يعتبر علم الصحة النفسية علم تطبيقي له هدفان متكاملان ، هدف وقائي وهدف علاجي ، من اجل تحقيق تلك الأهداف يستوجب إتباع طرائق ومناهج متعددة ومتكاملة فيما بينها حيث يؤدي إهمال منهج من هده المناهج الى صعوبة مهمة المناهج الأخرى ، ومن جهة أخرى تطبيق كل منهج بطريقة سليمة يسهل من مهمة منهج الآخر ويوجد ثلاثة مناهج أساسية في الصحة النفسية وهي كالآتي:
مناهج الصحة النفسية |
مناهج الصحة النفسية
1 - المنهج الإنمائي:
كذلك يسميه البعض بالمنهج الإنشائي يتضمن زيادة السعادة والكفاية والتوافق لدى الأسوياء والعاديين خلال رحلة نموهم حتى يتحقق الوصول بهم إلى اعلى مستوى ممكن من الصحة النفسية ، و يتحقق ذلك عن طريق دراسة الإمكانات والقدرات وتوجيهها التوجيه السليم ( نفسيا و تربويا ومهنيا ) ومن خلال رعاية مظاهر النمو جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا بما يضمن إتاحة الفرص أمام المواطنين للنمو السوي تحقيقا والتوافق والصحة النفسية . (1)
2 - المنهج الوقائي :
وتعني الوقاية بوجه عام مجموع الجهود المبذولة للتحكم في حدوث الاضطرابات أي المرض و السيطرة عليها، أو لتقليل من شدة ظاهرة غير مرغوبة كالمرض العقلي، الجنوح، الجريمة، الإدمان على العقاقير، الحوادث الخ.
يهتم هذا المنهج بالأسوياء قبل اهتمامه بالمرضي ليقيهم من أسباب الأمراض النفسية بتعريفهم بها و إزالتها أولا بأول و يرعى نموهم النفي السوي و يهيئ الظروف التي تحقق الصحة النفسية .
لتوضيح ينقسم المنهج الوقائي الى ثلاثة مستويات و هي كالتالي :
- المستوي الأول :
يتعامل هذا المستوى مع الطرق التي يمكن إتباعها للتأثير في البيئة و تحسين مستواها من أجل زيادة قدرة الفرد على مواجهة الضغوط الحياتية و التعامل مع الأحداث بواقعية و يتم على طريق التعليم و التدريب على زيادة وعي الأفراد بالمشاكل ، أو مشكلة معينة باستخدام أساليب النقاش، و المشارك في مجموعات العمل، أو مجموعات حل المشكلات، أو عن طريق المقابلات الفردية و الجماعية .
- المستوى الثاني :
يهدف إلى الإنقاص من شدة المرض والتقليل منه و ذلك من خلال الكشف المبكر علي الحالات، و الاهتمام و الرعاية و العلاج مع هدف مهم ألا وهو وقف الاضطرابات النفسية و العقلية في مراحلها المبكرة وفي حالاتها الكامنة ،و يحتاج توفير هذا المستوى إلى عدد من الخدمات المساعدة التي يتم التنسيق فيما بينها في مراكز متخصصة، يعمل بها الأخصائيون النفسانيون و الأطباء و العاملون في مجال الخدمة الاجتماعية، و أخصائيو تعديل السلوك و إعادة تشكيله .
- المستوى الثالث :
ويهتم بمتابعة الحالات التي سبق التعامل معها و مساعدتها على عدم حدوث انتكاسة بعد انتهاء فترة العمل معها و يمكن عن طريق متابعة و مساندة صاحب المشكلة حتى لا يشعر برشته و عجزه على مواجهة المشاكل، كما يمكن إرشاده إلي اقصر طريق و أفضلها للوقاية من حدوث ردود الأفعال الانعكاسية و مواجهة الأمور بواقعية بمزيد من القوة و الاحتمال .
و ترتكز الخطوط العريضة للمنهج الوقائي في الإجراءات الوقائية الحيوية الخاصة بالصحة النفسية و النواحي التناسلية، و الإجراءات الوقائية النفسية الخاصة بالنمو النفسي السوي و نمو المهارات الأساسية و التوافق المهني و المساندة إثناء الفترات الحرجة و التنشئة الاجتماعية السليمة و الإجراءات الوقائية الاجتماعية الخاصة بالدراسات و البحوث العلمية، و التقييم و المتابعة، و التخطيط العلمي للإجراءات الوقائية . (2)
3 - المنهج العلاجي
ويتضمن علاج المشكلات والاضطرابات و الأمراض النفسية حتى العودة إلى التوافق والصحة النفسية ، ويهتم هذا المنهج بأسباب المرض النفسي و أعراضه وتشخيصه وطرق علاجه وتوفير المعالجين والعيادات والمستشفيات النفسية .(1)
قائمة المصادر و المراجع
(1) ميلود دواجي نور الدين ،عجيمي كوثر . ( 2017 ) مستوى الصحة النفسية عند المصاب بداء السكري من النوع الاول ،ماستر علم النفس العيادي و الصحة العقلية ، جامعة مستغانم ، الجزائر
(2) كتفي عزوز . (2017) ، المساندة الاسرية و علاقتها بالصحة النفسية لدى عينة من مرضى القصور الكلوي ، جامعة مسيلة ، الجزائر
و في موضوع ذات صلة ، تعرف على معايير الصحة النفسية