التنشئة الاجتماعية في الاسرة الجزائرية pdf

التنشئة الاجتماعية في الاسرة الجزائرية  pdf 

اساليب التنشئة الاجتماعية في الاسرة الجزائرية و دورها في جنوح الاحداث  pdf 

دراسة ميدانية على مصلحة الملاحظة و التربية بالوسط المفتوح SOEMO نمودجا 

اعداد  سعيدي بشيش فريدة 

التنشئة الاجتماعية في الاسرة الجزائرية  pdf

ملخص الدراسة 

تهدف هذه الدراسة إلى إبراز إحدى المشكلات الكبرى التي أصبحت تواجهها الأسرة الجزائرية في الوقت الحالي، والمؤثرة مستقبلا على تقدم المجتمع وتنميته، ألا وهي أساليب التنشئة الاجتماعية المتبعة في الأسرة الجزائرية الحديثة وعلاقتها بجنوح الأحداث.
اعتمدت الدراسة في تحقيق أغراضها العلمية بالإضافة إلى المنهج الوصفي التحليلي إلى منهج دراسة الحالة، أي تم التركيز على الأحداث الموضوعين تحت الحرية المراقبة وتمثل عددهم في 20 حالة اشتملت على 15 ذكرة و5 إناثا. واستخدم الإحصاء الوصفي في تحليل العلاقة بين المتغيرات المستقلة والتابعة، وذلك باستخدام استمارة خاصة بالحدث كأداة لجمع البيانات والاعتماد على بعض المقابلات الحرة مع أولياء الحالات المدروسة.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان أبرزها: تخلي الأسرة عن الكثير من وظائفها وفقد أنها توازنها البنيوي الذي تمثل في ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء، والإفراط في التحليل وأساليب التربية الخاطئة، وانتشار جنحة الفعل المخل بالحياء لدى الأسر التي تعاني من أزمة السكن.
وأوصت الدراسة بإنشاء لجان متخصصة وملحقة بالمؤسسات الاجتماعية لحل المشكلات التي يعاني منها الحدث سواء في أسرته أو مع سلك التعليم، وتعيين خريجات فروع التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع في تلك المؤسسات حتى يمكن الاستفادة من خبرتهن.

إقتباسات 
تعد الأسرة من أقدم الأنظمة الاجتماعية التي عرفها الإنسان، وكانت ولا تزال هي المسؤولة عن تقديم كل أنواع الرعاية الاجتماعية لأفرادها، كما تعد هي المسؤولة عن توفير كل أوجه التنشئة الاجتماعية لأبنائها والعين الساهرة على مراقبة أفرادها وضبط سلوكاتهم، حيث عرفت توازنا في بنيتها ووظائفها، مما جعلها تعيش في انسجام وتضامن بين أفرادها ومحيطها الاجتماعي، فلم تنتشر فيها بعض الظواهر غير السوية، مثل ما هي عليه الآن  نظرا لما كانت تعرفه من تضامن ومساندة بين أفرادها، فكانت تشكل وحدة إنتاجية اجتماعية وتربوية أساسية تفرض على أعضائها التعاون معا والاعتماد المتبادل على بعضهم بعضا في المجالات جميعها .
فإذا عدنا إلى استكشاف التاريخ وخاصة في الثلاثينيات حتى الخمسينيات من القرن الماضي، نجد أن الأسرة الجزائرية التقليدية الممتدة عرفت نوعا من الانغلاق على نفسها مما أدى إلى تقوية العلاقات الأبوية، حيث يعود السبب في ذلك إلى تدهور الحياة الاجتماعية للجزائريين إبان العهد الاستعماري الفرنسي، لكن هذا لم يفقد الأسرة نموذجها الممتد، فبقيت تقاوم الاستعمار من أجل المحافظة على القيم والمعايير العربية الإسلامية، فكانت العلاقات بين أعضائها قائمة على أساس الاحترام والتقدير المتبادل، إذ إن احترام الكبار، خاصة الجد والجدة هي من القيم الأساسية للأسرة الجزائرية، فاحترامهم وطاعة أوامرهم من تعاليم الدين الإسلامي
ونتيجة لدخول المجتمع الجزائري في مرحلة الحداثة وإنشاء المؤسسات الاجتماعية الحديثة، مثل المدرسة وغيرها من المؤسسات الثقافية والاجتماعية والصحية، انتقلت بعض وظائف الأسرة التقليدية إلى هذه المؤسسات، من هناء فان وظائف الأسرة قد طرأ عليها بعض التغير الكمي والنوعيه ومع دخول العالم أجمع في ثقافة العولمة وتقارب الثقافات واختلاطها وإتاحة قدر من الحرية الحركة الأفراد داخليا وخارجيا التي استطاعت أن تجعل من العالم قرية صغيرة يعيش الناس فيها بلا حدود جغرافية أو ثقافية أو سياسية أو اقتصادية، بحيث لا تقع حادثة إلا وشاهدها وسمعها الناس .
ولكن وسائل الاتصال المتطورة فضلا عن فوائدها، فقد أحدثت ثورة جذرية وعملاقة على مستوى القيم والأخلاق ونماذج السلوك الإنساني خاصة الشباب، فالأسرة الجزائرية المعاصرة بالرغم من محاولة محافظتها على بعض عاداتها وتقاليدها وقيمها في تنشئة أبنائها، إلا أن المؤثرات الإعلامية والثقافية ساعات في انتقال النماذج الثقافية الحديثة خاصة الغربية على مجتمعاتنا العربية وقيمنا الأصيلة، وذلك بانتشار الأطباق اللاقطة أو "Satellite' بصورة كبيرة، وتعرض الفئات العمرية جميعها خاصة الشباب والأطفال للإعلام الوافد عبر الفضائيات، بالإضافة إلى استخدام شبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، وكل ذلك جعل الأسرة المعاصرة غير قادرة على ملاحقة أبنائها وتوجيههم وتنشئتهم التنشئة السوية التي تتواكب وقيمها الأصيلة، بالإضافة إلى الزيادة في نسبة البطالة وانعدام الأمن وتدهور الأوضاع الأسرية وتفشي الكثير من أمراض العصر مثل: الرشوة، وانتشار ظاهرة العنف، والانحراف .
فهذه الازدواجية بين الأصالة والمعاصرة عمل على تهميش وتدهور ملامح ثقافة الأسرة الجزائرية، حيث اضطرت إلى مواكبة الأوضاع السائدة وأصبحت هي وأعضائها يولون أهمية وعناية للمظاهر الحضرية والكماليات والشكليات والتفاخر والتباهي خاصة لدى شبابها، فأغلبهم يتنافسون على اختيار أفضل الملابس وأكثرها موضة وامتلاك السيارات والأجهزة الالكترونية (كمبيوتر...) ولو بالقروض، من أجل تحقيق مكانة اجتماعية. من هنا، صار الشباب يشكون في قناعاتهم الأسرية جميعها، ويظنون أن الأساليب التربوية المتبعة في أسرهم بالية وقديمة ولم تعد تلبي متطلباتهم الجديدة، كما أنها تعرقل نشاطهم الفردي وتقف أمام كل مبادرة اللانطلاق نحو أفق جديدة مغايرة لما يبتغيه أولياؤهم، ونتج عن ذلك صراع حاد وعميق بين جيل الأباء وجيل الأبناء الذي أوجب تمرد الأبناء وخروجهم على حدود طاعة الأولياء  مما هز كيان الأسرة التي بدأت تعرف خللا في أداء وظائفها وأدوار أعضائها، حيث تخلت هذه الأخيرة عن الكثير من مهامها: كالتنشئة الاجتماعية، التربية السليمة، المتابعة التعليمية، الرعاية الصحية، السلطة الأبوية الفعلية؛ مما نتج عن هذا الخلل العديد من السلوكات غير السوية المضرة بالفرد والمجتمع: كجنوح الأحداث، التسرب المدرسي، الإدمان على المخدرات، تناول الكحول، العنف، السرقة، وامتهان عمل الأطفال والتسول.
وفي السنوات الأخيرة (خاصة بعد نهاية الثمانينيات) عرفت الجزائر كباقي الدول تحولات سياسية اقتصادية ثقافية... مست مختلف المؤسسات، ومن بينها الأسرة، التي عرفت خللا في أداء وظائفها وأدوار أعضائها، حيث تخلت هذه الأخيرة عن الكثير من مهامها: كالتنشئة الاجتماعية، التربية السليمة ، المتابعة التعليمية ، الرعاية الصحية ، السلطة الابوية الفعلية .



و في موضوع ذات صلة يمكنك تحميل بحوث و دراسات سابقة عن التنشئة الاجتماعية