بحث حول تعريف الضغط النفسي pdf



بحث حول تعريف الضغط النفسي pdf


- على الرغم من الكتابات المختلفة حول موضوع الضغط النفسي من جانب المهتمين بالصحة النفسية إلا أن كلمة الضغط لا تعني الشيء نفسه لهم جميعاً، ومع ذلك يمكن القول بأن العامل المشترك في تعريفات العديد منهم بأن الضغط هو "الحمل الذي يقع على كاهل الكائن الحي (Organism) وما يتبعه من استجابات من جانبه ليتوافق مع التغير الذي يواجهه" ، وتكمن المشكلة الرئيسة في إيجاد تعریف محدد للمفهوم بأنه تکوین فرضی (Hypothetical Construct) لیسی من السهل قياسه ، وغالباً ما يستدل على وجود الضغط من خلال استجابات سلوكية معينه كما هو الحال في التعرف على الذكاء أو غيره من التكوينات الفرضية .
(علی عسکر : 1998 م ، (15

- و کلمة (Stress) مقتبسة من علم الفیزیاء والمیکانیکا وهي تعني "القوة التی تضغط على شيء آخر وقد تغير من شكله أو حجمه" .

- وفي مجال علم النفس تعني هذه الكلمة "التوتر النفسي الشديد" . (فيصل الزراد ، 2000 ، 24)
أما في اللغة الإنجليزية فقد وردت ثلاثة مصطلحات هي الإنضغاط (Strain) والضغط (Stress) ، وقد جاءت الضواغط (Stressor) لتشير إلى تلك المؤثرات التي توجد في المجال البيئي (فيزيقية واجتماعية ونفسية) والتي لها القدرة على إنشاء حالة ضغط ما ، أما كلمة الضغط (Stress) فتعبر عن الحدث ذاته أي وقوع الضغط بفاعلية الضواغط أي أن الفرد وقع تحت طائلة ضغط ما ، ويشير مصطلح الإنضغاط (Strain) إلى حالة الإنضغاط التي يعاني منها الفرد ، والتي تعبر عن اذاتها بالشعور بالإعياء والإنهاك والاحتراق الذاتي ويعبر عنها الفرد بصفات مثل قلق أو مکتئب او متوتر. (محمد الشناوي و محمد عبدالرحمن : 1994   .6)

تعريف الضغط النفسي 

يمكن التعرف على ثلاث اتجاهات في تناول الضغوط على النحو الآتي :

- نموذج الاستجابة الذي يتعامل مع الضغط على أنه متغير تابع (نتيحة) ويصف الضغط في صورة استجابة الشخص لبيئات مضايقة أو مزعجة له .

- نموذج المثير الذي يصف الضغط في صورة مثير يتمثل في خصائص تلك البيئات المضايقة أو المزعجة ومن ثم فإنه ينظر إلى الضغط على أنه متغير مستقل .
- النموذج التكاملي الذي ينظر إلى الضغط على أنه انعكاس لنقص التوافق بين الشخص والبيئة ، أي ينظر إليه كمتغير وسيط بين المثير والاستجابة حيث أن الضغط ينشأ من علاقة خاصة بين الفرد وبيئته . (زينب شقير : 1998م ، 4)
كذلك يمكن تصنيف بعض المفاهيم التي تستخدم لتعير عن الضغط النفسي ومدلولاته العلمية على النحو الآتي : ۱
- مفاهیم تعبیر عن مدلولات بدنیة وهي ترى أن الضغط حدث ناتج عن ضاغط يتبدى في مظاهر سوماتية مثل اضطراب القلب بصفة عامة وسرعة جريان الدم ، كما أن تردد واستمرار الاستثارة التي تغير في الاتزان الداخلي تقلل من مقاومة الجسم وتزيد من احتمال الاصابة بالمرض .
 (هارون الرشیدي : 1999 م ، 17)

أي أن تعرض الفرد للضغط النفسي مع استمرارية الاستثارة يضعف من مقاومة الجسم ويجعله عرضة للإصابة بأحد أنواع الاضطرابات السيكوسوماتية . ومن أهم المفاهيم التي أخذت هذا المنحى تعريف سيلي (Selye) الذي يعرف الضغط النفسي بأنه "الاستجابة الفيزيولوجية غير المحددة التي يستجيب بها الجسم تجاه المطلب الذي يقع عليه" ، وبذلك فهو يرى أن الضغط استجابة الفرد لأي مطلب من جانب بیئته .
(محمد الشناوي و محمد عبدالرحمن : 1994م ،7)

- مفاهیم تعبر عن مدلولات نفسیة

- وتشمل المدلولات العقلية والمزاجية والانفعالية ، وترى هذه المفاهيم أن الضغط النفسي حدث ناتج عن ضاغط يتبدى في مظاهر سلوكية وله صلة بمشاعر الحزن وعدم السرور ويعكس إدراك المعضلات الموجودة في البيئة ، كما يشير إلى المشكلات التي تتعامل مع مطالب ترهق النظام النفسي للفرد . (هارون الرشيدي 1999,ص18)

- أي أن طبيعة الضغوط تتمثل في محورين : الأول هو إما أن تكون بدنية مثل (التعرض للحرارة أو البرودة الشديدة) أو نفسية مثل (الخلافات الزوجية أو الانتقال إلى عمل جديد) ،
والثاني هو تداخل وتفاعل الضغوط البدنية والنفسية معاً مثل (اصابة الفرد آثناء تأدیة عمله). (علي علي : 1997 م ، 208)

- ويُعرّف معجم علم النفس والتحليل النفسي الضغوط النفسية بأنها "وجود عوامل خارجية ضاغطة على الفرد سواء بكليته أو على جزء منه وبدرجة توجد لديه إحساساً بالتوتر ، وحینما تز داد حدتها يفقد الفرد قدرته علی التوازن ويغير نمط سلوكه إلى نمط جديد ولها آثار على الجهاز البدني والنفسي للفرد". (زینب شقیر : 1998 م ، 3)

- وقد قام فيتز (Veitz) بمحاولة تصنيف الأنواع المختلفة للمواقف التي اعتبرت ضاغطة ، وقد وصف ثمانية مواقف تشتمل على :
سرعة تشغيل المعلومات والمثيرات المضايقة في البيئة والتهديد المدرك ، واضطراب الأداء الفيزيولوجي (نتيحة مرض أو عقاقير) والعزلة والقيد ، والعجز والإعاقة وضغط الجماعة ، والإحباط . في حين صنفها كوهين وآخرون  من حيث الشدة والإزمان إلى أربعة فئات رئیسة هي :
- ضغوط حادة مثل انتظار عملية جراحية .
- نتائج حدث ضاغط ينتج عن أحداث معينة مثل الطلاق أو موت الزوج .
- ضغوط مزمنة مستمرة مثل البطالة .
- ضغوط مزمنة أو مستمرة ولكنها متقطعة مثل الاتصال بأفراد الأسرة الذين یسببوا صراعاً او تهدیداً مُدرکاً. (محمد عبدالرحمن : 1999 م، 29)

- ويُعرّف كانون (Cannon) الضغط بأنه "رد الفعل في حالة الطوارى بسبب ارتباطه بانفعال الواحهة"، وقد کشفت آبحاثه عن وجود میکانیزم في حسم الإنسان يساهم في احتفاظه بحالة من الاتزان الحيوي (أي القدرة على مواجهة التغيرات التي تواجهه) بانتهاء المواقف المسببة لهذه التغيرات ، ومن ثم فإن أي مطلب خارجي بإمكانه أن يخل هذا التوازن إذا فشل الجسم في التعامل معه . (علی عسکر : 1998 م ، 29)

- ويوضح ليفين و سكوتش (Levin & Scotch) أن الضغط النفسي "حالة من الاضطراب وعدم كفاية الوظائف المعرفية للفرد التي تتضمن مواقف يدرك الفرد فيها بأن هناك فرقاً بين ما يُطلب منه وقدرته على الاستجابة لها"،

- ويذكر كوفر وأبلاي (Cofer & Appley) أن الضغط "حالة تكون فيها الحالة العامة والشخصية معرضة للخطر ويكرس الفرد كل حيويته للحماية منها" .

- ويُعرّف رايكن (Rabkin) الضغط بأنه "نظام استجابات لحالات ضاغطة أو لضواغط تتكون من نظام تفاعلات فسيولوجية ونفسية سواء مباشرة أو مرجأة" .

- ويُعرّفه کوکس و ماکاي (Kox & Mackay) بأنه " ظاهرة تنشا من مقارنة الفرد للمتطلبات التي تطلب منه وقدرته على مواجهتها ، وعندما يحدث عدم توازن في الآليات الدفاعية الهامة لدى الفرد أي الاستسلام للأمر الواقع يحدث ضغطاً وتظهر الاستجابات الخاصة ، وتدل محاولات الشخص النفسية والفسيولوجية المتضمنة حيل سيكولوجية ووجدانية على حدوث الضغط" . (هارون الرشيدي : (1999 ,20)

- وقد اقترح لازاروس (Lazarus) تعريفاً تفاعلياً للضغط على النحو الآتي : "يحدّث الضغط عندما تكون هناك مطالب على الفرد تفوق أو تزيد على إمكانياته التکیفیه".(محمد الشناوي و محمد عبد الرحمن1994 ,17)

- وهو بذلك يرى أن الضغوط النفسية تجمع بين مجموعة المثيرات التي يتعرض لها الفرد والاستجابة المترتبة عليها ، علاوة على تقدير الفرد لمستوى الخطر وأساليب التكيف مع الضغط والدفاعات التي يستخدمها أثناء تعرضه لهذه المواقف . (زینب شقیر : 1998 م ، 3)

- وقد أنصب اهتمام لازاروس (Lazarus) على التقييم الذهني ورد الفعل من جانب الفرد للمواقف الضاغطة ، واتفق مع كانون (Cannon) على أن الضغط يحدث نتيجة للتفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة ، وأكد بصورة خاصة على التقييم الذهني من جانب الفرد و من الحکم علی الموقف المواجه و تصنیفه فیما یتعلق بالضغط.
(علی عسکر : 1998 م ، 30)

- ويطلق وأتكنس وماير (Watkins & Mayer) على مفهوم الضغط النفسي بأنه "اصطلاح واسع يصف تحدي الفرد مع البيئة والعوامل الكامنة في الضغط تقود الفرد لمحاولة التوافق مع البيئة أو محاولة الهروب والانسحاب لتجنب هذه الضغوط" 

- ويعرفه هنكل (Hinkle) بأنه "التوترات أو الأحمال الثقيلة التي تُلقى على كاهل الفرد" ، ويؤكد على أن الضغط أو الخبرات الضاغطة يمكن معرفتها من خلال المحرك للاستجابة (سبب الضغط) والاستجابة ، وتكون لهذه الاستجابة تأثيرها على الاحهزة  البیولوحیة  والنفسیة للفرد" .(علی علی : 1997 م ، 207)

والضغط عبارة عن العنصر المحدد للطاقة التكيفية لكل من العقل والجسم ، فإذا كانت هذه الطاقة يمكنها إجراء المتطلبات والاستمتاع بالإثارة المتضمنة فيها فإن الضغط يكون مقبولاً ، أما إذا كانت لا تستطيع ووجود الاستثارة يضعفها فإن الضغط لا یکون مقبولاً بل و ضاراً . (دیفید فونتانا : 1994م، 13)

 يوضح هذا التعريف أن تأثير الضغط النفسي لا يقتصر على الناحية السلبية فقط ولكن له تأثير إيجابي أيضاً، وذلك عندما تستطيع طاقة الجسم أن تستمتع بالإثارة المتضمنة فيها ، أي تكون متطلبات الفرد في حدود إمكاناته وقدراته . ويحدث الضغط عندما يتعرض الفرد لعوائق تستلزم منه مطالب تكيفية قد تکون فوق احتماله . (انتصار یونس : 1993 م ، 339)

ومن ثم تحدث الضغوط عندما تُطالب العاملات المتزوجات بكثير من متطلبات الحياة التي تتمثل في الواجبات الكثيرة الملقاة على عاتقهن في عملهن والمسؤوليات الكثيرة  التي يحملنها لبيوتهن
 ( davision et al :1978,439)

وقد أشار البعض الآخر بأن الضغط النفسي هو "التغيرات التي تحدث عن أحداث الحياة والتي يكون لها تأثير واضح على الصحة النفسية للفرد مثل فقدان العمل أو الضيق المادي" . (115 , 1977 : Gorge)

- وينشأ الضغط من خلال تعامل الفرد مع البيئة التي تتمثل في أعباء العمل وصراع الأدوار وشبكة علاقاته مع الآخرين كالأصدقاء والأقارب وأفراد الأسرة . (Bem: 1990,439)

- وتعرف الضغوط النفسية بأنها "مجموعة من الأحداث الضاغطة التي يتعرض لها الفرد أثناء القيام بمهنته والتي تشكل تهديداً لذاته لأنها تكون أكبر من إمكاناته الذاتية وتؤدي إلى استجابات انفعالية حادة ومستمرة لديه ، ويصاحب ذلك مظاهر سلبية تنعكس على أداء الفرد وحالته النفسية والسلوكية كرد فعل لتلك الضغوط". (عباس متول : 2000م ، 125)

- وقد عرف الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية الإصدار الرابع (DSM TV) الضغوط النفسية بأنها "أي حرمان يُنقل كاهل الفرد نتيجة لمروره بخبرة غير مريحة كالمرض المزمن أو فقدان المهنة أو الصراع الزواجي" . (علي علي : 2000م ، 10)
  
- ولفهم معنى الضغط النفسي لابد من إيضاح المكونات الرئيسة المتمثلة في المثير والاستجابة والتفاعل والتي بدورها تفضي إلى الشعور بالضغط النفسي وهي :
 المجال الحيوي لكل شخص الذي ينتج عنه ثلاث مكونات هي الشخص (مجموعة من الخلايا المركزية والمحيطة) , والبيئة النفسية (المنطقة الفاصلة بين الشخص وعالمه الخارجي) , والعالم الخارجي (كل ما يحيط بالفرد) ،

ومن ثم تنشأ العوامل المثيرة للضغط من المكونات الثلاث للمجال الحيوي للفرد .
- الاستجابة وهي ردود الفعل النفسية أو الجسمية أو السلوكية تجاه الضغط ، ومن أهم الاستجابات التي تلاحظ هي استجابتي الإحباط والقلق .
- التفاعل بين العوامل المثيرة من بيئة خارجية أو داخلية أو من الفرد نفسه والاستجابة لها، وأي خلل في أحد مكونات المجال الحيوي للفرد ينتج عنه اضطراباً ما ،
وهذا يعني أنه يقع تحت تأثير موقف ضاغط نتيجة التفاعل بين العوامل المثيرة والاستجابة المكررة لها من إحباط وقلق يجعله لا يتمتع بالاستقرار النفسي ويمر بثلاث مراحل من اعراض التوافق العام " . (حسین طاهر : 1993 م، 38-39)

- وتؤدي الضغوط النفسية إلى العديد من المشكلات التي تجعل نظرة الفرد تشاؤمية ويشعر بالقلق والتوتر ، ورفض النظم وقواعد البيئة . (فؤاد أبو حطب وآمال صادق : 1991 م ، 22)

- ومن المشكلات الصحية التي لها علاقة بالضغوط النفسية والاستجابات السلوكية الأكل بصورة غير طبيعية والسلوك الإستعجالي (الإيقاع السريع للفرد بإنجاز مسؤولياته الاجتماعية) ، وهذه الاستجابات السلوكية هي ردود فعل للضغط النفسي الذي يواجهه الفرد في حياته والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع :" سوف يتم الحديث عنها أثناء عرض النظريات المفسرة للضغوط في تدوينات لاحقة ."

 اولا : الاستجابة الفسيولوجية التي تتمثل في عدد من المتغيرات الداخلية مثل زيادة نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم .
ثانياً: الاستجابة النفسية التي تظهر مشاعر سلبية مختلفة مثل الخوف والقلق
ثالثاً : الاستجابة السلوكية وذلك بأنواع من التصرفات التوافقية يكون الهدف من ورائها تقليل الآثار السلبية أو الشعور الإيجابي نحو الذات ، وذلك عن طريق ما يؤدي إلى الانشغال عن مصادر التهديد (الزيادة أو التقليل من الأكل أو النوم وانخفاض الفعالية في الأداء وقرض الأظافر) ، والفرد يحاول بسلوكه هذا إقناع نفسه بعدم وجود خطر حقیقي یهدده .(علی عسکر : 1998 م ، 20)

المراجع

تجدونها في النسخة المحملة بصيغة PDF