ملخص محاضرات منهجية البحث العلمي في علم النفس pdf

ملخص محاضرات منهجية البحث العلمي في علم النفس pdf 


إعداد 

د . ماجدة العالي 

ملخص محاضرات منهجية البحث العلمي في علم النفس pdf


محتويات الملخص 

  1. تعريف المنهج
  2. تعريف البحث العلمي 
  3. البحوث النفسية و مجالاتها 
  4. أخلاقيات البحث العلمي 
  5. شروط البحث العلمي 
  6. خطوات البحث العلمي 
  7. مصادر الحصول على مشكلة البحث 
  8. شروط إختبار المشكلة و تحديدها 
  9. خطة البحث المقترحة و خطوات البحث 
  10. خطوات و أدوات تجميع البيانات
  11. مصادر و مراجع البحث
  12. كيفية كتابة المصادر و المراجع في البحث 




-         تعريف المنهج

المنهج في اللغة بمعنى طريق، وسيلة محددة توصل الى غاية معينة. (أو سبيل لهدف معين) اما المنهج العلمي اصطلاحاً، فهو " خطة منظمة لعدة عمليات ذهنية أو حسية بغية الوصول الى كشف حقيقة أو البرهنة عليها."

-         تعريف البحث العلمي :

البحث بمعناه العام محاولة للوصول إلى شيء ما، (ويأتي مرادفاً للحفر، والتنقيب عن شيء..معين). وهنالك خصائص معينة يمكن من خلالها التوصل لتعريف البحث العلمي مثل الدقة في العلم، الموضوعية، النزاهة، الدقة الإحصائية، التحقق من صحة النتائج، إمكانية التنبؤ او تصور ما يمكن ان يحدث اذا ما استخدمنا نتائج البحث في مواقف جديدة، كفاية ضبط العوامل او الظروف والمتغيرات المؤثرة في البحث ونتائجه..فإذا ما اتصف البحث بهذه الخصائص يمكن أن يكون قد حقق معايير مقبولة للبحث العلمي. وهنالك تعريفات للبحث العلمي تؤكد استخدام الطرق والأساليب العلمية للوصول إلى حقائق جديدة والتحقق منها والإسهام في نمو المعرفة الإنسانية. بينما تؤكد تعريفات أخرى على الجوانب التطبيقية للمعرفة العلمية في حل مشكلات معينة، مثل تعريف رومل Rommel للبحث العلمي بأنه" تقصي أو فحص دقيق لاكتشاف معلومات أو علاقات جديدة، ونمو المعرفة الحالية والتحقق منها". وتعريفات أخرى تؤكد على الأغراض العلمية للبحث منها ما أشار إليه فان دالين Van Dalen  بأنه" المحاولة الدقيقة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكلات التي تؤرق الإنسان

-         البحوث النفسية ومجالاتها:

  يهتم علم النفس بدراسة كل ما يتعلق بسلوك الكائن الحي، وبخاصة سلوك الإنسان بجميع مراحله العمرية، وحالاته، وظروفه، ومواقفه. وفيما يتعلق بسلوك المتعلمين، فيهتم بدراسة المتعلمين في مجال الدراسة وكل ما يرتبط بها، لذلك فالبحوث النفسية تتناول موضوعات عن النمو العقلي والمعرفي والاجتماعي والأخلاقي، والانفعالي..والأساس البايولوجي وتأثيرات البيئة في التعلم..كما تتناول دراسة القدرات العقلية للمتعلمين والصحة النفسية، والعوامل المؤثرة في نموهم ونجاحهم، والفروق الفردية بين المتعلمين..والصعوبات والمشكلات التي يمكن أن تؤثر في نموهم ونجاحهم الدراسي وتكيفهم المدرسي والاجتماعي وغير ذلك..والنتائج التي تتوصل اليها تلك الدراسات المتنوعة تسهم في توفير اجابات عن الكثير من التساؤلات حول تلك المتغيرات، وبالتالي تخرج بنتائج مفيدة في مجالات عدة، وتوصلت الى نظريات وحقائق وقوانين يمكن تطبيقها لإحداث التغيرات والتطورات في سلوك الإنسان نحو الأفضل.

أخلاقيات البحث العلمي   

تقتضي أخلاقيات البحث العلمي احترام حقوق الآخرين وآرائهم وكرامتهم، سواء أكانوا من الزملاء الباحثين، أم من المشاركين في البحث أم من المستهدفين من البحث، وتتبنى مبادئ أخلاقيات البحث العلمي عامة قيمتي " العمل الإيجابي " و " تجنب الضرر " ، وهناك بعض الاعتبارات بالنسبة للسلوك الأخلاقي تتضمن الآتي
 -المصداقية   يجب أن يكو نقل بيانات ونتائج البحث بصدق، وأن يكون الباحث أمينا فيما يننقله، وألا يكمل أية معلومات ناقصة أو غير كاملة، فلا يعتمد على الظن، ولا يحاول إدخال بيانات معتمدا على نتائج النظريات، او دراسات لباحثين آخرين .
- الحيادية والأمانة العلمية  بمعنى أن لا ينحاز الباحث في تناوله موضوع بحثه لأهوائه وآرائه الشخصية، ولا لفئة معينة يجري عليها البحث، فعليه أن يكون أميناً في في الكتاب فيما ينقل عن المراجع والمصادر العلمية السابقة، وفي تحليل وتفسير نتائج البحث، فلا يتلاعب بها، ولا يفسرها بحسب ما يحب أو يتمنى.
 - الخبرة  يجب أن يكون العمل الذي يقوم به في الباحث مناسباً لمستوى خبرته وتدريبه، عليه ان يفهم النظرية بدقة قبل أن تطبقي المفاهيم أو الإجراءات. كما عليه الاستعانة بمن هم اكثر خبرة ودراية منه في مجال بحثه. 
- السلامة  على الباحث ان لا يعرّض نفسه أو الآخرين ممن يجري عليهم التجربة لخطر جسدي أو أخلاقي، ولا يحاول تنفيذ بحثه في بيئات قد تكون خطرة من النواحي الجيولوجية، الجوية، الاجتماعية، أو الكيميائية، كما أن سلامة المستهدفين من البحث مهمة أيضا ، فلا يعرضهم للإحراج أو يشعرهم بالخجل أو يعرضهم للخطر في موضوع بحثه.
- الثقة   يحاول الباحث أن يبني علاقة ثقة مع الذين يعمل معهم ، حتى يحصل على تعاون أكبر منهم ونتائج أكثر أدقة، ولا يستغل ثقة الناس الذين تقوم بدراستهم
 -الموافقة لا بد من حصول الباحث على موافقة سابقة من الذين يود العمل معهم خلال فترة البحث، إذ يجب أن يعلم الأفراد المراد دراستهم أنهم تحت الدراسة.
- مراعاة حق الانسحاب  ( Withdrawal )الناس لديهم الحق للانسحاب من الدراسة في أي وقت، فالمشاركون غالبا ما يكونوا متطوعين ويجب معاملتهم باحترام، وأن الوقت الذي يخصصونه لأجل البحث يمكنهم أن يقضوه في عمل آخر أكثر ربحا وفائدة لهم، ولهذا السبب يتوقع انسحاب بعض المشاركين، والأفضل أن يبدأ البحث بأكبر عدد ممكن من الأفراد تحت الدراسة ، بحيث يمكن الاستمرار مع مجموعة كبيرة كافية ليتأكد من أن نتائج بحثه ذات معنى
- التسجيل الرقمي ( Digital Recording ) لا يقوم الباحث بتسجيل الأصوات أو التقاط الصور أو تصوير فيديو دون موافقة المستهدفين من البحث إلا بموافقته المسبقة، وأن لا يحاول استخدام آلات تصوير أو ناقلات صوت مخبأة لتسجيل أصوات وحركات المستهدفين، وطلب الموافقة بعد التصوير غير مقبول .
- التغذية الراجعة ( Feedback ) يمكن إعطاء المستهدفين بالبحث ملخصاً أو بعض العبارات والتوصيات قد تكون مهمة لديهم وتفي بالغرض المطلوب، ومهم جداً أن عرض الصور عليهم والأصوات أو النصوص المطبوعة للعبارات التي قالوها مسبقا قبل النشر، حتى لا يتعرض المستهدفون لأي ضرر جسدي أو معنوي بسبب التفسير لما قالوه أو فعلوه، والتأكد من أخذ الموافقة المسبقة قبل النشر .
- تجنب الأمل المزيف / الكاذب ( False Hope ) على الباحث أن لا بجعل المستهدفين يعتقدون من خلال أسئلته بأن الأمور سوف تتغير بسبب بحثه أو مشروعه الذي يجريه، ولا يعطي وعودًا خارج نطاق بحثه أو سلطته أو مركزه أو تأثيره
- مراعاة مشاعر الآخرينVulnerability ) )   قد يكون بعض المستهدفين أكثر عرضة للشعور بالانهزامية أو الاستسلام بسبب عامل السن أو المرض أو ضعف القدرة على الفهم أو التعبير؛ فيجب على الباحث مراعاة مشاعرهم.
- تجنب استغلال المواقف ( Exploitation ) لا يستغل الباحث المواقف لصالح بحثه، فلا يفسر ما يلاحظه أو ما يقوله الآخرون بشكل غير مباشر حتى يخدم بحثه
- الحفاظ على سرية المعلومات ( Anonymity ) على الباحث حماية هوية المستهدفين في كل الأوقات، فلا يعطي أسماء أو تلميحات تؤدي إلى كشف هويتهم الحقيقية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحويل الأسماء إلى أرقام أو رموز مع التأكد من إتلاف كل ما يتعلق بهوية المستهدفين بعد انتهاء الدراسة .

شروط البحث العلمي :

ومن أهم الشروط التي على الباحث العلمي الإلتزام بها:
1- أن يُقَدِّم شيئاً جديداً:  من الضروري جداً أن يُقَدِّر الباحث أهمية الموضوع الذي سيكتب فيه وجِدَّتَه وطرافته، فلا يكتب موضوعاً سَبَقَه غيره إليه فأشْبَعَه بحثاً وتحليلاً وبياناً، إلا إذا كان غيره قد تناول جانباً من جوانبه، فلا بأس في أن يختار جانباً أخر، فلكل موضوع جوانب عدة.
2- الحيوية والواقعية:  ومن عوامل نجاح الموضوع أن يكون حيوياً واقعياً، له صِلة قوية بميل الطالب، وحاجة المجتمع، وكلما اتسعت دائرة الانتفاع به ازدادت أهميته، فالكتابة بموضوع يهم الناس ويقدِّم لهم نفعاً، أو حلولاً لمشاكلهم، أو يشخص لهم مرضاً، أو يسعى في تطوير مجتمعهم وراحتهم ورفاهيتهم، أهم من الكتابة بموضوع خيالي بعيد عن واقع الناس لأنهم لن يهتموا به.
3- خصوبة وغزارة مصادر البحث: ومن عوامل نجاح البحث أيضا خصوبة مادته وأفكاره، وغزارة مصادره وتوافرها، وعلى العكس من ذلك البحث الفقير بالمادة العلمية، الفقير بالمصادر لن يكون ناجحاً وسيُتعِب كاتبه كثيراً، ولذلك عليه أن يبحث عن مصادر لبحثه قبل اختياره، ليعرف هل يستطيع الكتابة فيه أم لا؟
4- وضوح المنهج:  ذلك بتنظيم خطته بشكل منطقي واضح مستوعِب، فيوزع أفكاره الرئيسة ضمن أبواب وفصول منسجمة، ثم يبدأ الكتابة بحيث يسلسل أفكاره، وينتقل مع القاريء من نقطة إلى أخرى بترابط، فيُحِس قاريء بحثه أنه يهضم ما يقرأ، فلا ينتقل لما بعده إلا وقد استوعب ما قبله وفهمه، وعلى العكس يكون الغموض.
5-  دقّة المعلومات: إن المعلومات الموثَّقة بذكر مصادرها، والمبَيَّنة بالأرقام، تدل على الدِّقة في البحث، وتعطي القاريء معلومات أكيدة، وعلى العكس من ذلك النقل الجُزاف من الذاكرة، أو ما يتناقله الناس دون تمحيص أو تدقيق وبحث عن مصادره، والتأكد من سلامته، أمور تفقد البحث أهميته وقيمته. على الباحث أن يكون دقيقياً في اختيار المتغير المراد البحث فيه، وفي وصفه، وفي تحديد عنوان بحثه، وفي كل ما يكتبه أو ينقله عن المصادر ذات العلاقة ببحثه، لكي لا يقع في أخطاء تداخل الموضوعات في بعضها، مما قد بؤثر بالتالي في اختياره لمصادره ومقايسسه ووسائله الإحصائية وفي نتائج بحثه وتفسيرها. إن عنوان الموضوع يجب أن يعبِّر عن مضمونه فحسب. فيجب على الباحث أن يُحدِّد موضوعه تحديداً دقيقاً، ولا يخرج في المعالجة عنه، ولا يمهِّد له بالمقدمات الطويلة جداً، أو يأتي بمتعلقاته بشكل موسّع جداً، فيه استطراد وشطط وخروج عن المقصود، بل يحاول التركيز الجاد على موضوعه، وخير الكلام ما قلَّ ودلّ، فالحشو، والخروج عن الموضوع أمور مزعجة للقاريء تنفِّر من البحث.
6- سلامة الأسلوب ووضوح العبارة:  إن مما يُكسِب البحث أهمية كبيرة، سلامة أسلوبه من الأخطاء النحوية واللغوية، ووضوح عباراته، فلا تكون غامضة. ومما يُفقد البحث أوميته كثرة الأخطاء النحوية أو اللغوية أو العلمية، فعلى الباحث أن يَحرِص على الكتابة وفق الأساليب الإنشائية العربية الفصيحة، محاولاً قدر الإمكان تجنب الأخطاء النحوية واللغوية، وإذا كان ضعيفا في اللغة، فليحاول تلافي نقصه بطلب هذا العلم على أهله، وكثرة المطالعة في كتبه، وليستعن بأساتذة وبزملاء له أقوياء في اللغة في قراءة بحثه، ليستدركوا أخطاءه قبل طبع البحث وظهوره.
7- العلمية والموضوعية: على الباحث أن يتناول موضوع بحثه بشكل محدد بعيد عن التصورات أو الآراء الشخصية، ولا يعتمد المصادر غير الموثوقة في التفسير أو التحليل..بل باستخدام الاختبار والقياس والتجريب، ودون الخوض في موضوعات أو متغيرات أخرى لا علاقة لها ببحثه. ومن الضروري أن يعتقد أو يؤمن بالحتمية في أن الظواهر والسلوكيات والاحداث..  في حياتنا لها أسبابها ونتائجها، لكل مثير إستجابة، ولكل فعل ردة فعل. أي أنها لا تقع مصادفة أو دون سبب معين. لذلك فالبحث العلمي يكشف عن تلك الأسباب ليتوصل إلى حقائق علمية دقيقة يمكن اعتمادها في تفسير تلك الظواهر والأحداث.

خطوات البحث العلمي:

   هنالك منهجية معينة للبحث العلمي كما عرفنا مسبقاً بحسب نوع البحث، وطبيعته، وظروف البحث، كذلك هنالك خطوات يتبعها الباحث في بحثه، هي ليست خطوات جامدة، بل هي خطوات علمية توصل الباحث لأهدافه في النهاية. وقد تتباين هذه الخطوات في عددها، وطريقة تحقيقها، وقد يتم إدماج أكثر من خطوة واحدة، ويكون ذلك تبعاً لنوع البحث وأهدافه، وكذلك يتبع إمكانيات الباحث فيما يمتلكه من اتجاهات عقلية علمية، وإمكانات معينة، وخبرات تتيح له التصرف بطريقة ما بهذه الخطوات في تقديم، وتأخير بعضها، أو غير ذلك، ومنها التفتح العقلي، وحب الإستطلاع، والرغبة المستمرة في التعلم، والدقة، والأمانة العلمية، والتحرر من الأفكار الزائفة، والتحكم الإنفعالي، الخبرة الواسعة في مجال البحث، والتخصص.. وغيرها مما يجيده الباحث، فيمكنه من التحكم بخطوات البحث العلمي حتى الوصول إلى هدفه. وعموما، فإن هنالك إتفاق على خطوات البحث العلمي فيما يتعلق بالبحوث التربوية والنفسية وهي :
1-تحديد مشكلة البحث
2-تحديد أهداف البحث
3- فرض الفرضيات
4- اختبار صحة الفرضيات بالوسائل المناسبة
5-التوصل للنتائج
6-تحليل وتفسير نتائج البحث.  

مصادر الحصول على مشكلة البحث:

   إن الدارس المتخصص مطلوب منه أن يحدد مشكلة بحثه بالإستناد إلى معطيات واقعية من مصادر معينة. وتعتبر مرحلة الوصول إلى مشكلة البحث وتحديدها من أهم المراحل، فبدون وجود مشكلة، فلا حاجة للبحث عن إجابة للتساؤلات. وهو ليس بالعمل البسيط أو السهل، إذ لا تخلو هذه المرحلة عادة من الصعوبة والحيرة من جانب الطالب في اختيار المشكلة المناسبة، كما لاتخلو من القلق لأنها تستغرق وقتاً أطول مما كان يظنه الطالب. وفي مثل تلك الحالات التي يتسرع فيها الطالب في اختيار موضوع بحثه، كثيراً ما يغيره أكثر من مرة، حتى يقتنع بأن الموضوع الذي توصل إليه في النهاية هو الأنسب.  
   هناك مفاهيمم وتصورات خاطئة عن البحث أو الرسالة العلمية لدى البعض من الطلبة، خاصة في الدراسات العليا. فمنهم من يرى البحث مجرد تجميع بيانات ومعلومات، فيأخذه الحماس في تجميع كميات كبيرة منها، ويعتقد أن تلخيصها وتنظيمها هو البحث أو الرسالة، وذلك دون ان يكون لديه تصور واضح للمشكلة التي يقوم على أساسها بجمع هذه المعلومات. ومنهم من يرى أن البحث مجرد استخدام أدوات ووسائل في القياس لجمع بيانات عدد معين من الاختبارات أو الاستفتاءات وغيرها من المقاييس، ويغيب عنهم أنها أدوات للبحث ووسائله وليست غايته، وانها ما لم ترتبط في تفكير الباحث بأهداف البحث أو مشكلته تكون فاقدة للقيمة.
   حقيقة أن البحث العلمي يحتاج من جانب الباحث إلى جمع معلومات، وإلى استخدام أدوات ووسائل للقياس للحصول على بيانات وإحصائيات، ولكن البحث العلمي أشمل من ذلك وأعمق. إنه فكر وتخطيط، وعمل ذكي بقصد الوصول إلى نتائج وتعميمات يوثق في صحتها بالنسبة لمشكلة معينة، وما لم يتوافر للبحث مشكلة واضحة معينة، فإن كل عمل يقوم به الباحث سوف يكون مشكوكاً في قيمته، وكيف يمكن تصور قيام بناء معين على أساس غير سليم؟ 
مصادر الحصول على مشكلة للبحث:

1- التخصص الدراسي:

   إن التخصص الدراسي العلمي يوفر للباحث خبرة بالمعرفة والإنجازات العلمية في مجال تخصصه، كما يساعده إلى حد كبير تبين مشكلاته وتحليلها، ومعرفة المشكلات التي سبق لبحوث معينة تناولها بالدراسة والبحث، والمشكلات الأخرى القائمة في المجال والتي ما زالت تحتاج إلى جهود علمية لدراستها. وكلما اتصفت هذه الخبرة بالعمق والشمول في نفس الوقت، كلما ساعدت الباحث على فهم مجال هذه المشكلات وأبعادها المختلفة، وتوفر مثل هذا الفهم ضروري وله قيمته في اختيار المشكلة وتحديدها.

2- برامج الدراسات العليا:

    توفر معظم الجامعات لطلبتها البحوث فيها برامج دراسية متقدمة يدرس فيها الطلبة بعض المقررات والموضوعات التي تزودهم بخبرات لازمة في إعدادهم لمرحلة البحث. وبعض الدراسات يستغرق سنة دراسية كاملة بعد حصولهم على الدرجة الجامعية الأولى وتسجيلهم للدراسات العليا، وبعضها الآخر قد يستغرق فترة دراسية أطول، وهي ما تسمى عادة بالدراسات العليا التمهيدية للحصول على الماجستير. وهناك أيضاً حلقات الدراسات العليا أو (السمنار) التي يشارك فيها طلبة الماجستير والدكتوراه وتشتمل هذه البرامج على نشاطات متعددة ومتنوعة تزود الطلبة بخلفية علمية مناسبة لا تقتصر فائدتها للطالب على مرحلة اختيار مشكلة معينة للبحث فحسب، وإنما تمتد لتفيده في البحث ككل وفي جميع مراحله. ويدرس الطلبة فضلاً عن مواد تخصصهم بعض المواد الدراسية المساعدة كالإحصاء، ومناهج البحث، والقياس والتقويم، وتكليفهم بوضع خطط للبحوث المقترحة، ومناقشتها وتقويمها من جانب الأساتذة وزملائهم المشاركين في حلقات السمنار..وغير ذلك مما ينمي خبرات الطلبة في مجال البحث العلمي.

3- الخبرة العملية وحساسية الباحث:

   الخبرة العملية كالعمل الميداني التربوي مثلاً لفترة كافية، لها أهميتها في استكشاف بعض المكشلات الملحة الموجودة في واقع الميدان، وتحتاج إلى دراسات للتوصل إلى حلول علمية لها. ومثل هذه الخبرة قد تساعد في التعرف على مشكلات يصعب أن يتعرف عليها عن طريق مصادر اخرى.
   إن المشكلة التي يختارها الباحث بنفسه في ضوء خبرته العملية الميدانية كثيرا ما تكون لها أهمية عند الباحث، ومن ناحية أخرى، فكثيرا ما يلاحظ على طلبة الابحاث حديثي التخرج، والذين لا تتوفر لديهم خبرة لعمل الميداني الالتجاء إلى الأساتذة المشرفين عليهم لكي يختاروا لهم موضوعات أو يحددوا لهم مشكلات معينة يمكن لهم دراستها، ويبررون ذلك بأنهم حاولوا أكثر من مرة، ولكن يبدو لهم أن الميدان قد خلا من المشكلات التي تصلح للدراسة. وهو بلا شك اعتقاد خاطيء أساسه النظرة الضيقة لحدود لخبراتهم العملية.
   والخبرة العملية كغيرها من المصادر، هي ليست المصدر الوحيد للوصول إلى مشكلات للبحث، وخبرات الباحث المرتبطة بجميع المصادر الأخرى متكاملة، ويعزز بعضها بعضا. وفضلاً عن ذلك، فإن الحساسية للمشكلات، والقدرة على إدراكها، والتمييز بين الهام منها والأقل أهمية تحتاج من جانب الباحث إلى عقلية يقظة ناقدة، وبصيرة نافدة. والدليل على ذلك، أن هناك افراداً يتوفر لديهم خبرة ميدانية لسنوات طويلة في مجال عملهم، ورغم ذلك لا تتوافر لديهم القدرة على رؤية بعض المشكلات التي يعاني منها الميدان الذي يعملون فيه.
  وعلى افتراض أن طالب الدراسات العليا تتوافر لديه مثل هذه القدرة، فإنه يشترط في تسجيله في الدراسات العليا في التربية الذي يدرس للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه أن يكون قد مارس التدريس لفترة تتراوح من سنتين إلى أربع سنوات.
   والواقع أن مثل هذه الفترة تفيد كمصدر مباشر يمكن أن يستقي من طالب البحث بعض المشكلات الواقعية. فكل مدرس يواجه مشكلات يومية داخل حجرة الدراسة وخارجها ترتبط بما يدرسه من مقررات وموضوعات، ولماذا يدرسها، وكيف يرفع من كفاية تدريسها. إن التغيرات الاجتماعية والعلمية والتكنولوجية ومطالبها من التعليم المدرسي تأتي بمشكلات جديدة تخلق فرصاً جديدة للبحث التربوي، كما هو الحال بالنسبة لاستخدام التكنولوجيا التعليمية الحديثة كأفلام التلفزيون والآلات والوسائل التعليمية الحديثة، والتعليم البرامجي..وغيرها. هنالك الحاجة إلى بحوث علمية حديثة في ميدان التربية وعلم النفس التربوي يقوم عليها تطوير التعليم ونظمه وأساليبة، وترتبط بواقع التعليم ومستقبله.

4- الدراسات المسحية للبحوث السابقة والجارية:

  الدراسة التحليلية والناقدة للبحوث السابقة أو ملخصاتها ونتائجها المنشورة يمكن أن تكشف للطالب عن نواحي نقص معينة في الدراسات السابقة والتي ما زالت تحتاج إلى إجراء بحوث حولها، وكذلك تفيد في نواح أخرى كثيرة منها أنها تزود الباحث بأفكار ونظريات وفروض وتفسيرات معينة قد تساعد الطالب على تحديد أبعاد المشكلة التي يبحث فيها، كما تعرفه على أنواع من تصميمات البحوث وطرق وأساليب متعددة ومتنوعة في البحث يمكن أن يفيد منها في بحثه. إن كثيرا من هذه البحوث تشتمل في نهايتها على توصيات ومقترحات بإجراء بحوث معينة ترتبط بمشكلة البحث أو الميدان عامة.
    إن معرفة الطالب بالبحوث الجارية في الميدان واتجاهاتها تفيد في التوصل إلى مشكلات معينة تصلح للبحث وفي منع تكرار اختيار الطالب لمشكلة سبق دراستها وتتوافر لها كفاية من الأدلة والحقائق. وفي بعض الحالات تنتهي الرسائل والأطاريح بنتائج غير قاطعة مؤكدة، وذلك بسبب قلة توافر البيانات أو الضعف في إمكانية الباحث خاصة المبتديء على تحليلها أو الوصول إلى مثل هذه النتائج. وقد تنتهي بعض الرسائل العلمية بنتائج مؤكدة ولكنها من ناحية أخرى تقوم على أساس بيانات محدودة كأن تكون عينة أفراد البحث صغيرة جداً، لا تمثل مجتمع البحث. ويمكن في مثل هذه الحالات إجراء بحوث تستخدم فيها عينات كبيرة وممثلة إلى حد كبير لمجتمعها الأصلي بقصد الوصول إلى نتائج تسمح بالتعميم وبتطبيقات واسعة لها أهميتها في الميدان التربوي. ويستطيع الطالب استعارتها وقراءتها، يمكن أن يحدد الطالب نسخاً من رسائل الماجستير والدكتوراه في مكتبات الكليات أو الجامعات. إذ تحتفظ الجامعات بنسخ للرسائل العلمية، كذلك المجلات العلمية العربية والأجنبية التي تنشر ملخصات للرسائل والاطاريح. واليوم أصبح متاحاً للطلبة الحصول على كثير من هذه البحوث من خلال الأنترنت، والمراسلة مع الجامعات للحصول على ما يستجد من بحوث ودراسات علمية.

5-برنامج قراءة ونظرة ناقدة :

   ينبغي أن يدرك الطالب الباحث منذ بداية التحاقه بالدراسة أهمية القراءة الناقدة في تكوينه كباحث. وتشمل هذه القراءة إلى جانب قراءته للرسائل والأطاريح وملخصاتها كتب المراجع العلمية، وكتب الثقافة العامة التي توفر له خصوبة في الخبرة عريضة وعميقة في نفس الوقت. ولا شك أن كفاية الخلفية الخبراتية ضرورية للطالب وبالأخص في مرحلة البحث عن مشكلة معينة للبحث والمشاركة في المناقشات الناقدة المثمرة التي تدور عادة في حلقات أو السمنار.
إن اتباع الاسلوب الناقد في التفكير والقراءة والمناقشة أمر ينبغي لكل طالب باحث أن يحرص عليه، وبالاخص المبتديء، ففي قراءة الدراسات والمقالات والموضوعات في المراجع التربوية والنفسية، وفي الاستماع إلى آراء وملاحظات الأساتذة، وفي عرض الأفكار ومناقشة مقترحات البحوث في حلقات السمنار ينبغي أن يدقق فيها الباحث، ويتفحصها ويزن ويقدرها، وفي نفس الوقت ينبغي ألا يضجر من وجهات النظر الأخرى المخالفة لوجهة نظره حين يناقش خطة بحثه مع الأساتذة وزملائه، تلك المناقشات تفيده في التوصل لتحدي أفضل لمشكلة بحثه.
وينصح الطالب بأن يحتفظ بمذكرات منظمة يسجل فيها الملاحظات والأفكار المتصلة بالموضوع الذي يريد البحث فيه سواء كانت منبثقة من تفكيره زاستقصائه الذاتي، أو مستقاة من قراءاته أو من محاضرات الأساتذة أو الاستشارات العلمية بخصوص موضوع بحثه. إن تلك الملاحظات المسجلة من قبل الطالب تفيده تكون تحت يده باستمرار لكي يفحصها ويتمعن فيها، وهي كثيرا ما تستثير لديه التفكير الناقد والتقصي العقلي وتوحي إليه بافكار واتجاهات جديدة تفيده في بحثه

شروط اختيار المشكلة وتحديدها

 هنالك اعتبارات أو شروط لا بد من مراعاتها من جانب الطالب الباحث قبل اختياره مشكلة مناسبة للبحث. وهي كالآتي :

1-حداثة المشكلة

  وترتبط بحداثة المشكلة خصائص معينة مثل الجدة، والأصالة، والابتكار. بمعنى أن تكون المشكلة جديدة ومبتكرة لم يسبق دراستها من جانب باحثين آخرين. ومما يساعد في ذلك القدرات والخصائص العقلية للباحث من ناحية، والمسح الشامل للدراسات والبحوث السابقة من ناحية أخرى. ويمكن أن يرتبط بحداثة المشكلة أيضا حداثة البيانات والأساليب والأدوات المستخدمة في دراستها. وإذا كانت هذه الاعتبارات لها أهميتها عند اختيار مشكلة بحث محددة، فذلك لا يعني أن جميع المشكلات التي سبق بحثها لم تعد جديرة بالدراسة مرة أخرى، ففي ضوء التطورات المعرفية والثقافية والتطورات في أساليب وأدوات البحث يعتبر تكرار بعض البحوث السابقة باستخدام تصميمات وأساليب وأدوات جديدة للبحث من الأعمال ذات القيمة العلمية.

2-الأهمية والقيمة العلمية للمشكلة

  إن قيمة مشكلة البحث تكمن من أهميتها والفائدة من دراساتها. على الباحث أن يأخذ بنظر الاعتبار أن تضيف نتائج بحث شيئاً جديداً الى المعرفة العلمية الحالية، أو تأثيرها في تطوير الممارسات والتطبيقات التربوية المعمول بها حالياً في الميدان التربوي. وكذلك إن كان هناك شيء جديد في البحث لا يجعله مجرد صورة مكررة لبحوث ونتائج سابقة، وإن كان المجال العلمي يحتاج فعلاً إلى دراسات من هذا النوع الذي يبحث فيه، وإن كانت توجد فجوات ونواحي نقص معينة في المعرفة المحققة وتطبيقاتها، أو يلزم إجراء بحوث لاستكمال هذا النقص.
   الميدان التربوي يحتاج إلى بحوث ذات قيمة بميادينها وأنواعها المختلفة، فهناك مثلاً عملية أو تطبيقية مباشرة. وهذا يتطلب أن يدرس الباحث المشكلات والتحديات الموجودة فعلاً في الواقع التعليمي، وأن يتوصل إلى نتائج وقرارات لها قيمتها في تحسين هذا الواقع، ورفع كفاية العملية التربوية في أبعادها المختلفة، فهناك مثلاً حاجة إلى بحوث في مجالات تطوير الكتاب المدرسي، واستخدام الوسائل التعليمية الحديثة، وتطوير التدريس والمقررات الدراسية، وبرامج تربية المتعلم، وبحوث في سبل معالجة المشكلات الدراسية، كانخفاض المستوى التحصيلي للتلاميذ، ومشكلات الرسوب والتسرب والفاقد في التعليم، ومشكلات أخرى..

3-اهتمام الباحث بموضوع أو مشكلة البحث

   إن اهتمام الباحث بالموضوع أو مشكلة البحث التي يختارها للبحث مسألة لها أهميتها في القيام بالبحث والمثابرة في العمل حتى إتمامه، فإن ارتباط العمل بالاهتمام أو الميل يحقق دافعية أكبر للعمل وكفاية في ادائه واحتمالات أكبر لتحقيق النجاح، ويتطلب هذا من الطالب أن يسأل نفسه إن كانت لديه ميول ودوافع حقيقة للبحث، أم مجرد رغبة في القيام بأي بحث في سبيل الحصول على الدرجة العلمية، وما يترتب عليها من امتيازات أدبية ومادية، حتى لو كان موضوع البحث ليست له درجة أهمية كافية. ويجب أن لا يخلط الطالب بين الاهتمام بمشكلة معينة، وبين الرغبة القائمة على التحيز للوصول إلى نتيجة أو إجابة معينة لمشكلة البحث، فلا يختار مثلاً مشكلة لبحث يهدف إلى دعم وجهة نظر له متحيزة، وإنما يختار مشكلة يميل إلى دراستها بدافع البحث وتعلم أسسه ومهاراته، وأن يتوخى في البحث الدقة والموضوعية والأمانة العلمية في جمع البيانات والوصول إلى النتائج وتفسيرها دون أي تحيز وبصرف النظر عما إذا جاءت هذه النتائج مدعمة لوجهة نظره أو مخالفة لها، أو للنتائج التي كان يتوقعها.

4-كفاية الخبرة والقدرة على بحث المشكلة

  لا بد أن تتوافر للطالب الباحث كفاية من الخبرة التي تلزم لبحث المشكلة التي يختارها. وإلى المعرفة بالمهارات التي يحتاج إليها، وفي أي النواحي. ففي بعض الحالات قد يختار الطالب موضوعا معينا للبحث، وبعد أن يقطع في تنفيذه جزءاً كبيراً، يكتشف أن خبرته التربوية عن هذا الموضوع ليست كافية بالقدر الذي تمكنه من إتمامه بالصورة الجيدة. وفي بعض الحالات قد يكتشف الطالب أنه بحاجة إلى تعلم مهارات إحصائية معينة تمكنه من تناول البيانات ومعالجتها إحصائيا وتفسيرها على أساس إحصائي سليم، ومثل هذه الحالات ينبغي للطالب أن يراعيها قبل تحديده لمشكلة البحث، وأن يعمل على تحقيق مزيد من التعلم ي هذه النواحي بما يمكنه من بحثها بالصورة المرضية.

5-توافر البيانات ومصادرها

  إن التفكير في مدى كفاية البيانات التي يحتاج إليها البحث أمر في غاية الأهمية في مرحلة اختيار المشكلة وتحديدها، وذلك لأن صعوبة الحصول على البيانات اللازمة، أو الافتقار إلى كفايتها يؤدي بطبيعة الحال إلى استحالة أو صعوبة تنفيذ خطة البحث. وقد يغيب عن الباحث المبتديء صعوبات ومحددات ترتبط بقلة وفرة مصادر البيانات والوثوق بصحتها، أو دقتها وموضوعية وصحة أساليب الحصول عليها، أو لمحددات البعد المكاني، حيث لا يستطيع الطالب الحصول عليها إلا عن طريق الارتحال للحصول عليها من مصادرها البعيدة مكانيا، أو صعوبات ترتبط باعتبارات أمنية..، أو موضوعات تتسم بالحساسية الدينية أو الخقية أو الاجتماعية..وفي مثل هذه الحالات على الباحث أن يحدد إمكاناته التي تتيح له التحرك والتصرف لتحقيق بحثه.

6-الاشراف، الوقت، التكلفة وعوامل أخرى

  على الطالب أن ياخذ بنظر الاعتبار اختيار موضوع يسهل أن يجد له الإشراف العلمي المناسب في الكلية التي يدرس فيها. وهناك عدة اعتبارات يمكن أن ينظر إليها الطالب في اختياره للأستاذ المشرف على بحثه، منها وجود التخصص اللازم، وموافقة المشرف على موضوع البحث، وعلى الإشراف. وأن لا يكون المشرف مثقلاً بعدد كبير من البحوث التي يشرف عليها في نفس الوقت، أو بجدول مزدحم للتدريس، وغير ذلك من الأعمال والمهام التي يقوم بها وتحد من فرص حصول الطالب على وقت كاف للاشراف.
  وهنالك عامل الوقت، فلا بد أن يراعيه الطالب عند اختياره لموضوع بحثه، فلا يختار موضوعا موسع متفرعاً، يحتاج إلى فترة طويلة للبحث فيه وانجازه. وكثير من الطلبة يختار موضوعا معينة للبحث، وسرعان ما يتبين بعد مناقشته مع الأساتذة المتخصصين ومن خلال عرضه في حلقات السمنار أنه يحتاج إلى وقت أطول بكثير مما تصور، لذلك ينصح باختيار موضوعات تتناسب مع الوقت المتاح للدراسة. ومثل هذا الاعتبار مهم للطلبة المحددين بفترة زمنية معينة لانجاز بحوثهم كطلبة البعثات والمنح الدراسية، وطلبة الدراسات العليا خاصة في مرحلة الماجستير.
كذلك ينبغي أن يراعي الطالب التكاليف التي يحتاج إليها تنفيذ البحث، وإلى أي مدى يمكن أن يوفرها في حدود إمكاناته المادية المتاحة. فبعض الدراسات تحتاج إلى طباعة ونسخ الكثير من استمارات الاستفتاءات والاختبارات والمقاييس، ومتطلبات إجراء التجارب العلمية، وإلى انتقالات وسفريات لمناطق متعددة وبعيدة لتطبيقها، وجمع البيانات اللازمة للبحث. وما لم يقدر الباحث على تكلفة البحث من البداية، ويوفر مصادر الحصول عليها، فسيواجه صعوبات كثيرة تعطل تنفيذ البحث وإتمامه على النحو الذي رسمه، وفي حالات كثيرة يضطر الطالب إلى تعديل موضوعه أكثر من مرة، أو حتى تغييره بسبب تلك الصعوبات.
  كما وهنالك عوامل أخرى يجب مراعاتها تتعلق بظروف الباحث الشخصية، والمهنية، والصحية، وما يتعلق بالحصول على التسهيلات والموافقات الرسمية من قبل الجهات أو المؤسسات التي سيتعامل معها لإجراء البحث، وغير ذلك..

خطة البحث المقترحة وخطوات البحث :

   قبل أن يضع الباحث خطة البحث، والخطوات التي سيتبعها بالتفصيل، يكون قد تأكد من تحديد مشكلة البحث بشكل نهائي، ومن إمكانية بحثها. وتشتمل خطة البحث على ما سيقوم به الباحث من إجراءات، وخطوات محددة يعتمدها في ترتيب وتسلسل بحثه، وهي خطة مبدئية تحتاج إلى تفكير ونفاذ رؤية للمشكلة ومجالها وأهميتها، وقدرة على رسم إطار عام، واستعمال أساليب منهجية وفنية لدراسة المشكلة، والتوصل إلى قرارات أو حلول لها. وبقدر ما تستند الخطة إلى مثل هذه القدرات والأساليب، تأتي في صورة واضحة ودقيقة ومنظمة. وهذا يساعد الطالب الباحث على حسن مناقشتها وتوضيحها وتنفيذها. ومع ذلك، فإنه قد يدخل تعديلات وتغييرات معينة على الخطة المقترحة في ضوء ما ينبثق من أفكار وملاحظات وتوجيهات معينة خلال مناقشتها والدراسة الناقدة لها من جانب الأساتذة والزملاء خلال حلقات السمنار. وعلى الباحث أن يكون صبورا، ولا يضجر من الأفكار والملاحظات حتى لو كانت مخالفة لوجهة نظره، لأن الدافع الأساسي لها هو أن تكون الخطة واضحة، وموضوعية، منظمة، وعلمية تأخذ بنظر ما يكفل تحقيق هذه الخواص عند إعادة تنظيمها. وتشتمل خطة البحث على عنوان البحث-المقدمة أو التمهيد لمشكلة البحث-مشكلة البحث-أهمية البحث-حدود البحث-أهداف البحث-صياغة الفرضيات-تحديد المصطلحات-الطريقة أو خطوات البحث وأساليبه وأدواته. وسنتاولها في الآتي:

اولاً-عنوان البحث Title:

   لكل بحث عنوان معين يعبر بدقة ووضوح وإيجاز عن المتغيرات المراد دراستها ومجال الدراسة، ويمكن من خلاله فهم وجود مشكلة ما. ولا يقصد بالعنوان أن يكون صياغة للمشكلة، لأن طبيعة العرض للمشكلة وأسلوب صياغتها يختلف عن عنوان البحث. وهناك اعتبارات يجب مراعاتها من جانب الباحث في كتابة البحث وكالآتي:
1-أن يحدد العنوان ميدان المشكلة تحديداً دقيقاً
2-أن يكون العنوان واضحاً وموجزاً ووصفي بدرجة كافية تسمح بتصنيف الدراسة في فئتها المناسبة.
3-أن يتم تجنب الكلمات المكررة، والتي لا ضرورة لها مثل (دراسة في) أو _دراسة تحليلية_ وكذلك تجنب أن تكون العبارات ناقصة أو مضللة .
4-أن تخدم الأسماء التي ترد في العنوان كموجهات تبين وجهة البحث.
5-أن توضع الكلمات الأساسية في بداية عبارة العنوان.

ثانياً: مقدمة البحث Introduction:

   قد يضع الباحث مقدمة تمهد للبحث، ويشير فيها بإيجاز إلى الكتابات والبحوث السابقة موضحاً الصلة بينها وبين الموضوع الحالي الذي يروم البحث فيه. ويمكن أن يوضح بعض الأفكار والمفاهيم الأساسية ذات الدلالة بالنسبة لبحثه. كذلك يمكن أن يوضح في المقدمة بعض الثغرات والمشكلات الملحة القائمة في المجال التربوي أو النفسي، والتي تحتاج إلى حلول وقرارات تستند إلى بحوث علمية.

ثالثاً: صياغة المشكلة وتحديدهاٍStatement of the problem :

ينبغي أن تصاغ مشكلة البحث بوضوح، ويذكر الباحث في المشكلة ما يتعلق بالسلبيات أو الثغرات التي تدور حول المشكلة، ومستنداً إلى أدبيات، ودراسات سابقة، وآراء منظرين ومفكرين..وقد لا يجد ما يسند ما يتطرق له بشكل مباشر، فيضع مشكلة البحث بصيغة تساؤلات. ويتطلب هذا من جانب الباحث اختيار الألفاظ والمصطلحات لعبارات المشكلة أو التساؤلات التي يطرحها بحيث تعبر بدقة عن طبيعة الأفراد المراد اجراء الدراسة عنهم. وقد تكون مشكلة البحث موسعة إذا تضمنت تفاصيل كثيرة، أو مختصرة عندما تتحدد بتساؤلات.

رابعاً: أهمية البحث Research Importance

يبين الباحث في هذه الفقرة مدى أهمية الدراسة الحالية والحاجة إليها في ميدان ومجال البحث. ويذكر الباحث فيها كل ما يبرز قيمة وأهمية المتغيرات المراد البحث فيها من الناحية التربوية أو النفسية، كالأهمية من دراسة التفكير، الذكاء، التحصيل الدراسي، القلق.. وأهمية برامج تعليمية أو تربوية معينة..، ولماذا هي مهمة، وبماذا تخدم، كذلك أهمية الفئة المستهدفة بالبحث، كأن يكونوا طلبة، أو تلاميذ، أو معلمين..كل ذلك بحسب ما يتضمنه عنوان البحث. ويشير الباحث إلى النظريات، والأدبيات والدراسات السابقة إن وجدت التي اهتمت بدراسة نفس المتغيرات كي تدعم اهمية الدراسة.

خامساً: أهداف البحث Amis of research:

يحدد الباحث أهداف البحث بدقة ووضوح. ويعتمد في صياغتها على ما يروم إيجاده فعلاُ، أو تحقيقه من خلال البحث لا أكثر ولا أقل. ويمكن أن يضع الباحث هدفاً واحداً أو عدة أهداف بحسب متطلبات الدراسة وما تتضمنه من متغيرات، والوقت المتاح له، فقد تتضمن الدراسة استخراج نتائج لعدة متغيرات، والفروق بين الفئات، ومقارنات..وكلما تعددت المتغيرات، تعددت الأهداف، واتسعت الدراسة.

سادساً: فرضيات البحث   The Hypothesis:

الفرضية هي تفسير أو حل مؤقت محتمل للمشكلة، أو إجابة مؤقتة عن التساؤل الذي يتطلب الاجابة عنه من خلال البحث. ولكن هذه الفرضية تحتاج إلى التحقق منها، والتأكد من صحتها وإثباتها، أو إدحاضها ورفضها. وللفرضية الجيدة خصائص معينة وهي كالآتي :
1-أن تكون متسقة مع الحقائق المعروفة سواء كانت بحوثاً أو نظريات علمية. بمعنى أن يضع الباحث الفرضية التي لا تتناقض مع المعطيات السابقة التي قدمت من قبل منظرين أو باحثين. فالفرضية ليست مجرد تخمين، ولكنها نفاذ رؤية وتخمين ذكي يستند إلى كفاية الحقائق والخبرة حتى تكون للفرضية دلالاتها. وفي كثير من مجالات دراسة السلوك يحتاج الباحث إلى إجراء دراسة إستطلاعية أولية محدودة للحصول على بيانات تساعده في صياغة فرضية ذات دلالة. ويمكن أن تصاغ الفرضية بأسلوبين، إما أن تكون الفرضية صفرية، بمعنى محايدة، أو تكون متجه. ففي حالة أن تكون الفرضية صفرية يفترض الباحث أن لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين ما يفترضه والنتيجة التي يحصل عليها. أما في حالة أن تكون الفرضية متجهة، فيفترض وجود الفروق ذات الدلالة الإحصائية. ويعتمد وضع الفرضية المناسبة صفرية أو متجهة على ما يتوافر من بيانات سابقة مؤكدة تدعم فرضيته مبدئياً قبل إجراء بحثه.

سابعاً: حدود البحث Search Limits:

على الباحث أن يكون على دراية تامة بحدود وميدان بحثه، فيذكر حدود البحث البشرية، وهم الفئة المستهدفة بالبحث، والمكانية والزمانية والمتغيرات المراد البحث فيها دون غيرها.

ثامناً: تحديد مصطلحات البحث Identify the research terms :

ويقصد بها تلك التي ترد في عنوان البحث. والمصطلح العلمي يتألف من أكثر من مفردة تشير إلى متغير ما، ليشكل صيغة واحدة تمثل مفهوماً معيناُ جديداً.
يقوم الباحث بتعريف كل متغير أو مصطلح ورد في العنوان كل على حدة. ويستعرض الباحث ما ورد من تعريفات من قبل منظرين، وباحثين في دراسات سابقة قد وضعوا تعريفات مسبقاً، ويتبنى تعريفاً معيناً من بينها إن كان مناسباً لبحثه، وقد يضع الباحث بنفسه تعريفاً جديداً مستنبطاً معينة إن كانت التعريفات السابقة غير مناسبة لبحثه الحالي.
وعلى الباحث أن يستعرض التعريفات بحسب الأسبقية الزمنية لكل منها حتى آخر تعريف ورد  للمتغير الذي يتطرق له في بحثه. ويفيد استعراض التعريفات السابقة في أن تصبح لدى الباحثة خبرة فيما تمت دراسته لمتغير بحثه، ويلاحظ التباين أو التوافق بين كل منها، وقد يستنبط تعريفاً توافقياً من جميعها، أو بعيداً إلى حد ما عن كل ما سبق ملائماً لبحثه.

تاسعاً: الإطار النظري Theoretical Framework:

  لا بد للباحث أن يتطرق للأسس النظرية التي تتناول متغيرات بحثه، ذلك في تناول النظريات أو وجهات النظر التي تفسر المتغيرات أو الظواهر أو الحالاات، كما يمكن أن يتناول أدبيات فلسفية، أو اجتماعية وتربوية ودراسات سابقة. إن دراسة النظريات والتطرق إليها في البحث يبين مدى اطلاع الباحث واستفادته منها في تحديد ميدان ومجال بحثه، وتفسير وتوضيح المفاهيم المتعلقة بمتغيرات بحثه، ويمكن أن يتبنى نظرية معينة ليستند إليها أو توجه عمله منذ البداية، فلا يتشتت به الرأي بين هذه النظرية أو تلك، كما يعتمدها في تفسير نتائج بحثه.

عاشراً: إجراءات البحث Search Procedures:  تحديد أساليب ووسائل البحث

بعد أن يكون الباحث قد حدد تعريفاً مناسباً لمتغيرات بحثه، وحدد أهدافه، وطبيعة دراسته ومنهجيتها بحسب ما يتطلبه البحث كأن تكون الدراسة وصفية، مسحية، أو ارتباطية، أو تجريبية..يقوم باختيار الأسلوب المناسب لإجراء دراسته، والوسائل أو الأساليب المناسبة لجمع البيانات من الاختبارات والمقاييس، ويقوم الباحث إما بإعدادها أو بنائها، أو اعتماد أداة معدة سابقاً مناسبة لبحثه. وبعد أن يطبق الباحث أدوات بحثه، يقوم بمعالجتها احصائياً للتحقق من صدقها وثباتها، ومن بعد يطبقها على العينة المستهدفة بالبحث، ثم يستخرج النتائج، ويقوم بتفسيرها. وتساعده النظريات والأدبيات السايقة في إيجاد التحليلات والتفسيرات المناسبة للنتائج. وفي ضوء نتائج البحث يقدم التوصيات. كما يقترح إجراء دراسات أخرى مماثلة أو مكملة.

 خطوات وأدوات تجميع البيانات

  يتطلب تحقيق أهداف البحث تجميع بيانات معينة، ثم معالجتها إحصائياً للتوصل إلى النتائج، ذلك من خلال أداة معدة لهذا الغرض، وتجميع البيانات التي يمكن بواسطتها اختبار الفرضيات. وهنالك خطوات تتصل بتجميع البيانات يمكن تلخيصها بالآتي:
1-تحديد المجتمع المراد دراسته. أي الحصر الشامل للمجتمع، واختيار عينة منه. ويعتمد ذلك على طبيعة المجتمع نفسه، وطبيعة الظاهرة المراد دراستها، وإمكانية الحصول على العينة.
2- وضع هياكل الجداول الإحصائية التي تستوعب البيانات التي يتوقع تجميعها في البحث، فضلاً عن دراسة البحوث السابقة المتصلة بالظاهرة موضوع الدراسة، وذلك لتحديد البيانات الناقصة، وتعرف جوانب المشكلة غير المطروقة والصعوبات التي اعترضت الباحثين من قبل.
3- تحديد مصادر البيانات ثم تجميعها، وقد تكون هذه المصادر منشورة كالكتب والتقارير، وقد تكون غير منشورة كالوالوثائق وغيرها، وقد يكون ميدان البحث هو مصدر المعلومات والبيانات التي تجمع منه مباشرة. وإذا استقر الباحث على مصادر البيانات، فإنه يبدأ بتجميعها.

عينات البحث The Samples:

  يعتمد الباحث في الحصول على البيانات والمعلومات على عينات محددة من مجتمع ما يكون الباحث قد حدد مشكلة بحثه منه، ويكون هذا المجتمع هو المعني بدراسة الظاهرة أو المتغيرات المراد دراستها. فيقوم الباحث باختيار عينة من هذا المجتمع تكون ممثلة له لتطبيق أداة أو مجموعة أدوات بحثه من اختبارات أو مقاييس بحسب أهداف البحث، سواء كان بحثاً وصفياً، أم تجريبيا. ويمكن تقسيم المجتمع إلى:
1-المجتمع النظري
ويعنى المجتمع النظرى كل الأفراد ممن تتمثل بهم الظاهرة التى يود الباحث دراستها بغض النظر عن إمكانية الوصول لبعضهم دون الآخر، أو وجود إطار يضمهم جميعاً
2-المجتمع المتاح
  هو المجتمع المحدود الذى يستطيع الباحث تحديد أفراده، ويختار منه العينة المناسبة لدراسته ويعمم عليه نتائجه .
3-المجتمع المستهدف ويعنى المجموعة التى يهتم بها الباحث، ويطبيق دراسته عليها.
 أما العينة فهي عدد من أفراد المجتمع يتصفون بنفس صفاته وخصائصه بجانب معين، أو عدة جوانب، بحيث تكون ممثلة له  يشمل جانبا أو جزءا من محددات المجتمع الأصلي المعني بالبحث تكون ممثلة له، لذلك تغني عن دراسة المجتمع بأكمله. فدراسة المجتمع بأكمله  يعد أمراً لا يمكن تحقيقه عموماً. ولذلك، فاختيار العينات الممثله مهم من حيث:
1- انها تختصر على الباحث دراسة أعداد كبيرة من المجتمع يصعب الوصول إليها، والحصول عليها عادة، لتنوع أفراد المجتمع وكثرة أعدادهم، خاصة في المجتمعات الهائلة العدد.
2-توفر الوقت عند إجراء الدراسة على أفراد محددين بصفات وخصائص معينة مطلوبة بالبحث، وبحسب طبيعة وأهداف البحث.
3-يمكن الحصول على معلومات عديدة عن المجتمع من خلال مجموعات قليلة ممثلة له.
4-يسهل إجراء التجارب على العينة كونها محدودة العدد، ويمكن متابعة أفرادها بسهولة ودقة.
أنواع العينات:
  يمكن تقسيم العينات بصفة عامة إلى قسمين :
1-عينات إحتمالية وهي كالعينات (العشوائية والطبقية والمساحية والمنتظمة) حيث يمكن تطبيق النظرية الإحصائية عليها لتمدنا بتقديرات صحيحة عن المجتمع الأصلي. وهناك العينات التي يتدخل فيها حكم الباحث كالعينات (الحصصية والعمدية) وغيرها. والنتائج التي يصل إليها الباحث باستخدامها تعتمد على حكمه الشخصي الذي لا يمكن عزله أو قياسه، وإن كان من الممكن أحياناً أن تطبق عليها النظرية الإحصائية إذا وضعت بعض الفروض. ولا بد للباحث قبل اختيار العينة أن يحدد المجتمع الأصلي بدقة، وأن يعد قائمة كاملة ودقيقة بمفردات هذا المجتمع، ثم يأخذ مفردات ممثلة من القائمة، وأخيراً أن يحصل على عينة مناسبة، بدرجة تكفي لتمثيل خصائص المجتمع الأصلي.
أ- العينات الاحتمالية
1-العينة العشوائية البسيطة
  وهي العينة التي يتم اختيارها بحيث يكون لكل مفردة من مفردات المجتمع فرص متكافئة في الاختيار. أي أنه ليس هناك تحيز في الاختيار. وعادة يكون اختيار مثل هذه العينات العشوائية عندما يكون المجتمع متجانس في خصائصه وصفاته، ولا حاجة لأن تكون العينة كبيرة جداً، فالمجتمع المتجانس يتشابه أفراده في كثير من الصفات، لذلك فإن أية عينة من مثل هذ المجتمع ستكون ممثله له. ومثال ذلك مجتمع طلبة الجامعة، مجتمع الأطباء،  طلبة المدارس في الريف..
  وهناك طرق عديدة لاختيار العينة العشوائية ومن بينها الطريقة المسماة بـ(اليانصيب) أو القرعة Lottery حيث توضع الأوراق والمكتوب عليها أسماء أو وحدات المجتمع في صندوق أو كيس مثلاً، وبعد ذلك يتم خلطها، ويسحب منها عدد من الوحدات المطلوبة دون تمييز بين الأوراق، ولكن هذه الطريقة عسيرة التطبيق، خاصة مع المجتمعات الكبيرة، كما أنها قد لا تحقق الفرص المتكافئة تماماً في الاختيار، وذلك لأنه عند سحب احد الأوراق من الصندوق، فإن الفرص تزداد في إمكانية اختيار كل واحدة من الأوراق المتبقية نظراً لأن عدد الأوراق الكلي يكون يقل. كذلك هناك طريقة أخرى للتخلص من هذه المشكلة، وهي في جداول الأرقام العشوائية لتيسر عملية الاختيار العشوائي، وفي هذه الحالة، فإن جميع مفردات المجتمع الأصلي ترتب ترتيباً مسلسلاً بحيث تحتوي الأرقام المعطاة على رقمين مثلاً 1، 2، 3، ....27 ثم يستخدم جدول الأرقام العشوائية لتحديد الحالات المختارة للعينة. ويختار الباحث أية نقطة في الجدول، ثم يقرأ الأرقام التالية في أي اتجاه (أفقي، رأسي، مائل..) والأرقام التي تقرأ هي التي تبين الأرقام المخصصة للمفردات المختارة في العينة.
   ومن مميزات العينات العشوائية المنتظمة، أنها تعد من أسهل العينات العشوائية فى التطبيق، ولا  تحتاج إلى عملية إعداد مسبق لمفردات الدراسة خاصة إذا كانت مجموعات داخل مجتمع الدراسة،, لا تحتاج إلى الرجوع فى كل مرة يتم فيها سحب المفردات إلى مرجع أو دليل فيكتفى بالمفردة الأولى أما باقى المفردات فتحدد تلقائياً عن طريق صيغة رياضية سهلة ومبسطة. 
   أما عيوب العينات العشوائية المنتظمة  فهي في انها تستلزم توفر قائمة حديثة تشمل كافة أسماء مفردات المجتمع الأصلى. وقد تكون العينة المختارة غير متجانسة، وذلك حينما تختار مفردات على أبعاد منتظمة يصادف أن يكونوا من طبقة معينة أو من ذوى خصائص وصفات مميزة وغير متشابهة مع بقية المفردات. ويشترط فى المجتمع الأصلى أن يكون الأفراد فى تسلسل منسق وتدرج من حيث التنوع. ولا تحدث احتمالية فرصة التمثيل لمفردات مجتمع الدراسة إلا مرة واحدة وهى عند اختيار المفردة الأولى. فى حالة كون طول الفئة كبيراً. وهناك مجموعات داخل مجتمع الدراسة عددها أقل من طول الفئة، فإن احتمال تمثيلها فى العينة يكون محدوداً.
2-العينة العشوائية المنتظمة
   لزيادة احتمال تمثيل خصائص المجتمع فى العينة ، فإننا نلجأ إلى العينة العشوائية الطبقية .وهى نوع آخر من العينات العشوائية غير أنها تتعامل مع مجتمع غير متجانس.
 للحصول على هذه العينة يقسم المجتمع إلى مجموعات متساوية العدد أو الفئات، فإذا كان المجتمع مثلاً يتكون من 100 مفردة، والمطلوب 10، فإن المجتمع يقسم على 100/10 فيتكون العينة مؤلفة من 10 والمهم أن يتم اختيار المفردة الأولى عشوائياً، من بين المجموعة الأولى مثلاً نأخذ الرقم 8، والوحدات المتتالية التي ستنضم الى العينة ستكون 8، 18، 28، 38... ويعاب على هذه الطريقة أن التحيز قد يدخل فيها، فيبعدها عن أن تكون عشوائية حقيقية.
3-العينة الطبقية
  إن الهدف من اختيار هذه العينة أن تكون ممثلة لمختلف الفئات أو الطبقات المتجانسة في المجتمع المراد قياسه أو مسحه.. ويكون حجم الفئة متناسبا مع حجم الطبقة في المجتمع الأصلي، فإذا أرد الباحث أن يقوم بدراسة على طلبة الجامعة واختار ثلاث كليات منها لتكون موضوع دراسته، فبعد التعرف على الكلية والسنوات الدراسية وأعداد الطلبة في كل منها، فإنه ينظر إلى أصغر عدد من الوحدات في إحدى الفصول فيجده مثلاً 50 فإذا أخذ عينة واحدة كطالب أو طالبة مثلاً، وكان هناك فصل دراسي مكون من 75 فستكون العينة مكونة من 2/11 وهذا غير ممكن. ومن هنا وجب على الباحث حتى يحصل على أرقام صحيحة أن يحسب القاسم المشترك الأدنى لجميع الأعداد وهو 25 ثم يحاول اختيار عينات طبقية من الفئات التي لديه بنسبة 1: 25 أي نسبة 4%   وينبغي أن يتم اختيار المفردات بالأسلوب العشوائي من هذه الطبقات حتى يزيد احتمال تمثيل كل واحدة من هذه الجماعات في العينة وفي نفس الوقت تكون جميع مميزات العينة العشوائية موجودة.
4- العينة المساحية
  وهذه ذات أهمية كبيرة عند الحصول على عينات تمثل المناطق الجغرافية المختلفة، كما لا يطلب في هذه الحالة إعداد قوائم كاملة بجميع الأفراد أو العناصر داخل منطقة جغرافية معينة. هذا وتختار المناطق الجغرافية نفسها بطريقة عشوائية، ولكن يحب ان تمثَّل في كل منطقة إقليمية مختارة كل الفئات الاجتماعية المتمايزة إن تطلب ذلك. يبدأ الباحث بتقسيم المجتمع إلى وحدات أولية يختار من بينها عينة بطريقة عشوائية أو منتظمة، ثم تقسم الوحدات الأولية المختارة إلى وحدات ثانوية، يتم اختيار من بينها عينة جديدة، ثم يتم تقسيم الوحدات الثانوية المختارة إلى وحدات ثالوثية، ثم رباعية إلى أن يقف الباحث عند مرحلة معينة، فقد يختار مثلاُ من المحافظات التي تدخل إطار البحث، ثم من بين المحافظات من عينة المدن، ثم من بين الأحياء السكنية..وهكذا. واختيار الاشخاص يمكن أن تتم معهم المقابلة يجب أن يكون بعد ذلك كله بطريقة عشوائية من بين وحدات المعاينة التي تكونت. وبعدها يمكن القول بأن العينة المساحية يمكن اعتبارها عينة متعددة المراحل. 
ب-العينات اللا إحتمالية
1- العينات الصدفية
    وهى العينة التى يتم فيها اختيار مفردات الدراسة نتيجة لعامل الصدفة وليس لأى عامل آخر وتعد من أضعف العينات اللاحتمالية بوجه عام من حيث قدرتها على الوصول بنتائج دقيقة نظراً لارتفاع نسبة التحيز لدى الباحث، وانخفاض نسبة التمثيل لمجتمع الدراسة وتتصف بسهولة التطبيق ولا تتطلب أى إجراء مسبق. وتستخدم فى البرامج الإعلامية والتليفزيونية أو قياس اتجاهات الرأى العام حول قضية ما وسؤال من نقابله مصادفة.
2-العينة الحصصية
  تعتبر هذه الطريقة في اختيار العينة ذات أهمية في بحوث الرأي العام، إذ أنها تتم بسرعة أكبر، وبتكاليف أقل، سواء في تخطيط العينة، أو في استكمال مرحلة المقابلة في البحث. وتعتمد هذه العينة على اختيار أفراد العينة من بين الجماعات. ولا بد للقائم بالبحث أن ينفذ تعليمات معطاة مسبقاً، طبقاً لدراسة المجتمع المراد بحثه كعدد الفلاحين أو سكان المدن الذين يجب سؤالهم، وعدد المشتركين من الجنسين حسب أعمارهم وهكذا..
  وقد تبدو العينة المختارة بهذه الطريقة مماثلة للعينة الطبقية، ولكن في العينة الطبقية، فإن اختيار المفردات لا يترك للشخص الذي يقوم بالمقابلة، بل يتم عشوائيا، أما في العينة الحصصية فإن الشخص القائم بتجميع البيانات تترك له حرية اختيار الأشخاص حتى يحصل على الحصة المطلوبة من كل طبقة ومن كل فئة..مما يؤدي إلى بعض التحيز.
3- العينة العمدية
  إن معرفة المعالم الإحصائية لمجتمع معين وخصائصه من شأنها أن تغري بعض الباحثين باتباع طريقة العينة العمدية التي تتكون من مفردات معينة تمثل المجتمع الاصلي تمثيلاً سليما، فالباحث في هذه الحالة قد يختار مناطق محددة تتميز بخصائص ومزايا إحصائية تمثل المجتمع، وتعطي هذه نتائج أقرب ما يكون إلى النتائج التي يمكن ان يصل إليها الباحث بمسح المجتمع كله. وتقترب هذه العينة من العينة الطبقية أيضا حيث يكون حجم العينة المختارة يتناسب مع العدد الكلي الذي له نفس الصفات في المجتمع الكلي، ومع ذلك ينبغي التأكيد على أن هذه الطريقة أيضا لها عيوبها، إذ تفترض بقاء الخصائص والمعالم الإحصائية للوحدات المعنية بالدراسة دون تغيير، وهذا أمر قد لا يتفق مع الواقع.
   ولا بد للباحث أن يتنبه إلى مواقع الخطأ في اختيار العينة ومن أهمها تلك التي تقع نتيجة التحيز وهي التي تحدث نتيجة الطريقة التي يتم بها اختيار العينة من المجتمع الأصلي. وأخطاء ناتجة عن حجم العينة، وتسمى بأخطاء الصدفة، والأخطاء النتاتجة من ردود أفعال الناس نحو أداة أو وسيلة القياس ذاتها، وتسمى أخطاء الأداة. وفي حالة اختيار العينة الضابطة، يجب أن تختار-أو تصمم- بنفس الطريقة التي يتم بها اختيار العينات التجريبية (عشوائية-طبيقية-مساحية) بحيث تمثل كل العناصر بفئاتها المختلفة لكل من العينات التجريبية والعينة الضابطة بنسبة واحدة، حتى يمكن قياس أثر المتغير موضوع الدراسة في الموضوعات التي تتطلب ذلك.

مصادر ومراجع البحث

    يمر الباحث العلمي بمرحلة مهمة قبل وخلال البحث وهي مرحلة القراءة والكتابة لما يتعلق بالعديد من المفاهيم والتعريفات، والتطرق لخلفية النظرية أو الإطار النظري والدراسات السابقة، والأدبيات ذات العلاقة بمتغيرات بحثه أو الظاهرة المراد دراستها، فيبدأ بجمع المعلومات من مصادر ومراجع شتى، والإطلاع عليها، وفهمها، والتركيز على ما يهم بحثه فيها وتحديده لغرض الإستفادة منها في دراسته الحالية. ولا بد أن يأخذ الباحث بنظر الاعتبار قيمة تلك المصادر والمراجع من الناحية العلمية، ومدى مصداقيتها والثقة في محتوياتها. فليس كل ما نقرأ قابل للتصديق، أو الثقة بمصدره.
  وتعد هذه المرحلة من أدق المراحل في عملية البحث، حيث أنه متى انتهى الباحث من التفكير في موضوع البحث، والاستقرار عليه، وقيم المصادر التي سيقرؤها، ودرجة تمكنه من الاستفادة منها، وطريقة الوصول إليها، سار بعد ذلك في بحثه إلى مرحلة جمع المعلومات باعتبارها أساسا للبحث العلمي. والمقصود بجمع المادة العلمية، هو حصرها بعد إيجادها من منابعها، والمتعلقة بموضوع البحث، من خلال البدء بالمصادر والمراجع العامة، ثم المتخصصة والحديثة. كما وتكمن أهمية استجماع المادة العلمية، في كون أن نجاح البحث العلمية واكتسابه القيمة العلمية، رهين بقوة المصادر والمراجع والوثائق الموثوقة والجدية، التي تم الاعتماد عليها في انجاز البحث.
  ومن المعروف أن مصادر البحث قد تنوعت بفضل التقدم التكنولوجي، ففضلاً عن الكتب والمجلات العلمية وغيرها، يمكن الحصول عليها من خلال المواقع العلمية المعتمدة المتوافرة على شبكة الأنترنت وغيرها، يمكن البحث فيها، وأمام التنوع والتعدد الذي تشهده منابع المادة العلمية، قد تظهر صعوبات جمة أمام الباحث، فقد يجد نفسه أمام استحالة الحصول عليها، مما يخلق في ذهنه شعورا بالإحباط بإمكانية الإحاطة بمعظم المصادر والمراجع المؤطرة للموضوع الذي سيعالجه، فأحياناُ يصعب الحصول على المصادر الأساسية، أو لا يتوافر مصدر معين يساعد في التطرق للظاهرة المراد دراستها مما ييسر الحصول المصادر، ويقلل من الجهد والتكلفة المادية للحصول على المعلومات. وتقسم المراجع والمعلومات إلى قسمين:
أولا: المصادر والمراجع الرئيسية:
   عادة نحصل على المعارف والمعلومات من الكتب. والكتب نوعان، كتب تقرأ بأكملها إما لتحصيل ما فيها من معلومات، أو للترويح  والإقناع، كالروايات والقصص، أو الكتاب العادي الذي يعالج موضوعاً أو عدة موضوعات مترابطة.. وكتب يرجع إليها بقصد الحصول على معلومات، أو حقائق محددة وهذه هي المراجع "References" وكذلك المصادر بأنواعها. ومثال المراجع القواميس اللغوية والموسوعات، والدوريات، دليل الأسماء والكتب، مصادر التراجم، الكتب السنوية للرسائل الجامعية، وكتب الحقائق، وكتب عن الأماكن، وعن إناس معينين، ودوائر المعارف، ومراجع الموضوعات المتخصصة، وغيرها.. فما يحتويه القاموس مثلاً لا يقرأ من أوله لآخره، بل يرجع إليه للبحث عن معلومة محددة. أما المصادر فمختلف المؤلفات والكتب التي يحصل الباحث منها على المعلومة بشكل جزئي أو كلي. لذلك تقسم المصادر إلى نوعين:
1- المصادر الأولية:  وهي التي تناولت الموضوع المراد البحث فيه بصورة مباشرة، ونحصل منها على المعلومة مباشرة من مصدرها الأصلي. فيمكن أن تكون المصادر الأصلية كتباً، أو أشخاصاً قد شهدوا الظاهرة، أو درسوها.
2- المصادر الثانوية:  وهي التي تنقل لنا المعلومة  الظاهرة عن المصدر الأصلي الأولي، فنحصل منها عليها بصورة غير مباشرة. مثال ذلك ما ينقل عن المؤلفات في الرسائل والأطاريح الجامعية، أو أقوال منقولة عن أشخاص بواسطة آخرين.. كما قد يتطلب من الباحث الاعتماد على بعض الوسائل الميدانية، في انجاز بحثه، وهذه الوسائل كثيرة ومتنوعة، يأتي على رأسها المقابلة والاستمارة الاستبيان. ويفضل عادة أن يتضمن البحث مصادر أولية، ولكن لا بأس من أن يتضمن مزيجاً من المراجع والمصادر الأولية والثانوية، خاصة عندما لا تتوافر في كل الأحوال مصادر أولية، فيعود الباحث لاعتماد المصادر الثانوية خاصة الموثوق بها. ويمكن تحديد أنواع المراجع كالآتي: 
أ-المراجع العامة :
    يقصد بالمراجع العامة، كل ما كتب عن موضوع البحث، في مؤلفات عامة، ومطبوعات متنوعة، وعادة ما يتم الانطلاق منها للوصول إلى مراجع أكثر دقة وتخصصا في الموضوع، لأن المراجع العامة لا تعالج الموضوعات التي تحتوي عليها بشكل دقيق، ولكنها تمد الباحث بالمعلومات بسهولة ويسر، دون الاضطرار إلى قراءتها من بدايتها لأخرها، بل يكفي مجرد قراءة بعض الصفحات المعدودة المتضمنة بالمرجع العام عن الموضوع، سواء في المتن أو ما تم تضمينه في الهامش، ولمعرفة مدى احتوائها لموضوع البحث، يكفي قراءة فهرس الكتاب.
ب- المراجع المتخصصة :
   هي عبارة عن مؤلفات، تتضمن معلومات واسعة، ورؤى شاملة، وتفريعات دقيقة، تفيد الباحث بشكل كبير في انجاز موضوع بحثه وتطعيمه بالمعلومات، والأفكار التي لها علاقة مباشرة، أو غير مباشرة بموضوع البحث. وتتمثل المراجع الخاصة في كل من الرسائل والأطروحات الجامعية، ثم الكتب المتخصصة، انطلاقا من أن هذه المؤلفات تحتوي على دراسة دقيقة في مجال بحثها، مما يرقى بها إلى درجة المؤلفات الموثوق بها التي لها أهمية خاصة بالنسبة للبحث العلمي.
ج- الدوريات: 
  يقصد بالدوريات مختلف صور النشر العلمي، التي تصدر بصورة دورية، سواء أكان ذلك أسبوعيا، أو نصف شهري، أم شهريا، أم كل شهرين، أو ثلاث أشهر، أو أربعة، أو نصف سنوي، أو سنويا. فالدوريات العلمية، المعروفة، أصبحت كثيرة جدا، إلى درجة يصعب معها حصر عددها، وخاصة أن مئات الدوريات الجديدة، تصدر سنويا في شتى أرجاء العالم، ولذلك فهي تعد أهم جزء من مصادر المعلومات، لأنها تنشر أحدث ما وصلت إليه الأبحاث، كما تتابع أخبار التطورات العلمية، وفيها تنشر أحدث المقالات، في مختلف الموضوعات، وينبغي هنا الاهتمام بالدوريات المتخصصة في موضوع البحث، وما يجده الباحث من معلومات في هذه الدوريات، قد لا يجده في مصادر ومراجع أخرى. ذلك أن البحث العلمي، سواء اتخذ شكل أطروحة، أو رسالة، أو تقرير يخضع لعدة شروط وإجراءات، قبل ولادته، إذ لا يرى النور إلا بعد إشراف قد يدوم عدة سنوات من قبل أستاذ مشرف مختص، وبعد تحكيم أكاديمي، ومناقشة علنية، من عدة أساتذة مشهود لهم بالحنكة والكفاءة العلمية والاختصاص في موضوع البحث محل المناقشة.
   وأهم ما تحتويه الدوريات، المقالات، التي تكتسب الوصف العلمي بنشرها في هذه الدوريات، أو المجلات العلمية المتخصصة، كتلك التي تنشرها مجلات قانونية علميةـ قد تصدر سنويا، أو فصليا، وهي متعددة الأنواع واللغاتـ وتلك التي تصدرها مراكز البحث العلمي والجامعات، والكليات، والمعاهد، والجمعيات المهنية، ذات التخصص العلمي، أو تلك الصادرة عن شخص، أو مجموعة من الأشخاص من ذوي الاختصاص، ولذلك تكون المقالة على مستوى علمي جيد، ما دامت تخضع للمقاييس، والمعايير العلمية المحددة مسبقا، في الدورية التي تتولى النشر.

كيفية كتابة المصادر والمراجع في البحث :

  هنالك صيغ معينة لكتابة المصادر التي يعتمدها الباحث بمختلف أنواعها، فلا توجد طريقة أو صيغة محددة، والمهم أن يراعى في كتابة المصادر أن تكتب بشكل صحيح، وبتفاصيل مهمة تفيد في سهولة العودة إليها ومراجعتها للقاريء. ذلك في أن يكتب أسم المؤلف الواضح كما موجود على الكتاب أو المؤلف، وسنة الإصدار، وعنوان المؤلف، وجهة الإصدار أو دار الطباعة والنشر، وتحديد ما إذا كان المصدر منشور أو غير منشور في مجلة، وتحديد الصفحات التي نشر فيها.
  ويكتب المصدر باختصار في متن البحث في نهاية كل فقرة أخذت منه، ويتضمن الإسم الأخير والسنة والصفحة. مثل ( جابر، 1989، ص60) ويكتب المصدر بكل بتفاصيل أكثر في قائمة المصادر عند توافرها مذكورة على غلاف المؤلف. ويراعى في كتابة المصادر في القائمة الأخيرة أن تكتب بحسب التسلسل الأبجدي للأسماء. أما الصيغة المتداولة في كتابة المراجع والمصادر فهي في أن يكتب اللقب أو الإسم الأخير للمؤلف، ثم الأسم الاول، فسنة الإصدار، ثم العنوان الكامل للكتاب أو الرسالة أو الأطروحة، ثم رقم الطبعة إن ذكرت، فجهة أو دار النشر. وفي حالة كونه رسالة أو اطروحة يذكر إن كانت منشورة ، وجهة النشر.
  أما إذا كان المؤَلف منشور في مجلة علمية محكمة، فيذكر اسم المجلة، والصفحات التي يحتلها المنشور في المجلة. وفي حالة وجود أكثر مؤلف، يذكر الاسم الاول الرئيسي في التسلسل على الكتاب ومن بعد الآخرين. أو الأسم الرئيسي ومن بعد أسماء الآخرين بنفس الطريقة، وكذلك يذكر اسم المترجم في حالة يكون الكتاب أجنبي مترجم بعد ذكر عنوان المؤَلف. وأمثلة على كيفية كتابة المصادر:
-زهران، حامد عبد السلام (1998) الطفولة والمراهقة. دار المعارف-القاهرة-مصر.
-سفيان، نبيل صالح (1998) الذكاء الاجتماعي والقيم الاجتماعية وعلاقتهما بالتوافق النفسي والاجتماعي لدى طلبة علم النفس في جامعة تعز. أطروحة دكتوراه غير منشورة. الجامعة المستنصرية-كلية التربية.
-سكينر، ب. ف (1980) تكنولوجيا السلوك الإنساني. سلسلة عالم المعرفة، العدد 32،  ترجمة عبد القادر يوسف ومحمد رجا الدريني، الكويت.
-القيسي، مروان إبراهيم (1995) المنظومة القيمية الإسلامية. مجلة دراسات، مج22، أ،  العدد 64، الجامعة الاردنية،
-المليجي، حلمي (2001) مناهج البحث في علم النفس. الطبعة الأولى، دار النهضة العربية، بيروت-لبنان
- -متولي، عباس إبراهيم (1990) المسؤولية الاجتماعية وعلاقتها بالقيم لدى الشباب الجامعي. المؤتمر السنوي السادس لعلم النفس في مصر، الجمعية المصرية للدراسات النفسية، بالاشتراك مع قسم علم النفس التعليمي، يناير.
-ميللر، باتريشيا هـ . (2005) : نظريات النمو. الطبعة الأولى، ترجمة محمود عوض الله سالم وآخران،، دار الفكر-الأردن.
Daniel T. Ziegler & Hjille, L. (1980) : Personality Theories. Basic 2nd E   Assumption.   Reasrch and Applications. Mc Graw-Hill Book com..,   
و في نفس السياق إطلع على خطوات  اعداد البحث العلمي