اساليب التنشئة الاجتماعية

اساليب التنشئة الاجتماعية 

بحث جاهز pdf 
تنقسم اساليب التنشئة الاجتماعية الى قسمين
اساليب تنشئة اجتماعية من وجهة نظر اجتماعية و اساليب تنشئة اجتماعية من وجهة نظر اسلامية

اساليب التنشئة الاجتماعية

اولا : اساليب التنشئة الاجتماعية من وجهة النظر الاجتماعية:

1 - الاساليب السوية تتمثل في:

ا - الأسلوب الديمقراطی: 

يعتمد الأسلوب الديمقراطي في المعاملة على الحوار المتبادل بين أفراد الأسرة، والذي يسمح لكل فرد بالتعبير عن رأيه وإعطائه مساحة من الحوار، فالحوار العائلي له أهداف تؤثر في اللغة، ونقل الثقافة بل أنه يشكل إحدى نماذج التواصل الاجتماعي في الأسرة ويؤثر في نقل الثقافة إليهم مما يؤثر في سلوكهم الاجتماعي.
كما يتصف هذا الأسلوب بان الأمور بين الوالدين والأبناء تسير بشكل تعاونی، بحيث يتعلم الأبناء أنهم مطالبون ببعض الواجبات بانتظام، واتخاذ بعض القرارات بأنفسهم، كما يتعلمون أن للأبوين حقوق و امتیازات خاصة كما لا ينتظر الأبناء من والديهم أن يكونوا موقع الانتباه الدائم والرعاية المستمرة، قد تقع الخلافات بين أفراد الأسرة التي تطبق هذا الأسلوب، لكنها لا تدوم طويلا حيث تعالج بالمناقشة الصريحة، وبروح التعاون والمحبة.
من أهم مظاهر الأسلوب الديمقراطي، النظام والانضباط والحزم المقترن باللين، حيث يبذل الآباء والأبناء جهودهم للمحافظة على النظام الذاتي والتفكير السليم في جميع أعمالهم، فلكل فرد في الأسرة حقوق وواجبات يعرفها ويلتزم بها. كما حث الإسلام على العلاقة المتبادلة بين الأب والأبناء كما قال: عمر بن الخطاب علموا أبنائكم الزمان غير زمانكم".
وتشير بعض الدراسات إلى أن الوالدين الذين يتبعان الأسلوب الديمقراطي يكونان علي مستوي عال من الاهتمام والمشاركة الفاعلة في حياة الأبناء، والاتصال الحر والصريح. ويشجعون أبنائهم علي اتخاذ القرارت الأسرية، فضلا عن أنهم يحترمون المعرفة، ويشجعون أبنائهم علي حب الاستطلاع الفكري والعمل الدراسي.

ب - أسلوب الدفئ والتقبل

يعد أسلوب التقبل أحد الأساليب السوية في التنشئة الاجتماعية للأبناء، ويعبر عنه بمدى الحب الذي يبديه الوالد أو الوالدة الطفل، من خلال تصرفاته في مختلف المواقف اليومية، ومظاهر تقبل الوالدين للطفل كثيرة منها :" شعوره بأن له مكانة في المنزل، وأن والديه يقدمان الكثير من التضحيات في سبيل سعادته، فهذا يشعر الطفل أنه مرغوب فيه، وأن هناك روابط قوية تربطه بأفراد أسرته".
كما أن تقبل الوالدين لأبنائهم يجعلهم أكثر قدرة على تكوين علاقات إيجابية داخل المنزل وخارجه عند اتصالهم بالآخرين، كما يجعلهم قادرين على الأخذ والعطاء بعيدا عن الشعور بالتهديد والخوف والقلق. لذلك فإن إحساس الأبناء بالقبول من قبل الوالدين وأفراد الأسرة والمحيطين بهم- يعد عاملا أساسيا ومهما في نموهم السليم وتكيفهم، ويجعلهم أكثر إحساسا بالأمن والثقة بالنفس، ويمنحهم القدرة والمهارة على التعاون الإيجابي مع الآخرين.
ويمكن القول بأن اتباع هذه الأساليب السوية في عملية التنشئة الاجتماعية تؤدي إلى تحقيق التوازن التربوي، والتكامل النفسي في شخص الأطفال: كالجرأة، والثقة بالنفس، والميل إلى المبادرة، والروح النقدية، والإحساس بالمسؤولية، والقدرة على التكيف الاجتماعي.

2 - الاساليب غير السوية

وتتمثل في:

أ - أسلوب التسلط أو الديكتاتورية

هذا الأسلوب يتمثل في العقاب البدني القاسي أو الاهمال المتعمد، والتسلط على الأبناء كأنهم ليس لهم حق في أي شئ يفعلونه أو سلوك يأتون به، ويأخذ التسلط مظاهر مختلفة منها: الشدة المتناهية، والأمر والنهي ومعارضة رغبات الأبناء وقهرهم وإجبارهم.
وبعض الأباء والأمهات يستخدمون أسلوب العقاب البدني (الضرب أو التهديد أو الحرمان أي كل ما من شأنه أن يثير الألم الجسمي أو النفسي كأساس لعملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي، ولكن العقاب البدني أو الضرب يؤثر علي الشخصية، ويجعلها شخصية مضطربة. فاستخدام التهديد بدلا من الضرب في بعض الأحيان له القدرة علي تعديل السلوك بدلا من الضرب المبرح .
ويمكن تحديد أهم المبادىء التي يقوم عليها الأسلوب التسلطی:
- مبدأ العنف بأشكاله المختلفة الرمزية والنفسية والمادية.
- مبدأ المجافاة الانفعالية والعاطفية بين الآباء والأبناء، ويتمثل في وجود حواجز نفسية وتربوية كبيرة بين أفراد الأسرة الواحدة.
- لا يسمح لأبناء داخل الأسرة بابداء أرائهم وتوجيه انتقاداتهم وأن حدث ذلك فان تلك الآراء
والانتقادات قد تكون مصدر سخرية وعقاب بالنسبة لهم.
ويؤدي هذا النوع من أساليب التنشئة إلي شخصيات ضعيفة خاضعة، تشعر بالعجز، والعصيان والتمرد أحيانا أو أنواع من السلوك المضاد للمجتمع).
يقول أوليفر :(Oliver) أن الأباء المتسلطين لا يثقون بغيرهم من الآباء والأمهات ولا بوسائل الاعلام في أن يكونوا مربين ومثقفين لأبنائهم ذكورا واناثا
ويضاف أن استخدام الآباء للسيطرة المفرطة  يرتبط باستسلام الأبناء، وقلة اهتمامهم ويكونون أقل مهارة مع الأقران عن أطفال الأسر التي تتبع أساليب أخرى.
وقد ندد ابن خلدون بأساليب العنف والقهر في تهذيب الأطفال. فيقول : من كان مرباه العنف والقهر من المتعلمين سطا به القهر، وضيق على النفس أنبساطها وذهب بنشاطها، ودعا إلى الكسل وحمله على الكذب والخبث خوفا من أنبساط أيدى عليه. وعلمه المكر والخديعة، ولذلك صارت له هذه عادة وخلقا، وفسدت معاني الإنسانية التي له.
والنبي - صلى الله عليه وسلم ربي بناته وأبناء بناته ولم يضرب أحدا منهم قط، ولكن كان عقابه إذا أمر أحدا بفعل عمل ولم يفعله، وكان أداة الضرب سواكا في يده، أنه تهديد في الظاهر وباطنه المداعبة والتوجيه، وتقدير ظروف الطفل وحاجته إلى اللعب.

ب- أسلوب الحماية الزائده

ويقصد به فرض حماية مفرطة على الطفل تتمثل في الالتصاق به، والإشباع الفوري لرغباته وحمايته من مواقف المناقشة أو التحدي أو الصراع مع الأطفال الآخرين؛ حيث يحرص الوالدان أو أحدهما على حماية الطفل والتدخل في كل شئونه لدرجة إنجاز الواجبات والمسئوليات التي يستطيع القيام بها والمبالغة في الاهتمام والرعاية.
وبذلك تؤدي الحماية الشديدة إلى قلة المواقف المناسبة؛ لتنمية ثقة الطفل بقدراته ويؤدي الإفراط فيها إلى حرمان الأبناء من الفرص التي تساعده علي التعليم، وبذلك يفقد اكتسابه للخبرات المختلفة، ومثل هذا يتعرض لفشل كبير في التكيف والتوافق الإجتماعي.
ومن مظاهر هذا الأسلوب الخوف على الأبناء بصفة عامة من الإصابة بالمرض والخوف من مصاحبة الأطفال الآخرين. والخوف مطلوب من الوالدين على الأبناء، ولكن خوف طبیعی، وليس خوفا زائدا عن حده مثل قلق دائم طول فترة غيابه خارج المنزل، لدرجة الفزع. ويترتب على هذا الأسلوب شخصية صعب عليها تكوين علاقات ناجحه مع الأخرين  أي شخصية ضعفية غير مستقلة ترفض تحمل المسئولية وعدم الثقة في اتخاذ أي قرار

ج - أسلوب الإهمال والتسيب:

ويقصد بالإهمال: تجنب الآباء التفاعل مع الطفل، فيترك بدون تشجيع على السلوك المرغوب فيه أو الاستحسان لهذا السلوك، وعدم محاسبته على أي خطأ في السلوك، وترك الطفل دون توجيه ما يجب فعله، وإلى ما يجب تجنبه .
أما التسيب فيعني التجاوز عن الأخطاء، وعدم تدريب الطفل.

د - اسلوب التذبذب :

يعد هذا الأسلوب من أشد الأساليب خطورة على الطفل، وصحته النفسية، ويتضمن التقلب في معاملة الطفل بين اللين والشدة، يثاب مرة على العمل، ويعاقب عليه مرة أخرى، وهذا التأرجح بين الثواب والعقاب، المدح والذم، واللين والقسوة يجعل الطفل في حيرة من أمره، دائم القلق، غير مستقر، ويترتب على هذا الأسلوب شخصية متقلبة متذبذبة

ه- أسلوب التدليل:

يقصد به تلبية كل ما يريده الطفل مهما كان طلبه شادا أو غير مشروع أو مكلفا، وأن يكون الجميع رهن إشارته يتحكم فيهم دون ردع.
ومن مظاهر هذا الأسلوب أن الطفل عندما يبدأ الكلام ويسب أبويه يضحكان له. وعندما يخطىء لا يشعرونه بخطئه؛ بل قد تحضنه الأم ولا تضايقه، وتلبي جميع مطالبه.
ويساعد هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة مترددة متسيبة، لا تحافظ على مواعيدها، ولا تتحمل المسئولية، وهو غير منضبط في سلوكه ويصبح معتمدا على الأقارب والمعارف، وإذا كبر يصبح مستهترا ولا يستطيع مواجهة مشكلات الحياة فهو أكثر عرضة للاضطراب النفسي عندما تقف في طريقة عقبة أو مشكلة، ويهجر المدرسة ما دام لا يجد من يحاسبه على ذلك .

و - أسلوب التفرقة:

وتتمثل التفرقة أو عدم المساواة بين الأبناء على أساس الجنس أو ترتيب المولد أو السن، فما يسمح به للأولاد لا يسمح به للبنت  مما يترتب عليه توريث البغضاء والكراهية بينهم، وتجعل العلاقة بين الأخوة والأخوات تنقلب إلى عداوة تضر بسلامة الأسرة والمجتمع، ومن مظاهر هذا الأسلوب تفضيل أحد الأبناء على الآخرين والسماح ببعض السلوكيات لأحد الأبناء ورفضها للآخرين.

ز -  أسلوب النبذ:

يعرف النبذ بأنه سلوك ظاهر يبين الطفل أنه ليس محبوبا، وليس مرغوبا فيه وأن الطفل ليس له قيمة، وهذا سلوك يهدد أمان الطفل، ويجعله عرضة للشك والشعور بالوحدة. ومن مظاهر هذا الأسلوب السخرية من الطفل والعقاب الشديد، وإظهار الاستجابات السلبية مثل: الاحتقار والتهديد، ومحاولة الابتعاد عنه، ومعايرة الطفل بأخطائه، والتشهير بأنه يكذب أو يسرق أو يتبول على نفسه (لاإراديا) أو مهمل... الخ.
ويترتب على هذا الأسلوب شخصية توجه عدوانها نحو ذاتها، وقد تحرف العدوان الواقع عليه إلى آخرين من نفس السن تؤدي إلى الانطواء، والتمركز حول الذات وقد تؤدي إلى شخصية سيكوباتية مضادة للمجتمع، وقد تتحول إلى شخصية إرهابية، وهو خروج الإنسان من دائرة الانتماء إلى بؤرة عدم الانتماء.

ح- أسلوب التساهل:

يعبر أسلوب التساهل عن الأساليب التربوية التي تعمل علي تشجيع الطفل ليحقق رغباته بالشكل الذي يحلو له، والاستجابة المستمرة لمطالبه وعدم الحزم في تطبيق منظومة الثواب والعقاب، ويعد ضبط سلوك الطفل شرطة أساسية للنمو في اتجاه ايجابي، فالآباء المتساهلون يعرقلون إحساس الطفل بالأمان، حيث لا يبعث الإفراط في التساهل على الثقة لأن الرضوخ المستمر لمطالب الطفل قد يعكس ضعف الآباء وهذا ينافي حاجته للشعور بقوتهما اللازمة لحمايته.
ولقد توصلت بومريند  Baumrind بعد عدة دراسات عن السلطة الوالدية وعلاقتها بشخصية الأبناء إلي خلاصة وهي: " إنه ليس على الآباء أن يسمحوا لأبنائهم بالحرية ضمن حدود معينة، بل عليهم أن يفرضوا قيودا ضمن حدود معرفتهم، لكنها تستجيب لمطالب واحتياجات الطفل

ثانيا : أساليب التنشئة الاجتماعية من وجهة النظر الإسلامية:

و يتكون من خمس اساليب و هي كما يلي 

1 - القدوة الصالحة:

تمثل القدوة أرفع أنواع التنشئة، وتعد من أهم العوامل المؤثرة في تربية النشئ، ومن أساليب التربية الناجحة أن تكون الأسرة قدوة لطفلها، تدعو إلى الخير، وتلتزم بالصدق والوفاء، ووجود القدوة في البيت والمدرسة والمجتمع أمر مهم للمساعدة على تنمية الفرد نفسيا واجتماعيا وسلوكيا وضرورية في الوسط الاجتماعي لتنظيم حياة الفرد.
قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر (الأحزاب: ۲۱).
فهذه الآيه توجه المسلمين بان يقتدوا برسولهم الكريم في أقواله وأفعاله وأحواله وصبره ومرابطته وجهاده والالتزام بكل ما أمر به والابتعاد عن ما نهى عنه، فالرسول في هذه الأمة هو المعلم والمرشد والموجه، فهو قدوتها قولا وعملا.

 2- أسلوب التوجيه والموعظة الحسنة:

الإنسان قابل للتأثر بالتوجيهات والتشكيل لما تتمتع بها الطبيعة الإنسانية من مرونة وقابلية للتشكيل.
ويجب على الآباء والمربين أن يستمروا في توجيه النشئ في كل موقف حسب طبيعة الموقف حيث يجب أن يتم التوجيه بالموقفية، وبذلك يكون نوعا من الدعوة غير المباشرة، وفي هذه الحالة يكون تأثيره أقوى وأثبت.
ويجب أن تتسم المواعظ والتوجيهات بالأسلوب الحسن والبعد عن الجفاف مع أشعار النشئ أن المربي حريص على مصالحهم".
 قال الله تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". (النحل: 125)

3- أسلوب الترغيب والترهيب:

الترهيب والترغيب من العوامل الأساسية لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعية وهو أسلوب تربوي تتقبله النفس وتأنس إليه، وله ضوابط منها : الاعتدال في الترغيب والترهيب، ومراعاة الفروق الفردية، والمتتبع لآيات القرآن الكريم، يجد فيه آيات كثيرة يتضمن هذا الأسلوب منها الترغيب بالإيمان والعمل الصالح باعتبارهما مفتاح السعادة والاستقرار.
 قال الله تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشبها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خلدون ). (البقرة: 25)

4 - أسلوب المناقشة والحوار

معنى الحوار" أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب، بشرط وحدة الموضوع أو الهدف، فيتبادلان النقاش حول أمر معين وقد يصلان إلى نتيجة، وقد لا يقنع أحدهما الآخر، ولكن السامع ياخذ العبرة، ويكون لنفسه موقفا، ويعد هذا الأسلوب من أنجح الأساليب التربوية وأفردها إذا قام الحوار على خطوات منطقية صحيحة يقابلها العقل، كما أن هذا الأسلوب من الأساليب المشوقة للمتربی وللسامع، وقلما يصاحبها الملل السامة، نظرا لما يوقظه من العواطف والانفعالات في نفس المتربی.
كما استخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذالك الأسلوب في إثارة انتباه أصحابه عندما كان يريد إيضاح موضوع مهم في بعض المواطن، وكان أيضا كثيرا الاستعمال الطريقة الحوارية مع خصوم أهل الإسلام من المشركين وأهل الكتاب.
وتبدوا طريقة الحوار في التربية في الحديث الشريف المروي عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حول سؤال الملك جبريل عليه السلام للرسول عن الايمان و الاسلام  و الاحسان وعن موعد الساعة. ويبدوا في الحديث آداب الحوار في التربية الإسلامية وعدم مقاطعة المتحدث حتى يتم حديثه حتى يظل تسلسل أفكاره وترابطها وتكون الاستفادة كاملة للمشتركين في الحوار .
ويمكن القول بأن طريقة الحوار والمناقشة في التنشئة الاسلامية لها دورها في تقوية الحجة والتمرن على سرعة التعبير والمنافسة والتفوق على الأقران والتعويد على الثقة بالنفس.

5 - أسلوب الشورى :

 يعد أسلوب الشورى مما دعت إليه الشريعة الإسلامية حيث يقول الحق تبارك وتعالى: " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " (آل عمران: 159).
كما قال جل شأنه: "والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شوری بينهم ومما رزقناهم ينفقون". (الشوری: 38)
يتضح من الآيات القرآنية أن الله عز وجل فرض على المسلمين الشورى في جميع شئونهم المجتمعية، وعليه فإن الشوری ملزمة للفرد، والمجتمع في جميع أمور الحياة الاجتماعية والسياسية.
في ضوء ما سبق نستطيع القول بأن التنشئة الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية تتميز عن نظيرتها في المجتمعات الأخرى في الأهداف والغايات، حتى ولو اتفقت معها في الوسائط التربوية التي تتحقق من خلال عملية التنشئة الاجتماعية ذلك أن التربية الإسلامية تتفرد من بين التربيات الأخرى بخصائصها وغاياتها، وبوسائلها وأهدافها، فالتربية الإسلامية بأسسها العقدية ومبادئها الفكرية تستهدف تنشئة الطفل على العبودية لله وحده والخضوع لأوامره وشريعته، أثناء تنمية مواهبه وقدراته.

خاتمة
من كل هذا  يمكن القول أن أساليب التنشئة الاجتماعية التسلطية  تؤدي بصورة عامة إلى هدم الشخصية الإنسانية واغترابها، وعلى خلاف ذلك تعمل التنشئة الاجتماعية المتوازنة التي تنطلق من معطيات التجربة الإنسانية العلمية في التربية على بناء الشخصيات الإنسانية المتكاملة. 
وفي هذا السياق يقول (سلفادور جيني): "عندما يوجد تباين بين مجتمع وآخر في مستوی تسلطه أو تسامحه، أو في مناحي نظرية الفلسفية أو الجمالية، فإن ذلك يعود إلى أنماط التنشئة الاجتماعية السائدة فيه.
وتبين بعض الدرسات أن أساليب التنشئة الاجتماعية التسلطية- تؤدي إلى هدم البنية النفسية والاجتماعية والعقلية للشخصية عند الأطفال، وعلى خلاف ذلك تبين هذه الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون في أوساط أسرية تعتمد التنشئة الاجتماعية الديمقراطية يتميزون بسمات في منتهى الايجابية.

و تلخيصا على ما سبق يمكن القول أن أساليب التنشئة الاجتماعية لها دور في تحريك سلوك الأبناء وتوجيهه، وفي تشكيل شخصياتهم وقيامهم بالوظائف والأدوار المتوقعة منهم، وفي تحديد مستقبلهم، وتكوين القيم والاتجاهات السليمة لديهم وترسيخها.

المرجع 

دينا علم احمد الشربيني . ( 2015 ) . اساليب التنشئة الاجتماعية الاسرية و علاقتها ببعض القيم لدى طلاب المرحلة الاعدادية و الثانوية pdf . رسالة الماجستير . جامعة الازهر .