الطفولة المسعفة

الطفولة المسعفة
الطفولة المسعفة 

- التعريف النفسي لفئة الطفولة المسعفة :

حسب المعجم الموسوعي لعلم النفس : " هو من فئة الأطفال الذين ليس بوسع أبائهم أن يعنوا بهم ، بسبب الهجر ، صعوبات الحياة ، السياق الاجتماعي للأم العازبة ، مرض الأباء ، بطالة ، حبس ، ابعاد من المنزل الأسري أو موت الأبوين ..." . ( نوريير سيلامي ، ترجمة وجيه سعد ، 2001 ،ص 1894 ) .

- التعريف القانوني لفئة الطفولة المسعفة :

حسب المادة 08 من القانون الداخلي للمؤسسة يعرف الأطفال المسعفين كالتالي - الأطفال المحرومين من الأسرة بصفة نهائية و المتمثلين فيما يلي
·         الطفل الذي فقد أبويه أو السلطة الأبوية بصف نهائية بقرار قاضي الأحداث الطفل المهمل و المعروف أبويه و الذي يمكن اللجوء الى أبويه أو أصوله و المعتبر مهمل بقرار قضائي .
·         الطفل الذي يعرف بنسبه و الذي أهملته أمه عمدا و لم تطالب به ضمن أجل لا يتعدى ثلاثة أشهر . (مديرية النشاط الاجتماعي ، النظام الداخلي لدور الأطفال المسعفين – المادة 08 – ) 

كما تم تعريف" الطفولة المسعفة "أو" أيتام الدولة " حسب قانون الصحة العمومية في الجريدة الرسمية من الأمر رقم 79/76 في المادة 246 بتاريخ 23 – 10 – 1976 أين يوضح الوضعية المادية للأطفال و أين يتم استقبالهم تحت وصاية مصلحة الإسعاف العمومي وهم : المولود من أب و أم مجهولة ووجد في مكان ما وهو الوليد اللقيط , الذي لا أب و لا أم له و لا أصل يمكن الرجوع إليه و ليس له أي وسيلة للمعيشة وهو اليتيم و الفقير , الذي سقط من السلطة الوالدين بموجب تدبير قضائي و عهد بالوصاية إلى الإسعاف العمومي للطفولة . (الجريدة الرسمية من الأمر رقم 79/76 في المادة 246 بتاريخ 23– 10 – 1976) .

 - التعريف الاداري لفئة الطفولة المسعفة:

 تطلق هذه الكلمة ذات الاستعمال الإداري على القاصرين تحت الوصاية و الأطفال المشردين من العائلة ، أو الأطفال الذين أسقط أهلهم من حقهم في ممارسة السلطة على أولادهم في استعمال هذا المصطلح خارج سياقه ، يذكر الأطفال يتلقون العون و تعهدهم هيئة المساعدة الاجتماعية للطفولة و يخضعون لاحتمالات تسليمهم إلى عائلات معينة أو مؤسسات مختلفة . ( رولان درون ، فؤاد شاهين ،1997، ص 894)
اذن فالطفل المسعف هو كل طفل تم التخلص منه فور ولادته بوضعه على أحد الأرصفة أو بجوار أحد دور العبادة ، فيبدأ مشوار العناء حيث تتناقله أيادي كثيرة ، من الشخص الذي عثر عليه إلى قسم الشرطة إلى دار الرعاية ، و هكذا لا يتذوق هذا الطفل المسكين طعم الاستقرار أو الراحة أو الأمان وهو يدفع ثمن خطيئة أبوية بلا ذنب . (محمد المهدي ، 2007 ، ص 42 ).

أصناف الطفولة المسعفة:

يمكن تصنيف الطفولة السعفة على النحو التالي :

1 الطفل الغير شرعي :

 هو طفل بلا هوية ، بلا جذور جاء نتيجة علاقة غير شرعية ، تخلى الأب عن مسؤوليته و خاقت الأم أن العار و الفضيحة ، فلم يكن أمامها إلا أن تتخلى هي الأخرى .

2 الطفل الموجه من طرف قاضي الأحداث :

باعتبار أنه في خطر، و هذا الصنف يضم أطفال العائلات الذين لديهم مشكلة عدم القدرة على التكفل بالطفل من جميع النواحي و عدم توفر الجو النقسي الملائم له .

3 الطفل الذي يودع من طرف والديه :

 الطفل الذي يودع لمدة محددة نتيجة مصاعب مادية مؤقتة ، يبقى لمدة طويلة ومن ثم يتم التخلي عليه ، أو قد يوضع بحجة عدم التفاهم بين الزوجين .

4 الطفل اليتيم :

هو الطفل الذي فقد أبواه ولم يبلغ سن الرشد ، ولقد أعطى الإسلام أهمية خاصة تدعو إلى تربية اليتيم والعناية يه .

5 الطفل المتشرد :

و هذا المتشرد قد يتطور إلى أن يأخذ صورة من صور التسول ، وهذا يعود إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يوجد فيها الطفل كالفقير و بعض الضغوطات التي تقلق الطفل ، و هكذا يضطر إلى الهروب بسبب السيطرة المفروضة عليه من طرف الأولياء و كثرة المشاكل و الخلافات ، و قد يكون بسبب وفاة أحد الوالدين.

6 طفل الزوجين المطلقين :

 هذا الطفل يتضرر كثيرا اثر طلاق والديه و يصبح ضحية لمشاكل كثيرة ، فالطلاق يحرم الطفل من رعاية و توجيه والديه ، فحرمانه من ناحية المادية و المعلوية يؤدي إلى التشرد والتسول ، وفي أعلب الأوقات يؤدي إلى الانحراف . (ابراھیم سعد , 1986, صں 310)

3- خصائص الأطفال المسعفين :

إن عياب الرعاية الأسوسية قي حياة الطفل يؤثر فيه، أو يجعله يتراجع في نموه أو يظهر بعض التصرفات التي تؤثر فيه شتى الجوانب هي :

1- خصائص جسمية للأطفال المسعفين :

- ارتفاع مرضية الأطفال في اضطرابات متنوعة حيث تقول AUBRY : " ... الإحباط يمنع الجسم من تطوير مناعة ضد الميكروبات العادية , و هكذا يظهر الإحباط كعامل أساسي في مرضية ووفيات الأطفال " ( بدرة. ميموني ، 2003 ، ص 171 ).
 - وفيات بسبب الأمراض و ضعف المناعة ، بالإضافة إلى الهشاشة أمام الفيروسات. - ضعف البنية الجسمية ولحافتها و كساح ، وتأخر التسنين. (بدرة ميموني، 2003، ص 172).

2- خصائص نفس - حركية للأطفال المسعفين:

 تتمثل في :
- تأخر جزئي أو شامل حسب الطفل، في اكتساب الوضعيات مثل الجلوس، الحبو، المشي . - اضطرابات نفس حركية و ايقاعات مثل : أرجحت الرأس أو كل الجسم ، مص الأصابع اللعب يالأيدي ، اغلاق العينين بواسطة الأصابع ، ضرب الرأس على السرير أو الحائط ، تستعمل هذه السلوكات من طرف الطفل لتهدئة القلق و قد يستمر حتى الرشد ،
- أضطرابات حركية فيما يخص القبض ، عدم التحكم في اليد ، ضعف التنسيق بين الحركة و العين ( قبض في  الفراغ ) . ( بدرة  ميموني، 2003 ، ص 173 )

3- خصائص لغوية للأطفال المسعفين :

 حسب AUBRY" حاصل النمو (q.b) ينخفض    بقدر  ما ازدادت مدة بقاء الطفل بالمؤسسة". و النمو يضطرب و يدهور اللغة ، وتتمثل أشكال التدهور في تاخر شامل أو جزئي ، لغة آلية فقيرة ، وضعف الفهم و التركيز.( بذرة ميموني، 2003، ص 173).
 - البكم هي حالة نفسية معقدة يكون فيها الطفل المسعف رافضا للكلام مع من هم حوله ، فهذه الحالة غالبا ما يصنفها علماء النفس ضمن الميكانيزمات الدفاعية التي تساعد الطفل على الهروب من واقعه المؤلم ، و بالتالي يلجا الطفل إلى الصمت يعتبر غالبا إعلانا عن عدم رغبتها في الاندماج مع وسطه الاجتماعي . (p27Frangolse gapari.1989

4- خصائص اجتماعية للأطفال المسعفين:

نجد نوعين من الأطفال ، بعضهم في حركة دائمة يلمسون كل شيء ، يتشبثون بكل من يدخل إلى المؤسسة ( غريب أو معروف ) يلتصقون به ويطلبون منه حملهم و الاهتمام بهم ، مما يجعل الملاحظ الغريب يظن أن الطفل الاجتماعي و له علاقة جيدة مع الأخرين ، لكن في الواقع هي علاقات سطحية تزول بزوال اهتمام الأخر، إن علاقاتهم سطحية ، و تعلقهم عابر مدى عبور الأشخاص و هذا لتعدد أوجه الأمومة و عدم ثباتها.
الصنف الثاني منطوي لا يبالي بالأخر عند الاقتراب منه يبكي أو يخفي وجهه أو ينسحب
( بدرة ميموني ، 2003 ، ص 173).

5- خصائص إدراك الذات  للأطفال المسعفين:

ضعف معرفة الجسم لأن الطفل يتعرف على جسمه من خلال عناية و معاملة الأم له ، و توظيفها لجسمه بملاطفته و لمسه و تقبيله لكن الطفل في المؤسسة لا يحظى بهذه العناية الوجدانية ، فهو يعيش في فراغ بدون مثيرات تساعد على الإحساس و الإدراك بجسمه و بخصائصه .
( بدرة ميموني , 2003 م ص 174 ) .

6- خصائص سلوكية  للأطفال المسعفين:

تتمثل في :
- الانضباطية : إضطراب يصيب الصغار و المراهقين و الكبار و عدم الانضباط الحركي و النفسي ( ضعف الانتباه و التركيز ، و تبقى الانضباطية حتى سن الرشد في العلاقات وفي العمل و التكوين ).
- عدوان ذاتي : كضرب الرأس ، عض يديه ، لطم وجهه أو نتف شعره ، ارتماء على الأرض ، تشنجات تحت تأثير الغضب والإحباط .
- حقد و عدوان : ضد المتسببين في الترك ، ثم يعمم ضد كل المحيطين به ، إلا إذا وجد عائلةة بديلة مقبولة و مستمرة . (rebert lafon . 1969.p1 )
- التبول اللاإرادي : وهي غالبا ما يكون مصدرها إما نفسي أو عضوي ، و تظهر معالم هذه الحالة خاصة دون سن الثالثة من العمر ترجع إلى الواقع أثناء النوم ، أو يرجع العديد من علماء النفس هذه الظاهرة إلى وجود اضطرابات نفسية تلقي بثقلها خاصة على الطفل المسعف ، الذي يكون عادة أكثر الأطفال حاجة إلى الحنان و حمايتها ورعايتها .
- الخوف : و عادة ما تظهر حالات الخوف عند الطفل قبل النوم مباشرة أو أثناء استغراقه فيه ، فالطفل الذي يعاني من هذا النوع من الاضطراب غالبا ما يكون خوفه هذا بمثابة انعكاس للحالة النفسية التي يفرضها عليه واقعه المعاش ، بحيث يكون لهذا الواقع الأثر المباشر أو الغير مباشر على مجمل سلوكه . ففي كثير من الحالات يترجم الخوف عند الطفل إلى جملة من السلوكات الحادة كالصراخ ، الفزع الشديد ، العدوانية ، البكاء ، ويرجع علماء النفس أسباب مثل هذه السلوكيات إلى شعور الطفل بعدم الأمان و الضياع ، ولكن سرعان ما تخف حدة هذه الانفعالات إذا وجد الطفل نفسه محاطا بحنان أمه ، و حينئذ تصبح عملية النوم لديه طبيعية و يمكن إجمال خصائص الطفل المسعف في أنه : مهمل ، حزين، وأحيانا حد عطوف وودود ، غير مستقر، كثيرا ما يعاني من اضطرابات سلوكية متنوعة كاضطرابات جسدية ، و أنه انفعالي ، منعزل ، وفي بعض الأحيان خجول ، يعاني من التبول اللاإرادي ، التبرز اللاإرادي ، مشوش ، فوضوي ، سيء ، غريب التصرف . Françoise gapari. 1989. p27) )


أماكن رعاية فئة الطفولة المسعفة :

1– المؤسسة الايوانية :

1 – 1 – تعريف المؤسسة الايوانية : " جمال شفيق أحمد " ( 1986 ) " عبارة عن مبنى واحد أو أكثر ، مجهز للاقامة الداخلية ، يودع بها الأطفال ذوي الظروف الأسرية الصعبة ، و التي تحول بينهم و بين استمرار معيشتهم داخل أسرهم الطبيعية ، و يوجد بها جهاز اداري مكون في بعض الأحيان من المدير و عدد الأخصائيين النفسانيين و الاجتماعيين و المشرفين الليليين ، و مدرسين متخصصين للأنشطة المختلفة ، و يطلق عليها اسم مؤسسة أيوائية اذا كانت حكومية ( أي تديرها وزارة الشؤون الاجتماعية ) ، و يطلق عليها دار أو جمعية أو ملجأ اذا كانت تتبع أدارة أهلية خيرية.
(جمال أحمد،1986 ،ص2)
عرفت المادة 48 من قانون الطفل مؤسسة الرعاية الاجتماعية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية ، بأنها كل دار لايواء الأطفال الذين حرموا من الرعاية الأسرية بسبب اليتم، أو تصدع الأسرة أو عجزها عن توفير الرعاية السليمة للطفل. (فاطمةشحاتة، 2008، ص 124).

شروط و اجراءات الالتحاق بالمؤسسة الايوانية :

يجب أن تنطبق على الطفل الشروط التالية :
- أن يكون يتيم الأبوين أو أحدهما .
- أن يكون الأب والأم بمستشفى الأمراض العقلية أو مودعا بأحد السجون .
- أبناء الأسر المتصدعة بسبب الطلاق أو زواج الأب أو الأم ، أو كلاهما ، بشرط عدم وجود کفیل لرعایته .
- ألا يكون حكم على الطفل في تشرد أو جناية أو ، سبق ايداعه بمؤسسة رعاية الأحداث .
- ألا يكون مصابا بمرض عقلي أو مرض معدي .

أما فيما يخص إجراءات الالتحاق فيجب أن :
- يتقدم ولي أمر الطفل بطلب التحاق الى ادارة المؤسسة ، مرفقا به شهادة الميلاد أو مستخرج رسمي منها ، و  صورتان شمسيتان للطفل ، و اقرار من الولي بموافقته على الحاق الطفل بالمؤسسة ، و على تنفيذ جميع توجيهاتها و تعليماتها ، و جميع الأوراق التي تثبت توافر الشروط المبينة السابق ذكرها .
- تقوم المؤسسة بعمل بحث اجتماعي شامل لأسرة الطفل .
- يوقع الكشف الطبي على الطفل المراد إلحاقه بالمؤسسة .
- و بالنسبة للبنت ، يجب التأكد من أنها مازالت بكرا .
- تجرى اختبارات الذكاء للطفل قبل القبول ، للتأكد من أنه غير مصاب بتخلف عقلي.
( أنسي محمد أحمد قاسم ، 1998 ، ص 48 ) .

– نظام العمل بالمؤسسة الايوانية :

في المؤسسة تقسم أماكن النوم الى عنابر و يقسم فيها الأطفال الى أسر صغيرة ، يشرف عليها أحد المربين بالمؤسسة ، و لكن يطلق عليها اسم المؤسسات المفتوحة نظرا لأنها لا تقوم على كامل الرعاية داخلها .
 ( محمد فهمي ، 2001 ، ص 355 )
 ، بمعنى أنه لا توجد فيها فصول تعليمية ، انما يذهب الأطفال الى المدارس القريبة ثم يعودون للمؤسسة ، فهم يتعلمون وسط الأطفال الأخرين ، و كذلك بالنسبة للتدريب ، فهم يدربون خارج المؤسسة و في الورش الخارجية ثم يعودون ، و كل الوسائل تساهم بفاعلية على تكيف الطفل مع المجتمع المحيط ، حتى يسهل اعادته مرة أخرى الى هذا المجتمع ، لأن اقامته بالمؤسسة عبارة عن فترة انتقالية مؤقتة .
( خليل معايضة و آخرون ، 2000 ، ص 88 )

- تعقيب على نظام العمل بالمؤسسة الايوائية :

 لقد أوضحت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين أودعوا بالمؤسسات وقضوا العام الأول من حياتهم فيها ، و كانت هذه المؤسسات يكتنف جوها الحرمان الحسي و النفسي ،
هؤلاء الأطفال ظهرت عليهم علامات التأخر الواضح في جوانب نموهم المختلفة ، أما الأطفال الذين ينتمون الى مؤسسات أيداع تعمد الى تنبيه الطفل و رعايته بقدر كاف معقول ، فلم تظهر عليهم علامات التأخر في نموهم ... فالمؤسسات التي لا تعمد الى العناية الفردية بالطفل و لاتقوم بعملية التنبيه الحسي و الحركي للطفل ، و يفتقد الطفل فيها الفرص السانحة للعب مع غيره من الأطفال و تناول الأشياء و امتلاكها ، و حرية الحركة و التنقل و الحديث ، و هذا النوع من المؤسسات ( و هو الشائع ) ، و هذا النمط من التربية مسؤول الى حد كبير عن التأخر الواضح في نمو الطفل في جوانب كثيرة . فالايداع بالمؤسسات ينطوي على مخاطر شديدة من الصعوبة ، ليس بالامكان التغلب عليها فيما بعد ، و ذلك بسبب ما ينطوي عليه الايداع من متغيرات ، مثل انعدام التفاعل الشخصي الوثيق بين الطفل و شخصية أخرى تقوم مقام الأم ، أو قلة الفرص المتاحة للتعلم الاجتماعي ، و ذلك أن النمو يتأثر تأثرا شديدا في نواحيه المختلفة ، بظروف الايداع التي تخلو الى حد ملحوظ من تلك الخبرات التي تكون موجودة في التفاعلات المركبة بين الأم والطفل في الظروف الأسرية العادية . (أنسي قاسم ، 1998، ص 33 )

- مزايا و عيوب المؤسسة الايوائية :


المزايا :
تقوم المؤسسة برعاية الأطفال رعاية جماعية ولها فوائد كثيرة نذكر منها :
- تقديم علاقة شبيهة بالعلاقة الطبيعية الأبوية ، فالطفل داخل المؤسسة يقوم بعلاقات مع بديلي الأبوين ، و بذلك يستطيع أن يشعر بنوع من الجو الأسري و بعلاقة الأمومة و الأبوة.
- رغم أن المؤسسة بداخلها الكثير من القواعد التي على الأطفال أتباعها ، فان هذا ضروري لكثير من الأطفال الذين يحتاجون دائما الى ضبط خارجي ، فالبناء الاجتماعي للمؤسسة ، يساعد على ضبط نفسه و تغيير سلوكه ليتوافق و يتماشى مع الجماعة التي يعيش فيها .
- يستطيع الطفل اذا لم يتكيف مع مجموعة من الجماعات أن ينتقل لجماعة أخرى قد يستطيع التكيف معها .
( نادية بعيبع ، 1999، ص 187 ) .

العيوب :
تتمثل عيوب هته المؤسسة في :
- أن العلاقات داخل المؤسسة تتخذ أشكالا رسمية ، و قد تنشأ علاقات غير رسمية داخلها مما يطلق نوع من الصراع ، و منها ينشأ الطفل في جو غير مناسب لتموه الطبيعي .


- اذا خرج الطفل من المؤسسة ، فان النظرة الاجتماعية اليه تكون قاسية ، باعتباره طفلا من المؤسسة، يلاحقه ازدراء المجتمع لأنه عاش بداخلها، و هو بهذا يختلف عن الطفل الطبيعي .
- الطفل اذا عاش في المؤسسة ، هذا لا يعني أنه سيتعلم فقط ماهو أيجابي ، بل مصابته لأطفال كثيرين يجعله يتعلم سلوكات سلبية .


الأسرة البديلة لفئة الطفولة المسعفة:


- تعريف الأسرة البديلة :

يطلق لفظ الرعاية البديلة على كل الوسائل التي تستخدم لتربية الطفل بعيدا عن أسرته الطبيعية ، و تقوم المؤسسات الاجتماعية باختيار الأسرة البديلة التي يلتحق بها الطفل ، هذه الأسر توجه من طرف المؤسسات و تشرف عليها ، و تصلح الأسرة البديلة في حالات :
- الأطفال المحرومين من الأبوين .
- الأطفال الغير حاصلين على الرعاية الملائمة في أسرهم الطبيعية .
- أو الذين يحتاجون الى رعاية خاصة بسبب مشكلاتهم السلوكية.(محمد أحمد، 1995 ص 274). حيث يتم استلام الطفل المراد رعايته من الجهات الأتية :
- مراكز رعاية الأمومة و الطفولة .
- أقسام و مراكز الشرطة ، اذا كان الطفل يبلغ من العمر سنتان فأكثر .
- المؤسسات المعدة لايداع الأطفال الضالين المحولين لها من مراكز الشرطة ، و ذلك بعد مرور سنة دون أن يتعرف على ذويهم .
- الأسر التي تتقدم بطلبات لرعاية أبنائها ، مما يزيد سنهم عن السادسة ، و ثبت من البحث الاجتماعي استحالة رعايتهم في أسرهم الطبيعية . (أنسي قاسم ، 1998 ، ص 49).

شروط و اجراءات قبول طلب رعاية الطفل في الأسرة البديلة :

يشترط أن تتوفر في الأبوين البديلين مايلي :
- مسلمين ، عاقاين و قادرين على القيام بشؤون المكفول و رعايته .
- الحد الأعلى للسن هو 60 سنة بالنسبة للرجال و 55 سنة بالنسبة للمرأة .
- غياب سوابق عدلية للزوجين الكفيلين .
- دخل الطالبين للكفالة يتعدى الحد الأدنى للأجر ، بعد طرح كل الأعباء الشهرية .
- يجب توفر سکن لائق .

-تحقيق نفسي تقوم به الأخصائية مع طالبي التكفل .
- يذهب المحقق الاجتماعي لمنزل طالبي الكفالة لتقييم الظروف المعاشة .
(زيدان عبد الباقي، 1980، ص 387 )
. أما فيما يخص اجراءات القبول فيجب :
- على كل أسرة ترغب في رعاية طفل ، أن تتقدم يطلب الى ادارة الأسرة و الطفل ، وعلى الادارة المختصة أن تقيد الطلبات في سجل خاص .
- تقوم ادارة الأسرة و الطفولة المختصة ببحث حالة في الأسرة ، و يرفق بالبحث المستندات التي تدل على صحة البيانات الواردة به .
- بعد قبول طلب الأسرة ، يتم تسليم الطفل للراغب في رعايته بعد أن يوقع على عقد رعاية الطفل ، طبقا للنموذج الصادر به القرار الوزاري .
- تلتزم الأسرة البديلة بأخطار ادارة الأسرة و الطفولة المختصة فورا عن كل تغيير في حالتها الاجتماعية، أو في محل الاقامة أو أي تغيير يطرأ على ظروف الطفل البديل ، قبل تشغيله في عمل، الحاقه بمدرسة تجنيده، هروبه، وفاته أوزواج الفتاة . (انسي قاسم، 1998، ص(50) .

- مشكلات تواجه فئة الطفولة المسعفة و الأبوين البديلين :

حل مشكلات تواجه الطفل داخل الأسرة البديلة :
رغم تواجد الطفل المسعف داخل الأسرة البديلة ، الا أنه يبقى يعاني من مشكلات أهمها :
- حاجة الطفل المتكفل به الى كميات كبيرة و مستمرة من العطف و الحنان ، لتعويضه عن الحرمان الطويل من تلك المشاعر الأسرية الطيبة من جانب ، و عدم استجابة أفراد الأسرة البديلة والأقارب و الجيران لذلك .
- خوف الطفل المتكفل به – اذا كان مدركا لظروفه - من أن يحرم من الحياة الرغدة التي يحياها مع هذه الأسرة ، و النتيجة المنطقية لهذا الخوف هي القلق ، و مع القلق يختفي الاستقرار و الثبات من العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة .
- حقيقة أن كثيرا من الأسر البديلة تنجح في اخفاء حقيقة الطفل ، و لكن من المؤكد أن الطفل آجلا أو عاجلا سيكتشف الحقيقة ، و يكون اكتشافها في عمر متقدم مدمرا لنفسيته في الغالب و قد يصاب بأمراض مضيعا لكل جهود الأسرة البديلة .

- التهديد المستمر من الأبوين البديلين ، بأنهما سيعيدان الطفل الى مؤسسة الأطفال ، أن لم يكف عن بعض السلوكات ، هذا ما يدفعه مستقبلا الى ضرورة البحث عن أسرته الطبيعية . ( زيدان عبد الباقي ، 1980 ، ص 390 ) .

حل مشكلات تواجه الأبوين البديلين : كثيرا ما نجد الأبوين البديلين يعانيان مما يلي :
- خوف الوالدين من سحب الطفل منهما بعد اعتيادهما حياة الأسرة المملوءة بشقاوة الطفولة .
- رغبة الأبوين البديلين في اعتبار الطفل المتكفل به أبنا طبيعيا لهم ، و من ثم يحذفان تاريخه نهائيا ، و لكن الوضع لا يستمر طويلا ، أذ أنه سيكتشف ذلك عند التحاقه بالمدرسة أو عن طريق المجتمع المحيط و عندها يكتشف الحقيقة القاتلة . ( زيدان عبد الباقي ، 1980، صں 390).
- ظهور اضطرابات سلوكية على الطفل المتكفل به ، يتعذر على الوالدين البديلين علاجها خاصة عند اكتشاف الطفل الحقيقته مع عدم تقبلها .

مزايا وعيوب الأسرة البديلة :


المزايا :
تتمثل مزايا الأسرة البديلة في التالي :
- تتيح الأسرة البديلة للطفل فرصة التفاعل الاجتماعي بمختلف جوانبه ، مثل الاشتراك في الأحاديث مع الكبار و التعامل معهم ، بينما أطفال المؤسسات يتهيبون من التعامل مع الكبار، حيث لا يرون الا من هم في مناصب الرؤساء .
- يتوفر للطفل في الأسرة البديلة اشباع دافع الانتماء و الحب ، و هو الدافع الذي يجعله يشعر بأنه مثل بقية الأطفال .
- توفر الأسرة البديلة للطفل فرصة اشباع الحاجة الى المعلومات و الحاجة الى الفهم ، حيث تتيح للطفل استخدام النقود في شراء ما يحتاج اليه ، وبيع ما يستغني عنه ، و من ثم يتزود بالخبرة الشخصية عن المعلومات الاقتصادية ، و يشبع غريزة التملك ، و بالتالي يتحقق له دافع الاحترام و التقدير .
- تشبع الأسرة البديلة الطفل بدافع الحاجة الى الجمال ، حيث تسمح له بانتقاء ملابسه مع ارشادات بأسلوب غير مباشر الى الألوان المتناسقة و الأذواق المألوفة .
- تشبع الأسرة البديلة لدى الطفل دافع الحاجة الى تحقيق الذات ، و ذلك باستشارة الطفل في أنواع الطعام التي يفضلها ، و الاستجابة لرغباته أو على الأقل الاستئناس برأيه ، مع اشراكه

– اذا كانت أنثى – في صنع الأغذية ، مما يزودهم بخبرة عملية مفيدة في الحياة الاجتماعية .
- تشبع الأسرة البديلة الطفل حاجته في اشباع دافع الاحترام و التقدير ، بتوفير الفرصة له للحديث عن أبيه وأمه و أشقائه و أقربائه ، مثلما يفعل الأطفال العاديون .
- توفر له الحياة في الأسرة البديلة فرصة اكتساب بعض الأنماط السلوكية المعيارية التي تحتاج اليها المناسبات ، مثل الأفراح ، المواليد و الوفيات ... و ما الى ذلك .
- احتمال بقاء الأسرة البديلة كأسرة طبيعية في مختلف مواقف الحياة الاجتماعية بالنسبة للطفل ، و لاسيما في حالات المرض ، العوز ، الزواج و الوفاة ... و هناك نسبة لا بأس بها من هذه النوعية من الأطفال الذين صاروا رجالا ، و أصبحت لهم مصادر الدخل التي مكنتهم من مساعدة أفراد الأسرة البديلة الذين كانوا في حاجة ماسة الى مساعداتهم . حقيقة ، ان الأسر البديلة ليست كلها بهذه الصفات ، و انما النموذجية منها فقط .
( زيدان عبد الباقي ، 1980 ، ص 394) .

العيوب :
تتمثل في :
- التدليل  وخاصة إذا كانت الأسرة قد عانت لفترة طويلة من الحرمان من الانجاب بسبب العقم ، فيحتمل أن يحوطوا هذا الطفل القادم بالتدليل و تحقيق كل رغباته ، فبالتالي ينشا أنانياً كثير المطالب ، غير قادر على تحمل المسؤولية .
- الحماية الزائدة : وخاصة إذا كانت الأم البديلة لديها سمات عصابية تجعلها شديدة الحرص وشديدة الخوف عليه، فتحوطه في كل حركاته وسكناته فينشا إعتمادياً خائفاً، أو يتمرد بعد ذلك على تلك الحماية وخاصة في فترة المراهقة، فيصبح عدوائياً ثائراً .
- الإهمال وهذا يحدث في حالة الأسرة التي تكفل الطفل مقابل مكافأة مادية، فغالباً لا يكون لديهم عطاء عاطفي له وهذا الإهمال يجعله ينشأ منطوياً حزيناً فاقداً للثقة بنفسه وبالناس .
- النبذ وهو يحدث شعورياً أو لا شعوريا نتيجة الوصمة الاجتماعية التي يحملها هذا الطفل لكونه لقيطاً أو منبوذاً من أسرته الأصلية. وهذا النبذ يجعله مليئاً بالغضب والميول العدوانية نحو الأخرين .
- الغيرة وتحدث غالباً في فترة المراهقة، فإذا كانت المتبناة بنتاً فربما تحدث غيرة من الأم البديلة تجاهها ، حيث تخشى حدوث ميل عاطفي أو غيرة بين البنت وبين أبوها بالتبني ،

وإذا كان المتبنى ولداً حدث العكس. وهذه الغيرة ربما لا تظهر بشكل مباشر وإنما تظهر في صورة اضطراب في العلاقات ربما تصل إلى محاولة التخلص من هذه البنت أو الولد ، وأحياناً يتم التخلص منها أو منه بشكل عدواني وهذا نوع من العدوان تمارسه الأم أو الأب بالتبني بدافع الغيرة .
- التفرقة في التعامل : وإذا كان المتبنى أو المكفول يعيش في أسرة بها أطفال آخرين من صلب الأب والأم ، فغالبا ما تحدث تفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعوره بالاختلاف والنبذ والظلم وعدم الأمان .
(محمد المهدي ، 05/09/2004 ، موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية ، سيكولوجية التبني – الكفالة - الأسرة البديلة ) .
http://www.maganin.com/articles/articlesview.asp?key=134) -

مقارنة بين المؤسسة الايوانية و الأسرة البديلة :

ففي المؤسسة ، مقارنة بالمنزل العادي ، يكون هناك دفاء و اتصال فيزيقي بسيط ، و استثارة عقلية و انفعالية و اجتماعية أقل ، و كذلك هناك نقص في تشجيع و مساعدة الطفل على التعلم الايجابي . و قام بروفينس و ليبتون " 1988 " بمقارنة سلوك الأطفال الذين يعيشون في مؤسسات ، و بسلوك الأطفال الذين يعيشون مع عائلاتهم ، و في السنة الأولى من العمر ، أبدى الأطفال في المؤسسات عجزا تاما في علاقاتهم بالأفراد ، فنادرا ما يلجئون الى الراشدين طلبا للمساعدة أو للمتعة ، و لا يبدون علامات على الاتصال و التعلق القوي بأي شخص ،
كما لوحظ تخلف واضح في الكلام و النمو اللغوي ، و التبلد الانفعالي و أنشطة لعب تكرارية فقيرة ،
و على العكس من أطفال الأسر، فقد فشل أطفال المؤسسات في أن يبدون تمايز الشخصية . و التعلم الذي يعتقد أنهما من انجازات العام الأول من العمر للطفل ، و الأساس الذي يبنى عليه التعلم فيما بعد .
(أنسي قاسم ، 1998، ص 33 )


خلاصـة
من خلال ما تناولناه في هذا البحث ، استطعنا أن نعط نظرة مجملة عما يعيشه الطفل اللاشرعي سواء بالنسبة لمعاشه النفسي ، أو لمعايشته لمجتمعه و قد وجدنا أن هذا الطفل لم يجد مكانه بعد في مجتمعنا نظرا لقيم المجتمع الخاصة و التي تقرض قيودا و حدودا معينة ، و بالتالي يصبح الطفل هو الضحية الأولى البريئة لعدم استقرار الأسرة ، نظرا لتميز الطفل بالعجز شبه التام ، لدى ولادته و حاجته الشديدة لمن يحميه و يعتني به ، في محيط هادى و سليم حتى يتجاوز مختلف مراحل النمو ، و يحقق نضجا و استقلالا خلال الرشد و لا شك أنه من الصعب تحقيق ذلك في ظل الاضطراب الاجتماعي .


قائمة المراجع
صولي أروى سارة . ( 2013 ) . صورة الأم لدى الطفل المسعف . مذكرة ماستر علم النفس العيادي . جامعة محمد خيضر . بسكرة . الجزائر
للمزيد من المعلومات حول الطفولة المسعفة يمكنك تحميل الدراسة كاملة صورة الام لدى الطفل المسعف pdf