النموالحسي الحركي قبل الولادة pdf

النمو الحسي الحركي قبل الولادة pdf



إعداد 

أستاذة عطال يمينة 

النموالحسي الحركي قبل الولادة pdf
النمو الحسي الحركي قبل الولادة pdf



مقدمة :
 
    يحظى علم نفس النمو باهتمام كبير بين علماء النفس المعاصرين ، أكثر مما تحظى به فروع علم النفس الأخرى ، والجزء الأكبر من هذا الاهتمام يتركز على مرحلة الطفولة ، ذلك لما لهذه المرحلة من أهمية في تشكيل معالم شخصية الفرد والتي ستبقى معه طول العمر .

    ودراسة النمو الإنساني بشتى فروعه وأبعاده ( الجسمية والحركية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية.... ) مهم بالنسبة للمختصين في علم النفس بشتى تخصصاتهم ، ومفيد للمربين والمعلمين والآباء والأمهات ، وكذا لكل فرد وللمجتمع بصفة عامة .

وتختلف تقسيمات هذه المراحل باختلاف أهداف الباحث وميدان دراسته ، ورغم ذلك يقسم العلماء النمو الإنساني إلى مراحل لغرض تسهيل دراسته ، وهناك عدة تقسيمات أكثرها استعمالا تقسيم المراحل الإحدى عشر من مرحلة قبل الميلاد إلى مرحلة الشيخوخة ،وفي محاضراتنا هذه سوف نعتمد على هذا التقسيم مقتصرين على فترة النمو والممتدة من مرحلة الإخصاب إلى سن المدرسة.

      إن فترة النمو هي تلك الفترة الممتدة من الإخصاب إلى سن الثامنة عشرة ، وهي الفترة التي يحدث فيها كل التطورات على المستوى الجسمي والحسي والحركي والعقلي واللغوي والاجتماعي والانفعالي ، وأي اضطراب يحدث خلال هذه المرحلة، سواء كان اضطرابا عضويا أو وظيفيا ( نفسي أو معرفي ) يمس أحد هذه الجوانب أو كلها ، يؤثر سلبا على كامل شخصية الفرد بشكل بسيط أو معقد . 



أولا : النمو العصبي- الحسي - الحركي قبل الميلاد :

1 – النمو العصبي قبل الميلاد : 

نتناول النمو العصبي قبل الميلاد نظرا لأهميته في حياة الجنين والإنسان بصفة عامة ، فلا يكتمل النمو عامة والنمو الحسي والحركي خاصة دون اكتمال النمو العصبي ، وسلامة الجهاز العصبي من سلامة الحواس والحركة ، وإصابته يستدل عليها عن طريقهما .

تبدأ حياة الإنسان بالبويضة الملقحة ، لتصبح فيما بعد جنينا ينمو ويتطور خلال عدة مراحل يقسمها علماء الأجنة إلى ثلاث مراحل أساسية :

البذرة أو الزيجوت  :

وتظهر عند دخول الحيوان المنوي جدار البويضة ، وعند إذن تتفاعل الصبغيات الأنثوية والذكرية وتتحدد بذلك صفات النسل الجديد ، وجنسه ، وتتكاثر البويضة الملقحة بطريقة الانقسام الخلوي ، ويزداد عدد خلاياها ، لكنها لا تتغير في الحجم كثيرا ، لأنها لا تعتمد بعد في غذائها على الأم ، وتنتقل هذه البذرة من قناة فالوب إلى الرحم وهي تنقسم إلى عدد كبير من الخلايا ، لتنغرس فيه حوالي اليوم الرابع إلى نهاية الأسبوع الأول من التلقيح ، عند إذن تتكون الأغشية الجنينية ، ومنها يمتد الحبل السري الذي يصل البذرة بالأم ، وهكذا تبدأ عملية التغذية ، وتصبح البذرة مضغة .

المضغة : عندما تلتصق البذرة بالرحم تبدأ في تكوين ثلاث طبقات أساسية تبدأ منها أجهزة الجسم وهي :

الطبقة الخارجية Ectoblaste  : منها يتكون الجهاز العصبي والحواس ....
الطبقة الوسطى Mésoblaste  : يتكون منها الجهاز الدوري والقلب والعضلات ....       
الطبقة الداخلية Endoblaste  : يتكون منها الجهاز الهضمي والغدد ....



   المضغة

                         جدول يبن مختلف الأعضاء المتكونة من الطبقات الثلاث

الطبقة الخارجية
الدماغ ، النخاع الشوكي ، العقد النخاعية ، الأعصاب المحيطية ، العينين، الأذنين ، الجلد، المستقبلات الحسية اللمسية والذوقية والشمية .
الطبقة الوسطى
الهيكل العظمي ، العضلات ، الأنسجة الضامة ، الجهاز الدوري والقلب ، الكلى ، المسالك التناسلية .
الطبقة الداخلية
الأمعاء ، الكبد ، البنكرياس ، الجهاز التنفسي ، الغدد الهضمية .
  

رسم تخطيطي يوضح تكون أعضاء الجسم من الطبقات الثلاث الأساسية في المضغة
رسم تخطيطي يوضح تكون أعضاء الجسم من الطبقات الثلاث الأساسية في المضغة  


هذا وتمتد هذه المرحلة من نهاية الأسبوع الثاني إلى نهاية الشهر الثاني ، وفيها تكون جميع أجهزة الجسم قد بدأت في التكون وتصبح المضغة جنينا .

في اليوم 17 من الإخصاب  يبدأ الجهاز العصبي في التمايز ، وفي الأسبوع الثالث يتشكل الأنبوب العصبي الذي يمثل النخاع الشوكي ويتشكل الدماغ من الجزء العلوي منه في اليوم 25 .

في حوالي اليوم 28 فان الأنبوب العصبي يغلق وتكون النهاية الأمامية له ثلاث حجيرات متصلة ، وتصبح هذه الحجيرات هي البطينات لاحقا ، والنسيج المحيط بها يصبح الثلاث أجزاء الرئيسية للدماغ ، الدماغ الأمامي والأوسط والخلفي .

في اليوم 30 يظهر النصفان الكرويان للمخ .

من اليوم 40 إلى الشهرين يكون نمو الأعضاء والعضلات والأعصاب في أوجه ،بما يسمح بالحركات الأولى للجنين ، وفي هذه المرحلة الخلايا العصبية لا تتكاثر فحسب بل تبعث باستطالاتها إلى الجلد والعضلات . 
وأولى الارتباطات العصبية العضلية يمكن ملاحظتها حوالي اليوم 45 من الإخصاب ، وهكذا يدخل الجنين مرحلة الحركة العصبية العضلية ، حيث تتقلص العضلات تحت سيطرة الجهاز العصبي ويكون هذا التحكم كاملا في الشهر الثاني .

الجنين :  بانتهاء الشهر الثاني تبدأ حياة الجنين وتستمر إلى نهاية الحمل ، وما يميز هذه المرحلة تطور هام في الطول والوزن ونمو الأنسجة وبداية تشغيل الأجهزة المكتملة ، والحركات العصبية العضلية ، وبداية تشكل العظام في الهيكل العظمي .

   وبالنسبة للجهاز العصبي فان الخلايا العصبية الموجودة في الأنبوب العصبي هي التي تكون خلايا الجهاز العصبي المركزي ، وهذه الخلايا تنقسم لتكون النيرونات والخلايا الغروية ، ثم تهاجر هذه الخلايا بعيدا عن المركز لتكوين طبقات القشرة  وباقي مكونات الجهاز العصبي ، إلا أن ما يقارب نصف هذه الخلايا يموت أثناء الشهر الخامس من الحمل ، وذلك لعدم قدرتها من الارتباط بأي منطقة من أعضاء الجنين ، هذا الدمار المقصود للخلايا العصبية يحدث بشكل طبيعي لضمان بقاء الخلايا العصبية التي تمكنت من عمل ارتباطات بمناطق من أعضاء الجنين ، ولحماية المخ من ازدحام خلايا لا حاجة له بها ، وأحيانا يخرج هذا الدمار عن السيطرة وتدمر أيضا وصلات عصبية مهمة ، وأحيانا يكون الدمار غير مكتمل فتبقى خلايا زائدة ، وهذا ربما ما يفسر القدرات المذهلة والخلل في نفس الوقت لدى التوحديين .

    وتشير الدراسات إلى أن أكثر أجزاء الدماغ تطورا عند الولادة هو الدماغ الأوسط وأقلها تطورا هو القشرة الدماغية ، حيث أنها لا تبدأ في النمو وزيادة درجة تعقيدها حتى ما بعد الولادة حين يبدأ الطفل في اكتساب الخبرات وتبدأ البنية المعرفية في التطور مع مراحل العمر اللاحقة لتصبح على درجة عالية من التعقيد .

النمو الحسي :

البصر :  عندما يبلغ الجنين أربعة أسابيع يظهر التجويفان في جانبي رأسه الذي ستظهر فيه العينان فيما بعد .
في الأسبوع السادس من الحمل  يبدأ ظهور الشكل الأولي لشبكية العين ، ولا يتم تكامل طبقاتها الحساسة للضوء إلا بعد الأسبوع 25  .


                          


في الأسبوع التاسع تبدأ الجفون في تغطية منطقة العينين وتصبح ملتحمة مع العينين ، وتبقى هكذا حتى الأسبوع 27 .

في الأسبوع 13 تبدأ العينان في الاقتراب من بعضها البعض بعد أن كانت على جانبي الرأس ، وتصبح عضلات العين أكثر تماسكا وإحكاما .

تنمو الجفون والحواجب بشكل تام في الأسبوع 22 ، وفي الأسبوع 27 يستطيع الجنين فتح عينيه وإغماضهما ( حوالي الشهر السابع من الحمل ) وفي الأسبوع التالي يستطيع لف رأسه في حركات مستمرة تجاه الضوء الذي يشعر به من الخارج ، إلا أن الجنين لا يستطيع الإبصار نظرا للظلام الذي يحيط به ، وعدم نضج الشبكية ، وعدم اكتمال نمو العصب البصري حتى وقت متأخر من حياته الجنينية بل حتى بعد الميلاد .

السمع:
<><>

تنمو الصفيحة السمعية في آخر الأسبوع الثالث ، وهي أول مكونات آلة السمع ، وتتطور أذن الجنين الداخلية من هذه الصفيحة .

فيظهر في الأسبوع الرابع قبل الميلاد الكيس الغشائي لحلزون الأذن ، الذي ينمو طوليا ويلتف لفتين ونصف مكونا الحلزون الكامل في الأسبوع الثامن .

ثم تتم إحاطة الحلزون بغلاف غضروفي في الأسبوع 18 ، وينمو حتى يصل حجمه الحجم الطبيعي عند البالغين في نهاية الأسبوع 21 ، وذلك عندما ينمو فيه عضو كورتي وتظهر فيه الخلايا الشعرية الحسية التي تحاط بنهايات العصب السمعي ، وبهذا تكون الأذن الداخلية قد نمت واكتمل نضجها لتصل إلى حجمها الطبيعي ، وأصبحت جاهزة للقيام بوظيفتها المخصصة لها في الشهر الخامس من الحمل .

  هذا القسم من الأذن يمكنه أن يؤدي دوره منفردا في تحسس الأصوات ونقل الإشارات السمعية إلى الدماغ لإدراكها ، دون ضرورة مساهمة الأذن الوسطى والخارجية ( فالسائل الأمينوسي ينقل الذبذبات الصوتية وكذلك عظام الجمجمة ) .

 تتكون الأذن الوسطى وتتولد العظيمات وعضلات الأذن الوسطى وقناة أوستاكيوس وغشاء الطبلة والممر الخارجي خلال الأسابيع  10 إلى 20 ، ثم يتم اتصالها بالأذن الداخلية في الأسبوع 21 ، كما أن صوان الأذن يتضح في بداية الشهر الخامس ويتكامل نموه في الأسبوع الثاني والثلاثين .

إذن يمكن للجنين أن يسمع الأصوات في الشهر الخامس ، فقد ثبت علميا أنه يستطيع سماع حركات أمعاء وقلب أمه ، وتتولد نتيجة هذا السمع إشارات عصبية سمعية في الأذن الداخلية والعصب السمعي والمنطقة السمعية في المخ ، يمكن تسجيلها بآلات التسجيل الحديثة ، لكن لم تسجل مثل هذه الإشارات العصبية في المنطقة البصرية للجنين إلا بعد ولادته .


الحواس الأخرى :

قامت بعض الدراسات بملاحظة حواس الجنين وهو في بطن أمه ، وذلك باستثارته بمثيرات مختلفة ورصد استجاباته لتلك المثيرات ، وكذا ملاحظة حواس الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان ، وقد توصلت إلى ما يلي :

-       أن أجهزة السمع والشم والذوق واللمس تصل في نموها إلى درجة تؤهلها إلى القيام بوظيفتها عقب الميلاد ، ويعوق عمل هذه الأجهزة امتلاؤها بالسوائل الجنينية .

-       تبدأ براعم الذوق في نموها بدءا من الشهر الثالث للحمل ، وهناك دراسات بينت أن المستقبلات الخاصة بالتذوق لوحظ نضجها خلال الأسبوع 11 ، وبذلك يكون الجنين قادرا على الاستجابة لمختلف المذاقات الموجودة في السائل الأمينوسي ، وقد بينت الأبحاث أن الجنين لديه أيضا ما يفضله من المذاقات ، فهو يشرب من السائل الأمينوسي كلما كان ذوقه حلوا أو منكها ببعض النكهات التي يفضلها والتي تأتي من طعام الأم، وهذا ما قد يحدد ميوله المستقبلية وتفضيلاته لبعض الأطعمة عن غيرها .

-       بالنسبة للشم فإن الأغشية المخاطية للأنف تتمايز وتكتمل قبل نهاية الشهر الثاني وبالتالي فإن المستقبلات الشمية تقوم بعملها بعدها ، فالسائل الأمينوسي غني بالمثيرات الشمية الناتجة من الأغذية التي تتناولها الأم ، ويمكن القول أيضا أن الجنين لديه ذاكرة شمية ، حيث يتذكر الروائح التي خبرها في السائل الأمينوسي وهذا يلعب دورا أيضا في تفضيلا ته للأطعمة بعد ميلاده .

-       أما بالنسبة للمس فيتفق أغلب الباحثين أنها الحاسة الأولى التي تبدأ في الإكتمال والتطور ، وذلك مابين الأسبوع السابع الى الرابع عشر، فيبدأ نمو المستقبلات اللمسية أولا حول المنطقة الفمية والأنف ، حوالي الأسبوع الثامن ، وفي راحة اليدين في الأسبوع العاشر ، وفي كل الوجه في الأسبوع 11 ، وكل جلد الجنين يكون حساسا في الشهر الرابع قبل الميلاد .

-       أما بالنسبة للإحساس بالبرودة والحرارة والألم فالجنيين يكون حساسا لها قبل ميلاده لكن حساسيته تبقى ضعيفة مقارنة ببعد الميلاد .

-       فالبنسبة للاحساس بالألم : كان يعتقد أن الأجنة و المولودين الجدد لا يحسون بالألم نظرا لعدم نضج جهازهم العصبي ، لكن هذه الفرضية دحضت وبينت دراتسات عديدة أنه حتى الأجنة لديها احساس بالألم ، وقد حددوا فترة نضج المستقبلات الحسية للألم في الأسبوع 29

الحركة :

      تكاد جميع أبحاث علم الأجنة تتفق على أن أول حركة للجنين سجلت في الأسبوع السابع من الحمل ، وهي حركة انعكاسية للأطراف ، وهذا راجع إلى نمو المسارات العصبية الحركية ، ومع نمو الأطراف وتمايز أصابع اليدين والرجلين ، وزيادة طول الأذرع حوالي الأسبوع العاشر ، يبدأ الجنين في الرفس والحركة بشكل بسيط في حركات تشنجية ومتقطعة في الأسبوع 11 ، ويلاحظ أن الجنين يسبح في السائل الأمينوسي وبفضله يأخذ أوضاعا مختلفة ، وتصدر عنه حركات إلتوائية ، وتمدد للأطراف مما يسمح له بالانتقال وكأنه يسبح .

أما انعكاسات المص فتبدأ مبكرا في الأسبوع الثامن ، والبلع في الأسبوع العاشر ، وتحريك اللسان في الأسبوع 12 ويصبح المص قويا في هذه الفترة أيضا .

في الأسبوع 16 إلى 20 تشتد حركاته وتنتظم وتصبح أكثر قوة ، وبهذا تحس بها الأم ، وتظهر حركات الجفون والأصابع ( حركة مص الابهام ) ، ويقوم ببعض الحركات التنفسية التمرينية وذلك بتقلص وانقباض الحجاب الحاجز لفترات متقطعة ، في الشهر الخامس يظهر ابتسامات وتكشيرات وايماءات .

وفي الشهر الثامن يصبح السلوك الحركي للجنين مشابها للسلوك الحركي للوليد، رغم ذلك يتباين السلوك الحركي للأجنة تباينا شديدا ، فيبلغ عند بعضها 75 % من الوقت ويهبط عند البعض 5 % .

وتتأثر حركة الأجنة بالحالة الانفعالية للأم فالشعور الشديد بالخوف أو الغضب يزيد من حركتها ، وكذلك يزداد نشاطها كلما ازداد تعب الأم ، ويقل عندما تتناول طعامها .

كما تؤثر الحالة النفسية للأم بصفة عامة على سلامة الجنين من كل النواحي مثلها مثل تأثير الأمراض وسوء التغذية والتدخين والكحول والأدوية وغيرها ....، من العوامل التي تعيق نمو وتطور الجنيين وسلامة أعضائه خاصة الحسية والعصبية .












رابط تحميل محاضرة النمو الحسي الحركي قبل الولادة pdf



مواضيع ذات صلة 


 تحميل محاضرات نمو النفسي الحركي pdf


تحميل محاضرات علم نفس النموpdf