النظريات المفسرة للجريمة

 

النظريات المفسرة للجريمة
النظريات المفسرة للجريمة

تعددت الاتجاهات المفسرة للجريمة بتعدد العوامل المسببة لها فقد قسمت الظاهرة الاجرامية إلى ثلاث أقسام رئيسية هي:

النظريات المفسرة للجريمة

  1. الاتجاه الفردي.
  2. الاتجاه الاجتماعي.
  3. الاتجاه التكاملي.

1 - الاتجاه الفردي في تفسير ظاهر الجريمة

يستند أنصار الاتجاه الفردي في تفسير ظاهرة الجريمة إلى أن الجريمة بقع استنادا إلى وجود خلل في تكوين الشخص هو الذي دفعه إلى ارتكاب الجريمة وهذا الخلل التكويني يميز بين المجرمين فقط وهو لا يوجد لدي غير المجرمين، وهذا الخلل التكويني قد يكون خلا عضويا أو بدنيا وقد يكون خلط نفسيا ولذلك فقد ظهرت العديد من النظريات التي تفسر ارتكاب الجريمة سواء استنادا إلى الخلل العضوي أو استنادا إلى الخلل النفسي، ونجد من بين النظريات الفردية ما يلي:

ا-     النظرية البيولوجية: 

إن أنصار هذه النظرية البيولوجية في تفسير السلوك الانحرافی برون الم البيولوجي بعدا أساسيا وعصرا حاسما في تشكيل الشخصية وتحديد السلوك، بحيث يصبح التكوين الجسماني أو العامل الوراثي أساسا لهذا التفسير.

وقد ساء هذا الاتجاه بين أتباع المدرسة الايطالية التي أسسها " لومبروزو " حيث كان يعتبر أن الانحراف هو نتيجة لتشوهات دماغية وعصبية تخل بين وظائف الإرادة و القيم الخلفية في الدماغ.

و نرى بعض النظريات البيولوجية أن العامل الفيزيقي هو العامل الأساسي في الانحراف فهم پرون أن هناك خصائص جسمية وسمات شخصية وجينات وراثية معينة تميز المنحرفين تجعلهم يسلكون هذا السلوك المنحرف. فالمنحرفون يختلفون في أشكالهم وطريقة تفكيرهم عن أفراد الطبيعيين فهم حسب رأيهم يتميزون بقصر القامة وجباء ضيقة أذان كبيرة وأيدي طويلة وكثافة في أجسامهم .

وتفرض هذه النظرية أن السلوك ينشأ بحتمية بيولوجية موروثة كما ينحدر هذا السلوك في تكوينه إلى مراحل اولية من مراحل تطور الجنس البشري وهذا يؤدي إلى تكوين شخصية إجرامية فطرية , ويصبح صاحبها مجرما بالفطرة أو الولادة.

ب - النظريات النفسية :

التحليل النفسي: 

لم تبق نظرية المبروز وحيدة في الميدان إذ ظهر فرويد Sigmund مؤسس مدرسة التحليل النفسي الذي يرى أن الانحراف نتاج معاناة أو صراع في مكونات الجهاز النفسي ، وتحاول تقصيره في ضوء اتجاهين أساسين :

‌اولا  الاتجاه الغريزي :

حيث يرى هذا الاتجاه وجود فرق بين المؤثر الناتج عن داخل الجسم و المؤثر الخارجي المنقول عن طريق الإدراك، وحسب أتباع فرويد يمكن اجتناب المؤثرات غير المرغوبة و الآتية من الخارج في حين أن النابعة من الداخل إذا لم تكبح فإنما تواصل تأثرها إلى أن تحدث ضغطا والانحراف ينجم عن الاضطراب الحاصل في مجالات العقل الثلاثة (الأثناء الأنا الأعلى ، الهو) ، فتحدث الجريمة عندما تتغلب النفس الأمارة بالسوء ( الهو) على الأنا في انعدام الضمير(الأنا الأعلى) المتمثلة في عادات المجتمع وتقاليده واعرافه ، أي ضعف الانا في وظيفتها السامية الا وهي الرقابة هذا من جانب، ومن جانب أخر فكبت الشهوات والغرائز المتمثلة ( الهو) يؤدي بالفرد إلى أمراض نفسية متمثلة في العقد وبالتالي يحدث اضطرابا في مكونات الشخصية أو الجهاز النفسي للفرد، ويستطيع حسب تعبير علماء النفس أن تفسر سلوك المجرم في هذه الحالة على أنه تعبير رمزي ، أو تعويض سلوكي غير مباشر ينشا من اطلاق تلك الدوافع المكبوتة التي ذكرناها سابقا ، بمعنى يتولد نتيجة الشعور بالذنب ، الذي تكون في اللاشعور فيلجا الى التعويض وتفريغ تلك الطاقات والشحنات في شكل سلوكيات معادية للمجتمع.

ثانيا :  اتجاه بينامية حل المشكلات:

هو اتجاه سيكولوجي و عمل اجتماعي مفاده أن المنحرفين عرضوا متطلباتهم النفسية بالعدوانية و السلوك المتشرد ، وقد عرضت هذه النظرية لا اعتبارات أهمها التحليلات السيكولوجية المعدة مسبقا و ذاتية التفسيرات و هذا يعود کون الدارسون للمنحرفين ينطلقون من خلفية أن أصل الانحراف هو اختلال في وجدانية المجرم كما تشير نظرية النفسية إلى أن الأشخاص موهوبون عن طريق الطبيعة بدوافع أو غرائز عدوانية و مدمرة و غير اجتماعية ، أما أنواع الأشخاص الذين لا يرتكبون جرائم فهم متميزون بقوة ضوابطهم المستدمجة ، و يركز أصحاب هذا البعد على فكرة مفادها أن خبرات الطفولة المبكرة لها تأثير كبير على سلوك الراشد و خصوصا نحو اتجاهاته الانحرافية.

 ج -  النظرية السلوكية:

ومضمون هذه النظرية يشير أن معظم سلوكيات الإجرامية المتعلمة، وهي بمثابة استجابات المثيرات محدودة في البيئة فالإنسان يولد محايدة فلا هو خير ولا هو شرير، وانما يولد صفحة بيضاء، ومن خلال علاقته بالبيئة يتعلم أنماط الاستجابات المختلفة سواء أكانت هذه الاستجابات سلوكيات (صحيحة أم خاطئة)، وبالتالي فإن هذه النظرية تنظر إلى السلوك الإجرامي على أنه سلوك متعلم، وهو عبارة عن عادات سلوكية سالبة اكتسبها القرد للحصول على التعزيز أو الرغبات، وتعلمها الفرد من البيئة، فإما أن يكون قد تعلمها بواسطة ملاحظة نماذج سالبة في حياته، أو يكون قد سلك طريقة سالبة وحصل على التعزيز، أو يكون قد سلك کرد فعل انفعالي وحصل على تفريغ بعض شحنات نفسية سالبة .

ومن رواد ها على راسهم باندورا والذي وضع ثلاث افتراضات في تعلم السلوك الاجرامي لدى الطفل وهي :

- يمكن أن يتعلم السلوك الاجرامي من عائلته .

- يمكن أن يتعلم الطفل الأجرام من مؤسسات النسق الاجتماعي (الحضانة، الرفاق ، الشارع ...الخ )

- يمكن أن يتعلم السلوك الاجرامي من وسائل الاعلام المرئية وما تعرضه شاشات التلفاز من أفلام وبرامج العنف المرئي كالمصارعة والكاراتيه والعصابات تحت شعار العنف المرئي أسلوك منمذج) يؤثر على الطفل وعلى قيمه واتجاهاته وطريقة تعامله مع الأخرين وإذ تقوم بنقل القيم المغذية للسلوك الاجرامي وبالتالي في هذه المراحل العمرية الأولى الحساسة بخلط بين فكرة ما هو مرئي وبين ما هر خيالي ؛ بحيث يميل إلى إظهار القوة والتسلط مما يولد له فكرة تجسيد هذا السلوك في صورة انحرافيه وإجرامية.

و في موضوع ذات صلة يمكنك الاطلاع على ملخص علم نفس الاجرامي pdf

2 - الاتجاه الاجتماعي في تفسير الجريمة:

لقد حاول العديد من علماء الاجتماع تفسير ظاهرة الإجرام ، كما عملوا على تحديد المؤشرات التي تعمل على إبراز الظاهرة في المجتمع ، ومن بين هؤلاء العلماء نجد علماء الاجتماع فلقد كان لهم دور كبير في محاولات تفسير الجريمة وحاولوا حصر الأسباب الاجتماعية أو المؤشرات الاجتماعية التي تساعد بشكل مباشر أو غير مباشر على نمو الجريمة أو انطفائها.

وعليه فهذا الاتجاه على ربط الفرد بالجماعة بالرغم من اختلاف العلماء في نظرتهم وتفسيرهم للسلوك الإجرامي إلا أنهم يؤدون على فكرة جوهرية، وهي دور البيئة التي يعيش فيها الفرد كعامل أساسي يساهم والى حد بعيد في تكوين الجريمة ولا ينظر علماء الاجتماع في تفسيرهم لشخص المجرم كشخص مختلف من الناحية العضوية أو العقلية أو المرضية، إلى كشخص مختلف من الناحية الاجتماعية عن سواه من الأشخاص غير المجرمين.

انطلاقا مما سبق تحاول استعراض بعض النظريات الاجتماعية ونذكر منها:

ا -    نظرية التقليد :

ومفادها أن الانحراف يتم عن طريق الانتشار والانتقال بين الطبقات الاجتماعية من خلال المحاكاة والتقاليد ، ويؤكد روادها هذه النظرية وعلى رأسهم جبرائیل تارد

G.Tard)) أن ارتكاب الجريمة يرجع الى أن كل فرد يتصرف في المجتمع وفق العادات والتقاليد والأعراف السائدة في مجتمعه ، فإذا سرق شخص او قتل فإنه لا يفعل ذلك إلا نتيجة لتقليد شخص آخر سبقه على ذلك ، بمعنى آخر آن ارتكاب الجريحة ليس سببه خلل عضوي أو نفسي ، وانما يكون بواسطة التقليد والمحاكاة للآخرين.

وفي السياق ذاته ينكر(G.Tard) أن التقليد يتم حسب قوانين ثابتة:

1.     تعاظم التقليد كلما كان الاتصال بين الأفراد أكبر ، وهذا يكون في المدينة أكثر منه في الريف .

2.     التقليد يكون من الأعلى إلى الأسفل ، فالفقير يقلد الغني ، والصغير يقلد الكبير. 

3.     تداخل الظروف واحلال بعضها محل بعضها الآخر فمثلا جريمة القتل بالسكين كان قديما مشهور الى أن صنع المسدس

ب -    نظرية الصراع :

ومفادها أن المجتمع يتألف من طبقات متنوعة تحكمها هذه جوانب اجتماعية واقتصادية ودينية ولغوية ، ويؤكد رواد هذه النظرية وعلى رأسهم مارکس و Srin Gordor-platf وغيرهم ان سبب الجريمة راجع إلى الظروف الاجتماعية الطبقية وعلى هذا الأساس فإن المجتمعات الاشتراكية يجب أن تكون معدلات الأجرام فيها أقل من الرأسمالية التي يكون فيها التطبيق القسري للقانون يؤدي إلى التركيز على سلوك الجماعات الأضعف وبالتالي تجريم سلوك هذه الجماعات بصورة غير ملائمة.

ج -     التفكك الاجتماعي :

ومفاد هذه النظرية أن التفكك الاجتماعي يلعب دورا كبيرا في ازدياد حجم الظاهرة الاجرامية وفحوى هذا الاتجاه متقارب جدا مع نظرية صراع الثقافات ويرى رواد هذه النظرية وعلى رأسهم سيلين أن الجريمة وليدة خلافه مذهبي من الفرد والقانون بمعنى أن المجرم مشبع بدقة من الوسط المحيط به تتعارض مع في المجتمع.

وكما حاول أيضا إعطاء تفسيرا لنظريته على أساس التفرقة بين المجتمعات البدائية والمتحضرة والمقارنة بينها من حيث وضع الفرد في كل منها وتأثره بما يسوده من ظروف ومؤثرات ، فعملية التفكك الاجتماعي تكمن في رأيه في تصادم المصالح والقيم والسبب يرجع الى التعلم الترابط والتناسق والانسجام بين أفراد المجتمع مما يؤدي الى ارتفاع حجم الظاهرة الاجرامية في المجتمعات الحديثة المتقدمة حضاريا.

فالتنظيم في هذه المجتمعات مستمدا من الوحدات الاجتماعية التي تجبر الفرد بقوة القانون الانتماء اليها، اذ يعتبر السلوك الاجرامي في ظلها سلوكا عاديا مألوفا، فيندفع فيها الفرد الى ارتكابه نتيجة لتأثره بقواعد ومعايير هذه الجماعة ومختلف أنماط السلوكيات السائدة فيها 

د -      نظرية الضبط الاجتماعي :

وتقوم هذه النظرية على أرضية أساسية مفادها أن الأفعال الجانحة تنتج عندما تكون رابطة الفرد بالمجتمع ضعيفة أو متصدعة، وعليه فهي تنظر للانحراف على أنه نتيجة للتحرر النسبي من الارتباطات والمعدات الأخلاقية التي تربط معظم الناس وتجعلهم يعيشون حياة واحدة في ظل القانون

ویؤکد رواد هذه النظرية وعلى رأسهم ترافيز هيرزخ وشورت مستر أنه يمكن تفسير الجريمة من خلال منظور الضبط الاجتماعي فالمنحرفين او الجانحين يختلفون عن غيرهم من العاديين في أنه تنقصهم الفاعلية وروابط المكافأة بالنظم الاجتماعية الأساسية أي أن ضعف رابطة الفرد ونقص استقراره في المجمع ولد الجريمة والانحراف .

ه -      نظرية الضغوط :

يرى رواد هذه النظرية روبرت ميرتون " وكلوارد ويونغ " أن الجريمة في نظرهم تتولد نتيجة وجود فجوة واسعة بين تطلعات الافراد وطموحاتهم الثقافية والتي تعي أو ترفع من شأن الإنجاز والنجاح الناس وبين الفرص المتاحة والمحددة تماما بالظروف والعوامل الوقائية فالإلحاح المستمر من جانب المجتمع يتناقض تماما مع الفرص الواقعية التي يجدها الفرد ومن ثم تتراكم مشاعر الإحباط وخيبة الأمل الى جانب الضغوط المستمرة فتتولد مشاعر الكراهية والحقد وبالتالي مختلف مظاهر العنف والجريمة.

إذن العلاقة وطيدة بين الضغوط والانحراف تولد العنف والجريمة في المجتمع والضغوط هي عبارة عن خبرات وتجارب غير سارة يمر بها الفرد، فالشخص يصاب بالضغوط حينما يشعر بأن متطلباته الداخلية تحتاج الى اشباع يفوق موارده الشخصية كما تحدث الضغوط على الأفراد المعظم الناس نتيجة أحداث الحياة من فواجع وأدوات الطلاق وغيرها.

و -   نظرية الوصم ( رد الفعل الاجتماعي أو النسبة الانحرافية):

وتعرض هذه النظرية لمجموعة من قضايا من بينها اختلاف موقف مرتكبي الجريمة عن موقف الجماعة التي ينتمي اليها ففي حين ان مرتكب الجريمة أن هذا السلوك خروج عن معاييرها وتضم هذا الفرد الذي ارتكب السلوك بانه مجرد وهذه الوصمة لها دور كبير في دفع الفرد الى الجريمة .

و يؤكد رواد هذه النظرية وعلى رأسهم - اودين لمبرت -  إلى أن السلوك الاجرامي يتجه الى الطريقة التي يتعامل المجتمع معه ، فالانحراف في نظره ما هو إلا نتيجة تفاعلية من فعل الفرد المنحرف وردود أفعال المجتمع تجاهه و في حين يرى بعض الباحثين أن نظرية الوصم تقوم على فرضتين أساسيتين هما :

1.      انحراف لا يقوم على نوعية الفعل وماهيته بقدر ما يقوم على نتيجة ما يوصف به الفاعل من المجتمع.

2.       أن الانحراف عملية اجتماعية تقوم بين طرفين الفعل الانحرافي، وردة فعل المجتمع اتجاه ذلك الفعل ووصمه بالانحراف من جانب المجتمع.

    و في ذات السياق يمكنك تحميل محاضرات علم النفس الجنائي pdf 

3   3 - الاتجاه الكاملي في تفسير الجريمة :

ويقصد به لا توجد مقاربة تكاملية أو اتجاه كامل في تفسير الجريمة والسلوك الاجرامي ، وهذا نتيجة لتعدد الأسباب وتشابكها في أحداث الجرم ، وعليه فالمقاربات النظرية السالفة الذكر لم تستطع أن تتكلم بكل انماط السلوك الاجرامي وما يحيط به ويوثر به في البيئة الخارجية او الداخلية.

وفي هذا الصدد ذكر بعضت الدراسات انه هناك اعتبارين أساسيان للتفسير المتكامل للجنوح والسلوك الإجرامي عرضها فيما يلي :

وجوب استبعاد أي تفسير للجنوح وللسلوك الإجرامي بيني على فكرة العامل الواحد أو السبب الواحد بمعنى أن نظرية واحدة ذات طابع واحد لا تستطيع تقديم تفسير علمي مقبول للجنوح والظاهرة الإجرامية ففكرة العوامل المتعددة هي التي تستقيم وطبيعة ظاهرة الجريمة التي هي واقعة في حياة الفرد وحيت يستحيل إهمال الجوانب الداخلية التي تؤثر في الجريمة وسلوك الأفراد عموما كما أنها واقعة في حياة الجماعة.

-        وجوب إتباع الأسلوب التكاملي في بحث الجريمة والظاهرة الإجرامية بين مختلف فروع العلوم التي تهتم بدراستها في كافة جوانبها.

وفي السياق ذاته يرى (عبد الرحمن العيسوي ،1997) أن هذه النظريات لا تصلح لتفسير السلوك الاجرامي سواء كانت بيولوجية أو اجتماعية أو اقتصادية ترجعه إلي عوامل التطبع والتنشئة الاجتماعية أو عوامل نفسية ترجعه إلى عوامل لاشعورية كالشعور بالذنب أو النقص، لذا فإن الرأي المقبول هو الأخذ بالنظرية التكاملية أو العوامل المفردة في تفسير السلوك الإجرامي.

وعليه يرى أصحاب هذا الاتجاه أن السلوك الانحرافي هو سلوك مركب لا يمكن إخضاعه للتجزئة أو لوسمه لعامل دون آخر، بل إن مزيج من عدة عوامل هو الذي يؤدي إلى ارتكاب الجريمة فالنظرية التكاملية تحاول أن تربط العوامل في صورة من التفاعل الدينامي أي تآلف العوامل المسببة للجريمة و الانحراف في ضوء التطور الفعلي للشخصية كما تبدو متفاعلة مع الوضع الاجتماعي الذي توجد فيه. ومن أنصار المدرسة التكاملية الذي يجمع بين مختلف العوامل المسببة للجريمة عالم الإجرام والركلس صاحب نظرية الاحتواء التي ترجع السلوك الإجرامي إلى الضعف أو فشل الاحتواء الداخلي الذي يعبر على قدرة الفرد على الإمساك عن رغباته بطرق منافية للمعايير الاجتماعية والاحتواء الخارجي وهو قدرة الجماعة أو النظم الاجتماعية على أن تجعل لمعاييرها الاجتماعية أثرا فعالا على الأفراد و تظهر قوة الاحتواء الخارجي في درجة مقاومته للضغوط الاجتماعية ولقد دلت الكثير من أعمال العلماء والباحثين أمثال شيلدون و اليانور جلوك على اتجاه تعددي ينظر إلى الإنسان على أنه وحدة عضوية نفسية و اجتماعية.

 و في ذات السياق يمكنك تحميل كتاب علم النفس الجنائي pdf

المصدر :

نوال بوضياف . تصنيفات الشخصية المجرمة pdf و صورتها و مؤشراتها الاكلينكية . محاضرات في علم نفس الاجرام لطلبة سنة اولى ماستر علم النفس العيادي .