نظريات التنشئة الاجتماعية
كانت
التنشئة الاجتماعية من الموضوعات العامة في العلوم الاجتماعية فقد خلقت هذه العلوم
مساحات واسعة من التجارب النظرية والحوارات الفكرية التي أفضت إلى توفر نظريات
علمية و اتجاهات فكرية حول موضوع التنشئة الاجتماعية اسهمت بصورة متكاملة في فهم
التنشئة الاجتماعية للفرد و توضيح ابعادها ، و أبرز ما جاء في هذه النظريات ما
يلي :
1- نظرية التحليل النفسي و التنشئة الاجتماعية
لقد
شكلت نظرية فرويد (1856-1939) في التحليل النفسي محورا أساسيا من محاور نظریات
التنشئة الاجتماعية، فهي نظرية في السلوك الإنساني تفسر نمو الإنسان وتطوره و تتيح للفرد تمثيل أدوار اجتماعية جديدة
واستبطان مفاهيم المجتمع وقيمه وتصوراته عبر سلسلة من علاقاته مع الاخرين الذين
يحيطون به ويشكلون موضوع تقمصه ونماذج سلوكه .
كما
تفسر هذه النظرية الاتجاهات الوالدية نحو التنشئة الاجتماعية للأطفال في ضوء مراحل
نمو الكائن الإنسائي وتطوره، حيث اعتبر فرويد نمو الشخصية عملية ديناميكية تشمل
الصراعات بين الحاجات ورغبات ومتطلبات المجتمع، ولهذه الصراعات دورها في تنمية
الهو والأنا والأنا الأعلى .
- الهو:
تمثل مجموعة الدوافع الغريزية التي تحدد السلوك وتوجهه بما يحقق المتعة نتيجة
لإشباع الرغبات
أي عند
ولادة الطفل تنحصر قدرته على الإحساس بالمؤثرات الخارجية دون التأثير فيها أي عدم
قدرته على جذب المتعة وتجنب الألم فهو معتمد كليا على الآخرين، إنه يمثل الحالة
الفطرية الأولية وعندما يتصل الهو بالمجتمع المحيط أو بالبيئة المحيطة تبدأ عملية
تكوين الأنا.
- الأنا:
ذلك الجزء الواعي من الشخصية الذي يواجه بدوره نشاط الطفل وفقا لمبدأ الواقع وعند
ظهور "الأنا" يتعلم الطفل كيفية ضبط ذاته فالأنا يبدأ في التعامل مع
الصراعات التي تنشأ بين متطلبات الهر ومتطلبات الأباء ودوره في البحث عن وسيلة
لإشباع حاجات الهو دون انتهاك قوانين الأباء وليتم ذلك يتخذ من الحيل الدفاعية
سبيلا لكي يكبح جماح "الهو" حتى يتم إشباع رغباته بصورة مقبولة اجتماعيا
وتظهر
فعالية "الأنا" عندما يتعلم الفرد كيف يتمكن من تحقيق رغبات الهو في نطاق
الظروف التي يفترضها المجتمع والبيئة بعاداته وتقاليده، إلا أن "الأنا"
لا يستطيع كبح كل المحفزات الغريزية الخطرة التي تتنافى مع هذه القيم وتلك
التقاليد، وبالتالي أوامر الوالدين والكبار ورقابتهم على تصرفات الطفل وسلوكاته،
ويصبح للأب مثلا أوامر ونواهي، كما له تشجيع ورضا ومن ثم تشتق الأنا الأعلى.
- الأنا الأعلى:
يمثل القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية، وينضج الأنا الأعلى وتتحول
القواعد التي يفرضها الآباء على الأبناء والضوابط التي يفرضها عليه المجتمع إلى
ذاته (أي تصبح داخلية). فيبدأ في التلاؤم مع قوانين المجتمع لأنه يخاف العقاب
الخارجي ولكن لتجنب الشعور بالذنب، ومع مرور الوقت مع تعليمات وتوجيهات هؤلاء الكبار تصبح الأنا
الأعلى بمثابة المراقب للسلوك الذي يوجد للأنا الأوامر ويهددها كما كان يفعل
الكبار، ومن هنا تتكون معايير السلوك التي يمثلها الطفل وتصبح جزءا من بنائه
النفيس ويطلق على "الأنا الأعلى" مصطلح "الضمير"
وقد
اعتبر فرويد أن التفاعل بين الأباء وأطفالهم هو العنصر الأساسي في نمو شخصياتهم
فما يمارسه الأباء من اتجاهات وأساليب في معاملتهم لأطفالهم له دور فعال في
تنشئتهم الاجتماعية، وهذه الاتجاهات الوالدية يتم تحليلها طبقا لنوعية العلاقات
الانفعالية القائمة بين الطفل وآبائه، فاتجاه الأم مثلا نحر طفلها أثناء عملية
الإخراج أو الإطعام يعتبر أساسا اجتماعيا ينمي خصائص شخصته
ويعتبر
"الفرويديون" الأباء من أهم المدركات الاجتماعية في حياة الطفل فعندما
ينتقل الطفل من مرحلة نمو إلى أخرى فهو يحاكيهم أي أن الطفل يتقمص صفات الشخص
المحبب إليه بما يحتويه من صواب وخطا ليدمجهم داخل الضمير الذي يجاهد من أجل
الكمال وليس من أجل المتعة .
ويمكننا
أن نفهم عملية التنشئة الاجتماعية في نظرية التحليل النفسي عندما تنظر إليه في
تطور نهائي من خلال مراحل النمو الأساسية للتنشئة
المرحلة الفمية:
تغطي
هذه المرحلة الفترة من الولادة حتى النصف الثانية من السنة الأولى، إن شخصية الطفل
ونوع نمط علاقاته الاجتماعية تحدد بطبيعة علاقاته بأمه وكيفية ومدى إشباع حاجاته
الفمية ودرجة ما يتعرض له من إحباط ومدى مفاجأة الفطام.
المرحلة الشرجية:
وتغطي
هذه المرحلة العامين الثاني والثالث من عمر الطفل، ويجد الطفل فيها المتعة واللذة
نتيجة تعلمه لضبط الإخراج، حيث يحظى في هذه بحب وقبول والديه ويؤثر في هذه المرحلة
على شخصية الطفل ونموه الاجتماعي نوع العلاقات والمعاملة بين الطفل ووالديه
المرحلة القضيبية
تحتل
هذه المرحلة العامين الرابع والخامس من عمر الطفل ويهتم الطفل في هذه المرحلة
بأعضائه الجنسية باعتبارها مصدر إشباع ولذة.
والظاهرة
الرئيسية في هذه المرحلة هي الارتباط القوي للولد بالأم والبنت بالأب واعتبار كل
منهما أحد الوالدين منافسا له على ذلك الحب وما يصاحب ذلك من إحساس بالغيرة
والعدوانية اتجاهه، لكنه يكتم مشاعره خوفا من العقاب وفقدان الحب فعند الولد (عقدة
أوديب) وعند البنت تسمي (عقدة إلكترا) هذه العقد نتاج للقوى البيولوجية التي تعبر
عن نفسها في حوافز ليبيدية معينة
مرحلة الكمون:
وتغطي
هذه المرحلة ما بين السادسة وسن البلوغ تتميز بكمون الجنس وتثبيط نشاطه، حيث يتعلق
الطفل في هذه المرحلة بالوالد من نفس الجنس، كما يضع نفسه عن طريق التقمص في موضع الوالدين
ويمتص المعايير التي يؤكدانها أي أنه يسلك في هذه المرحلة كما يسلكان وكما يرغبان،
لأنه يعتقد أن أراءهم صحيحة، وينشأ من خلال التقمص "الأنا الأعلى"
(الضمير) وهو يقوم بدور الوالدين في توجيه وإرشاد شخصية الطفل ومراقبتها وتحذيرها
وتهديدها بالعقاب
المرحلة الجنسية التناسلية:
وييحث
الطفل في هذه المرحلة عن الإشباع عن طريق تكوين وصلات مع أفراد من الجنس الأخر،
وتتوقف طريقة إشباع نزعاته الجنسية على ظروف بيئته المباشرة من ناحية و على نموه
وخبراته السابقة من ناحية أخرى، وتغطي هذه الفترة مرحلة ما بعد سن البلوغ، وقد
تواجه المراهق ظروف محيطة به في حياته إلى النكوص أو تؤدي محاولة إشباع الدوافع
الجنسية باية طريقة إلى تصادم مع معايير السلوك عند "الأنا الأعلى"
مؤدية إلى صراع داخلي شديد .
فالمفهوم الفرويدي للتنشئة الاجتماعية: هي الآلية التي تراقب وتضبط الميولات الاجتماعية عند الطفل ومن ثم تحقيق الامتثال للمجتمع
وكذلك
من وجهة نظر مدرسة التحليل النفسي: عملية التنشئة الاجتماعية تتضمن اكتساب الطفل
واستدخاله لمعايير والديه وتكوين الأنا الأعلى لديه، ويعتقد "فرويد" أن
هذا يتم عن طريق أساليب عملية والفعالية واجتماعية أهمها التعزيز والانطفاء القائم
على الثواب والعقاب فعملية التنشئة الاجتماعية تعمل
على
تعزيز وتدعيم بعض أنماط السلوك المقبول اجتماعيا، وعلى انطفاء بعضها الآخر غير
المقبول اجتماعيا، كما أن التقليد والتوحد القائم على الشعور بالقيمة والحب
يعتبران من أبرز أساليب التنشئة الاجتماعية
ويلاحظ
على نظرية التحليل النفسي "أنها تبرز وتؤكد على أثر العلاقة بين الوالدين و
الطفل في النمو النفسي والاجتماعي وكذلك أثر العوامل الديناميكية المؤثرة في هذا
النمو ودور المراحل النهائية التي يمر بها وكيف يمكن أن تؤثر على توافق شخصيته
مستقبلا، كما وضحت مجالات التنشئة الاجتماعية في هذه السنوات الأولى من تدريب على
الرضاعة، الفطام، الإخراج، التغذية، التدريب الجنسي التدريب المتعلق بالسلوك العدواني وتدريب
الاعتماد على الذات.
وأصبحت
المراحل الجنسية التي حددها "فرويد" قاعدة أساسية لأي حديث من المراحل
النهائية للشخصية خصوصا علماء الأنثروبولوجيا الثقافية، وحتى في علم الاجتماع نجد
انعكاساتها واضحة خصوصا في التنشئة الاجتماعية وتقسيمها المرحلي الذي غالبا تؤكده
المراحل الفرويدية لكل تفسيرات نفسية واجتماعية.
نقد نظرية التحليل النفسي في التنشئة الاجتماعية
تعرضت
لنقد شديد سواء من علماء النفس أو علماء الاجتماع أو الأنتربولوجيا وحتى من روادها
المحدثين الذين انتقدوا إغراقها في التفسيرات البيولوجية حيث حاولت هذه النظرية
تفسير السلوك الإنسائي باصول بيولوجية فارجعت السلوك أصلا إلى عامل الجنس وربطته
بعملية التنشئة الاجتماعية وهذا يظهر في التنافس بين الأب والإبن على الأم (عقدة
أوديب) وتنافس الأم مع البنت على الأب (عدة إلكترا) .
إن هذا
يتم وفق آليات داخلية نفسية في جدل العلاقة بين الفردي والاجتماعي كما أنها أعطت
أهمية للثواب والعقاب في عملية التنشئة وأغقلت العوامل الاجتماعية والثقافية.
كما أن
نظرية التحليل النفسي لا تأخذ في الاعتبار التفاعل الاجتماعي الفني المتنوع بين
أعضاء الأسرة في تأثيره بالقيم والمعايير الاجتماعية المشتقة من ثقافة المجتمع كله
أو من ثقافة القطاع الاجتماعي الخاص الذي تنتمي إليه الأسرة وأغفلت هذه النظرية
المؤثرات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل خارج الأسرة وما تقوم به من دور بارز في
عملية التنشئة الاجتماعية للطفل كتاثیر جماعة الرفاق التي يتعلم منها الطفل ما هو
مباح وما هو ممنوع، مما يؤثر على نمو الأنا الأعلى، بالإضافة إلى مبالغتها في أثر
السنوات الخمس الأولى على توافق الشخصية مستقبلا، وأن دراسة "فرويد"
وأنصاره كانت قائمة أغلبها على حالات مرضية لا يمكن تعميمها، فكم من طفولة تعيسة
عاشتها شخصيات ناجحة ومتوافقة نفسيا .
الخلاصة
وفي
الأخير أهم ما يمكن تقديمه من نقد لنظرية التحليل النفسي بخصوص منطقها في فهم
التنشئة الاجتماعية، انها انكرت التنوع الثقافي داخل المجتمعات ما دامت الانظمة
الاجتماعية هي نتاج عوامل بيولوجية إذن فإن التركيز البيولوجي "لفرويد"
يبدو أنه يتضمن أن التشابه بين الثقافات تبدو تافهة طالما أنها لا تسمح بظهور أي
شيء أكثر من الفروق السطحية الظاهرية في البناء الاجتماعي .
2- نظرية التعلم الاجتماعي و التنشئة الاجتماعية :
تعتبر
عملية التنشئة الاجتماعية بحد ذاتها عملية تعلم لأنها تتضمن تغييرا أو تعديلا في
السلوك نتيجة التعرض لخبرات وممارسات معينة، ولأن مؤسسات التنشئة الاجتماعية
المختلفة تستخدم أثناء عملية التنشئة بعض الأساليب والوسائل المعروفة التحقيق
التعلم، سواء أكان ذلك بقصد أو بدون قصد
والتطبيع
الاجتماعي في رأي نظرية التعلم، هو ذلك الجانب المحدود من التعلم الذي يعني
بالسلوك الاجتماعي عند الإنسان أو يمكن أن ننظر إلى التطبيع الاجتماعي باعتباره
تعلما يسهم في قدرة الفرد على أن تقوم
بأدوار اجتماعية معينة.
وترى
هذه النظرية أن التطور الاجتماعي يحدث عند الاطفال بالطريقة نفسها التي يحدث فيها
تعلم المهمات الأخرى، وذاك من خلال مشاهدة أفعال الآخرين وتقليدهم، ولا شك أن
مبادي التعليم العامة مثل التعزيز والعقاب والإطفاء والتعميم والتمييز كلها تلعب
دورا رئيسيا في عملية التنشئة الاجتماعية.
ويعطي
أصحاب نظرية التعلم عن طريق التقليد وعلى وجه الخصوص "دولارد " و
"ميللر" أهمية كبيرة في عملية التعلم، ويعتقدان بان السلوك يدعم
أو يتغير تبعا لنمط التعزيز المستخدم أو العقاب فالسلوك الذي ينتهي بالثواب يميل
إلى أن يتكرر مرة أخرى في مواقف مماثلة للموقف الذي أثيب فيه السلوك، كما أن
السلوك الذي ينتهي بالعقاب يميل إلى أن يتوقف.
أما "
باندورا " و " ولترز" فالبرغم من موافقتهما على مبدأ التعزيز وأثره في
تقوية السلوك إلا أنهما يشيران إلى أن التعزيز وحده لا يعتبر كافيا لتفسير حدوث
بعض أنماط السلوك التي تظهر فجأة لدى الطفل، في ظروف لا يستطيع الفرد فيها أن
يفترض أن هذه الأنماط قد تكون تدريجيا عن طريق التعزيز.
ويرى " باندورا " أن الناس يطورون فرضياتهم
حول أنواع السلوك التي سوف تقودهم للوصول إلى أهدافهم، ويعتمد قبول أو عدم قبول
هذه الفرضيات النتائج المترتبة على السلوك مثل الثواب أو العقاب، أي أن كثيرا من
التعلم يحدث عن طريق مراقبة سلوك الآخرين وملاحظة نتائج أفعالهم ووفق هذه النظرية
فنحن لا نتعلم أفعالا مسبقة فقط نتعلم نماذج كلية من السلوك، أي أن ما نتعلم ليس
فقط نماذج السلوك ولكن القواعد التي هي أساس السلوك.
ويعتمد
مفهوم نموذج التعلم بالملاحظة على افتراض مفاده أن الإنسان ككائن اجتماعي يتاثر
باتجاهات الأخرين ومشاعرهم وتصرفاتهم وسلوكهم، أي يستطيع أن يتعلم عن طريق ملاحظة
استجاباتهم وتقليدها وينطوي هذا الافتراض على أهمية تربوية بالغة، إذا أخذنا بعين
الاعتبار أن التعلم بمفهومه الأساسي عملية اجتماعية.
ويقترح "
باندورا " ثلاثة أثار على الأقل التعلم بالملاحظة هي:
- تعلم سلوكات جديدة
يستطيع
الملاحظ تعلم سلوكات جديدة من النموذج فعندما يقوم النموذج باداء استجابة جديدة،
ليست في حصيلة الملاحظ تقليدها، ولا يتأثر سلوك الملاحظ بالنماذج الحقيقية أو
الحية فقط، فالتمثيلات الصورية والرمزية المتوافرة عبر الصحافة والكتب والسينما
والتلفزيون والأساطير والحكايا الشعبية تشكل مصادر هامة للنماذج، وتقوم بوظيفة
النموذج الحي .
- الكف والتحرير:
قد تؤدي
عملية ملاحظة السلوك، وبخاصة إذا واجه النموذج عواقب سلبية أو غير مرغوب فيها من
جراء انغماسه في هذا السلوك، وقد تؤدي عملية ملاحظة سلوك الأخرين إلى عكس ذلك أي
إلى تحرير بعض الاستجابات المكفوفة أو المقيدة وخاصة عندما لا يواجه النموذج عواقب
سيئة أو غير سارة نتيجة ما قام به من أفعال.
3- الشهيل:
قد تؤدي عملية ملاحظة سلوك النموذج إلى تسهيل
ظهور الاستجابات التي تقع في حصيلة الملاحظ السلوكية، التي تعلمها على نحو مسبق،
إلا أنه لا يستخدمها، أي أن سلوك النموذج يساعد الملاحظ على تذكر الاستجابات
المشابهة لاستجابات النموذج بحيث يغدو استخدامها في الأوضاع المشابهة أكثر تواترا،
فالطفل الذي تعلم بعض الاستجابات التعاونية ولم يمارسها، يمكن أن يؤديها عندما
يلاحظ بعض الأطفال منهمكين في سلوك تعاوني.
وتختلف
عملية تسهيل السلوك عن عملية تحريره، فالتسهيل يتناول الاستجابات المتعلمة غير
المكفوفة، أما تحرير السلوك فيتناول الاستجابات المقيدة أو المكفوفة التي تقف منها
البيئة الاجتماعية موقفا سلبيا، فيعمل على تحريرها بسبب ملاحظة نموذج يؤدي مثل هذه
الاستجابات دون أن يصيبه سوء .
وتشير
نظرية التعلم الاجتماعي إلى أن هناك أربع مراحل التعلم بالنمذجة وهذه المراحل هي:
- مرحلة الانتباه:
ويعتبر
الانتباه شرط أساسي لحدوث عملية التعلم وقد أظهرت نتائج الدراسات أننا ننتبه للنمادج
ذات السوية الرفيعة و الكفاية العالية، وتحدد خصائص الطلبة إلى حد بعيد مدى
انتباههم النموذج ما، إضافة إلى خصائص الطلبة وخصائص النموذج وتلعب الحوافز كذلك
دورا مهما في عملية الانتباه، وأخيرا فإن درجة تميز المشير ونسبته، وتعقيده توضح
إلى أي مدى يمكن أن تستمر عملية الانتباه.
- مرحلة الاحتفاظ:
يحدث
التعلم بالملاحظة من خلال الاتصال والتجاور، فالحدثين المتجاورين الضروريين هما
الانتباه لأداء النموذج وتمثيل ذلك الأداء في ذاكرة المتعلم والملاحظون الذين
يقومون بترميز الأنشطة المنمذجة يتعلمون ويحتفظون بالسلوك بطريقة أفضل من هؤلاء
الذين يقومون بالملاحظة وهم منشغلون بأمور أخرى.
- مرحلة إعادة الإنتاج
وفي هذه
المرحلة من التعلم بالنمذجة يوجه الترميز اللفظي والبصري في الذاكرة الأداء
الحقيقي للسلوكات المكتسبة حديثا وقد وجد أن التعلم بالملاحظة يكون أكثر دقة عندما
يتبع تمثيل الدور السلوكي التدريب العقلي، وقد لوحظت أهمية التغذية الراجعة
التصحيحية قبل أن يتم تطوير عادات سيئة، وتعتبر التغذية الراجعة عامل حاسم في
تطوير الأداء الماهر، وتعتبر هذه المعلومات ذات أهمية وبشكل خاص في تشكيل السلوك
خلال المحاولات المبدئية لاكتساب السلوك، ولذلك فإن بدايات تعلم أو اكتساب السلوك
تحتاج إلى مراقبة دقيقة من قبل النموذج أو المعلم.
- مرحلة الدافعية:
يتم
تمثيل وتقليد السلوك المكتسب من خلال ملاحظة الآخرين، إذا ما تم تعزيزه، أما عندما
تتم معاقبة السلوك فلن تتم في العادة عملية القيام به، وفي هذا الصدد تتشابه نظرية
التعلم الاجتماعي مع نظرية الاشتراط الإجرائي، فكلاهما يتعرف بأهمية التعزيز
والعقاب وعلى أنها عوامل تؤثر على دافعية المتعلم لأداء السلوكات وليس على التعلم
نفسه، ويعتقد منظروا التعلم الاجتماعي أن التعزيز أو العقاب بالإنابة الذي يحدث من
خلال ملاحظة نتائج سلوك الآخرين، يمكن أن يعمل أيضا على تشكيل السلوك و إدامته.
ويرى "میللر"
و " دوارد " أن الطفل في سعيه
لخفض دوافعه وإشباع حاجاته يقلد الآخرين، ويری هذين الباحثين أن السلوك التقليدي
يكون على نوعين هما:
أ-
السلوك المعتمد المتكافئ ويطابق الطفل في هذا النوع من السلوك بين سلوکه و سلوك
شخص آخر مع عدم إدراكه للموجهات أو المثيرات في سلوك ذلك الشخص، ومثال ذلك تعلم
الطفل أن يحمي شخصا مهما لأن أباه يفعل ذلك، لا لأنه يفهم اهتمام أبيه بهذا الرجل
نظرا لأهميته ونفوذه، ولا يدرك أن سلوکه مطابق ومكافئ السلوك والده .
ب - سلوك النسخ: في هذا النوع من السلوك يتعلم
الطفل سلوكا جديدا عن طريق المحاولة والخطأ، فمثلا عن طريق ملاحظته لرسام ماهر
يقوم بالرسم على القيام بمثل هذه المهارة، ويتعلم من خلالها كيف يرسم ويخطط بصورة
دقيقة وسليمة
وفي
هذين النوعين من التقليد نرى أن السلوك الذي يكافأ يحدث له تدعيم وتعزيز ، بينما
ينطفئ السلوك الذي لا يتم تدعيمه كما ترتبط الاستجابة بإشارة من شخص أو نموذج
مستقل وتؤدي مكافأة الاستجابات المتكافاة ومعاقبة الاستجابات غير المتكافئة إلى
حدوث تطابق بين سلوك المتعلم والنموذج، ويكمن الفرق الجوهري بين النوعين في أن
السلوك المعتمد المتكافئ يستجيب فيه المقلد لإشارات من النموذج فقط، بينما في
السلوك النسخ، يستجيب المقلد إضافة إلى ذلك لإشارات التشابه والاختلاف الناتج عن
استجاباته هو نفسه ومن استجابات النموذج الذي تم تقليده.
الخلاصة
وأخيرا
تتميز نظرية التعلم بالدقة لأنها نشأت وتطورت من العمل المخبري ومن تجارب المضبوطة
بدرجة كبيرة وفيها إبداع وجرأة في المزاوجة بين نظرية التعلم والناحية الاجتماعية
وفيها من الدقة في المنهج والتفسير ما يجعلها على جانب كبير من الأهمية، وقد نجحت
هذه النظرية في تفسير المواقف الاجتماعية البسيطة غير أنها قصرت كثيرا في تفسير المواقف
الاجتماعية المعقدة .
3- نظرية الدور الاجتماعي :
رغم
تحديد معنى الدور وأهميته وطبيعته في دراسة وتحليل البناء الاجتماعي إلا أن هذا
المفهوم من أكثر المفاهيم غموضا وإبهاما في العلوم الاجتماعية وذلك بسبب التداخل
مع غيره من المفاهيم الأخرى لذلك هناك تعريفات متعددة للدور تختلف باختلاف وجهات
نظر العلماء الذين اهتموا بدراسته كعلماء النفس و علماء النفس اجتماعي و علماء
الأنتروبولوجيا.
والدور
الاجتماعي تتابع نمطى الأفعال متعلمة، يقوم بها فرد من الأفراد في موقف تفاعلي، أي
أنها نمط السلوك المتوقع من الشخص الذي يشغل مركزا اجتماعيا أثناء تفاعله مع
الأشخاص الآخرين الذين يشغلون أوضاعا اجتماعية أخرى، ويرتبط المركز الاجتماعي بدور
أو أدوار معينة يقوم بها الفرد الذي يحتل هذا المركز ويحدد الدور الاجتماعي
لمركزها، الحقوق والواجبات التي ترتبط بهذا المركز، ويساعد على تنظيم توقعات
الأفراد الأخرين من الشخص الذي يحتل هذا المركز، كما يساعد الفرد على تحديد
توقعاته من الأفراد الذين يتعاملون معه بحكم مركزه.
ويعرف " رالف لينتون " الدور بأنه "المجموع
الكلي للأنماط الثقافية المرتبطة بمركز معين" أو هو "الجانب الديناميكي
للمركز والذي يلتزم الفرد بتأديته كي يكون عمله سليما في مركزه"
ويعتقد "
رالف لينتون " أن المكانة هي مجموعة
الحقوق والواجبات وأن الدور هو المظهر الديناميكي للمكائه فالسير على هذه الحقوق والواجبات معناه القيام
بالدور ويشمل الدور عند " لينتون " الاتجاهات والقيم و السلوك التي يمليها المجتمع
على كل شخص أو على كل الأشخاص الذين يشغلون مركز معينا.
ويعرف "
كوتلر" الدور بأنه سلسلة استجابات
شرطية متوافقة داخليا لأحد أطراف الموقف الاجتماعي، تمثل نمط التنبيه في سلسلة
استجابات الاخرين الشرطية المتوافقة داخليا بنفس الطريقة في هذا الموقف. يؤكد هذا
التعريف على أن الدور ثمرة تفاعل الذات والغير، وأن الاتجاهات نحو الذات هي
أساس
فكرة الدور وتكتسب عن طريق التنشئة الاجتماعية وتتأثر تأثرا كبيرا بالمعايير
الثقافية السائدة كما تتأثر بخبرة الشخص الذاتية.
ويرى
لينتون أيضا أن المكانة أو المركز هي: "المكان الذي يشغله فرد معين في وقت
معين في جهاز ما، أو هي الوضع الذي يشغله الفرد في مجتمع بحكم سنه أو جنسه أو
ميلاده أو حالته العائلية أو وظيفته أو تحصيله.
وتحاول
نظرية الدور تفهم السلوك الإنساني بالصورة المعقدة التي كون عليها، باعتبار أن
السلوك الاجتماعي يشمل عناصر حضارية واجتماعية وشخصية ولهذا فإن العناصر الإدراكية
الرئيسية النظرية هي: الدور ويمثل وحدة الثقافة، الوضع ويمثل وحدة الاجتماع والذات
وتمثل وحدة الشخصية والأفعال السلوكية المصاحبة
لمراكز اجتماعية تتخذ نمط الأدوار الاجتماعية ليتعلمها الفرد ويكتسبها بواسطة
عملية التنشئة الاجتماعية ويتم ذلك إما بواسطة التعليم القصدي أو التعلم العرضي،
وأي مجموعة من الأنماط السلوكية المتوقعة بالنسبة لدور معين في أغلب الأحيان هي
مزيج من التوقعات المكتسبة عن طريق التعليم القصدي والتعليم العرضي، أي عملية
التنشئة الاجتماعية.
مفاهيم الدور الرئيسية
إذا
دققنا النظر في تعريفات الدور ومفهومه نخلص إلى نتيجة مفادها أن مفهوم الدور يشتمل
على عدة مفاهيم في
أ- نظام الدور:
يرى "
بارسوتر" أن الدور هو أفعال الشخص في
أثناء علاقته مع الأشخاص الأخرين ضمن النظام الاجتماعي، وأن تقسيم العمل في النظام
الاجتماعي أدى إلى تعدد الأدوار وتباينها، وتكون كل مجموعة من هذه الأدوار المتخصصة
المترابطة نظاما معينا في البناء الاجتماعي، وتكون هذه الأدوار مرتبطة وظيفيا وذات
أهداف مشتركة.
إن
التباين بين الأدوار شرط لوجود نظم الأدوار وتوافقها في نظام واحد معهد التكوين
وما قيام الفرد بعدة أدوار متباينة ومتخصصة الإنتاج لارتباط هذا القرد بعلاقات
اجتماعية متباينة داخل نظم متعددة ويحدث نتيجة تنشئة الفرد على أداء الدور المطلوب
في المواقف المختلفة.
وتكتسب
عن طريق التنشئة الاجتماعية وتتأثر تأثرا كبيرا بالمعايير الثقافية السائدة كما
تتاثر بخبرة الشخص الذاتية
ب. لعب الدور
وتعنى
بلعب الدور مجموعة السلوكات أو النشاطات المحددة التي ينتظر من الفرد القيام بها
في موقف معين ويختلف العلماء حول طبيعة أداء الدور ولعبه، فمنهم من يقرر لعب الدور
هو من طبيعة نفسية، وعلى هذا الأساس يختلف الأفراد في أدائهم لأدوارهم المتشابهة
نظرا الاختلاف سماتهم، وقدراتهم الشخصية أي نتيجة لاختلاف الفروقات الفردية بينهم
في حين يرى آخرون أن أداء الدور ذو طبيعة اجتماعية، وهذا يعني أن أداء الدور ظاهرة
اجتماعية مرتبطة بالمكانة الاجتماعية التي يشغلها الفرد في البناء الاجتماعي.
ويرى
آخرون ومنهم بارسونز أن الدور في إطار الموقف الاجتماعي ما هو إلا استجابة الفرد
التوقعات الاخرين وتحقيقا للمعايير الاجتماعية.
وهكذا
يتضح أن أداء الدور محصلة للتفاعل بين العوامل الاجتماعية والعوامل النفسية في
المواقف الاجتماعية، لأن الاستمرار الوظيفي لأي نظام اجتماعي يعتمد على الأداء
المناسب والمنظم للادوار الاجتماعية.
ج. توقعات الدور:
تحدد
أداء الفرد لدورة قيم المجتمع ومعاييره المتوحدة مع شخصيته، وتحدده كذلك القدرات
الفردية، ويكون أداء الفرد نتاجا لعملية التنشئة الاجتماعية والتعلم، حيث تؤدي هذه
العملية الاجتماعية إلى تعريف الفرد بالتوقعات المنتظرة منه لكل دور سيقوم به
والتدرب عليها.
ويتعلم
الفرد السلوك المنتظر منه بالنسبة للآخرين، كما يتعلم القواعد التي تحدد هذا
السلوك، وكيف يستجيب ويتفاعل مع آرائهم وتشكل هذه التوقعات التي ينشأ عليها الشخص
سلوكه في المواقف الاجتماعية المختلفة، فيتعلم كيف يقدر المواقف، وكيف يؤدي الأدوار
المتوقعة منه حسب المكانة التي يشغلها، ويؤدي استقرار نظام التفاعل بين الفرد والاخرين
إلى تكوين توقعات واضحة للسلوك المرتبط بالأدوار، في حين يؤدي عدم الاستقرار إلى
غموض وتعارض، أو إلى تناقض هذه التوقعات.
د. محددات الدور:
يتألف
البناء الاجتماعي من مجموعة من المراكز الاجتماعية التي تتطلب أدوارا محددة
ومعينة، هذه المراكز تحتل مواقع خاصة في سلم البناء الاجتماعي، وأن كل بناء
اجتماعي لابد له من مضمون عام هو الثقافة بمعناها الواسع حيث تعمل على توجيه سلوك
الفرد، وتقوم في الوقت نفسه بتحديد دوره، وهكذا فهناك عدة محدد السلوك الفرد، لعل
أهمها:
-
الإدراك المشترك للمكانة التي يشغلها الفرد في البناء الاجتماعي.
- ما يحمله افراد للجماعة من توقعات
بالنسبة لسلوك الأشخاص الذين يشغلون مراكز في البناء أو النظام الاجتماعي
-
المعايير والقيم الاجتماعية، وهي عبارة عن توقعات مشتركة يتقاسمان أفراد المجتمع
والنظام الاجتماعي الواحد.
وتحدد
هذه التوقعات انماط السلوك المناسب المقبول بالنسبة لموقف اجتماعي معين وتعتبر
المعايير والقيم الملزمة للجميع اكتساب
الأدوار الاجتماعية :
يكتسب
الطفل الأدوار الاجتماعية المختلفة من خلال علاقاته مع أفراد مغزی خاص بالنسبة
لحياة الطفل كالأباء مثلا، ويظهر هذا الدور بصورة واضحة اتجاهين هما :
-
التفاعل الاجتماعي المباشر مع الطفل.
- ما
يمثلونه في مراحل نمو الذات عند الطفل.
إن عملية اكتساب الأدوار الاجتماعية بصفة
عامة ليست مسألة معرفية فقط بل هي ارتباط عاطفي يوفر عوامل التعلم الاجتماعي
واكتساب الأدوار الاجتماعية بثلاثة طرق هي :
أ.
التعاطف مع الأفراد ذوي الأهمية المحيطين بالطفل وتعني قدرة الطفل على أن يتصور أو
يتمثل مشاعر أو أحاسيس شخص ما في موقف معين.
ب- دوافع الطفل وبواعثه على التعلم وهذا يعني أن
الطفل يحرص على التصرف (ارتباط عاطفي).
ج - إحساس
الطفل بالأمن والطمأنينة أن هذا الشعور يجعل الطفل أكثر جرأة في محاولة الأدوار
الاجتماعية المختلفة وخاصة في مجال اللعب فيمثل دور المعلم أو دور الأب بحرية
وطلاقة تيسر له أن يتعلم الكثير عنهما و عن التعامل معهما.
خلاصة
يمكننا
القول أن لكل فرد مركزا اجتماعيا يتناسب مع الدور الذي يقوم بادائه ويكتسب الطفل
مركزه ويتعلم دوره من خلال تفاعله مع الآخرين وخاصة الأشخاص المهمين في حياته
الذين يرتبط بهم ارتباطا عاطفيا، ولكن يؤخذ على نظرية الدور الاجتماعي، أن مفهوم
الدور لم يتحدد بصورة واضحة خصوصا في المجتمعات المعقدة، وإغفالها لتركيب
الشخصية وخصائصها في تأدية الدور الاجتماعي وأخيرا تركيزها على الجانب الاجتماعي
في عملية التنشئة الاجتماعية في الوقت الذي أغفلت فيه الجوانب الأخرى لاسيما الجانب
النفسي .
و في ذات السياق يمكنك الاطلاع على العوامل المؤثرة في عملية التنشئة الاجتماعية
و في ذات السياق يمكنك الاطلاع على العوامل المؤثرة في عملية التنشئة الاجتماعية
4- نظرية التفاعل الرمزي:
يرجع
الفضل في عملية التفاعل الرمزي ل " كاتيان تشالز كولي " و " جورج هربرت میدورایت میلز" ومن
أهم الأسس التي تقوم عليها هذه النظرية
1- أن الحقيقة الاجتماعية حقيقة عقلية تقوم على
التخيل والتصور.
2- التركيز على قدرة الإنسان على الاتصال من خلال الرموز وقدرته
على تحميلها معان وأفكار ومعلومات يمكن نقلها لغيره.
وترى
هذه النظرية أن تعرف الفرد على صورة ذاته يحدث من خلال تصوره الاخرين له، ومن خلال
شعور خاص بالفرد مثل الشعور بالكبرياء.
ومن
خلال تفاعل الفرد مع الاخرين، وما تحمله تصرفاتهم واستجاباتهم لسلوكه كالاحترام
والتقدير وتفسيره لهذه التصرفات والاستجابات فإنه يكون صورة لذاته أي أن الآخرين
مرأة يرى فيها نفسه
كما
تساعد هذه النظرية في توضيح كيف تتم تنشئة كل من الذكور والإناث على أدوار خاصة
بكل منهما، فيؤكد " تيرنر" أن
المجتمع يسوده أنماط من التفاعل تؤكد على اختلاف الأدوار تبعا للنوع و على كل من
الوالدين وجماعات الرفاق دعم هذا الأسلوب من التفاعل فمثلا الوالدان نجد بينهم من
يفرق بين أبنائهم الذكور والإناث من حيث طريقة اللعب معهم أو طريقة التحدث معهم أو
شكل الملابس وغير ذلك، كما يشير تيرنر بأن الطفل الذكر عندما يكبر يكون علاقته
بوالده قوية وهو دائم الالتصاق به، ويشارکه عمله خارج المنزل أما الطفلة فتنشأ
قريبة من أمها حيث تعلمها أعمال المنزل وتعدها للحياة
الزوجية
كما يوجه الوالدان الطفل الذكر إلى احترام صفة الذكورة والابتعاد عن كل مظاهر
الضعف وتدعم جماعة الرفاق والمدرسة اتجاه احترام صفة الذكورة حتى لا يتعرض الطفل
للسخرية.
واهتم "
جورج ميد " بدراسة علاقة اللغة بالتنشئة حيث توجد عند الإنسان قدرة على
الاتصال والتفاعل من خلال رموز تحمل معان متفق عليها اجتماعيا.
ومع
تعقد درجة البناء الاجتماعي وتنوع الأدوار، فإن الإنسان يلجا إلى التعميم فينمو
لديه مفهوم الأخر العام، فيرى نفسه والأخرين في جماعات مميزة عن غيرها، كأن يرى
نفسه عربيا على أساس قومي أو مسلما على أساس ديني أو عضوا في طبقة اجتماعية
ولهذه
الجماعات أثر مميز في عملية التنشئة الاجتماعية كالأسرة وجماعة الرفاق، وجماعة
العمل، إذ أن لكل جماعة من هذه الجماعات التي يتفاعل معها الفرد باستمرار فيما
ومعايير واتجاهات خاصة بها، إذا تتطلب عضوية أي من هذه الجماعات من الفرد تعلم
أدوارها وقيمها ومعاييرها .
المرجع
مطوري أسماء . ( 2016 ) . مؤسسات التنشئة الاجتماعية و دورها في تنمية قيم التربية البيئية pdf. اطروحة دكتوره في علم الاجتماع . جامعة محمد خيضر . بسكرة . الجزائر .
و في موضوع ذات صلة يمكنك الاطلاع على مذكرات و رسائل تخرج عن التنشئة الاجتماعية pdf