استراتيجيات التصرف pdf
العناصر
1- المتغيرات الشخصية
- مركز الضبط
- تقدير الذات
- نمط الشخصية
- الصلابة النفسية
- فعالية الذات
2 - العوامل الموقفية
- طبيعة الموقف و خصائصه
- المساندة الاجتماعية من الآخرين
3 - المتغيرات الديمغرافية
- العمر و استراتيجيات المواحهة
- المستوى الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي
- نوع ( الفروق بين الجنسين في المواحهة )
|
يشير "ويثنجتون" و "كازلر" (Wethington & Kessler 1991) إلى أن الأفراد يختلفون في استخدام استراتيجيات
المواجهة في الاستجابة للأحداث الضاغطة، وأن هناك عوامل عدة تؤثر في اختيار
استراتيجية المواجهة، وهي تتضمن عوامل تتعلق بخصائص شخصية الفرد مثل نمط الشخصية
ومركز الضبط وفعالية الذات والصلابة النفسية، وهناك عوامل أخرى موقفية ونوعية
تتعلق بالموقف ذاته وتسهم إلى حد بعيد في تحديد إستراتيجيات المواجهة وتتمثل هذه
العوامل الموقفية في طبيعة الحدث الضاغط ونوعه من حيث هو مزمن أو حاد والجدة بمعنى
أن الفرد قد يكون واجه هذا النوع من الضواغط في الماضي أو أنها جديدة، وكذلك قدرة وقابلية
الفرد على التنبؤ بحدوث الموقف الضاغط بمعنى وجود علامات ومحاذير تدل على الحدث
الضاغط فضلا عن المدة التي يستغرقها الحدث الضاغط ودرجة التهديد والضرر والتحدي
التي يدركها الفرد في هذا الموقف الضاغط وعدم التأكد المعلوماتي المحيط بالموقف،
وهي تشير إلى احتمالات نقص المعلومات أو عدم الوضوح والقدرة على تفسير مايحدث،
وكذلك المساندة الإجتماعية التي يتلقاها الفرد من الآخرين، فكل ذلك يؤثر بدور كبير
في تحديد نوع استجابة المواجهة للموقف الضاغط، وإضافة إلى ذلك فإن المتغيرات
الديمغرافية مثل النوع والعمر الزمني والمستوى الاقتصادي والاجتماعي تؤثر هي
الأخرى بدور هام في تحديد نوع استراتيجية المواجهة التي يستخدمها الفرد ازاء
المواقف الضاغطة، ويعني ذلك أن أساليب التعامل مع المواقف الضاغطة تختلف بين
الأفراد باختلاف خصائص وطبيعة الموقف الضاغط واختلاف المتغيرات الديمغرافية ومتغيرات
الشخصية لدى الأفراد.
وفيما يتعلق بمتغيرات الشخصية وعلاقتها باستراتيجيات
المواجهة للضغوط يمكن القول إن العوامل الشخصية تمثل أهمية كبيرة في تحديد قدرة
الفرد على التحكم والتعامل مع الضغوط ومواجهتها، فإذا شعر الفرد أن لديه القدرة
على مواجهة المواقف الضاغطة فإن ذلك يجعله يشعر بالسعادة والتوافق وينخفض مستوى
الشعور بالضغط لديه، أما إذا شعر الفرد بالعجز والتعاسة وعدم القدرة على مواجهة
المواقف الضاغطة في حياته فإنه يفشل في مواجهتها ويزداد شعوره بالضغط (حسين وحسين،
2006: 123).
أولا: المتغيرات الشخصية:
يسهم أسلوب الشخصية وسماتها بدور فعال في قدرة الفرد على
مواجهة الضغوط ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:
1- مركز الضبط:
يمثل مركز الضبط أحد متغيرات الشخصية التي تسهم بدور
فعال في تحديد كيفية الاستجابة للمواقف الضاغطة، فالأفراد ذوو مركز الضبط الداخلي
يعتقدون أن لديهم القدرة على التحكم في الأحداث، بينما الأفراد ذوو مركز الضبط
الخارجي يعزون الأحداث لعوامل خارجية عن تحكمهم وسيطرتهم مثل الحظ والصدفة، وعلى
هذا يرتبط مركز الضبط الداخلي بمستوى منخفض من الإكتئاب وبمستوى مرتفع من الرضا عن
الحياة، في حين أن مركز الضبط الخارجي يرتبط بمستوى مرتفع من الاكتئاب ومستوى
منخفض من الرضا عن الحياة.
ويعتبر مركز الضبط مؤشرا قويا على سلوك المواجهة، وفي
هذا الصدد يشير "لازاروس وفولكمان" (Folkman
1984& Lazarus) إلى أن القدرة على التحكم في الحدث أو الموقف الضاغط
تشكل وتحدد أسلوب المواجهة لدى الفرد، فالأفراد عندما يدركون الحدث على أنه قابل
للتغير فإنهم يكونون أكثر استخداما لإستراتيجيات المواجهة التي تركز على المشكلة،
في حين أن استراتيجيات المواجهة التي تركز على الانفعال تستخدم إذا لم توجد خيارات
مدركه لدى الأفراد، فإذا أدرك الفرد الحدث على أنه غير قابل للتغير فإنه يميل إلى
استخدام أساليب المواجهة الإحجامية مثل الابتعاد عن مواجهة الموقف، ويكون ذلك
مبنيا على افتراض أن الأفراد في المواقف التي لايستطعون التحكم والسيطرة عليها
يعانون كثيرا من العجز وعدم الكفاءة في مواجهتها، ولذلك فإن مجهوداتهم في المواجهة
تكون سلبية بشكل متزايد (حسين وحسين، 2006: 124).
2- تقدير الذات:
يؤثر تقدير الذات على الصحة النفسية للفرد وعلى مستوى
الإنجاز والتوافق مع مطالب البيئة والعلاقة مع الآخرين والتوافق النفسي، وكلما
ارتفع تقدير الفرد لذاته انخفض الإكتئاب والقلق والشعور بالضغط، ولقد كشفت نتائج
الدراسة التي قام بها "شان" (Chan 1993) عن أن المراهقين ذوي تقدير الذات المرتفع يميلون إلى
استخدام إستراتيجيات المواجهة الفعالة والإيجابية في مواجهة المشاكل والمواقف
الضاغطة في حين أن الأفراد ذوي تقدير الذات المنخفض يميلون إلى استخدام
إستراتيجيات المواجهة السلبية، فالأفراد ذوو تقدير الذات المرتفع يستخدمون
إستراتيجيات المواجهة التي تركز على المشكلة في حين أن الأفراد ذوي تقدير الذات
المنخفض يستخدمون إستراتيجيات المواجهة التي تركز على الإنفعال مثل الإنكار والميل
إلى الإنسحاب وتعاطي العقاقير والمخدرات والتدخين في إدارة الضغوط، وعليه يعتبر
تقدير الذات أيضا مؤشرا هاما يسهم بدور كبير في تحديد سلوك المواجهة لدى الأفراد
تجاه المواقف والظروف الضاغطة (حسين وحسين، 2006: 126).
3- نمط الشخصية:
لا يستجيب الأفراد للأحداث الضاغطة بطريقة واحدة بل
يختلفون في استجاباتهم طبقا لنمط الشخصية، فلكل فرد منا سمات أو أساليب سلوكية
ثابثة تؤثر في كيفية تعامله مع المواقف الضاغطة، ومن هذه الأنماط السلوكية النمط
(أ) من السلوك، وذلك في مقابل النمط (ب) من السلوك، ولقد أشار "فريدمان
وريزينمان" (Friedman & Rosenman) إلى أن نمط السلوك (أ) يبرز لدى الأشخاص ذوي الحساسية
للتحدي القادم من البيئة، وأن الأفراد الذين يندرجون تحت هذا النمط من السلوك لهم
سمات وخصائص أساسية مثل العدوان والعنف والقابلية للإستثارة والإحساس بغط الوقت
وعدم التحلي بالصبر والنشاط المتعجل ودرجة عالية من الطموح والثقة بالنفس
والمثابرة وبذل الجهد وروح التنافس ومحاولة إنجاز أكثر من عمل في وقت أقل، أما
أصحاب نمط السلوك (ب) فهم أكثر استرخاء وصبرا ورضا عن العمل والحياة وغير عدوانيين
وبطيئو التأثر والحساسية لما يدور حولهم، وعلى ذلك فإن أصحاب نمط السلوك (أ) هم
أكثر شعورا بالضغط حيث تظهر عليهم أعراض الضغوط الجسمية والنفسية بدرجات مرتفعة،
ومن ثم أكثر قابلية للإصابة بأمراض القلب من ذوي نمط السلوك (ب) نظرا لما يتميزون
به من سمات شخصية.
وهناك العديد من الدراسات التي تؤكد على العلاقة بين
سمات الشخصية وبين أساليب مواجهة الضغوط، فلقد كشفت نتائج الدراسة التي قام بها "نجرو"
(Nigro 1996) عن أن المراهقين المنبسطين يميلون إلى استخدام
إستراتيجيات المواجهة التي تركز على المشكلة مثل التفكير الإيجابي في الموقف مقارنة
بالمنطويين، حيث كانت درجاتهم مرتفعة في العصابية والذهانية، فلا شك أن متغيرات
الشخصية ونمطها يسهمان بدور فعال في تحديد أساليب مواجهة الفرد للضغوط (نقلا عن
حسين وحسين، 2006: 126-127).
4- الصلابة النفسية:
يعتبر مفهوم الصلابة النفسية أحد خصائص الشخصية التي
تعمل كعامل هام في مقاومة ومواجهة أحداث الحياة الضاغطة.
وطبقا لوجهة نظر "كوباسا" (Kobasa) فإن مفهوم الصلابة هو خاصية عامة تنشأ من خبرات الطفولة
المعززة والثرية التنوع، وهذه الخاصية تظهر في المشاعر والسلوكيات التي تتصف
بالإلتزام والضبط والتحدي والتي تمثل المكونات الرئيسية لمفهوم الصلابة لديها.
وعلى هذا فإن مفهوم الصلابة يشير إلى أن الفرد يمتلك مجموعة
من السمات تساعده على مواجهة الضغوط، وأن الفرد الذي يتميز بالصلابة النفسية تكون
لديه القدرة على توقع الأزمات ومواجهتها، وأن الصلابة النفسية تمثل مصدرا من
المصادر الشخصية التي يستند إليها الفرد في مواجهة الآثار النفسية والجسمية
السلبية الناجمة عن الضغوط والتخفيف من هذه الآثار، كما أن الصلابة النفسية تلعب
دورا هاما في عملية التقييم المعرفي للموقف، وفي عملية المواجهة التي يقوم بها
الفرد إزاء الأحداث الضاغطة، وتتضمن الصلابة كما أشارت "كوباسا" (Kobasa) ثلاثة مكونات، وهي الإلتزام والتحدي والضبط.
كما ترى "كوباسا" (Kobasa) أن الأفراد الذين يتسمون بالصلابة النفسية يستطعون
مواجهة المواقف الضاغطة بفعالية واقتدار، وعلى العكس من ذلك يميل الأفراد ذوو
الصلابة النفسية المنخفضة إلى النكوص والتجنب والإبتعاد عن المواقف الضاغطة.
وفي هذا الصدد يشير "فريدنبرج وتيلور" (Fydenberg & Taylor) إلى أن الأفراد ذوي الدرجات المرتفعة على مقاييس
الصلابة النفسية يقدرون المواقف الضاغطة بطريقة مرضية، ويستخدمون إستراتيجيات
مواجهة أكثر فاعلية مقارنة بالأفراد الذين يحصلون على درجات منخفضة في الصلابة
النفسية (نقلا عن حسين وحسين، 2006: 130-132).
5- فعالية الذات:
تعتبر فعالية الذات من العوامل الهامة التي تساعد
الأفراد على مواجهة الضغوط التي تعترض حياته ويشير هذا المفهوم كما رأى باندورا
إلى اعتقاد الفرد بأن لديه القدرة على التعامل والسيطرة بفاعلية على المواقف
والأحداث التي يتعرض لها، وأن مفهوم الفرد عن فعالية الذات يظهر من خلال التقييم
المعرفي لقدراته، ومن خلال تعدد الخبرات التي يمر بها حيث تعمل هذه الخبرات على
مساعدة الفرد في التغلب على الضغوط التي تواجهه، فالأفراد ذوو المستويات المرتفعة
من فعالية الذات يرون أنفسهم قادرين على التعامل مع المواقف الضاغطة والصعبة بنجاح
والتي قد تعمل على إثارة الارتباك والتهديد والتخويف لدى الأفراد الآخرين.
وهذا يشير إلى أن المواجهة الناجحة للضغوط لا تتطلب
مهارات نوعية فحسب، بل تتطلب أيضا إعتقاد الفرد أن لديه القدرة على التحكم في
أحداث الحياة الضاغطة، وأنه يستطيع مواجهتها بشكل ملائم، بمعنى أنه كلما كانت
فعالية الذات مرتفعة لدى الأفراد فإنه يشعر بالكفاءة والرغبة في مواجهة التحديات
والظروف الضاغطة التي تواجهه والتغلب عليها.
ولقد أظهرت نتائج الدراسة التي قام بها "جوريسالم و شفيتزر"
(Jerusalem
& schwezer 1992)، أن فعالية الذات العامة تعد مؤشرا هاما في التقييم
المعرفي للمواقف التي يتعرض لها الفرد، وأن الأفراد ذوي فعالية الذات المنخفضة
يعانون الفشل في التعامل مع الضواغط، ومن ثم يشعرون بالضغط، وذلك مقارنة بالأفراد
ذوي فعالية الذات العامة المرتفعة، وهكذا تعتبر فعالية الذات من المصادر الشخصية
التي يستخدمها الفرد في مواجهة الضغوط.
فالأفراد ذوي المستويات المرتفعة من فعالية الذات يكونون
أكثر استخداما لإستراتيجيات المواجهة التي ترتكز على المشكلة حيث إنها تؤدي إلى
تحقيق نتائج أفضل وتزيد من قدرتهم على التحكم في الموقف (نقلا عن حسين وحسين،
2006: 132-133).
ثانيا:العوامل الموقفية:
1- طبيعة الموقف وخصائصه:
على الرغم من أن الأفراد لديهم أسلوب مفضل من المواجهة
للضغوط بوجه عام فإن العوامل الموقفية تؤثر على الإستراتيجيات التي يستخدمها
الأفراد في التعامل مع المواقف الضاغطة، فالعوامل الموقفية تلعب دورا هاما في
تحديد أساليب مواجهة الضغوط، أي أن الإستراتيجيات التي يستخدمها الفرد في مواجهة
الضغوط لم تكن ثابتة، بل هي نوعية وموقفية يختارها الفرد للعامل مع الموقف الضاغط
وفقا للتقييم المعرفي لمصدر الضغط والمصادر المادية والشخصية والإجتماعية المتاحة
لدى الفرد، وعلى ذلك قد يستخدم الفرد أساليب المواجهة التي تركز على الإنفعال في
أحد المواقف، وقد يستخدم أساليب المواجهة التي تركز على المشكلة في مواقف أخرى،
وهذا مما يؤكد على أساليب المواجهة للضغوط تختلف لدى الأفراد تبعا لنوع وطبيعة
الحدث الضاغط.
ويشير "نجرو" (Nigro 1996) إلى المراهقين الذين يعايشون المواقف الضاغطة في مجال
الأسرة مثل موقف الطلاق الوالدي أو مرض لعضو في الأسرة قد يميلون إلى استخدام
أسلوب حل المشكل، وهذا يعني أن الأفراد يميلون إلى استخدام أساليب المواجهة التي
تتركز على حل المشكلة عندما يدركون أنهم يستطيعون تغيير الموقف، أما عندما يدركون
الموقف على أنه غير قابل للتغيير يميلون إلى استخدام إستراتيجيات الابتعاد والتجنب
والهروب (نقلا عن حسين وحسين، 2006: 133-135).
2- المساندة الاجتماعية من الآخرين:
تعتبر المساندة الإجتماعية من المتغيرات الموقفية التي
تسهم بدور فعال في تحديد أساليب المواجهة وإدارة الضغوط، وهي تمثل عاملا موقفيا
يؤثر في كيفية إدراك الفرد للأحداث الضاغطة وفي كيفية مواجهتها، كما أنها تلعب
دروا هاما في التخفيف من الأار السلبية المترتبة علىالأحداث الضاغطة، ويشير "لازاروس
وفولكمان" (Folkman 1984& Lazarus) إلى أن المساندة الإجتماعية تعتبر مصدرا هاما للأفراد
في أوقات الضغوط فهي تساعدهم على التعامل مع هذه الضغوط، وتكون مفيدة في التنبؤ
بأساليب المواجهة التي يستخدمها الأفراد في التعامل مع الضغوط ويرى أن الأساليب
التي يستخدمها الفرد في التعامل مع الأحداث الضاغطة مثل أسلوب حل المشكلة و إعادة
التقييم الإيجابي للموقف ترتبط بشكل قوى بالمساندة الإجتماعية في حين أن أسلوب
تحدي المشكلة أو الإبتعاد عنها لاترتبط بالمساندة الإجتماعية لأن ذلك يشير إلى أن
الفرد لايكون في حاجة إلى المساندة الإجتماعية ولايريدها (نقلا عن حسين وحسين،
2006: 135).
ثالثا: المتغيرات الديمغرافية:
1- العمر واستراتيجيات المواجهة:
إن إستراتيجيات المواجهة التي يستخدمها الفرد في التعامل
مع الأحداث الضاغطة تتغير مع تقدم العمر ومع زيادة مستوى النمو المعرفي للفرد، وأن
هذه الإستراتيجيات تختلف بإختلاف الأعمار الزمنية، وتصبح أكثر نضجا كلما تقدم
الفرد في العمر.
وتشير بعض الدراسات التي قام بها "كومبس
وآخرون" (Compas
& al) إلى وجود علاقة إيجابية بين إستراتيجيات المواجهة التي تركز على الإنفعال
وبين العمر، وأن هذه الإستراتيجية يزداد إستخدامها مع الضواغط الأكاديمية
والبينشخصية، وهكذا فإن العمر والمستوى النمائي للفرد يؤثر في أساليب المواجهة
للأحداث الضاغطة (نقلا عن حسين وحسين، 2006: 140).
2- المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي:
كما أن سلوك المواجهة يختلف بين الأفراد تبعا لإختلاف
المستوى الإقتصادي والثقافي، فالأفراد ذوو الثقافات المختلفة يستجيبون للضغوط بشكل
مختلف ويستخدمون إستراتيجيات مختلفة في التعامل مع الأحداث الضاغطة، كما أن المستوى
الإقتصادي والإجتماعي يلعب دورا هاما في تحديد نوع إستراتيجيات المواجهة التي
يستخدمها الفرد في التعامل مع المواقف الضاغطة.
ويشير "بلينجس و موس" (Billings & Moos 1981)، إلى أن المستوى الإقتصادي والإجتماعي والتعليمي
المنخفض يرتبط بإستراتيجيات المواجهة التي تركز على التجنب.
3- النوع (الفروق بين الجنسين في المواجهة):
لقد أوضحت الدراسات وجود فروق بين الجنسين في استخدام
إستراتيجيات المواجهة، وأن الذكور يميلون إلى إستخدام إستراتيجيات المواجهة التي
تنصب على المهمة وإستراتيجيات المواجهة الإقدامية في مواجهة الأحداث والمواقف
الضاغطة، وفي المقابل يميل الإناث إلى استخدام إستراتيجيات المواجهة التي تنصب على
الإنفعال، وهكذا توجد فروق فردية بين الجنسين في أساليب المواجهة التي يستخدمونها
للتعامل مع المواقف الضاغطة، فالمرأة تعاني مستويات مرتفعة من الكدر والمشقة
الإنفعالية مقارنة بالرجل.
ولقد كشفت نتائج الدراسة التي قام بها "استون و
نيل" (Stone
& Neale 1984) تعكس نتائج الدراسة الحالية، والتي تستهدف أساليب
المواجهة التي يستخدمها كل من الجنسين في مواجهة المشاكل اليومية أن الرجل يقوم
بأفعال مباشرة كأسلوب في مواجهة المشاكل، في حين أن المرأة تستخدم إستراتيجيات
سلبية تتضمن التشتت والتنفيس وأن المرأة تسعى للمساندة الاجتماعية من الآخرين
(نقلا عن حسين وحسين، 2006: 141-142).
والواقع أن الدراسات التي استهدفت
التعرف على الفروق بين الجنسين في أساليب مواجهة الضغوط أنها كشفت عن وجود نتائج
مختلطة، فبعضها يرى أن الفروق بين الجنسين في مواجهة الضغوط يمكن أن تعود إلى مصدر
الضغط، ويؤكد بعضهم الآخر من الدراسات على أن النوع ليس وحده الذي يحدد الإختلاف
في أساليب المواجهة بين الجنسين، ولكنه التوجه نحو الدور الجنسي، فدرجة الذكورة
والأنوثة تعد هي المحك والمعيار الحقيقي في تحديد واختيار إستراتيجيات المواجهة
للأحداث والمواقف الضاغطة لدى كل من الجنسين، فالأفراد ذو الأنوثة المرتفعة
يستخدمون إستراتيجيات المواجهة التي تركز على الإنفعال في حين أن الأفراد ذوي
الدرجات المرتفعة في الذكورة يستخدمون إستراتيجيات المواجهة التي تركز على
المشكلة، والحقيقة أن الفروق بين الجنسين في مواجهة المواقف الضاغطة ترجع إلى
الفروق البيولوجية والتوقعات الإجتماعية المرتبطة بكل من الجنسين واختلاف الدور
الجنسي وعملية التنشئة الإجتماعية (حسين وحسين، 2006: 143-144).
المرجع : تجدونه مذكور داخل نسخة PDF
روابط تحميل محاضرة : استراتيجيات التصرف pdf من هنا
مواضيع ذات صلة بإستراتيجيات التصرف
- مفهوم إستراتيجيات التصرف PDF
- انواع و تصنيفات إستراتيجيات التصرف PDF