرية التعلم الاجتماعي :

يعتبر التعلم القاعدة الأساسية لنظرية التعلم الاجتماعي ، ويعتبر الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى من أقدر المخلوقات على التعلم وأكثر حاجة إليه وذلك لما للتعلم من فائدة في حياته ، باعتباره عملية دائمة ومستمرة وخاصة في عملية التنشئة الاجتماعية،التي ينظر إليها أصحاب هذه النظرية على أنها ذلك الجانب من التعلم الذي يهتم بالسلوك الاجتماعي عند الفرد ، فهي عملية تعلم ( اي تنشئة اجتماعية ) لأنها تتضمن تغيرا وتعويدا في السلوك وذلك نتيجة التعرض لممارسات معينة وخبرات ، كما أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية تستخدم أثناء عملية التنشئة الاجتماعية بعض الوسائل والأساليب في تحقيق التعلم سواء كان بقصد أو بدون قصد.

وحسب هذه النظرية ، فإن التنشئة الاجتماعية عبارة عن " نمط تعليمي يساعد الفرد على القيام بأدواره الاجتماعية ،كما أن التطور الاجتماعي حسب وجهة نظر هذه النظرية يتم بالطريقة نفسها التي كان فيها تعلم المهارات الأخرى ويعطي أصحاب هذه النظرية أهمية كبرى للتعزيز في عملية التعلم الاجتماعي أمثال دولارد(Dolard) و ميلر(Miler) بحيث يذهبان إلى أن السلوك الفردي يتدعم أو يتغير تبعا لنمط التعزيز في تقوية السلوك .

أما باندورا (Bandora)و ولتزر(Walter) فالبرغم من موافقتهما على مبدأ التعزيز في تقوية السلوك إلا أنهما  


يشيران إلى أن التعزيز وحده لا يعتبر كافيا لتفسير التعلم أو تفسير بعض السلوكات التي تظهر فجأة لدى الطفل ، ويعتمد مفهوم نموذج التعلم بالملاحظة على افتراض مفاده أن الإنسان ككائن اجتماعي يتأثر باتجاهات الآخرين ومشاعرهم وتصر فاتهم وسلوكهم ، وينطوي هذا الافتراض على أهمية تربوية بالغة ، آخذين بعين الاعتبار أن التعليم بمفهومه الأساسي عملية اجتماعية

ويرى باندور " أن الناس يطورون آراءهم حول أنواع السلوك التي سوف توصلهم إلى أهدافهم ويعتمد قبول أو عدم قبول آرائهم على النتائج التي تتمخض على هذا السلوك عن طريق  الثواب والعقاب ، معنى هذا أن هناك الكثير من تعلم السلوك يحدث عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين ونتائج أفعالهم وانطلاقا من هذا ، فإن الفرد لا يتعلم نماذج السلوك فقط بل قواعد السلوك أيضا .

ويقترح هذا العالم ثلاثة مراحل لتعلم بالملاحظة وهي :

- تعلم سلوكات جديدة : يستطيع الطفل تعلم سلوك أو سلوكي جديدة عن طريق النموذج الموجود أمامه فعندما يقوم فرد ما باستجابة جديدة لم تكن من قبل في حصيلة ملاحظته فإنه يحاول تقليدها غير أن باندور يؤكد على أن الملاحظ لا يتأثر بالنماذج الحقيقة الملاحظة أمامه فقط بل يؤكد على أن التمثيلات الصورية الموجودة في الصحافة والتلفاز والسينما تقوم مقام النموذج الحقيقي كذلك.

- الكف والتحريرومفادها أن عملية الملاحظة قد تؤدي بالطفل إلى الكف والتحرير عن بعض السلوكيات أو الاستجابات وتجنبها وخاصة إذا واجه نموذج صاحب السلوك عواقب ونتائج  سلبية غير مرغوب فيها من جراء انغماسه في هذا السلوك ، وقد تؤدي عملية ملاحظة السلوك أيضا إلى تحرير بعض الاستجابات المكفوفة أو المقيدة وخاصة عندما تكون نتائج السلوك إيجابية وبالتالي فهي تدفع بالطفل إلى إتيانها والقيام بها إذا ما اقتضت الضرورة .

- التسهيل : تؤدي عملية التسهيل إلى تسهيل ظهور بعض النماذج السلوكية ، أو الإستجابات التي قد تقع في حصيلة الملاحظ السلوكية ، التي تعلمها على نحو مسبق ، إلا أنه لم تسمح له  الفرصة لاستخدامها بمعنى أن السلوك النموذج 



يساعد الملاحظ على تذكر إستجابات مشابهة " فالطفل الذي تعلم بعض الاستجابات التعاونية ولم يمارسها يمكن أن يؤديها عندما يلاحظ بعض الأطفال منهمكين في سلوك تعاوني وتختلف عملية التسهيل السلوك عن عملية تحريره، فالتسهيل يتناول الاستجابات المتعلمة غير المكفوفة ، أما تحرير السلوك فيتناول الاستجابات المقيدة أو المكفوفة التي تقف منها التنشئة الاجتماعية موقفا سليبا فيعمل على تحريرها بسبب ملاحظته نموذج يؤدي مثل هذه الاستجابات دون أن يصيبه سوء

3-3- نظرية الدور الاجتماعي :

يقصد بالدور الاجتماعي لدى رالف لينتونأن المكانة عبارة عن مجموعة الحقوق والواجبات ، وبأن الدور هو المظهر الديناميكي للمكانة ، فالسير على هذه الحقوق والواجبات معناه القيام بالدور، ويشمل الدور عند لينتون الاتجاهات والقيم والسلوك التي يمليها المجتمع على كل الاشخاص الذين يشغلون مركزا معينا .

في حين يعرف كوتول الدور بأنه : " سلسلة استجابات شرطية متوافقة داخليا لأحد أطراف الموقف الاجتماعي، تمثل نمط التنبيه في سلسلة استجابات الآخرين الشرطية المتوافقة داخليا بنفس المستوى في هذا الموقف. "

وعليه يمكن القول وفق هذه النظرية أن الدور ثمرة تفاعل الذات والغير وأن الاتجاهات نحو الذات هي أساس فكرة الدور وتكتسب عن طريق التنشئة الاجتماعية وتتأثر تأثرا كبيرا بالمعايير الثقافية السائدة ، كما تتأثر بخبرة الشخص الذاتية ، ولهذا حاولت نظرية الدور تفهم السلوك الإنساني بالصورة المعقدة التي كون عليها باعتبار أن السلوك الاجتماعي يشمل عناصر حضارية واجتماعية وشخصية.

يكتسب الأطفال الأدوار الاجتماعية المختلفة من خلال علاقات مع أفردا لهم مغزى خاص بالنسبة لحياة الطفل : ( الأم والأب والإخوة(

إن عملية اكتساب الأدوار الاجتماعية بصفة عامة ليست مسألة معرفية فقط بل هي ارتباط عاطفي يوفر عوامل التعلم الاجتماعي واكتساب الأدوار الاجتماعية من خلال ثلاثة طرق هي :


- التعاطف مع الأفراد ذوي الأهمية وهم المحيطين بالطفل، وتعني قدرة الطفل على أن يتصور مشاعر أو أحاسيس شخص  ما في موقف معين 



- دوافع الطفل وبواعثه على التعلم .. فالطفل يحرص على التصرف وفق ما يتوقعه أبواه ويجتنب ما لا يقبلانه

- إحساس الطفل بالأمن والطمأنينة وهذا الشعور يجعل الطفل أكثر جرأة في محاولة تجريب الأدوار الإجتماعية المختلفة ، وخاصة في مجال اللعب.


وعليه فإن لكل فرد دور يعد بمثابة مركز إجتماعي يتناسب مع الأداء الذي يقوم به . يكتسب الطفل مركزه ويتعلم دوره من خلال 
تفاعله مع الآخرين وخاصة الأشخاص المهمين في حياته، الذين يرتبط  بهم إرتباطا عاطفيا. ( رابح حروش، 2004)



5 - أشكال التنشئة الاجتماعية :


تأخذ التنشئة الاجتماعية شكلين رئيسيين هما :

5-1 التنشئة الاجتماعية المقصودة

ويتم هذا النمط من التنشئة في كل من الأسرة والمدرسة فالأسرة تعلم أبناءها اللغة ، وآداب الحديث،
والسلوك وفق نظامها الثقافي و معاييرها واتجاهاتها ، وتحدد لهم الطرق والأساليب والأدوات التي تتصل بهضم هذه الثقافة وقيمها و معاييرها ، كما أن التعلم المدرسي في مختلف مراحله يكون تعليما مقصودا ، له أهدافه وطرقه وأساليبه ونظمه ومناهجه التي تتصل بتربية الفرد وتنشئتهم بطريقة معينة.

5-2 التنشئة الاجتماعية غير المقصودة :

ويتم هذا النمط من التنشئة من خلال المسجد ووسائل الإعلام والإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح ..وغيرها من 



المؤسسات التي تسهم في عمليات التنشئة من خلال الأدوار التالية :

- يتعلم الفرد المهارات والمعاني والأفكار عن طريق اكتسابه المعايير الاجتماعية التي تختلف باختلاف هذه المؤسسات
- تكسب الفرد الاتجاهات والعادات المتصلة بالحب والكره ، والنجاح والفشل واللعب والتعاون وتحمل المسؤولية .
- تكسب الفرد العادات المتصلة بالعمل والإنتاج والاستهلاك وغير ذالك من أنواع السلوك والاتجاهات والمعايير والمراكز والأدوار الاجتماعية . (عبد الرحمن ،1985)

6 - مؤسسات التنشئة الاجتماعية :


عن طريق الوسائل أو المؤسسات تتم التنشئة الاجتماعية، فالطفل الذي يولد في أسرة تعد الجماعة الأولى التي يتعلم فيها الطفل لغته التي تسمى بحق لغة الأم ، وعاداته وتقاليده وقيمه .عن طريق هذه الأسرة بين أحضان الأم تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية فيتعلق الطفل بأمه ثم تتدرج به الحياة فيتعلق بأبيه وإخوته وذوبه ثم يستقل إلى حد ما عن أسرته لينتظم في مدرسته، وتتطور تنشئته الاجتماعية من البيت إلى المجتمع عن طريق تلك المدرسة وما تهيئه للطفل من جماعات أخرى تسير به قدما في مدارج تلك التنشئة


6-1 دور الاسرة في التنشئة الاجتماعية

الأسرة الحديثة هي الأسرة الصغيرة التي تتكون من زوجين وأبنائهما وهي المدرسة الأساسية لكل طفل، لأن ما يتعلم فيها يبقى معه طوال حياته. وعن طريقها يكتسب قيمه الإجتماعية ومعايير سلوكه.
وتعد الأسرة بلا منازع الجماعة الأولية التي تكسب النشىء الجديد خصائصه الإجتماعية الأساسية . أي هي الوسيلة الرئيسة للتنشئة.
ويتأثر الطفل في تنشئته الإجتماعية بالمستوى الإقتصادي والإجتماعي لأسرته ويأثر ذلك المستوى على تحقيق مطالبه. ويختلف أثر تلك التنشئة أيضا تبعا لجنس الطفل. فالأسرة لا تعامل الذكور من الأطفال كما تعامل الإناث.
ويختلف سلوك الأب والأم قبل ولادة الطفل عن سلوكهما بعد ولادته، وبذلك تصبح عملية التنشئة الإجتماعية عملية متبادلة أي عملية تأثير وتأثر. وأن سلوك الوالدين إتجاه الطفل له أثر كبير على تنشئته الإجتماعية 


6-1 دور الاسرة في التنشئة الاجتماعية :
الأسرة الحديثة هي الأسرة الصغيرة التي تتكون من زوجين وأبنائهما وهي المدرسة الأساسية لكل طفل، لأن ما يتعلم فيها يبقى معه طوال حياته. وعن طريقها يكتسب قيمه الإجتماعية ومعايير سلوكه.
وتعد الأسرة بلا منازع الجماعة الأولية التي تكسب النشىء الجديد خصائصه الإجتماعية الأساسية . أي هي الوسيلة الرئيسة للتنشئة.
ويتأثر الطفل في تنشئته الإجتماعية بالمستوى الإقتصادي والإجتماعي لأسرته ويأثر ذلك المستوى على تحقيق مطالبه. ويختلف أثر تلك التنشئة أيضا تبعا لجنس الطفل. فالأسرة لا تعامل الذكور من الأطفال كما تعامل الإناث.
ويختلف سلوك الأب والأم قبل ولادة الطفل عن سلوكهما بعد ولادته، وبذلك تصبح عملية التنشئة الإجتماعية عملية متبادلة أي عملية تأثير وتأثر. وأن سلوك الوالدين إتجاه الطفل له أثر كبير على تنشئته الإجتماعية 

دور الأم في التنشئة الإجتماعية 

لقد أعطت مختلف أدبيات علم النفس والإجتماع والتربية وحتى الأدب أولوية وأهمية كبيرة لدور الأم في تنشئة أطفالها ، باعتبارها النموذج والقدوة التي يحتذي به الطفل منذ الصغر من حيث إكتسابه لسلوك أمه منذ البدايات الأولى لحياته ولعله الأمر الذي دفع بالشاعر إلى القول
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق
وتكمن أهمية الأم بعتبارها الوحيدة الملازمة لطفلها من الولادة إلى أن يكبر ويبلغ السن التي تؤهله ليكون فردا من أفراد المجتمع.
إن الأم بالنسبة لصغيرها تمثل رمزا للحب والحنان والعطاء غير محدود، فهي المسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة تخص أبناءها ولا يبقى حكرا على مرحلة الطفولة بل يستمر إلى حدود المراهقة، لا سيما هذه الأخيرة حيث كثيرا ما يلجأ الأبناء على إختلاف جنسهم ومشاكلهم ومتطلباتهم إلى صدر الأم في مرحلة يكون الأب متمركزا حول ذاته فارضا نوع من الهيبة والإحترام وفي بعض الأحيان يمارس نوعا من التسلط يجعل الأبناء بطريقة غير مباشرة يفرون منه . إن هذه الفترة تجعلنا نستنتج أن أسلوب معاملة الأب في كثيرا من الأحيان هي التي تجعل الأبناء كبارا و صغارا يفرون و يبتعدون عنه وتبقى بذلك العلاقة أحادية الجانب بين الأبناء والأم وبذلك فهي علاقة تشوبها النقص داخل الاسرة .

دور الاب في التنشئة : 

إن دور الأب في التنشئة لا يقل أهمية على دور الأم، فدور الأم يبرز كثيرا في الشهور والسنين الأولى من حياة الطفل وقد أدت هذه الأهمية لدور الأم إلى النظر بأن دور الأب هو دور ثانوي، فالأب وإن لم يبرز دوره في المراحل الأولى للطفل فإنه يتضح جليا بطريقة غير مباشرة من حيث توفير المتطلبات المادية وإحتياجات الطفل من حليب وغذاء وكساء وحماية …الخ، وهذه الأشياء تساعد الطفل على النمو جسديا مضافا إليه حنان الأم .


6-2 دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية :

تعد المدرسة بحق الوكالة الاجتماعية الثانية ، بعد الأسرة ، للقيام بوظيفة التنشئة الاجتماعية للأطفال ، والأجيال الشابة. حيث تقوم المدرسة بإعداد الأجيال الجديدة روحيا ومعرفيا وسلوكيا وبدنيا وأخلاقيا ومهنياً ، وذلك من اجل ان تحقق للأفراد اكتساب عضوية الجماعة والمساهمة في نشاطات الحياة الاجتماعية المختلفة. وتعمل المدرسة ، اليوم على تحقيق عدد كبير من المهام التربوية. ومن بين هذه المهام التي تقوم بها يمكن ان نذكر على سبيل المثال ، وليس الحصر جملة من الوظائف أبرزها : تحقيق التربية الفنية ، والتي تتمثل في الموسيقى والرسم والأنشطة الفنية الأخرى ، ثم التربية البدنية، والتربية الاخلاقية والروحية ، والتربية الاجتماعية ، وتحقيق النمو المعرفي وأخيراً التربية المهنية

6-2-1 التعاون بين الاسرة و المدرسة 


هناك العديد من المبررات لضرورة التعاون بين الآسرة والمدرسة فى مجال تربية الطفل نذكر منها مايلى:
1- أن التعاون بين هاتين المؤسستين يحقق درجة مقبولة من الفهم المتبادل لدور كل منهما فى مجال تربية الطفل والناشئة ،مما يؤدى إلى زيادة التنسيق وعدم التعارض بينهما ، إذ كثير ما يؤدى التعارض والتناقض فى أدوارهما إلى تكوين صراع نفسي لدى التلميذ

2- أن التعاون بين هاتين المؤسستين يؤدى إلى التخلص من غالبية المشكلات التى قد يواجهها التلاميذ وبخاصة مسألة الغياب عن المدرسة ،أو الفشل فى الامتحانات ،وغيره ، والتى قد تتسبب التسرب الدراسي ، وفى هذا زيادة فى الفاقد التعليمى

3- أن التعاون بين هاتين المؤسستين يؤدى إلى زيادة فهم المدرسة لأوضاع التلاميذ الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وبالتالي مساعدته على تخطى المشكلات التى قد تواجههم فى هذا المجال ، وعلى التكيف مع المجتمع والمدرسة

4- أن التعاون بين هاتين المؤسستين يعطى الفرصة لتوضيح مواقفهما على نحو أفضل فيما يتعلق بتكثيف الواجبات البينية التى قد يلجأ إليها المعلمين ، والتى قد لا تترك للتلميذ فرصة لنشاطات أخرى غير الدراسة ، ورغبة بعض الآباء فى ترك بعض من وقت أبنائهم للقيام بنشاطات أخرى غير الدراسة إن التنسيق بين المدرسة والبيت فى هذا المجال يؤدى الى راحة التلميذ النفسية وزيادة تحصيله الدراسى وإلى زيادة حبه للمدرسة وانتمائه إليها

5-إن التعاون بين هاتين المؤسستين يساعد على التلاقح بين ثقافتيهما ، مما يؤدى إلى ارتقاء تطلعات كل منهما إلى مستوى متطلبات العصر الحاصر بما يحمله من تغيرات ومستجدات قد يقف منها بعض الأباء والمعلمين موقف الرافض لخوفهم من التجديد ،أو موقف المشجع سعيا منهم إلى الحداثة

6- ان التعاون بينهما يجعل خطة العمل التربوي مشتركه بينهما فى ضوء اعتماد أهداف مشتركه توجه العملية التربوية فيهما


6-2-2 المدرسة والمجتمع:

تعتبر المدرسة صورة مصغرة للمجتمع ،وبما ان ثقافة المجتمع قد تشعبت وتعقدت ومتطلبات الحياة قد تزايدت ، فإن كثيرا من الرجال والنساء وحتى الأطفال وجدوا أنفسهم يغادرون منازلهم يوميا للعمل فى المصانع والمصالح التجارية والوظائف الحكومية وغيرها من الوظائف ، وما نتج عنه من شطر العائلة وانقسامها وتشتت الصغار فى العائلة ، وغير ذلك وأشياء أخرى جعلت المجتمع يعزز دور المدرسة ويرفع من قيمتها ، وينصبها وكيلة ونائبة عنه ، تقوم بتنشئة الأجيال وتطبيعهم بطباع المجتمع المعقد

لقد تبين أن قوة المجتمع واستمراره لاتعتمد فقط على القراءة والكتابة وتعلم العلوم والفنون والإعداد لمعترك الحياة ، إنما يعتمد ذلك الاستمرار وتلك القوة فى البناء الأجتماعى على السلوكيات والاتجاهات والقيم التى تغرسها المدرسة فى التنشئة لخدمة الوطن والمجتمع، والانتماء إليها والتضحية فى سبيلها واحترام العادات والتقاليد والنظم والتعليمات التى يرتضيها المجتمع واحترام أخلاقيات الجماعة

إن المدرسة مطالبة بأن تعمل على التكيف الاجتماعي والثقافي للنشء، ليصبح هؤلاء الأفراد أعضاء عاملين ناجحين ومشاركين فى نهضة مجتمعهم، وهى مطالة كذلك بتوسيع دائرة معارفهم وثقافتهم ليستطيعوا القيام بالأدوار التى تنتظرهم فى الحياة العامه

6-3 دور وسائل الإعلام في التنشئة الإجتماعية :

تعددت الأبحاث التي تحاول اكتشاف أثر وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية ، ومن أهم تلك الوسائل التي شملتها الابحاث المعاصرة : الإذاعة والتلفزيون والأفلام السينمائية والكتب والمجلات

وقد دلت نتائج أغلب الأبحاث الحديثة على أن الأطفال يقلدون ما يشاهدون من عنف و عدوان في القصص السينمائية والتلفزيونية. وأن مواقف القلق التي تعتمد عليها أحيانا بعض تلك القصص في جلب الانتباه تثير في نفوس الأطفال أنواعا غريبة من القلق قد يتطور بعضها إلى القلق العصابي المرضي.

ومن الآثار الواضحة لوسائل الإعلام على التنشئة الاجتماعية للأطفال إشاعة سلوك اللامبالاة وتشويهها للقيم التي نعتمد عليها في تربية جيل المستقيل إذ كثيرا ما نشاهد أبطال القصص السينمائية والتلفزيونية يحتسون الخمر ويدمنون الشراب في مواجهتهم للمواقف العصيبة التي تمر بها أحداث القصة أو يعتدون على غيرهم أو يقتلون آخرين . وتلك نماذج شريرة وخطيرة نقدمها للناشئة في مواقف العاطفة المتأججة والشهوات المنطلقة من عقالها التي تبعث بكل ما يواجهها من قيم ومعايير وتقاليد

هذا ولا شك إنه إذا أحسن توجيه وسائل الإعلام فإنها تستطيع أن تصبح أداة فعالة قوية في إرساء القواعد الخلقية والدينة في مجتمع فاضل. وتستطيع أيضا هذه الوسائل أن تسمو بالعقل لتخرج أحسن ما به من تفكير وابتكار وخيال خصب منتج.(عبد الرحمن ،1985)

7 - أهداف التنشئة الإجتماعية :


ويمكننا أن نقف هنا على مجموعة من الأهداف التي تسعى التنشئة الاجتماعية لتحقيقها ومن بينها 

 1-
إن الفرد لا يولد اجتماعيا ، ولذا فإنه من خلال التنشئة يمكنه اكتساب الصفة الاجتماعية ، والحفاظ على فطرته السليمة وإبراز جوانب إنسانيته الحق ، إن التنشئة تهدف إلى إكساب الفرد أو تحويله من كائن بيولوجي إلى كائن آدمي السلوك والتصرفات ، كما يتحول الفرد من طفل يعتمد على غيره غير قادر على تلبية حاجاته الأساسية إلى فرد يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية  .

 2-
تهدف التنشئة إلى غرس ثقافة المجتمع في شخصية الفرد ، فالعلاقة وثيقة وتبادلية بين الثقافة و التنشئة ، فكل منها يؤثر ويتأثر بالآخر ، ولعل من أبرز وظائف التنشئة الاجتماعية قدرتها على حفظ ثقافة المجتمع ونقلها من جيل لأخر ولما كان الفرد يولد وهو مزود بمجموعة من القدرات والصفات الوراثية التي تحدد شكله الخارجي والمهارات العقلية ، فالتنشئة الاجتماعية هي التي تهذب هذه القدرات والمهارات فإما أن تدفعها إلى الأمام عن طريق تنميتها واستغلالها أحسن استغلال لصالح الفرد نفسه ولصالح المجتمعه ، وإما أن تشدها إلى الوراء فتعيقها عن التقدم فتصبح معول هدم بدل لبنة بناء ، حيث يكتسب الفرد قيم جماعته فيعرف معنى الصواب والخطأ ، الحلال والحرام …. فتتكون بذلك نظرته للحياة وللمجتمع .

 3-
تعمل التنشئة الاجتماعية السليمة على تنشئة الفرد على ضبط سلوكه،وإشباع حاجاته بطريقة تساير القيم الدينية والأعراف الاجتماعية حيث تعلمه كيفية كف دوافعه غير المرغوبة أو الحد منها، ومما يجدر ذكره أن القدر الأكبر من عملية التنشئة الاجتماعية يتمثل في إقامة حواجز وضوابط في مواجهة الإشباع المباشر للدوافع الفطرية كالدافع الجنسي ودوافع المقاتلة والعدوان ، وهي ضوابط لا بد منها لقيام مجتمع سوي وبقائه ولهذا فإن هذه الضوابط توجد داخل كل المجتمعات حتى الأكثر بدائية .

 4-
تعلم العقيدة والقيم والآداب الاجتماعية والأخلاقية وتكوين الإتجهات المعترف بها داخل المجتمع وقيمه بصفة عامة ، وذلك حتى يستطيع الفرد اختيار استجاباته للمثيرات في المواقف المختلفة التي يتعرض لها يوميا ، كما تعمل التنشئة الاجتماعية على تعليم الفرد أدواره الاجتماعية والتي يشغلها الافراد باختلاف الجنس والسن ، فدور المرأة مختلف عن دور الرجل ودور الطفل مختلف عن دور الرجل الناضج وتجدر الإشارة إلى أن الأدوار الاجتماعية تختلف أهميتها باختلاف المجتمع كذلك

 5-
غرس عوامل ضبط داخلية للسلوك وتلك التي يحتويها الضمير و تصبح جزءاً أساسياً ، لذا فإن مكونات الضمير إذا كانت من الأنواع الإيجابية فإن هذا الضمير يوصف بأنه حي ، وأفضل أسلوب لإقامة نسق الضمير في ذات الطفل أن يكون الأبوين قدوة لأبنائهما حيث ينبغي ألا يأتي أحدهما أو كلاهما بنمط سلوكي مخالف للقيم الدينية و الآداب الاجتماعية (محي الدين ،1982)
هذه إذا على العموم أهم الأهداف التي تسعى التنشئة الاجتماعية لتحقيقها.

ويمكن القول إذا أن التنشئة الاجتماعية عملية معقدة متشعبة الأهداف والمرامي تستهدف مهام كثيرة وتحاول بمختلف الوسائل تحقيق ما تصبوا إليه ويبقى محتوى ومضمون عملية التنشئة

الاجتماعية يختلف من مجتمع إلى آخر وتكون الشخصية الفردية كمعطى من المعطيات ذات أنماط مختلفة باختلاف تلك الثقافات التي تحدد مضمون التنشئة الاجتماعية .

8- أخطاء عملية التنشئة


إضافة إلى وجود أخطاء عملية التنشئة الاجتماعية : تستهدف عملية التنشئه الاجتماعية السليمه افراز اشخاص أسوياء قادرين على التفاعل السوي مع مجتمعهم، يؤمنون بالمعتقدات الإسلامية الصحيحة، قادرين على ترجمتها في نواحي واقعهم الاجتماعي فيما يتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، يعد سوياً ومن يخالفها يعد منحرفاً. وقد تقع الأسر في بعض الأخطاء تؤدي إلى معاناة الأبناء في الكبر من مشكلات نفسية وسلوكية منها: إهمال الام، وسوء معاملة الطفل، ومعاملته كراشد متجاهلين مرحله الطفولة.

ومرحله الطفولة يجب ان تلقى الرعاية السليمه من معرفه دوافع الاطفال وحاجاته الأساسية مثل التوحد _ الحاجة إلى الامن والتقدير الاجتماعى والحاجه لتقدير الذات والتعبير عنها ، كذلك معرفه طريقه تفكيره ونظرته الخاصة الينا والى العالم المحيط به ايضاً ادراك اهميه الطفولة ويمكن التنويه إلى ذكر بعض الاخطاء التى يقع فيها الاباء والمربيون خلال عملية التنشئة الاجتماعية وهما مايلى :

 -التسلط: هو فرض الوالدان أو من يحيط بالطفل من أخوته أو أقاربه رأيهم عليه، ويتمثل ذلك في عدم تلبية حاجات ورغبات الطفل أو الحد من بعض السلوك المرغوب فيه تحقيق رغباته ولو بالطرق المشروعة.
إثارة الألم النفسى: هو السخرية من الطفل كلما جاء بسلوك غير مرغوب فيه، أو أتى بسلوك لتحقيق رغبة يراها أنها تصطدم بالقيم والأعراف، كما يكون ذلك عن طريق تحقيره والتقليل من شأنه كلما جاء بسلوك أي كان نوعه.

 -القسوة: 
هو أسلوب يتبعه الأباء في فرض الآداب والقواعد التي تتناسب مع مراحل عمر الطفل وذلك باستخدام الضرب البدنى أو التهديد به مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، وعدم الاعتماد الذاتي وضعف الضمير وكراهية الأسرة والمجتمع.

 -التدليل: 
هو عناية الأسرة المفرطة عن الحد المعقول في تربية الطفل والتجاوز عن عقابه لأي سلوك خاطئ يقوم به. وعدم توجيهه لتحمل المسؤولية مما يخلق فيه التهاون والكسل.

 -الإهمال
الإهمال من قبل الآباء يجعل الطفل يشعر بفقدان الإحساس بالأمن المادي والنفسي، وترك الطفل دون تشجيع على ما يقوم به من سلوك مرغوب فيه، أو محاسبته على السلوك الخاطئ. ومن أشكال الإهمال عدم الإنصات إلى مايقوله أو ما يبديه من رأي، وإهمال حاجاته الشخصية، وحالات الانفصال والطلاق، وخروج الأم للعمل، وكثرة أفراد عدد الأسرة.

 -التذبذب: 
عدم استقرار الوالدين في الاتفاق على أسلوب تربية الطفل من ثواب وعقاب مما يؤدي إلى اهتزاز قيم العدالة في نظره، مما يجعله في حاله قلق وتوتر.

 -التفرقة:
يلجأ أحد الوالدين إلى تفضيل أحد الأبناء لأسباب كثيرة منها الجمال، والذكاء، وولد جاء بعد معاناة، أو متفوق دراسياً، مما يكون سلوكًا عدائيًا من أخوته.

 -الحرمان: 
حرمان الطفل من الحصول على حاجاته الاساسية المادية والمعنويه ، مما يسبب له الشعور بالعجز ، ومن اشكال الحرمان فقد الطفل لحنان وعطف الاب ممايؤدى لظهور الامراض النفسية وسوء التكيف مع المجتمع

 -الاعجاب الزائد: 
هو اظهار الاعجاب باحد الابناء والتعبير عن ذلك اساليب المدح امامه وامام الاخرين مما يعكس صور ضاره على الطفل منها .شعور الطفل بالغرور المفرط والثقة الزائدة بالنفس كثرة مطالب الطفل (عبد الواحد علواني،1997 ، ص 28)

 -الاتكالية: 
هى عدم جعل الفرد يتحمل بعض المسؤليات في صغره وتليه كل طالباته دون تحمل من قبله .سيعرضه في المستقبل إلى فقدان الثقة الذاتية ويجعل منها شخص اتكالى يعتمد على غيره مما يعرضه للفشل ولاحباط وعدم التكيف مع نفسه ومع المجتمع

 -نقد الطفل انفعاليًا: 
هى تعرض الطفل للتحقير والسخريه يسبب نقص يعانى منه جسمه أو قدراته او استعداته وعقابه المستمر لاتفه الاسباب ومقارنته بالاخرين او هجر الطفل وطرده بسبب ظروف الام والاب النفسية .

 -الحماية الزائدة: 
هى بقاء الطفل في احضان والديه وتدليله وتلبيه كل رغباته وامانيه وخوفهم الزائد من تكوين صداقات خارجيه سيجعل من الطفل شخصيه منطويه غير اجتماعيه . ضعيفا غير قادر على التاثير واكتساب المناعه الطبيعية ضد الامراض الجسميه والاجتماعيه والنفسيه.


 الخاتمة
في الختام مما سبق الذكر عن التنشئة الاجتماعية حيث تختلف من مجتمع لأخر ,فلكل مجتمع اسلوبا ومنهجا في التنشئة يختلف عن المجتمعات الاخرى مع تباين في درجة الاختلاف كما تختلف التنشئة داخل المجتمع ذاته ,حيث تتباين علي المستوى الحضري او الريفي او المجتمعات البدائية كما تختلف من طبقة الي اخري في المجتمع الواحد ويرجع هذا الاختلاف الي اختلاف المجتمعات في العادات و التقاليد والثقافة


قائمة المراجع 

تجدها في الملف المحمل بصيغة PDF


روابط تحميل بحث كامل حول : التنشئة الإجتماعية PDF - إعداد الطالبة : شاوي إيمان