طرق البحث في علم النفس المرضي

طرق البحث في علم النفس المرضي
طرق البحث في علم النفس المرضي 

يستخدم الباحثون الذين يدرسون السلوك البشري عدة أشكال من البحوث عند دراسة أسباب السلوك کدراسة الحالة، والبحوث المترابطة، والبحوث التجريبية، والدراسات الوبائية (الانتشار):

طرق البحث في علم النفس المرضي

1- دراسة الحالة:

يعتبر منهج دراسة الحالة منهجا متميزا يقوم أساسا على الاهتمام بدراسة الوحدات الاجتماعية بصفتها الكلية ثم النظر إلى الجزئيات من حيث علاقتها بالکل الذي يحتويها، وذلك بهدف جمع البيانات والمعلومات من خلال تاريخها وخبراتها الماضية، وعلاقاتها مع البيئة ثم تحليل نتائجها بهدف الوصول إلى تعميمات يمكن تطبيقها على غيرها من الوحدات المتشابهية في المجتمع الذي تنتمي إليه هذه الحالة أو الوحدة. كما أن المنهج دراسة الحالة خطوات علمية يمكن توضيحها فيما يلي:

- تحديد المشكلة أو الحالة أو نوع السلوك المراد دراسته

- جمع البيانات الضرورية لفهم الحالة وتكوين وجهة نظر فيها

- تحديد المفاهيم والفروض العلمية

- تحديد وسائل جمع البيانات المختلفة

- جمع البيانات وتسجيلها وتحليلها

- استخلاص النتائج ووضع التعميمات

2- الدراسات الارتباطية:

وهي دراسة العلاقة بين عاملين (العلاقة المشتركة بشكل منهجي أو بين متغيرين أو مجموعة من المتغيرات قصد معرفة درجة ترابطها واشتراكها من عدمه، ويتم ذلك من خلال العمليات الإحصائية (معاملات الارتباط )، ومعامل الترابط هو عملية إحصائية تعطينا رقما يظهر لنا درجة الترابط تقع بين 1و -1، تشير الارتباطات الإيجابية (من 0.01 إلى 1) إلى أنه كلما ارتفع أحد العوامل يرتفع العامل الأخر أيضا.

على سبيل المثال، يرتبط الطول والوزن ارتباطا إيجابيا، وكذلك سنوات التعليم وفرص العمل ، الناس الأطول يزنون أكثر الناس المتعلمين يكسبون المزيد من المال. تشير الارتباطات السالبة (من -1  إلى 0.01 ( ،إلى أنه كلما زاد عامل واحد ينقص العامل الآخر.

3- الدراسات الوبائية (الانتشار):

هي دراسة تواتر وتكرارات الاضطراب أو مجموعة من الاضطرابات وتوزيعها في الوسط السكاني، فتبحث الدراسة الوبائية عن عدد الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب وكيف يتفاوت هذا العدد بين المجموعات الهامة داخل الوسط السكاني، مثل اللرجال والنساء أو الأشخاص ذوي الدخل العالي والمنخفض.

تركز البحوث الوبائية على ثلاثة أنواع من البيانات.

أولا: يركز البحث على مدى انتشار أي اضطراب، أو نسبة السكان المصابين بالاضطراب في نقطة أو فترة زمنية معينة. على سبيل المثال قد تشير دراسة ما إلى مدى انتشار اضطراب مدی الحياة، أو عدد الأشخاص الذين سيصابون بهذا الاضطراب في وقت ما من حياتهم.

سيكون معدل انتشار الاضطراب لمدة 12 شهرا ونسبة السكان الذين سيتم تشخيصهم بالاضطراب في فترة 12 شهرا.

ثانيا: يسعى البحث الوبائي إلى تحديد مدى حدوث أي اضطراب، أو عدد الحالات الجديدة للاضطراب التي تحدث خلال فترة زمنية محددة.

نسبة حدوث الاضطراب لمدة عام هي عدد الأشخاص الذين يصابون بالاضطراب خلال فترة عام واحد.

ثالثا: يهتم البحث الوبائي بعوامل خطر حدوث اضطراب ، تلك الظروف أو المتغيرات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بهذا الاضطراب.

إذا كانت النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة باضطراب، فإن كونهن نسوة هو عامل خطر للإصابة بهذا الاضطراب.

فيما يتعلق باهتمامنا بالعلاقة بين الإجهاد والاكتئاب، قد تظهر دراسة وبائية أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق شديدة التوتر في المدينة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق منخفضة التوتر في المدينة

4- الدراسات التجريبية (المنهج التجريبي):

تقوم الدراسة أو المنهج التجريبي على إجراء ما يسمى "بالتجربة العلمية والتي تقوم على أساس اختبار مدى أثر عامل أو متغير معين يراد قياسه عن طريق التجربة العلمية على مستوى الجزء المحدد لمعرفة أثره، قبل تعمیم استخدامه بالشكل الذي اختير به على المجتمع بكامله.

وتقوم التجربة العلمية على اختبار صحة فرض معين سواء وضعه الباحث، أو تم التوصل إليه المعالجة ظاهرة من الظواهر عن طريق إخضاعه لتجربة معينة ومشاهدة أثره أو تأثره بالظروف المحيطة بالتجربة والمناخ المحيط به، وتجميع هذه المشاهدات والبيانات والمعلومات الخاصة بهذا الغرض وموضوعية وتنظيم وتبويب هذه البيانات وتحليلها بالشكل الذي يمكن من قياس هذا الأثر للحكم على مدى صحة هذا الفرض من عدمه.

المرجع 

بن دربال مليكة . دروس في علم النفس المرضي . جامعة دكتور مولاي طاهر . سعيدة .2020