النمو الحسي عند الطفل pdf

النمو الحسي عند الطفل pdf 

النمو الحسي عند الطفل  pdf
النمو الحسي عند الطفل  pdf




استعمل مصطلح حسي حركي من طرف بياجيه لوصف مرحلة النمو ما بين صفر إلى أربع وعشرين شهرا و تتميز هذه المرحلة بتحليل الإشارات الحسية و الحركية التي تعتبر وسيلة للمعرفة و يهتم هذا النمو بمراحل تكوين المعارف و الأفعال.

النمو الحسي

وهو التعرف بالحواس على الأشياء و الأحداث الخارجية وهو نشاط يحلل تدفق المعلومات الحسية
عن طريق الحواسLe flux.
وهذا التدفق هو مد متواصل و موجه من طرف عوامل خارجية ( ضوئية - شمية - لمسية سمعية) أو عوامل داخلية كالإحساسات الجسمية أو مستقبلات الحس العميق كالإحساس بالحركة أو الدهليزية كالإحساس بالسرعة و الجاذبية . هذه المعلومات المستخلصة من الأجهزة الحسية تغذي الحواس التي تتطلب تحميلا دقيقا للمعلومات بهدف عزل الأشكال سواء كانت مرئية أو سمعية والشمية ثم تميزها و توجهها في الفضاء.
كل هذه السلوكات الإدراكية تتطلب انتباها يقضا حيث ميز 1973 Cohen بين نوعين من الانتباه
الانتباه الانتقالي حيث تكون الحواس في حالة طوارئ.
الانتباه المدعم على مثير وهو اقل كفاءة من الأول عند الرضيع بالمقارنة مع الراشد .

الإحساس :

حين تقرع المنبهات الحسية حواسنا ينتقل اثر هذه التنبيهات عن طريق أعصاب خاصة هي الأعصاب الموردة إلى مراكز عصبية خاصة في المخ , وهناك تترجم هذه الاثار الى حالات شعورية نوعية بسيطة هي ما تعرف بالإحساسات.

وتنقسم الإحساسات بوجه عام الى :

1. إحساسات خارجية المصدر هي الإحساسات البصرية والسمعية والجلدية و الشمية والذوقية .
2. إحساسات حشوية المصدر تنشأ من المعدة والأمعاء والرئة والقلب والكليتين كالإحساس بالجوع والعطش والغثيان والالم .
3. إحساسات عضلية أو حركية تنشأ من تاثر اعضاء خاصة في العضلات والأوتار والمفاصل وهي تزودنا بمعلومات عن ثقل الأشياء أو ضغطها وعن وضع أجسامنا وتوازنها وعن مدى ما نبذله من جهد وما نلقاه من مقاومة ونحن نحرك الأشياء أو ترفعها أو ندفعها .

الإدراك الحسي Perception

هو إحساس له دلالة وهو عملية تأويل الإحساسات تأویلا يزودنا بمعلومات عن عالمنا الخارجي من  معلومات أو في حالتنا البدنية من تغيرات ومعطيات عن طريق الحواس و الجهاز العصبي .

القدرات الإدراكية المبكرة

لا يعتبر عذم النضج النسبي للاجهزة البيولوجية التي تقوم بتحديد المعلومات كعائق حتمي يحول من أداء وظيفة الجهاز العصبي بل عدم نضجه يحد من كفاءة الرضيع فقط.
بينت البحوث أن الجنين يرى و يسمع و يدرك المثيرات اللمسية و يستجيب للمثيرات الدهليزية ای سرعة حركة الجسم و الانحناء وقد توصل الباحثون اليها بفضل الدراسات التي أجريت على المولودين قبل الأوان و هذا لا يعني أن الأجنة و الرضع و الأطفال يدركون بنفس الدرجات و بنفس الشكل و كذلك بالنسبة لسرعة نمو الحواس التي تختلف من حاسة إلى أخرى و نفس هذه البحوث أثبتت أن للجنين ذاكرة بحيث أن الطفل يتذكر الأصوات أو الموسيقى التي كان يسمعها في الفترة الجنينية.
يعتبر عالم النفس البريطاني برود بنت أن العالم المحيط بنا يتألف من عدة أحاسيس لا يمكن معالجتها معا في منظومة الإدراك المعرفية مما يضطرنا إلى توجيه الانتباه إلى مثير واحد و إهمال مثيرات أخرى لذلك اقترح فكرة وجود مرشح filtre يعمل كحاجز عند معالجة المعلومات حيث يسمح الانتباه لبعض المعلومات و المثيرات الحسية و يهمل بعضها الآخر .

تقييم القدرات الإدراكية

بينت البحوث أن نشاطات المولود حديثا منظمة تحت قوانين معينة تسمح له بادراك المعلومات بطريقة باهرة و سمحت هذه البحوث بفهم قدرات المولود التي لا تظهر إلا في محيط اجتماعي منظم من طرف الراشد.
تعتمد دراسة قدرات المولود الجديد على طرق مختلفة تستعمل ابتداء من اليوم الثالث و أهمها طريفة Fantz




وهي أقدم طريقة تبحث في معرفة تفضيل الرضيع لصورتين مختلفتين الأولى على اليمين و الأخرى على اليسار ثم تقلب الصورتين فإذا نظر الرضيع إلى إحدى الصورتين أكثر من خمسين بالمائة معناه انه يفضلها ومن خلال هذه التجربة تبين انه يفضل الوجه البشري أكثر.

طريقة التعود

 وهي تحاول أن تكشف على قدرة الرضيع على التعلم و تذكر المواقف وعدم الاهتمام بالشيء الذي سبق عليه التعرف عليه مسبقا وتقوم هذه الطريقة بتقديم صورة مرئية أو سمعية أو لمسية للرضيع و يقاس انتباهه الذي ينخفض كلما أعيد له المثير وهذا يعني أن الرضيع تعود على المثير.
أن المعلومات الحالية تسمح لنا بالقول أن الرضيع له قدرات تستلزم شروط معينة للظهور وهي عبارة عن مثيرات الإضاءة  - الانتباه  - الوضعية ) و التي تتطور وتنمو أسبوعيا و شهريا. هذه القدرات غير مستقلة عن تشكيل نشاطات حركية لهذا نتكلم دائما عن علاقة حسية حركية.

حاسة البصر

عند الولادة تكون حاسة البصر اقل الحواس اكتمالا وظيفيا و تكون شديدة الحساسية تجاه الضوء الشديد ، لكن بمقدور الطفل أن يحدد الضوء والأشكال والأشياء الجامدة والمتحركة من حوله، و تكون شبكية العين ضعيفة الحساسية و غير مكتملة النمو و لكن تستمر هذه الحاسة في النمو بشكل سريع الى غاية العام الأول .
 خلال الشهر الأول من عمر الطفل، يستطيع أن يرى فقط على بعد حوالي (20 إلى 30 سنتيمترا، وتسمح له هذه المسافة برؤية الشخص الذي يحمله فقط. تحدث العديد من التطورات في الرؤية خلال الشهر الثاني، و تبدا حركة العين في الانتظام فيبدا الطفل في تتبع الاشياء المتحركة و لمس ما يكون بقربه ومشاهدة الأشياء الكبيرة و توجيه نظره الى شيء معين و في نهاية الشهر الرابع يصبح الطفل قادرا على تمييز الوجوه و خاصه امه كما يميز بين الأضواء المتباينة ، وفي الشهر السادس يصبح التمييز اكثر عمقا و اكثر نضجا بحيث يصبح باستطاعته تجنب الوقوع من مكان مرتفع و التقاط الأشياء الدقيقة  كالدبابيس مثلا
مع بداية السنة الأولى يمكن للطفل تمييز الأبعاد و الأطوال و الارتفاعات و العمق للاشياء. و في نهاية العام الثاني يستمر نمو الحاسة البصرية و لكن النضج التام يصل الى تمامه في سن ثمانية سنوات تقريبا و تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بالنسبة للاضطرابات التي قد تصيب الطفل و التي قد يتأخر تشخيصها بسبب غياب اللغة عند الطفل مثل قصر النظر.

حاسة السمع

يولد الطفل بالسائل المتواجد في قناة استاكيوس و التي لا تسمح له بالسمع و لكن بعد ساعات يتم التخلص منها فتبدا استجابات الطفل للأصوات من حوله , كما يكتمل نمو قدرات الطفل السمعية مع نهاية شهره الأول لكن دون فهم طبيعة الصوت و معناه حتى بلوغه حوالي الشهر السادس من العمر. لكن ينبغي التنويه إلى أن حاسة السمع تكون وظيفية في الفترة الجنينية فقد أثبتت الدراسات أن الأجنة تستمع الى الأصوات في فترة الحمل و تتذكرها .
في الشهر الرابع يبدأ الطفل بإدراك مصدر الصوت ويقوم بالالتفات صوب الأصوات و بعدها يصبح قادرا على الالتفات إلى مصدر الصوت بدقة و البحث عنه و مع نموه يتطور عنده تمييز الأصوات و مصاردها و تتمايز عنده التفضيل لبعض الأصوات عن بعضها البعض وقد أثبتت الدراسات أن الطفل يفضل الأصوات البشرية أكثر من الأصوات الأخرى

 الشم و التذوق

اثبتت الدراسات أن المولود يفضل رائحة أمه و يستطيع تميزها من بين كل الروائح كما انه يفضل ذوق الحليب لكنه لا يميز الروائح العطرية المختلفة. و تعتبر حاسة الذوق أكثر اكتمالا عند الطفل مقارنة  بالبصر و السمع بحيث يستجيب لبعض المذاقات الأساسية كالحلو والمر و المالح و الحامض و ذلك من خلال إيماءات الوجه فيقوم بالتكشير عن تذوقه لطعام مر او حامض إلا أنه يفضل الطعم الحلو وينفر من المر.

حاسة اللمس

الإحساس بالحرارة و الضغط و الألم تكون منذ الولادة و تخص كل جسم الطفل و تكون متطورة مقارنة باقي الحواس، ففي الأسبوع الأول مثلا يكون الإحساس بالألم موجودا و تكون هناك استجابات من الطفل حتى لو لمسنا خذه بشكل خفيف وإذا لمسنا انفه فانه سيقوم باغلاق عينيه وهذا دليل على اكتمال هذه الحاسة عند الولادة وظيفيا.

الإحساسات الحشوية

وهي تتعلق بالشعور بحالة الأحشاء من امتلاء و فراغ في المعدة و الأمعاء كالإحساس بالجوع و العطش و الإحساس بالألم فالطفل يستجيب لوخز إبرة على أصبعه في الأسبوع الأول من حياته وقد بينت الدراسات أن هذه الإحساسات تزداد قوته مع سيرورة النمو

يمكنك تحمبل هذه المحاضرة بصيغة PDF


مواضيع ذات صلة