بحث حول العلاج المتمركز حول العميل

بحث عبارة عن مقال حول العلاج المتمركز حول العميل عند كارل روجرز

بحث حول العلاج المتمركز حول العميل 

محتويات البحث 

  1. - تعريف العلاج المتمركز حول العميل 
  2. - مفاهيم اساسية للعلاج المتمركز حول العميل 
  3. - مسلمات العلاج المتمركز حول العميل 
  4. - شروط العلاج المتمركز حول العميل 
  5. - الفنيات المستخدمة في العلاج المتمركز حول العميل 
  6. - شروط نجاح العلاج المتمركز حول العميل

بحث حول العلاج المتمركز حول العميل
بحث حول العلاج المتمركز حول العميل 

1 - تعريف العلاج المتمركز حول العميل


العلاج المتمركز حول العميل أو الشخص و يسمى ايضا طريقة المقاربة الانسانية، وهي سيكولوجية إنسانية ظهرت في الستينات من القرن الواحد والعشرين في الولايات المتحدة األمريكية وتقع مسؤولية هذا النوع من العلاج النفسي على العميل ذاته، بهدف الوصول به إلى الوعي والبصيرة والفهم لمشاكله، ومن ثم إصدار القرارات.

العلاج المتمركز حول العميل هو نوع من العلاج النفسي طوره كارل روجرز والمعالج بهذه الطريقة لا يوجه بل يتأمل ويشجع العميل على توضيح النقاط ، و يتبنى هذا الاسلوب على أساس أن العميل أفضل من يقدر على معالجة مشكلاته الشخصية ،فالمعالج يوفر مناخا مستقلا لا يتسم بإصدار لاحكام ليتمكن العميل على حل مشكلاته وأحيانا يطلق على هذا النوع من العلاج العلاج غير الموجه.

وتنتمي طريقة العلاج المتمركز حول العميل او على الشخص للمدرسة الظواهرية والمدرسة الانسانية في علم النفس ,وهي تركز على استبصار الفرد بذاته وبالخبرات التي شوهها أو حرفها أو أنكرها في محاولة لادماجها أو التقريب بينهما ( أي بين ذات الفرد و خبراته) مما يعطي الفرصة لنمو الشخصية أو كما يقول روجرز "السيرورة إلى ذات جديدة".

ويقوم هذا العلاج على مسلمة أن كل شخص لديه حاجة طبيعية لتحقيق ذاته، ولا تشبع الا إذا أدرك العميل تماما إمكانياته ودوافعه وقدراته وتقبل ذاته، وتتلخص هذه المسلمة في مبادئ ثالث هي:

  • اعرف نفسك
  • كن صادقا مع نفسك
  • راقب ذاتك.

فكلما كان الشخص على بصيرة بما يقوم به من تصرفات وعلى إدراك لذاته، كلما أدى ذلك إلى التوافق النفسي والصحة النفسية. ويركز العلاج المتمركز حول الشخص على نوعية العلاقة بين المعالج والعميل والتي تتسم بشروط، ويؤكد روجرز أن منهجه في العالج ليس مجرد طريقة تتحاشى إعطاء النصائح والتوجيهات للمريض، ولكن المعالج يشترك بصورة ديناميكية من خلال الفهم المتعاطف أو المشاركة الوجدانية مع العميل.

2 - مفاهيم أساسية العلاج المتمركز حول العميل


على الرغم من وجود الكثير من المفاهيم المتشابهة بين العلاج المتمركز حول الشخص والعلاج الوجودي من حيث احترام العميل والحرية الشخصية وتحمل المسؤولية والوصول إلى المعنى من الحياة، إلا أن هناك بعضا من الاختلاف بين النموذجين يمكن ملاحظته في الكيفية الإجرائية لعملية العلاج.

فبينما العلاج الوجودي يعرض أهمية قصوى للتعامل مع القلق الناتج عن التفكير الذاتي يعطي العلاج المتمركز حول العميل أهمية تكوين الاتجاهات وأنماط السلوك من خلال إنشاء مناخ إيجابي للعلاقة المهنية بين المعالج والعميل. وتشير بعض الدراسات الى أن العلاج المتمركز حول العميل يرتكز على الأطر النظرية الأساسية التالية:

  • الإيمان بقيمة الإنسان وأنه يمتلك القدرات والإمكانيات والقدرة على استثمارها من خلال عملية الاستثمار الذاتي.
  • عملية الاستثمار الذاتي (وهي القدرة على توظيف الطاقات الكامنة في الوصول إلى التوافق النفسي والاجتماعي)، هي عملية مستمرة مدى الحياة.
  • الإنسان يستطيع أن يحقق النمو النفسي والاجتماعي متى ما توفر المناخ الإيجابي الذي يساعده على ذلك.
  • الاحترام والتعاطف والعلاقة المهنية هي مقومات العملية العلاجية ومتى ما توفرت أنشأت حالة من الاستقرار تساهم في دفع عملية العلاج نحو تحقيق أهدافه.
  • دور الأخصائي الاجتماعي هو دور المساعد وليس الأساسي في العملية العلاجية ويقع على عاتقه توفير الاحترام والتقدير .
  • التركيز على الموقف الحالي والآني وما يرتبط به من مشاعر وسلوك يحضرها العميل للعملية العلاجية. 
  • الوصول إلى معرفة العميل لذاته هو الهدف النهائي للعلاج فإذا ما تحقق ذلك أصبح العميل قادراً على التمتع بالاستقلال في الشخصية والتكامل في وظائفها.

عملية إعادة الاندماج:

لكي يحدث التطابق أو يزداد حدوثه، ينبغي أن يحدث نقص في شروط الأهمية ( التقدير أو الاعتبار) وزيادة في الاعتبار غير المشروط للذات، ومن أهم الوسائل التي تحقق ذلك أن تتلقى الفرد اعتبارا إيجابيا غير مشروط من شخص آخر له أهمية (المعالج) في إطار التفهم القائم على المشاركة.

فإذا ما أدرك الفرد هذا الاعتبار فإن ذلك يؤدي إلى تفكيك الشروط الخاصة بالاعتبار التي استدمجها هذا الشخص من قبل، فتزداد نظرته الايجابية لذاته ، بينما ينخفض التهديد ويزداد التطابق بين ذات الفرد وخبرته، ويصبح الفرد عندئذ أقل استهدافا لاستشعار التهديد وأقل دفاعية وأكثر تطابقا ويزداد اعتباره لذاته واعتباره الايجابي للآخرين ويصبح أكثر توافقا من الناحية النفسية وتمثل هذه الظروف والنتائج المترتبة عليها عملية العلاج النفسي المتمركز حول العميل.


3 - مسلمات العلاج المتمركز حول العميل


يعتمد العلاج المتمركز حول الشخص على بعض الأفكار النظرية، فقد وضع كارل روجرز 19مسلمة جعل منها فروضا لدراسته وقسمها إلى خمس مجالات وهي:
  • المجال الاول : المواجهة بين الفرد وبيئته.
  • المجال الثاني : يدور حول سؤال: كيف يدرك الشخص نفسه ؟ أو كيف يشعر بنفسه ؟
  • المجال الثالث : يختص بمشكلة التوافق النفسي في مقابل عدم القدرة على التوافق النفسي
  • المجال الرابع : يختص بمشكلة الأسباب الكامنة خلف سلوك الإنسان وموقع هذا السلوك .
  • المجال الخامس : يدور حول إمكانات العلاج النفسي في تعديل الخبرات وتعديل السلوك بهدف تحقيق الشفاء.

كما حدد روجرز مسلمات وفروض كل مجال من هذه المجالات و هي كالآتي :

فروض المجال الأول : ( العلاقة بين الفرد والعالم المحيط به )


1- يوجد كل فرد في عالم من الخبرة دائم التغير بحيث يكون مركز هذا العالم هو الشخص نفسه.

2 - الكائن العضوي يستجيب للمجال في ضوء خبرته وإدراكه ،له ويعتبر المجال المدرك هو الواقع بالنسبة للكائن العضوي.

3 - يستجيب الكائن العضوي للمجال المدرك بوصفه منظومة كلية منسقة .

4- أفضل طريقة لفهم سلوك الكائن العضوي هي فهم الإطار المرجعي الداخلي للفرد ذاته .

فروض المجال الثاني: ( ملاحظات الذات )


5- يتمايز جزء من المجال الظاهري ، وينمو بصورة مستمرة مكونا الذات

6- تتكون بنية الذات نتيجة لتفاعل الفرد مع المجال الظاهري ، وبصفة خاصة كنتيجة للإحكام التقويمية لتفاعل الفرد مع الآخرين، فالذات هي مجموعة الصفات المنظمة والمتصلة.

7- الأحكام المرتبطة بالخبرات والأحكام التي تعتبر جزء من بنية الذات يمكن أن تصبح أحكاما يمكن التعرف عليها بصورة مباشرة من الكائن العضوي ، هذه الأحكام يمكن أن تنتقل من الكائن للآخرين مع ملاحظة انه في هذه المحاولة سيصيبها التشويه نتيجة التعامل معها وكان الفرد اكتسبها بنفسه.

8- عندما يحصل الكائن العضوي على خبرات فانه توجد ثلاثة احتمالات

أ - يمكن ترميزها وتنظم علاقته مع الناس.

ب - يتم تجاهلها لأنه لا توجد علاقة بينهما وبين الذات.

ج - تنكر أو يشوه ترميزها لأنها لا تتفق مع الذات.

فروض المجال الثالث : ( التوافق في مقابل عدم التوافق)


9 - يحدث التوافق النفسي عندما تكون جميع الخبرات الجسمية والحسية للكائن العضوي على المستوى الترميزي في علاقة متوافقة مع مفهوم الذات.

10- يحدث عدم التوافق النفسي عندما يتنكر الفرد شعوريا للخبرات الجسمية والحسية ويمتنع من ترميزها ويمنعها من الانتظام في بنائه النفسي وعندما يحدث مثل هذا الموقف فانه يكون سببا لحدوث التوتر النفسي.

11- كل خبرة لا تتفق مع الكائن العضوي ولا مع بنية الذات عنده يدركها الفرد على إنها خبرة مهدده ، وكلما حدثت هذه الخبرة كلما أصبحت بنية الذات متصلبة وجامدة وهي تود من وراء ذلك المحافظة على

النفس .

12- يوجد في داخل كل فرد اتجاه نحو تحقيق ذاته ونحو تنمية هذه الذات.

فروض المجال الرابع: ( السلوك وأسبابه)


13- السلوك هو الطريق الوحيد لمحاولة الفرد تحقيق أهدافه في إشباع حاجاته في إطار خبراته السابقة

14- الأساليب السلوكية التي يقبلها الفرد هي في الغالب تلك التي تتفق مع مفهوم الفرد عن ذاته

15- يمكن أن يحدث السلوك في بعض الحالات نتيجة للحاجات البيولوجية والخبرات التي لا يتم ترميزها. ومثل هذا السلوك يكون متعارضا مع بنية الذات، ولكن في هذه الحالة وغيرها من الحالات المشابهة نجد أن سلوك الفرد ليس سلوكه الفعلي.

فروض المجال الخامس : ( تعديل السلوك )


16- أحسن طريقة لفهم الفرد هي التي تبدأ بفهم الإطار الداخلي للفرد نفسه.

17-تحت شروط خاصة يمكن للفرد أن يختبر بعض الخبرات التي لا تتفق مع بنيته النفسية وهذا يؤدي إلي تعديل بنية الذات حتى يتمكن الفرد من تقبل هذه الخبرات على شرط ألا تسبب له هذه الخبرات أي تهديد لبنيته النفسية.

18-عندما يدرك الفرد عددا أكبر من خبراته البيولوجية ويضعها إلي بنيته الذاتية ويقبلها فانه يلاحظ أن نظامه القيمي الحاضر يتم تشويهه ويتم استبداله بنظام قيمي جديد.

19-عندما يستطيع الفرد أن يدرك جميع خبراته الجسدية والحسية ويضعها في نسق متكامل تكون لديه درجة اكبر من الفهم للآخرين كما انه يسلك مع الآخرين بطريقة فيها تقبل لهم.

4 - شروط العلاج المتمركز حول العميل

لقد وضع روجرز ستة شروط أساسية للعلاج، ويرى أنه إذا عمل المرشد على توفيرها فإن فرصة نجاح العلاج ستكون أفضل وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:

1-1- الاتصال السيكولوجي : Psychological contact:

هي علاقة بين شخصين بينهما اتصال للحصول على تأثير أحدهم على الآخر، ولقد استخدم روجرز في بداية وضعه للنظرية مصطلح العلاقة ولكن بعد ذلك استخدم مصطلح الاتصال.

2-1- أن يكون المسترشد في وضعية عدم توافق وانسجام مع نفسه وتوتر وقلق:

فهذه الحالة هي التي تدفعه إلى التغيير والحصول على الراحة النفسية.

3-1- التطابق والأصالة: Congruence and Genuineness

يجب أن يكون المرشد في حالة انسجام وتناسق مع ذاته وان يكون قادرا على إيصال هذه المشاعر للمرشد، فيكون أصيلا في انفعالاته ومشاعره، فيظهر ذاته ولا ينكرها لان المسترشد يمكن أن يلاحظ عدم أصالة المرشد، وهذا الاكتشاف يؤدي إلى عدم ثقة المسترشد بالمرشد ، الأمر الذي يحد من فاعلية الظروف المسهلة للنمو والوعي الذاتي.

4-1- التقبل الإيجابي غير المشروط Unconditional positive regard:

بمعنى أن يقدم المرشد الدفء والتقبل الايجابي للمسترشد باعتباره فرد له قيمته، وهذا يجعل المسترشد يؤمن بأنه شخص يستحق الاحترام وبالتالي هذا الإحساس يجعله قادرا على النمو ويشجعه على تقبل ذاته. ونشير فقط إلى أن التقبل غير المشروط لا يعني الموافقة على سلوك الفرد، وإنما يعني تقديم الاحترام لذاته كشخص فريد له كرامة، فإذا أدرك المسترشد التقبل الايجابي غير المشروط من المعالج فإنه سوف يزيد من احترامه لذاته وتقبله .لها.

5-1- التعاطف: Empathy

ويعني قدرة المرشد على فهم المسترشد من خلال عالمه وكأنه عالمه الخاص وأن يرى بعينيه ويسمع بأذنيه، دون أن يؤثر على معتقدات العميل.

ويعبر عن التعاطف من خلال رسائل لفظية وغير لفظية، وتكمن الرسائل اللفظية في تكرار وإعادة صياغة العناصر المحورية للمشكلة التي عبر عنها العميل وأن يكون المعالج قادرا على فهم وضعية العميل ليس في إطاره المرجعي الخاص، ولكن في الإطار المرجعي له.

ويعرف التعاطف بالآلية النفسية التي يمكن للفرد أن يفهم من خلالها مشاعر شخص آخر ، وعواطفه، دون أن يحس بها هو، ومن الأمثلة على جمل تمثل التعاطف:

- إنك تشعر بعدم تمكنك من القيام بكذا؟

فالجمل المتعاطفة الصادرة من المعالج تكون متمركزة حول العميل وعلى طريقة عيشه للأحداث على المستوى الوجداني، فهذه الطريقة تهدف إلى السماح للمعالج بفهم أفضل للنتائج المترتبة عن تجاربه المعاشة وعن مخاوفه، كما تعمل هذه التقنية على تسريع عملية التعبير عن مشاعر العميل.

ویری روجرز أن التعاطف يتم بـ:

  • الدخول إلى العالم المفاهيمي للشخص الآخر.
  • الحساسية الشفافة لمعاني العميل ومعتقداته المتغيرة مثل التغير من الرقة إلى حالة العنف. والتعاطف يميز بالتقبل وعدم إصدار الأحكام.
  • العيش مؤقتا في حياة الآخرين مع عدم إصدار حكم تقديمي.
  • النظر إلى الخبرة من وجهة نظر الفرد نفسه.
  • إدراك الظروف العلاجية من قبل المسترشد.

6-1- إدراك المسترشد للتقبل غير المشروط والتعاطف :

يرى روجرز أنه ليس المهم التعاطف والتقبل غير المشروط للعميل، وإنما المهم إدراك العميل لهذه الخصائص من وجهة نظره الظاهراتية، وقد يصل هذا الإدراك عن طريق الجانب اللفظي وغير اللفظي.

فإذا اجتمع التقبل والتعاطف والأصالة بالإضافة إلى إدراك العميل لهذه الظروف فإن تغيرا شخصيا سيحدث على الفرد.

و هناك ثلاثة شروط لنجاح العلاقة المهنية يجب توافرها وهي:

- التعاطف:

ويعني إدراك الأخصائي النفسي أو المعالج لمشاعر العميل وتقدير كل ما مر به العميل من خبرات أي قدرة الممارس على أن يبدي للعميل أنه يشعر بما يعانيه ويتفهم ما يحس به العميل من الألم والتعاطف هنا قد يكون لفظيا من خلال الكلمات والعبارات التي يسمعها للعميل وقد يكون غير لفظيا من خلال استخدام حركة الجسم وتعبيرات الوجه.

- الاحترام الايجابي غير المشروط:

ويعني عدم محاولة قيام الأخصائي الاجتماعي بالتوصل لاستنتاجات ثم الضغط على العميل بتقبلها. بل يجب إعطاء العميل الفرصة الكاملة للتعبير عما يشعر به ويفكر فيه.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الاحترام الايجابي غير المشروط لا يعني أن موافقة وتقبل الأخصائي النفسي أو المعالج لأنماط السلوك المضادة للمجتمع والانحرافية.

- التطابق أو الموائمة :

ويشير هنا إلى المطابقة بين نظرة العميل لذاته كما هي في الواقع وبين ذاته التي يتطلع إلى الوصول إليها. وكلما كان هناك نوعا من التطابق بين الذات الواقعية والذات المثالية كلما حقق العلاج المتمركز حول العميل الاهداف التي يسعى اليها .

5 - الفنيات المستخدمة في العلاج المتمركز حول العميل


لقد نبه روجرز إلى أهمية الفنية الأولى في المساعدة على تحقيق أهداف العملية العلاجية, ويمكن القول ان الفنية الأولية تعمل على إعادة توجيه الذات و أعادة تنظيمها.

وبعد ذلك الهدف الرئيسي للإرشاد حيث تسعى هذه الفنية إلى زيادة استبصار العميل بذاته وفهمه لها وتشجيع العميل على التعبير عن مشاعره واتجاهاته لتحقيق الفهم القائم على حسن البصيرة بصورة تلقائية ومساعدته أيضا للتخلي عن الأساليب الدفاعية, وعدم التركيز على أن المرشد أو المعالج سوف يوجه له انتقادات أو اقتراحات أو أوامر . وإذا أمكن تحقيق هذا الهدف فانه يمكن القول إن العميل أصبح حرا في رؤيته للمواقف الواقعية كما هي بدون محاولة تبرير سلوكه أو حماية ذاته.

كما انه بإمكان المعالج مساعدة العميل على إدراك الخيارات المتاحة و اكتشافها بالإضافة إلى انه يقترح على العميل إقامة بعض العلاقات أو عرض نماذج لردود أفعال

وقد صاغ روجرز مجموعة من الفنيات كي تستخدم كأساليب لتحقيق الشروط المسهلة للعملية العلاجية وتهدف إلى التأكيد من تحقيق هذه الشروط وهي فنيات تتجه في الجانب الأكبر منها نحو مشاعر العميل تتضمن هذه الفنيات :

1 - فنية تقبل المشاعر Feelings Acceptance Technique :


وهي فنية تتلخص في ضرورة أن يتقبل المرشد المشاعر الموجبة التي يعبر عنها العميل بالكيفية نفسها التي يتقبل بها المشاعر السالبة بشرط ألا تتم مقابلة المشاعر الموجبة بالاستحسان أو المدح بل يتم تقبل المشاعر الموجبة كجانب من لا يقل و لا يزيد قدرا عن المشاعر الشخصية السالبة وتتضح هذه الفنية العلاجية في إن هذا التقبل الذي يحدث بالنسبة لكل الاتجاهات العدوانية والاتجاهات الاجتماعية و لكل من المشاعر الإثم و التعبيرات الموجبة عن المشاعر هو الذي يعطي الفرد الفرصة لأول مرة في حياته لان يفهم ذاته على نحو ما هو كائن ففي ظل هذا التقبل الكامل, لا تكون هناك حاجة لدى الفرد لان يخفي مشاعره السلبية خلف دفاعاته فضلا عن انه لا يجد فرصة لان يتجاهل او يفرط في تقييم مشاعره الموجبة.
وفي ظل هذا التقبل الكامل للمشاعر يصل العميل إلى مرحلة الاستبصار وفهم الذات و يمثل هذا الاستبصار جانبا مهما في العملية العلاجية الكلية .

2 - فنية عكس المشاعر Feelings Reflection Technique


و تمثل هذه الفنية أهمية كبرى في العلاج غير التوجيهي و هي تعني ببساطة شديدة تكرار المقاطع الأخيرة التي يقولها للعميل أو إعادة محتوى ما يقوله للعميل او تكرار ما يقوله العميل أو جانب مما يقوله بنبرة صوت تبين للعميل فهم المعالج له, و لكن دون استحسان أو استهجان أي إعادة صياغة مشاعر العميل في كلمات تعكس جوهرها حيث يحاول المعالج إن يعرض للعميل مرآة لفظية Verbal miroir تمكن العميل من إن يرى ذاته بدرجة أكثر وضوحا وتفيده في التخلص من الصراعات الانفعالية و التي تكون مدمرة لتحقيق الذات مما لاشك فيه أن فنية عكس المشاعر هي إحدى وسائل تحقيق الشرط المستقل المعروف بالفهم المتعاطف Empathic understanding ، إذ أن عكس المعالج لمشاعر العميل واتجاهاته وخبراته . سواء تلك التي يعيها العميل شعوريا أو تلك التي يدركها فقط بشكل غامض ، يساعد العميل على فهم ذاته وخبراته الحقيقية.

إن ذلك يؤكد للعميل أن المعالج على درجة عميقة من الفهم المتعاطف لكل ما يقوله بل و لكل ما يجري بداخل العميل فيتحقق بذلك شرط الفهم المشاعر المتعاطف من خلال تلك الفنية.

3 - فنية توضيح المشاعر Feelings Clacification Technique


وتعني لإعادة اقرار جوهر ما يحاول العميل قوله أي انه عندما يختلط الأمر على العميل في محاولته التعبير عن مشاعره، فان مهمة المعالج عندئذ تتمثل في مساعدته على استيضاح هذه المشاعر حتى يتسنى له التعبير عنها بوضوح ، و لكن بشرط ألا يتجاوز المرشد ما يعبر عنه العميل بالفعل لأنه من الخطر الحقيقي في تقويل العميل ما لم يقل. ولما يتحقق المرشد من المشاعر التي يعبر عنها العميل فانه يقوم بإيضاحها له دون قيود أو تأويلات أو امتداح أو انتقاد أو نصيحة، إنما يكون تركيزه مقصورا على مساعدة العميل على أن يرى بوضوح وان يتقبل تلك المشاعر التي يكون قادرا على التعبير عنها، فان عملية التنفيس تصبح عندئذ أكثر عمقا ، فتعبير العميل لفظيا عن الاتجاهات الأساسية لديه يؤدي إلى حدوث عملية الاستبصار بشكل تلقائي.

4 - فنية اللاتوجهية : Nondirectiveness Technique


اللاتوجيهية عند روجرز تعني عدم التوجيه أو النصح أو التأويل أو الإرشاد المباشر من جانب المعالج للعميل، وإنما السماح للنزعة الحقيقية لدى الشخص بان تنبثق فالمرشد لا يفعل أي شيء لتوجيه المعطيات ) التي يتم التعبير عنها بمعنى انه لا يطرح أي تساؤلات من شانها توجيه المقابلة ولا يطلق أي تقييمات من شانها استحثاث الدفاع أو إعاقة التعبير ويكون دور مقصورا على استجابات العميل وعكسها وتوضيحها

وتتضح أهمية فنية اللاتوجيهية في العملية العلاجية من خلال المقابلة غير التوجيهية حيث أنها طريقة غير متحيزة تمكن من سير أغوار الأفكار والادراكات الخصوصية لدى الفرد.

6 - شروط نجاح عملية العلاج المتمركز حول العميل

لقد اهتم روجرز بالشروط التي يجب أن تتوافر لنجاعة العملية العلاجية والمتمثلة فيما يلي:
  • التقدير والاعتبار للعميل من طرف المعالج مما يسمح له بإدراك مشاعره واتجاهاته فيندمج في بناء ذاته بخبرات جديدة.
  • إلقاء المسؤولية التامة على المريض فيوضح المعالج ذلك للعميل كما يبين له دوره هو مساعدته على العثور على حلول له.
  • تحديد العلاقة العلاجية بمدة زمنية فمنذ البداية يجب تحديد الوقت المخصص لكل مقابلة وكذلك عددها، وهذا يجعل المريض يبذل قصارى جهده ليستفيد من الوقت المخصص له.
  • التركيز على الفرد لا على المشكلة بعينها : بمعنى التركيز على النسق العام المجال الظاهراتي).
  • التركيز على هنا والآن فالعملية العلاجية تركز على السلوك الحاضر للعميل فقط، وليس من الضروري أن تعود إلى تأثير الماضي فيه.
  • التشخيص: لا مكان له في العملية العلاجية لأن العميل وحده القادر على تشخيص مشكلته، وتعتبر عملية هدامة للإنسان لأنه ينكر الصفات الفريدة المتميزة لكل فرد.
  • التركيز على المحتوى الانفعالي للمشكل : فالإدراك الانفعالي للموقف هو الذي يؤثر في سلوك العميل، ولهذا على المعالج أن يجعل العميل يركز على مشاعره الذاتية تجاه نفسه وتجاه الآخرين والأحداث من حوله.
  • دور المعلومات: فالمعالج لا يقدم معلومات حول العميل ولكن يساعده في فحصها ويركز على مشاعره تجاه هذه المعلومات.
  • استخدام الاختبارات الاختبارات ليست مستبعدة والمهم في العملية العلاجية كشف مشاعر العميل تجاه نتائج الاختبارات، ففائدتها محدودة.
  • أساليب التقييم: لقد توجه روجرز في بداية عمله إلى التشخيص، ولكن ابتعد عنه بعد عدة سنوات من الخبرة، واقترب من تشکیل مقياس درجة العلاقة الإرشادية وآخرون قاموا بتطوير مقاييس مدى توفر الشروط العلاجية في الموقف العلاجي.
وعلى الرغم من ذلك يرى العديد من العلماء أن هذه المقاييس تحتوي على جانب تقييمي للفرد لأنها تضع درجة معينة، فهي يجب أن تستخدم لأغراض البحث العلمي وليس عند القيام بعملية العلاج.

وقد قدم العديد من الباحثين مجموعة من القواعد التي تعين الأخصائي النفسي على ممارسة العلاج المتمركز حول العميل او الشخص بكفاءة وفاعلية :

- على الأخصائي النفسي أن يدرك نظامه القيمي واتجاهاته حول عملاءه.

- القدرة على إيجاد وتعزيز مناخ ايجابي للعلاقة المهنية.

- إشراك العميل في العلاقة المهنية بحيث يكون له الدور القيادي من خلال إتاحة الفرصة له للتعبير عن مشاعره وأفكاره.

- إظهار مشاعر الاحترام والتقدير لخبرات العملاء التي يظهرونها أثناء العلاج.

- التركيز على الزمن الحالي أثناء المقابلة دون الاستغراق في الماضي.

- إظهار التعاطف للعميل.

- النظر إلى العلاقة المهنية على أنها فرصة لتنمية قدرات العميل واستثمارها فيما يحقق توافقه النفسي والاجتماعي.

خلاصة : 
في ضوء ما سبق يتضح أن العلاج غير الموجه هو الذي لا يتدخل فيه المعالج في التأثير في اختيارات العميل أو في تفكيره أو في كيفية النظر إلى الآخر، فالمعالج لا يسأل ولا يفسر ولا يشرح ولا ينصح وإنما يعكس ما يقوله العميل فقط بلغته هو وذلك ليتيح للعميل إدراك مغزى ما يقول وتصحيح مساره السلوكي بنفسه إذا لزم الأمر. ولا يعني ذلك أن عمل المعالج يكون سهلا وسلبيا وإنما هو عكس ذلك فينصت المعالج باهتمام بالغ لما يقوله العميل ويعرف أين وكيف ومتى يتدخل ؟ وماذا يقدم لمساعدة العميل على زيادة إدراكه .

و في موضوع ذات صلة ، اليك مجموعة من المراجع و المصادر عن العلاج المتمركز حول العميل 

المرجع : 

1 . كميلة سيدر .العلاج دو المنحى الانساني pdf .دروس اعمال الموجهة لقسم علم النفس العيادي . جامعة البويرة الجزائر .