بحث عن صعوبات التعلم مع المراجع pdf

بحث عن صعوبات التعلم مع المراجع pdf 


توجد نسبة من التلاميذ لا تستفيد من البرامج العادية داخل حجرة الدراسة، ما يؤدي إلى انخفاض تحصيلهم العلمي. وعند دراسة عينات من هؤلاء التلاميذ، يتضح أنهم لا يعانون من مشكلات نفسية أو إعاقة بدنية، كما لا يعانون من حرمان بيئي أو ثقافي أو اقتصادي، بل قد وتكون قدراتهم العقلية أعلى من المتوسط. ويسمى مثل هؤلاء التلاميذ "ذوي صعوبات التعلم".


بحث عن صعوبات التعلم مع المراجع pdf
بحث عن صعوبات التعلم مع المراجع pdf 
وتختلف نسبة حدوث صعوبات التعلم من مدرسة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، ومن جنس إلى آخر. كما تحدث في أعمار مختلفة.
ويترتب على المعاناة من صعوبات التعلم العديد من المشكلات المدرسية والنفسية والسلوكية، التي تؤثر على التلميذ وأقرانه في الفصل الدراسي، بما تسببه من اضطرابات نفسية واجتماعية وأسرية ومدرسية؛ فضلاً عن أن صعوبات التعلم تؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي، وتقدم للمجتمع فرداً مُشكلاً يعاني من سوء التوافق الشخصي والاجتماعي والدراسي.
ويظهر التلميذ، الذي يعاني من صعوبة التعلم وعياً غير ناضج بالمواقف. ويكون –عادة- تلميذاً غير نشيط ولا يستفيد من أنشطة التعلم، ويوصف بالكسل والتراخي في حجرة الدراسة، كما أن فهمه لذاته عموماً والأكاديمية خصوصاً، يكون متدنياً. ويتزايد لديه الشعور بالفشل عندما لا يصل إلى مستوى الأداء الذي يحققه زملاؤه، ما يؤدي إلى ضعف ثقته بنفسه وبقدرته على التعلم ومثابرته من أجل التحصيل.
ومما يجدر الإشارة إليه أن صعوبات التعلم لا توجد فقط لدى الأطفال، بل ولدى الكبار أيضاً، إذ قد يعانون من صعوبات خاصة في الانتباه والتفكير. ولا توجد هذه الصعوبات لدى المتخلفين عقلياً فحسب؛ بل ولدى المتفوقين عقلياً كذلك. ويُطلق عليهم "الموهوبون ذوو الخصوصية المزدوجة".

أولاً: تعريف صعوبات التعلم

يمكن تصنيف تعريفات "صعوبات التعلم" في المحاور التالية:

1. تعريفات عامة لصعوبات التعلم 

أ. يُشير مفهوم صعوبات التعلم إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات، تعبر عن نفسها من خلال صعوبات في اكتساب واستخدام قدرات الاستماع أو الحديث أو القراءة أو الكتابة أو الاستدلال.
ب. الشخص الذي يعاني من اضطراب في إحدى العمليات السيكولوجية الأساسية، حين تستعمل اللغة مشافهة أو حين يتعلمها كتابة وقراءة.، وتبدو هذه الاضطرابات في عدم قدرة الفرد على أن يسمع أو يفكر أو يقرأ أو يتحدث أو يكتب، أو أن يقوم بعمليات حسابية.

2. تعريفات نوعية

أ. يمكن تحديد صعوبات التعلم، في ضوء منحى صعوبات التعليم الأكاديمية، على أنها اضطراب يظهر في صورة واضحة في استخدام قدرات الاستماع والكلام والقراءة والكتابة. وهذا الاضطراب ناتج عن خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي.
ب. تتمثل صعوبات التعلم النمائية في نقص المهارات التي يحتاجها الطفل، بهدف تحصيل الموضوعات الأكاديمية، مثل الانتباه والذاكرة والإدراك والتفكير.

3. تعريفات بناءً على معيار معين

أ. عدم قدرة التلاميذ على الوصول إلى مستوى النجاح الخاص بكل مهارة من المهارات الأساسية، التي تُقاس بالاختبارات التشخيصية.
ب. "صعوبات التعلم" مفهوم يصف مجموعة من الأفراد يتميزون بذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط؛ إلا أنهم يظهرون تحصيلاً أدنى من المتوقع منهم في الاختبارات التحصيلية.
يتضح مما سبق تعدد تعريفات صعوبات التعلم، وذلك بناءً على:
·   وجهة نظر الباحث، وتباين المدارس الفكرية.
·   عدم تجانس ذوي صعوبات التعلم، وفئات وتصنيفات صعوبات التعلم.
·   صعوبات التعلم غير قاصرة على الأطفال، إذ قد توجد أيضاً لدى الكبار، ولدى الموهوبين ومتوسطي الذكاء.
·   اشتراك "ذوي صعوبات التعلم" مع فئات أخرى -كأصحاب التخلف العقلي والمتأخرين دراسياً- في بعض الخصائص.
·   تباين الأسس الشخصية لذوي صعوبات التعلم.
·   تداخل الصعوبات وتداخل تأثيرها؛ فمثلاً صعوبات الانتباه تؤثر على الفهم والتفكير والتحصيل.
بناءً على ذلك يمكن تحديد صعوبات التعلم بأنها قصور في أداء التلميذ التعليمي، بحيث يكون ذلك الأداء أقل من المتوقع من هذا التلميذ بناءً على نسبة ذكائه. وأن هذا القصور يرجع إلى أسباب عصبية ونفسية وعقلية واجتماعية. وتظهر هذه الصعوبات في صورة قصور في الانتباه والتذكر والتفكير، أو قصور في الأداء الأكاديمي، مثل صعوبات في تعلم القراءة، أو في تعلم الكتابة والحساب.
وتختلف صعوبات التعلم عن التأخر الدراسي في أن المتأخر دراسياً يكون منخفض الذكاء، إذ يتراوح ذكاؤه ما بين 70 وما دون 90. أما من يعاني من صعوبة تعلم فإن ذكاءه يكون في المتوسط، أو أعلى من المتوسط. وبالقدر نفسه يختلف التأخر الدراسي عن التخلف العقلي، إذ إن المتخلف عقلياً تكون نسبة ذكائه أقل من 70.
كذلك تختلف صعوبات التعلم عن اضطراب التعلم، إذ يشير اضطراب التعلم إلى إعاقة في الجهاز العصبي ترجع إلى الجينات الوراثية، أو إصابة دماغية أثناء الولادة، أو حرمان حسي. أما صعوبة التعلم فتشير إلى عدم قدرة التلميذ على إنجاز مهام دراسية معينة، على الرغم من امتلاكه لقدرة عقلية كافية لإنجازها.

ثانياً: خصائص ذوي صعوبات التعلم

1. الخصائص المعرفية

أ. صعوبة في الفهم.
ب. اضطراب في عمليات التفكير.
ج. الافتقار إلى التنظيم والتخطيط.
د. صعوبات في القراءة والكتابة والحساب.
هـ. قصور في الذاكرة.
و. نقص الدافعية.
ز. القصور في مراقبة الذات أو الرقابة العقلية النشطة.
ح. ضعف القدرة على انتقاء أو اختيار الإستراتيجية الملائمة، التي تساعده على التعلم، أو عند معالجته للمهام المعرفية.
ط. الفشل في تطبيق الإستراتيجيات الناجحة حتى مع توافرها.
ي. سوء تقويم القدرات عند معالجة المهام المعرفية.
ك. الفشل في تقويم المهام.
ل. الفشل في اكتشاف الأخطاء، أو تصحيحها، أو تعديل الإستراتيجيات.
م. ضعف القدرة على تقويم الإستراتيجيات المستخدمة.
ن. انخفاض مستوى الذكاء الاجتماعي.

2. الخصائص السلوكية

أ. النشاط الحركي الزائد.
ب. العدوانية المرتفعة والاندفاع.
ج. الاتكالية والاعتماد على الآخرين.
د. الانسحاب وضعف القدرة على التصرف في المواقف المختلفة.
هـ. صعوبة الالتزام بالقواعد والقوانين.
و. قلة الالتزام بالأوامر الخاصة بتنظيم السلوك في سياق المجتمع.
ز. نقص القدرة على المحافظة على علاقات مُرضية مع الأصدقاء.
ح. نقص الكفاءة الاجتماعية.
ط. الرفض من الآخرين.

3. الخصائص النفسية (الوجدانية والانفعالية)

أ. انخفاض تقدير الذات.
ب. نقص الدافعية للإنجاز.
ج. انخفاض مستوى الطموح.
د. الميل إلى وجهة الضبط الخارجية أكثر من الداخلية.
هـ. ارتفاع مستوى القلق العام.
و. صعوبة فهم مشاعر الآخرين.
ز. مشكلات في التوافق.
ح. الشعور بالإحباط.
ط. سهولة الانقياد للآخرين.
ي. تقلب المزاج.
ك. الشعور بالإهمال.
ل. ضعف المثابرة.
م. ضعف الاهتمام بالمدرسة.
ن. ضعف القدرة على أداء الأدوار الاجتماعية المطلوبة.
بناءً على الاستعراض الموجز السابق، يتعين على المربين والتربويين النظر إلى الطفل أو الراشد ذي الصعوبة بوصفه شخصاً متفرداً في خصائصه المعرفية والأكاديمية والاجتماعية والانفعالية، والسلوكيات المرتبطة بها. ويتعين أن يُقارن كل فرد من هؤلاء بنفسه، وليس بأقرانه المماثلين له في العمر أو الصف الدراسي؛ لأن كل فرد مختلف عن الآخر وأن مجموع اختلافاته تكوِّن شخصيته. ومن ثم فإن أي تقدم يحرزه أي من هؤلاء الأفراد يمكن أن يُرد إليه، أي يُنسب إلى ما كان عليه قبل إحراز التقدم. كما أن هؤلاء الأفراد، بما لهم من خصائص تختلف عن أقرانهم من التلاميذ العاديين، فهم يحتاجون إلى قدر من التربية الخاصة.

ثالثاً: أنواع صعوبات التعلم

ثمة تصنيفين لأنواع صعوبات التعلم، هما: تصنيف ثنائي (وهو الأكثر شيوعاً)، وتصنيف ثلاثي (وهو تصنيف جديد ومقترح).

1. التصنيف الثنائي

أ. صعوبات تعلم نمائية: وتشمل صعوبات الانتباه والذاكرة والإدراك والتفكير واللغة الشخصية.
ب. صعوبات تعلم أكاديمية: وتشمل الصعوبات التي تظهر لدى تلاميذ المدارس في المستويات الصفية المختلفة، وتتضمن صعوبات القراءة (فك الشفرة، والفهم القرائي)، والكتابة والتهجئ والحساب.
هذان النوعان من الصعوبات غير مستقلين تماماً، بل ثمة علاقة قوية بينهما؛ فالطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم نمائية، لا بد وأن يؤدي به ذلك إلى صعوبات تعلم أكاديمية، حيث تشير الأولى إلى الاضطرابات في العمليات الضرورية اللازمة للأداء الأكاديمي الجيد، في حين تستخدم الثانية حينما ينخفض مستوى أداء التلميذ الفعلي في القراءة أو الكتابة أو الحساب أو التهجئ، عن المستوى المتوقع له، عندئذ يكون لديه صعوبة نوعية.

2. التصنيف الثلاثي

أ. صعوبات التعلم المعرفية: وتتضمن قصور الانتباه، واضطراب الإدراك، واضطراب الذاكرة، واضطراب الميتامعرفة، واضطراب التفكير وحل المشكلة.
ب. صعوبات التعلم الأكاديمية: وتتضمن ضعف المهارات الأساسية للقراءة، وصعوبة الفهم القرائي، وصعوبة معالجة العمليات الحسابية، وصعوبات الاستدلال الرياضي، وصعوبات التعبير الشفهي/ الكتابي، وصعوبات الفهم السماعي.
ج. صعوبات السلوك الاجتماعي الانفعالي: وتتضمن مشكلات الضبط الذاتي، وفرط النشاط، والتشتت، والحيرة، والتردد، والارتباك، وضعف دافعية الإنجاز.
وثمة تداخل وتفاعل بين هذه الأنواع الثلاثة، أي أنها ليست فئات مستقلة عن بعضها البعض تماماً.

رابعاً: برامج رعاية وتدريب ذوي صعوبات التعلم

توجد إستراتيجيات ثلاث لتدريب ورعاية ذوي صعوبات التعلم:

1. التدريب القائم على تحليل المهمة: ويكون التركيز فيه على تسلسل وتبسيط المهمة، التي سيتعلمها التلميذ.

2. التدريب القائم على العمليات النفسية: ويكون التركيز فيه على علاج صعوبات التعلم الإنمائية.

3. التدريب القائم على تحليل المهمة والعمليات النفسية: ويقوم هذا التدريب على ثلاث مراحل:

أ. تحليل الطفل: تقييم نوحي القوة والعجز لدى الطفل.
ب. تحليل المهمات: تحليل المهمات التي يفشل فيها الطفل، وذلك من أجل تحديد تسلسل المهارات السلوكية والمعرفية المطلوبة، لأداء تلك المهمات.
ج. الجمع بين المعلومات، الخاصة بتحليل الطفل وتحليل المهمات من أجل تصميم الأساليب التدريسية والمواد التربوية، التي سيتم تقديمها بشكل فردي.


المراجع و المصادر 

- تجدونها في النسخة المحملة بصيغة PDF