التنشئة الاجتماعية في الاحياء العشوائية pdf

التنشئة الاجتماعية في الاحياء العشوائية pdf


اعداد

أ . رضا سلاطنية

التنشئة الاجتماعية في الاحياء العشوائية pdf


ملخص الدراسة
إن التنشئة الاجتماعية كعملية من العمليات الاجتماعية الأساسية، التي تساهم في الحفاظ على تكامل المجتمع واستقراره واستمراره من جهة، كما تساهم في بناء الشخصية الإنسانية وتهيئة الفرد للحياة الاجتماعية من جهة أخرى، كما أن بقاء المجتمع واستمراره يتم في جانب من جوانبه، ببقاء ثقافته واستمرارها فالعقائد والقيم والعادات والتقاليد وكل ما يميز مجتمع عن أخر لا يمكن الحفاظ عليه إلا إذا تم توارثه جيلا عن جيل كما أن التغير الاجتماعي لا يمكن أن يتم إلا من خلال التنشئة الاجتماعية .
فالتغير الاجتماعي إنما يبدأ بالتغير في المفاهيم والقيم والعادات ثم السلوك وهي أمور لا تتم إلا من خلال التنشئة الاجتماعية، كما لا يمكن فهم موضوع التنشئة الاجتماعية إلا من خلال وسائطها المتعددة كالحي السكني و الأسرة وجماعة الرفاق، ونتيجة الحيوية الموضوع وتشعبه تحاول من خلال هذه الدراسة تتبع وضعية التنشئة الاجتماعية في الأحياء العشوائية التي ارتبطت بالبناء الاجتماعي للمدينة.
تحاول المساهمة أن تنجز فهما سوسيولوجيا لأنماط التنشئة الاجتماعية وأشكالها في الأحياء العشوائية وخصائصها.

مقدمة

إن هذه الدراسة تركز على جانب دقيق وفعال يتعلق بعمليات التنشئة الاجتماعية داخل الأحياء المتخلفة بالمدن حيث حظيت هذه الظاهرة باهتمام كبير من المفكرين الاجتماعيين الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من المداخل النظرية والمنهجية والمحاولات الامبريقية التي حاولت تشخيص الواقع الفعلي لهذه الظاهرة والمتمثلة في ظاهرة التنشئة الاجتماعية في الأحياء العشوائية، وفي هذا الإطار حاولنا ربط هذه الظاهرة بالبناء الاجتماعي للمدينة التي تعاني اليوم انهيار في جانبها الفيزيقي وذلك بفعل الفوضى في البناءات وسوء التخطيط وأضحت تسمى المدينة الاسمنت تنعدم فيها ادئي ضروريات الحياة، ومن اكبر المشاكل والظواهر التي تعاني منها المدينة اليوم ظاهرة تلوث البيئة والانتشار الهائل والسريع للأحياء العشوائية، التي أصبحت تشكل قاسما مشتركا لمدن الجزائر وذلك بفعل النمو الحضري السريع وعدم تماشي العرض من الوحدات السكنية مع هذا النمو المصحوب بضغط شديد وطلب متزايد على رقعة الأرض السكنية، ومن هذه الزاوية يبدو علنا أن الأحياء العشوائية تشكل عبئا كبير ومشكلات
أساسيا ومتعددة الأبعاد، مجاليه، ايكولوجية، سوسيولوجية، اقتصادية وتشريعية مؤثرة على الحياة الحضرية للمدينة تتعلق بالتعمير والسكن، والبطالة والعمل والضبط الاجتماعي والهامشية، وهي تعكس الخلل الواضح في ديناميكيات النمو بين قطاعات المجتمع المعينة، هذه المشكلات التي من شانها تحويل المدينة من بيئة للإشعاع الحضاري إلى بيئة للتدهور الاجتماعي، وفي هذا الإطار بات واضحا أن معالجة مشكلات التنشئة الاجتماعية في الأحياء العشوائية أمر ضروري في الحياة اليومية التي تتطلب فهم حقيقي لتلك الشبكة المعقدة لمختلف المشاكل على أساس دراسة علمية شمولية تدرك علاقات التأثير المتبادل لمقومات الواقع الامبريقي وما يثيره أو يرتبط به من مشكلات.
إن أهم ما يلاحظ على المدينة الجزائرية، لقد تضافرت وتفاعلت عوامل كثيرة تاريخية سياسية تنموية سكانية اجتماعية، وثقافية في النتاج المجال الحضري بما يحمله من تناقضات وإشكاليات تكشف عن عجز المدينة على استيعاب وإدماج سكانها في نظامها الحضري الحديث، كما تكشف من ناحية أخرى عن الصعوبات التي يواجهها هؤلاء من جهتهم في حياتهم الحضرية اليومية خاصة إذا تعلق الأمر بسكاني الأحياء العشوائية الملازمة للحياة الحضرية وظروف تنشئة أبنائهم والواقع الحضري في مدننا يكشف وضعية التنشئة الاجتماعية حيث أشار المختصين في الكثير من الدراسات أن هذه الأحياء تعتبر وكرا للخارجين عن القانون ومرتع وفضاء للمشاغبين والباعة المتجولين وتجار الأرصفة ذات الأحياء الضيقة وغير مهيأة قد تتوسط بعض أحياء  المدينة وربما تحاذيها، وانتشار مكثف للسكن الفوضوي والهامشية الحضرية والتدهور البيئي ونزوح السكان من الأرياف إليها بما يسمى بمناطق واضعي اليد، كل هذه الظروف تخلف انعكاسات سلبية تهدد التوازنات الاجتماعية، والاستقرار الاجتماعي والسياسي، كالانحراف والجريمة والبطالة، والتشرد وضياع التنشئة الاجتماعية وغيرها من المشاكل التي لم يدركها مخططو المدن ومسيريها ولم يدركوا أن المدينة ليست مباني، بل هي نمو فيزيئي واجتماعي وجب ضبطه وتوجيهه في ظل توزيع السكان والفعاليات والنشاطات المرتبطة بهم ، وكذا دراسة التركيب المكاني وتوزيع المناطق السكنية الحضرية وكذلك النشاطات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة في المدينة، لذا فالدور التنموي للمدن لا يحتاج إلى تأكيد فالتلازم كبير وبديهي بين المدن وظروف حياة الأسر وكيفية تنشئة أفرادها.

تحميل الدراسة كاملة